القائمة الرئيسية

الصفحات

هل نجح علم الأعصاب في التلاعب بالذاكرة وزرع ذكريات زائفة في المخ أو محو وسرقة ذكريات حقيقية بتقنيات ال optogenetics؟؟


هل نجح علم الأعصاب في التلاعب بالذاكرة وزرع ذكريات زائفة في المخ أو محو وسرقة ذكريات حقيقية بتقنيات ال optogenetics؟؟

أحبابي في الله.. ربما أركز منذ فترة طويلة فيما يخص "حروب العقل" والسيطرة العقلية.. سواء أكان ذلك من الناحية التقنية.. أو النفسية..أو الروحية.. أو ربما كان الأوقع أن نقول "الجمع" بين الثلاثة مناهج سويا لخلخلة وحدة بناء الله على الأرض..ألا وهو الانسان!!!!... فالإنسان هو أساس المقاومة وليست الآلة العسكرية..ومن يتحكم في العقل يتحكم في كل شيء.. وكما ذكرنا من قبل فأن كل تقنية سيطرة على حداها لا يبلغ مدى فاعليتها الا نسبة محددة..ولذا لزم ان تعمل مناهج حروب العقل بصور متزامنة ومتداخلة تعمل كالشبكة التي تصطاد فرائسها باختلاف قواهم.. وكان ذلك ما وراء كل تلك التمويلات الباهظة من الحكومات الكبرى لمثل هذه السلسلة... التي تبدو لا نهاية لها من مثل هذه المشاريع.. والتي تتم تحت اشراف وزارات الدفاع ووكالات مخابراتها.. بالرغم من العمل في الشق الظاهري على خفض ميزانيات التسليح التقليدي في حكومات تلك الدول!!!!.. ولذا بالرغم من كل ما عرضته في السابق الا ان ما زال امامنا عدة مواضيع هامة تخص هذا الأمر لا بد ان نتعرف عليها لان مشاريع العقل تمثل المحور الأساسي في الحروب الحالية!!!!

وتجارب التحكم في الذاكرة كانت قد بدأت من اربعينيات القرن الماضي.. حيث قدم عالم الاعصاب "ايلدر بنفيلد" الكندي نتائج تجارب تفيد أن الذكريات العرضية تقع في الفص الصدغي في الدماغ... ونجح بنفيلد في اجراء التحفيز كهربائيا لخلايا في الفص الصدغي من المرضى الذين كانوا على وشك الخضوع لعملية جراحية لعلاج نوبات الخوف والصرع..ونجح في رصد ردود فعل لذكريات معينة برزت في الاعتبار...وتوالت تلك التجارب لاحقا وخاصة على المرضى فاقدي الذاكرة مما أكد أن الفص الصدغي.. بما في ذلك المنطقة التي تعرف باسم " hippocampus" هي المنطقة الأساسية لتشكيل الذكريات العرضية...

وكبداية لموضوعنا اليوم دعونا نتأمل في صورة البوست... فهي ليست صورة فنية ولكنها الجزء الخاص بخلايا تخزين الذاكرة في الدماغ ويسمى "الإنجرامس" ويقع داخل مركز الذاكرة في الفص الصدغي من المخ.. حيث يمثل اللون الأحمر المميز تلك الخلايا الخاصة بتخزين كل آثار الذكريات..والمفترض ان المخ يحتفظ بها مثل "الهارد ديسك" في جهاز الكمبيوتر الخاص بك!!!!... فهل من الممكن تغيير ذكرياتك بشكل دائم؟؟؟ أو السطو عليها..أو ستبدالها؟؟؟... للأسف الإجابة نعم!!!!... فظاهرة الذاكرة الكاذبة موثقة جيدا من خلال عدة ابحاث.. وحدث خلال عدة سنوات في العديد من القضايا المعروضة على المحاكم ان تم العثور على المدعى عليهم مذنبون.. استنادا الى اقوال الشهود والضحايا الذين كانوا على يقين من ذكرياتهم.. ولكن الأدلة الدامغة وبلأخص ادلة الحمض النووي قلبت لاحقا حكم الإدانة!!!!.. مما دعى إلى عمل عدة مراكز بحثية متخصصة في خطوة نحو فهم كيفية تنشأ هذه الذكريات الخاطئة؟؟؟.. وقد أظهرت نتائج أكبر علماء الأعصاب الامكانية الفعلية من زرع ذكريات زائفة... بل وجدوا أيضا أن الكثير من الآثار العصبية لهذه الذكريات متطابقة في طبيعتها لتلك الذكريات أصيلة!!!... وبالرجوع الى ما تم كشف النقاب عنه في مشاريع العقل والدماغ الأزرق والتحول البشري..والتي تناولناها تفصيليا من قبل.. وما يواكبها من قدرات نقل الوعي بالكامل..قام بعضهم بمبادرات تنصب حول النوايا الخبيثة التي تقف وراء تلك المشاريع... حيث لم يعد سرا تجنيد العلم الحديث لخدمة المؤسسات الحكومية لايجاد سبل متعددة لوضع الشعوب تحت السيطرة العقلية والعاطفية..بل انتاج مجتمع خال من المفكرين..أو مشبعة امخاخهم بفكر وتعاطف محدد ومحدود...

ومثال على ذلك السيطرة على "الخوف" المتبع في أبحاث القطاع العسكري.. سواء ببث الخوف أو أيقافه في فئات محددة من الجيل الجديد من الجنود.. او حتى تخليق الفوضى اوالسلوك المنظم في إطار يخدم المصالح الحكومية...وما أفضل ان يكون ذلك من خلال ذاكرة كاذبة واسغلال آلية الدماغ العصبية الكامنة وراء استدعاء الخبرة والمعلومات من ذاكرة الدماغ!!!!.. وممن كان لهم نتائج باهرة بهذا الشأن العالم "سوسومو تونيجاوا" S. Tonegawa أستاذ علم الأحياء وعلم الأعصاب الشهير والقائم على رئاسة تجارب وابحاث الذاكرة في مركز بيكور التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الوليات المتحدة... والذي قدم أدلة هامة عن كيفية تخزين الذكريات في شبكات من الخلايا العصبية التي تشكل آثار الذاكرة لكل تجربة لدينا وكيفية التداخل والتلاعب معها.. وخاصة من خلال تقنية جديدة تسمى "الجينية الضوئية" optogenetics!!!!!... والتي يتم بواسطتها التداخل في محتويات الانجرامس ..او خلايا الذاكرة داخل قرن آمون.. وما تحويه من عناصر متباينة سواء اكانت مواد او اشخاص ..أو المكان والزمان ..الذكريات العرضية ..ذكريات من الخبرات...الخ..وما يواكبها من ترميز حسب المادة الكيميائية والتغيرات الجسدية في الخلايا العصبية.. فضلا عن التعديلات على وصلات بين الخلايا العصبية.. وهي تقنية جديدة تسمح للخلايا أن تتحول بشكل انتقائي أو إيقاف تشغيلها باستخدام الضوء ..والتأثير التقني في ال channelrhodopsin وهو البروتين الذي ينشط الخلايا العصبية عندما يحفزه الضوء.. كما يمكن تعديل الجينات من النوع المسمى C-FOS بحيث يمكن انتاجه كلما تم اجراء تحويل لتلك الجينات اللازمة لتشكيل الذاكرة!!!

وبهذا الصدد صرح روجر بيتمان، أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد الذي قام بعمل واسع في هذا المجال... ان تلك التقنية ومثيلاتها متوفرة منذ سنوات في الدوائر العسكرية بل انها كنت تستخدم في المعارك الحديثة لخفض أو القضاء على الخوف المصاحب للذاكرة .. وبخاصة من خلال تجارب "خلق الجنود السوبر" Super Soldiers والتابعة لوكالات مثل "داربا" مع اتباع نفس البروتوكولات الدقيقة في علم الاعصاب.. حيث يمكن محو صدمة لحادث تسبب استجابة دائمة من الخوف كلما تذكرت الحادثة او تعرضت لشبيهتها ولو بشكل غير مباشر.. كما يمكن التداخل فيما تم تخزينه في العقل الباطن من ذكريات تزرع في أولئك الذين يتعرضون لأنواع معينة من وسائل الإعلام.. ويمكن أن يتم اخضاع مجموعات كبيرة من الناس للصدمات مع انواع المشغلات الحديثة حتى ولو كانت بسيطة!!! حيث بات علماء الاعصاب على دراية بكيفية تفجير ردود فعل عاطفية بكافة مستوياتها.. كتلك التي تمت على المحاربين القدامى من خلال محاكاة مجموعة محددة من الترددات التي أصبحت مرتبطة مع تجربة الحرب!!!!

ومنذ سنوات تم مختبريا بالفعل وفي تجارب علنية النجاح في تنشيط الانجرامس لزرع ذكريات زائفة Incepting Memories في أدمغة الفئران... بالتحكم في وصلات الدوائر العصبية واستخدام قذائف ضوئية محسوبة التردد بحسب ترميز الذكريات من خلال تقنية ال optogenetics... وعن طريق تقديم صدمات كهربائية خفيفة وتشكيل ذكريات محددة.. وتم تحول الجين C-FOS جنبا إلى جنب مع البروتين channelrhodopsin هندسيا... بهذه الطريقة وخلايا ترميز تتبع الذاكرة مع البروتينات الحساسة للضوء... ...وحتى اجراء تجارب للتنافس بين ذاكرة كاذبة مع ذاكرة حقيقية ..وادخال صدمات خادعة تعمل كبصمة قوية حاضرة قادرة على التفاعل مع مستويات مرتفعة من النشاط العصبي في اللوزة ومركز الخوف في الدماغ الذي يتلقى معلومات من الذاكرة المحصنة تماما كما في الذاكرة الحقيقية؟؟؟... وحتى تحديد الشبكة العصبية المرتبطة مع خبرة ما في بيئة ما مصاحبة بالخوف الشديد... ثم تنشيط شبكة معينة لإظهار أنها تدعم التعبير من الذاكرة!!!!
تجدر الاشارة بأن فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يعمل حاليا على المزيد من الدراسات للكيفية التي يمكن أن تشوه ذكريات انتقائية محددة في الدماغ عن بعد من خلال ابحاث يمولها ظاهريا معهد ريكن لعلوم المخ RIKEN Brain Science Institute....
ومن وقت قريب اعلن علماء الاعصاب على لسان هوارد ايكنبوم H. Eichenbaum ، أستاذ علم النفس ومدير مركز جامعة بوسطن للذاكرة والمخ حقيقة انه "الآن يمكننا أن تنشيط وتغيير محتويات من الذكريات في الدماغ، فالتكنولوجيا التي قمنا بتطويرها في هذا المجال تسمح لنا بدقة التشريح والعبث مع عملية الذاكرة عن طريق التحكم بشكل مباشر في خلايا المخ "... حيث بات من الممكن استخدام الذكريات الزائفة عن الأحداث سواء ممتعة أو كريهة أو صادمة.. ويتم العمل كذلك على سبر أغوار الذكريات المعقدة والتحكم في سلوك الناس من خلال الخبرات المخزونة في الذاكرة.. وحتى قدرة العقل على تعزيز الذكريات السعيدة.. والتي يمكن جعلها تبدو حتى أكثر متعة من الحدث الأصلي!!!

ومن خلال ما عرضناه في السابق وما سنعرضه من اوجه متعددة لمشاريع العقل التي فاقت في الواقع افلام الخيال العلمي... والتي اصبحت تمول بالمليارات علنا وباتفاقيات دولية ملزمة بين الدول الكبرى ومراكز ابحاثها وتحت اشراف وكالات مخابراتها.. بالرغم من حالة الركود الاقتصادي التي يمر بها العالم.. اعتقد انه اصبح جليا للجميع خطورة واهمية الوعي بما يتم في العالم.. ومن هم فئران التجارب على ارض الواقع.. بينما تنشغل بلداننا فقط في الصراعات الداخلية والاقليمية في دائرة "مخلقة" لا نهاية لها لتسحبنا للبقاء داخل دوامات الجهل والفقر والمرض بينما يلهث الاخرون لمحاولة تملك أخص واغلى ما نمتلكه...عقولنا!!!!
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع