القائمة الرئيسية

الصفحات

الفتنة في الدين وثوابته والبعد عن الحق.. الطعم الشيطاني الأنجح لمخطط العداء البشري وترسيخ فتنة الدجال؟


الفتنة في الدين وثوابته والبعد عن الحق.. الطعم الشيطاني الأنجح لمخطط العداء البشري وترسيخ فتنة الدجال؟

احبابي في الله.. ونحن مقبلون على فترة من أهم الفترات في حياتنا الدنيا.. علينا أن نفيق ونتذكر أن اننا تم تحذيرنا من فتنة الدجال.. لا الدجال بشخصه.. تلك الفتنة التي بلغت اوجها طوال القرن الماضي.. وتبلغ ذروتها الآن وفيما هو قادم.. إن ما يشاهد الآن من تزيين الباطل والاغترار بشتى الوسائل وفي كل المجالات.. وما نتج عنه من آثار خطرة وخبيثة في العالم كله.. ولا سيما العالم الإسلامي.. ليعتبر نذيراً للبشر.. من عاقبة الانصياع للشياطين وزخرفهم وغرورهم.. ولتعلموا انه مهما بلغت مخططات الشيطان وحزبه فلن تتم إلا بأيدينا.. ببعدنا عن حقيقة ما وهبنا الله إياه من نور تهتدي به العقول والقلوب والأبصار.. وبعدنا عن مراد الله منا وفطرته السوية وثوابت دينه القويم.. وقال تعالى:( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينـزغ بينهم، إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً ) الإسراء: 53...
فالشيطان هو الذي يسعى بشتى الوسائل والأساليب للإفساد بين الناس.. وإحداث الخلاف والفرقة بينهم.. وجعل المبطل يقف من المحق موقف المعاند المكابر وبذلك يصبح الناس في خلاف دائم وشقاق مستمر.. (إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ ) [فاطر: 6]... وحزبه أو جماعتة هم من تعصَّبوا للأفكار الشيطانية يعملون من أجلها بعيدة عن منهج الله السوي.. فهو يدعو حزبه ليكونوا كثرة فيكثر المتخبطون في منهج الله والخارجون عنه في مقابل الإيمان والطاعة.. هذه هي العلة... فمراد المخطط الشيطاني ليس تدمير البشرية بقدر قيادة ما يستطيعه من بني آدم للجحيم.. ولن يتم هذا إلا بتفكيك الإنسان نفسه.. وتدمير وعيه وايمانه.. وتزييف الباطل بالحق.. واللعب بأطماع ومخاوف وضعف البشر.. ويعدهم ويمنيهم.. حتى تطمس على قلوبهم ولا يفقهوا قول الله تعالى: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)[يوسف: 5]...فيتمكن من ضربهم ببعض.. وايقاد الحروب والشرور.. وما الدجال الا من عاهد الشيطان ليكون صورته الانسية في تنفيذ مخططه.. ألا وهو بالأساس تدمير التوحيد والايمان اليقيني بالله.. ليقوده في نهاية المطاف مع كل من استخدمهم وكل من تبعهم للجحيم التي تنتظرهم بغيهم وضلالهم.. وتدمير التوحيد والايمان اليقيني لا يكون بالمادة فقط.. لكن الأهم أن تضرب تلك الروحانيات الايجابية بالروحانيات السلبية... فالحرب الروحية أشد وطأة وخطراً من الحرب التقنية والعسكرية.. وفي وقتنا الحالي يلعب الدمج الروحاني والتقني أهم أدواره لتنفيذ أهداف الشيطان تحت مسمى فتنة الدجال.. كل هذا لأجل ماذا؟؟؟ مجابهة الروح الفطرية بتلك الشيطانية مما يلزمه ذلك الاندماج التقني والنفسي الذي نعيشه منذ عقود اعلاميا وثقافيا وعلميا وسياسياً.. مما يقود لنسيان الثوابت واضعافها بحيث يسهل تفتيتها وخداعها.. نسيان التوحيد.. نسيان أصول وثوابت الدين والعقيدة.. وتجنيد عملاء تتم صناعتهم داخل الحركات الدينية نفسها.. وأئمة للباطل.. سواء بعلمهم او دون علمهم بقيادتهم للضلال حتى الاستحواذ عليهم...

ودعونا نتمعن في الحديث التالي... عن ثوبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله تعالى زوى لي الأرض -أو قال-:إن الله عز وجل زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها، وأن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي تعالى لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة، ولا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال لي: يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، ولا أهلكم بسنة بعامة، ولا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها -أو قال-: بأقطارها ..حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً، وحتى يكون بعضهم يسبى بعضاً، وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى)...((صحيح) اخرجه احمد ج4 وابو داود 4252 وغيرهما)..

فالحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام سأل ربه كما جاء في هذا الحديث أموراً ثلاثة: فأعطاه اثنتان ومنعه الثالث، فسأله أولاً: أن لا يهلك هذه الأمة بسنة بعامة... وهذه استجاب الله عز وجل لسؤال نبيه صلى الله عليه وسلم فلا يمكن أن تهلك هذه الأمة بسنة بعامة.. كقحط عام شامل لكل الأمة.. وهذا لا يعنى أنه لا يقع جوع أو مجاعة في بعض جهات الأمة وقد يموت بعضهم بسبب الجوع..
لكن الأهم.. أن لا يمكن أيضاً أن يسلط الله عز وجل على هذه الأمة عدواً أخطر من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها.. ومعنى يستبيح بيضتهم أي مجتمعهم وموضع سلطانهم ومستقر دعوتهم.. أي يجعلهم له مباحاً لا تبعة عليه فيهم... ويسبيهم وينهبهم.. وهذا لا ينافى أن يتسلط الكفار وأعداء هذا الدين على بلد معين، أو منطقة معينة وأيضاً لا يمنع أن يتمكن الكفار من تقتيل وتشريد المسلمين.. وانتهاك حرماتهم في بقعة من البقاع.. لكن الأخطر هو التمزيق من الداخل والاستباحة من بعضنا البعض وتمكين الشيطان منا نحن لا على يد حزبه.. ولنتأمل ما يحدث في بلادنا بأيدينا.. وبمن ارتضى أن يكون أداة ..ولو بمسمى الدين.. لأعداء الدين وأعداء البشرية جمعاء..
احذروا جميعاً مما يحدث من تفكيك وتمزيق وتزييف وأئمة الباطل الذين يلبسون ثوبنا.. ليتم التمهيد للخداع القادم.. ارجعوا لثوابتكم ولما أمركم الله به وما نهاكم عنه.. واعلموا انه لا بد أن تكون راية التوحيد مرفوعة وستزال هناك فئة وطائفة من هذه الأمة ظاهرين على الحق.. لا يضرهم وإن خالفهم أهل الأرض كلهم حتى يأتي أمر الله.. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها) أي لو اجتمعت الدنيا كلها على أن يبيدوا هذا الدين.. ولن يمكن الله أبداً للكفار ومن اضلوهم القضاء على المؤمنين المخلصين له وحده..
وقد قال سبحانه: {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} [(141) سورة النساء]... وهذا وعد يقيني يعطى المؤمن الثابت على الحق واليقينية بالله وثوابته وأوامره ونواهيه وإن ضل من حوله طمأنينة وثقة بهذا الدين الذي يحمله.. وأن فرج الله قريب.. وأنه باعتصامه بالله أقوى من كل ما خلق.. فمهما مزق اتباع الدين من الداخل وغرهم بالله الغرور وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً.. ومهما توغل الكفار في أراضى المسلمين، فلا بد أن نعلم بأنها فترة اختبار وامتحان لنا.. وبعدها يكون نصر الله لعباده المؤمنين الموحدين المخلصين.. فدين الله باق إلى قيام الساعة والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون... ولكن ماشتتت هذه الأمة وفرقها هو الخطر الأعظم... فأغلب الفتن وأغلب المصائب في بلاد المسلمين على أيدي المسلمين يقتل بعضهم بعضاً.. ويسبي بعضهم بعضاً... ولا حول ولا قوة إلا بالله القائل {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ} [(65) سورة الأنعام]...
فمهما حدث من مظاهر غربة الدين من البلاء والافتراق والقتال وفساد الحكام وضياع معالم الدين عند الكثير من الفئات والطوائف... حتى يلحق بعضها بالمشركين في الأفكار والمبادئ والمعتقدات والولاءات حتى يعبد بعضها الأصنام الحسية والمعنوية... وحتى هذه الاصنام المعنوية توضع تحت عباءة الدين وما هي من الدين في شيء.. لكن ستزال طائفة من هذه الأمة لا يضرهم من خالفهم ولو خالفهم أهل الأرض كلهم حتى أمر الله تعالى... ولينصرنهم الله كان وعدا عليه ..والله لا يخلف الميعاد..
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع