القائمة الرئيسية

الصفحات

العالم وافراده في آذان الدول الكبرى؟؟


العالم وافراده في آذان الدول الكبرى؟؟

قبل ان اتحدث عن موضوع هام جدا تناولته اسسه من قبل...الا وهو التطور الحادث في منظومة ايشلون للتجسس العالمي...ولكي تتقبلوا ما اود ايضاحه....ارى بداية ان استعرض بوجه عام اساليب التجسس على الافراد حول العالم والتعاون الكائن بينها حتى نستطيع فهم ما اريد قوله فيما بعد...
وبداية لنتعرف سويا على الأذن الكبيرة (Big Ear) ...كان هذا وصفًا أطلقته الصحافة الأمريكية في السبعينيات على أخطر جهاز أمني في البلاد وأكثرها سرية. وهو جهاز الأمن القومي (NSA) المختص بالتنصت على جميع المحادثات والمخابرات والاتصالات الجارية في جميع الدول والمؤسسات، والآن أصبح ممكنا أن نطلق نفس الاسم على كل أجهزة المخابرات والأمن، وفي مقدمتها الأجهزة الأمريكية في ظل عالم أصبح تقريبا بلا أسرار....
الأذن الكبيرة.. اختراع أمريكي..وتوجد في أمريكا ثلاثة أجهزة للمخابرات تقوم بعملية التنصت داخل الولايات المتحدة وخارجها وهي: جهاز (الأمن القومي NSA)، وجهاز (المباحث الفيدرالي FBI)، و(المخابرات المركزية الأمريكية CIA).... ولكن أكبر هذه الأجهزة في التنصت هو NSA دون شك... وقد تم تشكيل هذا الجهاز الأمني في 24-10-1952 بأمر من "هاري ترومان" الرئيس الأمريكي آنذاك... ولم يعرف بأمر تشكيل هذا الجهاز في هذا الوقت لا الرأي العام الأمريكي ولا حتى الكونجرس، وكانت تعليمات ترومان هي قيام هذا الجهاز بالتنصت على نطاق عالمي....
ومع أن هذا الجهاز الأمني أو الوكالة الأمنية تتعاون مع وكالات مشابهة لها في إنجلترا ونيوزيلندا وأستراليا ضمن نظام استخباري ضخم يدعى إيشلون (Echelon)، فإن نشاطها لا يقتصر على الأعداء بل يمتد إلى محادثات ومكالمات دول صديقة ولا يستثني الجهاز أحدا من التجسس حتى المواطنين الأمريكيين أنفسهم....

وكالات أخرى تسير على النهج...
ومن الوكالات الأخرى المهمة والضخمة في هذا المجال وكالة المخابرات البريطانية (GCHQ)، التي من المتوقع أن تشارك دول السوق الأوروبية المشتركة في مشروع عالمي جديد للتنصت... وقد قالت مجلة (The Observer) البريطانية المعروفة بأن هذا المشروع يرمي للتنصت على جميع الاتصالات التي تتم بواسطة الإنترنت والهواتف العادية والنقالة والفاكسات... والاسم المختصر لهذا المشروع الاستخباري الأوروبي هو (Enfopol 98)...كان هذا منذ سنوات قليلة وكان يعد أن تشترك الولايات المتحدة وكندا وأستراليا أيضا في هذا المشروع وعند إكماله ستبدأ فعاليات التنصت، وكذلك مراقبة عمليات الشراء التي تتم بالإنترنت وبواسطة البطاقات...وبالتاكيد فهو فعال الان...
أما وكالة الأمن الروسية (FSB) فتعمل منذ مدة على مشروع مماثل يُدعى مشروع (SORM)...وتقريبا مماثل للفعالية لسابقتها من الدول الكبرى...

الأجهزة الصغيرة.. تنجز مهام كبيرة
ومع تقدم التكنولوجيا الإلكترونية أصبحت الأجهزة الصغيرة جدا تقوم بمهمات كبيرة، وهو ما يسّر عمليات التنصت والتجسس بشكل كبير، ومن أهم هذه الأجهزة (الميكروفون الليزري) الذي يستعمل في التنصت على المكالمات الجارية في الغرف المغلقة... إذ يتم توجيه أشعة ليزر إلى نافذة من نوافذ تلك الغرفة، وعندما ترتد هذه الأشعة تحمل معها الذبذبات الحاصلة في زجاج تلك النافذة نتيجة الأحاديث الجارية في الغرفة، وتسجل هذه الذبذبات ثم يسهل تحويلها إلى أصوات واضحة، هي أصوات المتحدثين في تلك الغرفة. ولا تقتصر فعالية هذا الميكروفون الليزري على تسجيل الحوار الدائر في الغرفة، بل يستطيع اقتناص أي إشارة صادرة من أي جهاز إلكتروني في تلك الغرفة....

ومن الأجهزة الأخرى المهمة جهاز أطلق عليه اسم (TX) بفضله لم تعد هناك ضرورة للمخاطرة بزرع جهاز إرسال صغير داخل هاتف يراد التنصت عليه.. لأنه يمكن بواسطة هذا الجهاز الدخول إلى خط ذلك الهاتف من بعيد دون أن يشعر أحد بذلك... كما يستطيع هذا الجهاز تحويل الهاتف الموجود في الغرفة إلى جهاز إرسال ينقل جميع المكالمات التي تجري داخلها... وحتى لو كان ذلك الهاتف مقفولا فهذا الجهاز يستطيع تكبير وتضخيم الذبذبات الضعيفة التي يرسلها الهاتف في حالته الاعتيادية (أي في حالة عدم استعماله) فيسجل جميع المحادثات الجارية في الغرفة. ولكي يدخل هذا الجهاز إلى خط أي هاتف يكفي إدارة رقم ذلك الهاتف وعندما تُرفع السماعة يُعتذر بأن الرقم خطأ ... ويتم كل شيء...

الهواتف النقالة.. أيضًا تُرَاقب
وبعد انتشار الهواتف النقالة بعد عام 1990 كان الاعتقاد السائد أنه يستحيل مراقبتها والتنصت عليها... إلا أن إحدى الشركات الألمانية وهي شركة (Rode & Schwarz) استطاعـت تطويـر نـظام أطـلقـت عليـه اسـم (IMSI–Catcher) وهو اختصـار لـ (International Mobile Subscriber Identity) استطاعت من خلاله التغلب على هذه الصعوبة واصطياد جميع الإشارات من هذه الهواتف وقلبها إلى كلمات مسموعة...ولم تكتف المخابرات الألمانية باختراق المكالمات الجارية بالهواتف النقالة، بل بمعرفة مكان المتحدثين بها أيضا، كما طورت جهازا إلكترونيا تستطيع بواسطته استخدام الميكروفون الموجود في الهاتف النقال لكي ينقل جميع الأصوات والمحادثات الجارية حوله... وسرعان ما انتقل هذا النظام الإلكتروني إلى وكالة NSA ووكالة CIA الأمريكيتين...
وقريبا كشف تريفور ايكارت وهو باحث شاب، وجود برنامج في معظم الهواتف الجوالة مثل بلاك بيري وإتش تي سي ونوكيا وغيرها يتجسس على كل نقرة زر وكل حرف أو رقم يتم الضغط عليه ويرسله لشركة استخبارات أمريكية تعمل لصالح شركات تصنيع الجوال وشركات الاتصالات.

وقال انه عبارة عن برنامج أشبه بفيروس خفي يعمل دون معرفة صاحب الهاتف، وحتى عند إعادة وضع الهاتف لحاله الأولية كما ورد من المصنع ، فإن البرنامج يواصل عمله التجسسي ويظهر نشاط باسم SMSNotify ويجري تسجيل موقع الهاتف وكل ما يقوم به صاحبه على الإنترنت أو المكالمات ورسائل ، ويرسل النصوص التي يتلقاها أو يرسلها، ويرسل كل ذلك لشركة كارير أي كيو Carrier IQ.
يشير موقع الشركة أنها تقدم خدمات استخبارات للاتصالات اللاسلكية لصالح شركات الاتصالات ومصنعي الهواتف الجوالة لتحليل أساليب استخدام الجوال وعيوب محتملة في الخدمات...وللعلم ..يواصل البرنامج عمله حتى في حال عدم وجود إشارة خليوية ويمكنه التجسس لدى الاتصال بشبكات واي فاي ليرسل للشركة ما يسجله....

ومع ظهور الإنترنت ظهرت وسائل اختراق مواكبة لها من خلال برامج المحادثة، ولعل أشهرها عالميا برنامج (ICQ)، الذي يعمل بمجرد تشغيل الكومبيوتر، وهذا البرنامج منتج من قبل شركة إسرائيلية اسمها (مرابيليس)... وقبل مدة قامت شركة (online) الأمريكية بشراء هذا البرنامج بمبلغ (300) مليون دولار... وهناك في العالم ما يقرب من مائة ألف شخص يشتركون في استخدام هذا البرنامج الذي يمنح إمكانية تبادل الملفات كذلك. وهنا تبدأ المشكلة... إذ ما إن يرسل لك أي شخص يريد السيطرة على جهاز الكومبيوتر الخاص بك، ملفا ما وتقوم باستلامه حتى يصبح كومبيوترك عبدا خاضعا له.

قاموس لكلمات المراقبة
وقد تتساءل: كيف يمكن مراجعة ودراسة وتقييم آلاف الملايين من المحادثات الجارية كل ساعة في العالم؟! وأين الكادر الذي يستطيع القيام بهذا؟!
والإجابة بسيطة؛ فالتكنولوجيا المعاصرة حلت هذا الأمر، وذلك بوضع قاموس للكلمات التي يجب مراقبتها... مثلا إن كان المطلوب مراقبة ما اصطلحوا على تسميته بالحركات الإسلامية فهناك معجم من الكلمات التي يجب مراقبتها، وهناك عقول إلكترونية ضخمة تقوم بفرز المكالمات التي ترد فيها هذه الكلمات، ثم تسلمها إلى الكادر الفني المتخصص الذي يبلغ عدده الآلاف.
وقد قامت المخابرات الألمانية (BND) بتحديث نظام مماثل أطلقت عليه اسم (AUSTIN 2)، يستطيع التقاط الإشارات اللاسلكية في الهواء وفرز الكلمات الواردة فيها حسب معجم الكلمات التي يجب مراقبتها في مراقبة ومطاردة تجار المخدرات وتجار الأسلحة...

والمضحك الآن ان كل ما تحدثنا عنه لا يمثل الا نقطة في التطور الحديث الذي تم في منظومة ايشلون للتجسس والتي سنتحدث عنها تفصيليا....
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع