القائمة الرئيسية

الصفحات

اكتشاف علمي... ورؤية فلسفية وحسية للكون؟


اكتشاف علمي... ورؤية فلسفية وحسية للكون؟

رجاء القراءة للنهاية...لم ينتبه احد في خضم الاحداث الحالية والمتوترة والتي اخذتنا بعيدا جدا عن المعرفة والتأمل والاحساس بالوجود وعلاقتنا الحميمة بالخلق والكون والخالق الاعظم... بمعرفة احدث اكتشاف فيما يخص مجرتنا "درب التبانة"..فقد اعلن علماء الفضاء أنهم اكتشفوا ثقبين أسودين متواريين داخل عنقود من النجوم المتراصة في مجرة درب التبانة...وفوجيء فريق العلماء الدولي عندما لاحظ ما بدا أنه ثقبان أسودان...كل واحد منهما أضخم بما بين 10 و20 ضعفا من شمسنا..قرب لب عنقود من النجوم يسمى "ميسيير 22 (إم22)" والذي قد يحتوي على مائة ثقب اسود اخر....وهذا الكشف يعارض كثيرا من العلم المسلم بصحته حول عناقيد النجوم الكروية التي يبلغ عمرها نحو عشرة مليارات سنة في المتوسط وتضم نحو مليون نجم...
وكان الباحثون في الجوانب النظرية يعتقدون إمكانية وجود ما لا يزيد على ثقب واحد ماص للمادة في العنقود الكروي الواحد، الذي يوجد منه العشرات في درب التبانة....ويعتقدون أن الثقوب السوداء تغوص نحو منتصف العنقود حيث تبدأ "رقصة" تجاذبية، ويُقذف معظمها خارج العنقود مع بقاء ثقب واحد فقط...
لكن فريق العلماء قال إن تقييمهم للصور المأخوذة بأشعة إكس والصور اللاسلكية والبصرية بالأشعة تحت الحمراء للعنقود النجمي إم22، قادهم إلى استنتاج أن الأشياء التي رصدوها كانت في الحقيقة ثقوبا سوداء....ومن المعلوم أن الثقوب السوداء هي مناطق كثيفة جدا فيما يعرف بـ"الزمكان" -وهي كلمة منحوتة من كلمتي الزمان والمكان لتعبر عن الفضاء الرباعي الأبعاد الذي أدخلته النظرية النسبية ليكون فضاء الحدث بدلا من المكان المطلق الفارغ في نظرية الكم....حيث تكون القوة الجاذبة شديدة جدا لدرجة أنه حتى الضوء لا يستطيع الانفكاك منها.... والثقب الأسود الاساسي يوجد في مركز المجرة ويتكون عدد منه بداخلها وهو ما يتبقى عندما يموت نجم ضخم وينهار في ذاته...كما حدث مع سوبر نوفا....
ومن الجدير بالذكر أن الثقوب السوداء عادة ما تكون متوارية وساكنة وغير مكتشفة في مركز المجرات، لكن يمكن تتبعها أحيانا من خلال بقايا الفضلات عندما تتغذى على النجوم التي تغامر بالاقتراب منها.

وكنت دوما احب تأمل خلق الخالق برؤى فلسفية وحسية...فكما للثقوب السوداء رقصة تجاذبية...فكذلك للمجرات رقصة "مجرية" خاصة بها...فدعوني اسألكم.... ما الذي تعرفونه عن أندروميدا؟؟؟ بصرف النظر عن كونها المرأة المكبلة بالقيود الشهيرة في اسطورة برسايس وميدوزا الاغريقية...اندروميدا هي اسم مجرة من اقرب المجرات الينا وتعتبر توأما لمجرتنا درب التبانة..والحقيقة انها تسير متسارعة باتجاه مجرتنا بسرعة 100 كم\ساعة..والسناريو العلمي المتوقع انها سوف تلتحم بمجرتنا بطريقة تصادمية صاخبة..يصاحبها ما يسمى علميا برقصة المجرات أو The Dance of The Galaxies وفيها مشهد رائع من الالتفافات وتصادمات بين مليارات النجوم والكواكب التي تحويها المجرتين..حتى تصلان الى مرحلة اندماج الثقوب السوداء في مراكز كليهما ليتكون ثقب اسود واحد وكيان واحد وليد من مجرة جديدة..وياخذ هذا الثقب الاسود بابتلاع الكثير من الغبار والحطام الكوني والغازات الزائدة في هذه الولادة الجديدة...والخلاصة الفلسفية..ان التصادمات الشديدة في الحياة..قد تؤدي الى قمة رقصات الالم والانهيارت الحسية وذلك لاعادة التناغم والتشكيل لبداية حياة جديدة وليدة تلفظ كل ما هو فاسد وتبقى ما يدعم استمرارها بقوة...فكل ما يحدث بالكون لا يرتبط بالعلم فقط ولكن يرتبط بالحكمة والبعد الحسي الذي ارادنا الله ان نعتبر به...فالكون من اصغر مكوناته لاكبر مكوناته مليء بالمشاعر والحياة والحركة والموت والحياة والنهايات والبدايات والتجاذبات والتنافرات...ولكن لا اعتقد ان به كراهية...فقط هو الحب والخير والانصياع طوعا لخالقه..وكما يقول الفيلسوف طاغور:
كما ان الطفل في رحم امه يجد قوامه باتصال حياتها التي هي اوسع من حياته..فكذلك روحنا..تجد غذاءها في الخير فحسب..وفي كل الخير في الكون من حولنا...ذلك الخير الذي يعد بمثابة الادراك لوشائجها الباطنه..والممر الذي يوصلها الى اللانهائي الذي يحيطها ويغذيها..فالحق هو غذاء الروح المقدس الذي لا يشبع الانسان منه..اننا ننحني اجلالا لك يا من تنبعث عنه مسرات حياتنا..وننحني لك يا من يضيء منه خير روحنا..وننحني لك يا من هو الخير الاسمى..يا من فيك نتصل بسائر الاشياء..في الامن والتوافق ..والاحسان..والحب
وسبحان الله وبحمده...سبحان ربي العظيم
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع