القائمة الرئيسية

الصفحات

من اوجه الاعجاز الرباني...هل توجد اشكال للحياة غيرنا في الكون وكيف عالج القرآن هذه الحقائق؟


من اوجه الاعجاز الرباني...هل توجد اشكال للحياة غيرنا في الكون وكيف عالج القرآن هذه الحقائق؟

احبابنا في الله...موضوعنا اليوم عن الاعجاز الرباني في تناول حقيقة وجود اشكال للحياة اخرى في الكون.. ففي كل يوم تظهر دلائل جديدة على وجود حياة في الكون خارج المجموعة الشمسية، لنتأمل آخر الاكتشافات العلمية وكيف تحدث القرآن عن هذا الموضوع..

دلائل علمية أقرب إلى الحقيقة

إنه حديث العلماء في العصر الحديث: لا يمكن أن نكون وحدنا في هذا الكون الواسع! فإذا ما تأملنا الأبحاث الكثيرة الصادرة حول الحياة في الكون نلاحظ أن معظم العلماء يؤكدون أن الحياة قد تكون منتشرة في كل مكان في هذا الكون الواسع .

لأكثر من مئة سنة والعلماء يتساءلون عن أسرار الحياة على الأرض، ولماذا نجد الأحماض الأمينية العشرين ذاتها في جميع الكائنات الحية! فقد وجد العلماء أن الجزيئات العضوية وهي أساس الحياة موجودة في الغبار بين النجوم والمجرات منذ بلايين السنوات. حتى إن الكثير من العلماء اليوم يعتقدون أن كتل بناء الحياة جاءت من خارج الأرض من الفضاء البعيد .

هنالك الكثير من الجزيئات العضوية الموجودة في الغبار الكوني بين المجرات، ولذلك هنالك اعتقاد سائد بين علماء الفلك أن الحياة موجودة في مختلف أجزاء الكون وليس على الأرض فقط.

إن المذنبات الساقطة على الأرض كانت تحمل آثاراً للحياة، هذه الآثار كما يقول العلماء جلبتها النيازك من بين المجرات حيث تنتشر الجزيئات العضوية التي هي أساس الحياة، وبما أن النيازك تملأ الكون وتتساقط على كل الكواكب في الكون، إذن هنالك احتمال أن تكون هذه النيازك قد حملت الحياة إلى كواكب أخرى غير كوكب الأرض.
وفي الصورة المرفقة صورة بالمجهر الإلكتروني مكبرة آلاف المرات لسطح النيزك ALH84001 الذي جاء من المريخ وسقط على الأرض، ونرى في الصورة آثاراً لجزيئات عضوية متحجرة كانت موجودة قبل ملايين السنين.

ويقول أحد علماء الفلك وهو الدكتور Cronin يوجد في الكون أكثر من مئة بليون بليون كوكب شبيه بالأرض وصالح للحياة، إذن الذي حدث على الأرض يمكن أن يحدث على كواكب أخرى! .

ولذلك يحاول العلماء اليوم في جامعة Illinois في شيكاغو ابتكار طرق جديدة لاستكشاف الحياة على كواكب أخرى غير الأرض . ويقولون إن هنالك احتمالاً كبيراً جداً لوجود حياة على كواكب أخرى غير الأرض.

أما الدكتور سكوت من وكالة "ناسا" فيقول: في كل عام يسقط على الأرض أكثر من مئة طن من المواد تأتي من الفضاء الخارجي، ومعظم هذه الكمية تأتي على شكل مواد عضوية. ويقول العالم Allamandola أحد علماء "ناسا" إن الحياة موجودة في كل مكان في الكون .

كما وجد علماء من وكالة "ناسا" آثاراً لمركبات سكرية وكربون عضوي على أحد النيازك الساقطة على الأرض والقادمة من الفضاء الخارجي، ولذلك أضافوا دليلاً جديداً على احتمال وجود الحياة في الفضاء الخارجي.

الحياة منتشرة في كل مكان من الكون؟؟؟

هنالك علماء من أمثال الدكتور فرِد آدمز من جامعة مشيغان يفترضون وجود توزع منتظم للحياة في الكون!! ويقولون إن الحياة الميكروبية الدقيقة موزعة في مختلف أجزاء الكون، وسبب هذا الاعتقاد هو الانتشار الكبير للمادة في الكون ومع هذا الانتشار فإن النيازك المتساقطة على الأرض تكون غالباً محمَّلة بآثار للحياة البدائية، ومع أن مصدر هذه النيازك متنوع وعمرها متنوع أيضاً فإنها تشترك بوجود آثار للمواد العضوية التي هي أساس الحياة.
ويقول الدكتور آدمز إن الأرض خلال أربعة آلاف مليون سنة قذفت ما لا يقل عن 40 ألف مليون حجر محمَّل بالحياة، هذه الأحجار من المحتمل أن تسقط على كواكب أخرى حيث تتوافر البيئة المناسبة لنمو حياة جديدة .... وهكذا .

وقد دلت القياسات الجديدة للنيازك المتساقطة على الأرض أنه يسقط كل يوم بحدود 300 كيلو غرام من المادة الحية من الفضاء الخارجي .

ومنذ فترة وجيزة اكتشف العلماء كوكباً شبيهاً بالأرض يبعد عنا بحدود 20 سنة ضوئية، وقد وجد العلماء أن الظروف البيئية السائدة على هذا الكوكب شبيهة بتلك الخاصة بالأرض، وأن درجة الحرارة مناسبة للحياة على ظهر الكوكب الجديد، وأن هناك احتمالاً كبيراً جداً لوجود حياة بدائية على هذا الكوكب . ويقول العالم الأسترالي ت[2]لDayal Wickramasinghe :

I think you could at least say that Earth isn't unique in the universe

أظن بأنه يمكنكم القول إن الأرض ليست هي الوحيدة في هذا الكون.

كيف عالج القرآن هذه المعلومات؟

لا تعجب أخي القارئ إذا علمتَ بأن القرآن قد تحدث بدقة مذهلة عن هذه المعلومات الجديدة التي هي محل اعتقاد معظم علماء الفلك اليوم. فقد رأينا في المعلومات السابقة عدداً من النتائج التي وصل إليها العلماء بنتيجة اكتشافاتهم الكونية، ويمكن تلخيصها بنقاط محددة:

1- يتحدث العلماء عن وجود حياة خارج الأرض أي في الكواكب البعيدة.

2- يعتقد العلماء بشدة أن الحياة لا تتركز في كواكب محددة بل هي منتشرة في كل مكان من الكون.

3- يعتقد العلماء أيضاً أن رحلة بحثهم عن الحياة في الكواكب البعيدة لابد أن تسفر عن الالتقاء مع عوالم جديدة والاجتماع مع المخلوقات التي تسكن الفضاء الخارجي.

العجيب إخوتي أن هذه النتائج الجوهرية التي وصل إليها العلماء بعد تجارب مضنية استمرت أكثر من نصف قرن، هذه النتائج جمعتها لنا آية واحدة فقط من كتاب الله تعالى! تأملوا معي هذه الآية العظيمة التي حدثنا فيها الله تعالى عن معجزة من معجزات خلقه وآية ينبغي علينا أن نتفكر فيها، يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29].

إنها إشارات مبهرة في آية واحدة:

1- إشارة إلى وجود حياة خارج الأرض أي في السماوات من خلال قوله تعالى: (وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ) ففي كلمة (فيهما) إشارة إلى وجود الحياة في السماء والأرض.

2- إشارة إلى الانتشار الكثيف للحياة في الكون من خلال قوله تعالى (بَثَّ) وهذه الكلمة تشير إلى الانتشار الواسع للحياة، وهي كلمة مناسبة جداً لما يعتقده العلماء اليوم من انتشار منتظم للحياة في كامل الكون.

3- إشارة إلى احتمال اجتماع مخلوقات من الكواكب البعيدة معنا، وذلك من خلال قوله تعالى: (وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ).


هل يمكن ان نكون وحدنا في الكون مع اكتشاف اكثر من 500 مليون كوكب في منطقة الحياة من مجرتنا وحدها؟؟؟

وحديثا أشارت البيانات التي التقطها تلسكوب كبلر من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا ) إلى تقدير وجود 50 بليون كوكب في مجرة درب التبانة وكان كبلر اكتشف حتى تاريخه 1235 كوكباً منها 54 تقع في نطاق 'المنطقة المعتدلة' Goldilocks Zone والتي تلائم ظروف الحياة كما هي على كوكبنا الأرض . ويقدر عالم الفلك سيث شوستاك أنه يوجد على الأقل 30,000 كوكب آهلاً بالحياة ضمن نطاق يمتد لـ 1000 سنة ضوئية عن الأرض.

وقد حدد العلماء أن واحداً من كل إثنين من النجوم لديه كوكب واحد على الأقل وأن هذا الكوكب في 200 من النجوم يحتمل أن يوفر ظروف نشأة الحياة كما نعرفها. قام العلماء بأول إحصاء كوني للكواكب في مجرتنا وأتت الأرقام فلكية : إذ أن هناك على الأقل 50 بليون كوكب في مجرة درب التبانة منها ما لا يقل عن 500 مليون في منطقة ليست بساخنة جداً وليست بباردة جداً حيث يمكن أن توجد فيها حياة. واستنتجت تلك الأرقام من النتائج الأولية لتلكسوب كبلر الذي وضع بهدف تصيد الكواكب الاخرى في الكون.


منطقة الحياة
يعرف نطاق المنطقة المأهولة Habitable Zone والتي تعرف اختصارً بـ HZ في علم الفلك على أنها المسافة بين النجم وكوكب شبيه بكوكب الأرض بحيث يمكن أن يحتفظ بمياهه على سطحه ، وهذه المنطقة عبارة عن تقاطع منطقتين توفران الفرصة لقيام الحياة فالأولى تقع في النظام الكوكبي والثانية في المجرة ، تكون الكواكب والأقمار في تلك المناطق مرشحة أكثر من غيرها لتكون مأهولة وبالتالي قادرة على تحمل شكل من الحياة الخارجية تشبه حياتنا . هذا المفهوم لا يتضمن التوابع (الأقمار) لأنه لا يوجد أدلة كافية ونظريات تتكهن بأن الأقمار قد تكون مأهولة على إعتبار قربها من الكوكب. ويشار إلى المنطقة المأهولة عادة باسماء مثل "منطقة الحياة" و "منطقة الإعتدال" و"الحزام الأخضر" ومنطقة غولديلوكس ".

لا ينبغي الخلط بين مفهوم المنطقة المأهولة وبين ظروف السكنى في الكواكب. ففي حين يتناول السكنى في الكواكب فقط الشروط المطلوبة للحفاظ على الحياة القائمة على عنصر الكربون، يقتصر تعامل المنطقة المأهولة على توفير الشروط المطلوبة والممتازة للحفاظ على الحياة القائمة على الكربون.

يحتمل بأن الحياة أكثر ميلاً للنشوء ضمن "المنطقة المأهولة المحيطية " والقريبة من النجم وتسمى CHZ في النظام الشمسي . وأيضاً في المنطقة المأهولة المجرية وتسمى GHZ وهي جزء من المجرة الأكبر (رغم أن البحث في تلك النقطة ما يزال في بداياته ).

يجب أن تكون المنطقة المجرية المأهولة GHZ قريبة بشكل كاف من مركز المجرة لكي يكون بإمكان عناصر ثقيلة في التكون أي كافية لتشكيل الصخور أو الكواكب المطلوبة لتدعم ظروف الحياة . وأيضاً تلك العناصر الثقيلة مطلوبة لأنها أساس الجزئيات المعقدة للحياة، ومن جهة أخرى قد لا تكون العناصر الثقيلة ضرورية لكافة أشكال الحياة ، العناصر الثقيلة بالعموم مطلوبة لأشكال الحياة المعقدة على الأرض .

كوكب غولديلوكس
يعرف كوكب غولديلوكس على أنه كوكب يقع ضمن المنطقة المأهولة حول النجم ويستخدم هذا الاسم للكواكب التي تقترب في حجمها من حجم كوكب الأرض ، وقد أتى الاسم من قصة الفتاة غولديلوكس والدببة الثلاثة، وفيها تختار الفتاة أشياء من ثلاثة مجموعات من الأغراض التي تخص الدببة متجاهلة الأشياء المتطرفة في حجمها ( عملاقة أو صغيرة جداً ، ساخنة أو باردة ..الخ) وحسمت قرارها في إختيار الأشياء الوسط . وعلى نحو مشابه تتبع الكواكب الآهلة بالحياة مبدأ غولديلوكس فهي ليست بعيدة كثيراً من النجم كما أنه ليست قريبة منه جداً لكي لا يتبخر الماء على سطح الكوكب أي لتحافظ على المياه على سطحه وهذه هي الحياة كما نفهمها نحن البشر على الكوكب. ومع ذلك يوجد كواكب في المنطقة المأهولة لا تستضيف الحياة (مثل الكواكب العملاقة الغازية) ويمكن أيضاً أن تسمى كواكب غولديلوكس لكن كوكب الأرض أقوى مثال على كوكب غولديلوكس.

كواكب يحتمل أنها مأهولة
- في عام 2007 عثر على كوكب إطلق عليه اسم Gliese 581 d وفي عام 2009 وجد أنه يقع في المنطقة المأهولة من حيث بعده عن النجم.

- وفي عام 2010 اكتشف كوكب أطلق عليه اسم Gliese 581 g وهو أكثر كوكب غولديلوكس شبيه بالأرض حتى يومنا هذا ، ويدور كوكب Gliese 581 g في مداره حول نجم قزم أحمر هو Gliese 581 ويبعد عن الأرض 20.5 سنة ضوئية في كوكبة الميزان ، وهو سادس كوكب اكتشف في النظام الشمسي الخارجي لـ Gliese 581 وهو الرابع في الترتيب في بعده عن النجم، و أعلن عن هذا الإكتشاف ليك-كارنيجي للمسح الكواكبي في أواخر سبتمبر من عام 2010 وبعد عقد من السنين في الرصد الفلكي.

رأي النقاد
انتقد كلاً من إيان ستيورات وجاك كوهن في كتابهما "تطور المخلوق" Evolving the Alien فرضيات المناطق المأهولة لسببين : الأول هو الإفتراض المبني على أن حياة المخلوقات على الكواكب الأخرى لها نفس متطلبات الحياة للمخلوقات الأرضية ، والثاني هو أنه بناء على الإفتراض الأول فإن هناك أيضاً ظروف أخرى محتملة في الكواكب الملائمة خارج حدود "المنطقة المأهولة " ، على سبيل المثال يعتقد بأن لـ يوروبا (قمر لكوكب المشتري) سطح يحوي محيط جزئي له بيئة شبيهة بالمحيطات العميقة على الأرض ومع إكتشاف وجود مخلوقات تسمى إكستريموفيليات extremophiles (متعضيات غالباً ما تكون أحاية الخلية تتواجد في ظروف قاسية جدأً مثل الينابيع الحارة والمثلجات القطبية وفي ظروف الحرارة الشديدة والضغط ) فإن العثور على أشكال من الحياة على قمر يوروبا بات ممكناً رغم أنه يقع خارج حدود المنطقة المأهولة المحيطية CHZ.


ويعتقد عالم الفلك كارل ساغان أن الحياة ممكنة أيضاً على الكواكب العملاقة الغازية (زحل ، المشتري، أورانوس ، نبتون)، وإذا تم بالفعل إكتشاف شكل من الحياة في تلك الظروف البيئية فإنه الفرضيات الأكثر تقييداً ستوصف بأنها متحفظة جداً. وقد ثبت أنه يمكن للحياة أن تتطور للتغلب على ظروف قاسية .

وسبحانك يا الله! والله إن الذي يقرأ ايات الله بشيء من التدبر والإنصاف يدرك على الفور أنه لا يمكن لأحد في زمن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام أن يتحدث بهذه الدقة عن الانتشار المنتظم للحياة في الكون، فأين هؤلاء الذين يملؤون مواقعهم على الإنترنت بمقالات تنتقد القرآن على كتاب أساطير لا يصلح لمثل عصرنا هذا؟ أين هؤلاء الملحدين من كلام الله عز وجل؟

لذلك نطلب منهم أن يتأملوا كلام الله تعالى ويدرسونه ليدركوا أنه لو كان كلام بشر لوجدوا فيه التناقضات العلمية والاختلافات وندعوهم لقراءة آية واحدة من كتاب الله تعالى يخاطبهم بقوله: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].

وسبحان الله وبحمده ...سبحان ربي العظيم
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع