القائمة الرئيسية

الصفحات

الفرق بين الزمن الحالي وزمن عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين


الفرق بين الزمن الحالي وزمن عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين

احبابنا في الله... لقد مراكثر من 75 عام على اكتشاف النفط في بلاد العرب...ولا تزال مليئة بالفقراء والجوعى...بينما احتاج الخليفة العادل "عمر بن عبد العزيز" الى عامين وخمس اشهر ليطوف بالزكاة فلا يجد من يأخذها؟؟؟؟؟ فقال قولته المشهورة: انثروا القمح في رؤوس الجبال..حتى لا يقال "جاع طير في بلاد المسلمين"؟؟؟؟

إن المتأمل في أحوال المسلمين يجد الضعف والخور والهزيمة قد حلت مكان القوة والعزة والنصر...إن المسلمون اليوم بحاجة إلى قوة تسند ظهورهم وتشد من أزرهم وتذلل لهم الصعاب وتنير لهم الطريق ..إن هذه القوة هي قوة العقيدة ورحاب الإيمان بالله والعمل بما امرنا به...العمل ثم العمل ثم العمل..
الإيمان بالله القوي هو الذي يمدنا بروح القوة فالمؤمن لا يرجوا إلا فضل الله ولا يخشى إلا الله ...
إن المؤمن بالله الواثق بنصر الله قوي وإن لم يكن في يده سلاح...إن المؤمن بالله غني وإن لم تمتلأ خزائنه بالذهب والفضة..إن المؤمن بالله الواثق بنصر الله وإن الرزق من عند الله عزيز وإن لم يكن وراءه عشيرة وأتباع وهو أيضا ثابت وإن اضطربت به مصائب الحياة...
فالمؤمن أقوى من البحر بأمواجه والرياح بهبوبها والجبال وثباتها وصدق النبي صلى الله عليه وسلم القائل: "لو عرفتم الله حق معرفته لزالت بدعائكم الجبال"...
وجاء في حديث رواه الامام احمد قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله لما خلق الأرض مارت وتحركت فثبتها بالجبال فتعجبت الملائكة وقالت يارب هل خلقت خلقا أشد من الجبال قال نعم الحديد يفتت الجبال فقالت الملائكة هل خلقت خلقا أشد من الحديد قال نعم النار تذيب الحديد فقال الملائكة يا رب هل خلقت خلقا أشد من النار قال نعم الماء تطفئ النار فقالت الملائكة هل خلقت خلقا أشد من الماء قال نعم الرياح ، فقالت الملائكة يا رب هل خلقت خلقا أشد من الريا قال نعم المؤمن إذا تصدق بالصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه هو عندي أقوى من ذلك كله"...الله اكبر...

كم نحن بحاجة الى المؤمن القوِيّ الذي يتماسك أمام المصائب ويثبُت بين يدي البلاء راضيًا بقضاء الله وقدره...كم نحن بحاجة الى القوّة في ضبطِ النفس والسيطرة عليها...كم نحن بحاجة إلى الفرد القوي بدينه القوي بإيمانه الواثق بنصر الله وتأييده المؤمن بأن الرزق والأجل ليس بيد أحد إلا الله...العامل بجد واجتهاد لبناء نفسه وبناء وطنه بكل انتماء...
إن الزمان قد تغير على المسلمين فانكمشوا بعد امتداد ووهنوا بعد قوة هذا كله لإننا ضيعنا مصادر قوتنا فالإيمان لم يعد هو المسيطر على أنفسنا والموجه لإخلاقنا...فقدنا قيمة العمل والجد والاجتهاد والاخلاص بضمير..فقد ورد في القرآن الكريم كلمة (العمل) ومشتقاتها نحو (360) مرة.. وقوله صلى الله عليه وسلم "خيركم من يأكل من كسب يده، وان نبي الله داود كان يأكل من كسب يده"...فالعمل روح الدين وبدونه تتعطل نواميس الحياة..وقد جعل الله الجنة ثمرة العمل لقوله تعالى "لمثل هذا فليعمل العاملون" لقد اعتبر الإسلام العمل الذي تفرضه الحياة جانباً من جوانب الشريعة الإسلامية واعتبره في بعض الأحيان أفضل من العبادات المستحبة إذ أن العمل بحد ذاته عبادة وقد وردت عن الرسول (ص) أقوال ومواقف تؤكد ذلك ، فقد ورد عنه: "الساعي على عياله كالمجاهد في سبيل اللَّه ،،، ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده"...

فالحقيقة الثابته على مستوى الاوطان...ان من يملك اقتصاده وقوته...يملك صنع القرار...وما دمنا لا نوجه طاقاتنا للخروج من هذه الانتكاسة بكل ما اوتينا من قوة لن نعدو سوى غثاء كغثاء السيل في ذل وهوان...
اننا نملك كل شيء لننطلق...واكرر...ما زال الامر بأيدينا...ما زلنا نستطيع التجمع على الخير والعمل والتقدم..مازلنا نستطيع تطييب كل الجراح والسعي لمستقبل تحدده ضمائرنا وجهودنا...لا تواصلوا الوقوع في الشرك...والانزلاق في الفتن والفرقة والانهزامية وضيق الافق...كل شيء يمكن ان يتغير اذا صلحت القلوب وسعت الى النهوض قبل ان نصبح تلك الفريسة السائغة تماما..التي يريدها اعدائنا ان نكون....
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع