الأشهر التي انقضت على بدء «الثورات» العربية بكل عنفها وعصفها ودمارها، لم تسمح حتى الآن بقراءة متأنية هادئة في المشهد الاقليمي. هذا المشهد لم ينجلِ حتى الساعة عن حقائق نهائية في تونس كما في مصر، ولا عن ملامح واضحة لمستقبل اليمن وليبيا وسوريا، والحالة الضبابية مرشحة لأن تطول اشهراً وربما سنوات، قبل أن تستقر على ثوابت واضحة...والحقيقة ان المنطقة دخلت فعلاً (بعد حربي العراق وأفغانستان) مرحلة «الفوضى الخلاقة» التي أعد لها «المحافظون الجدد» بالتعاون مع الخبراء الاستراتيجيين الاسرائيليين، وما يحدث على امتداد الخريطة العربية هو ترجمة ميدانية لهذا الدخول في ظل شعارات «ثورية»، تمهيداً لتفتيت المنطقة الى دويلات عنصرية وطائفية، تلعب فيها «اسرائيل الكبرى» دور المركز، فيما تلعب الطوائف والأعراق والقبائل دور الضواحي. «الكفاح العربي» تحاول أن تستجلي العناوين العريضة لموسم الحرائق العربية.
نبدأ من مصر. في سلسلة مقالات بعنوان «مصر والحرب المقبلة» نشرها الدكتور محمد عمارة في الثمانينيات نقلاً عن مجلة يصدرها البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) ونقلتها مجلة «كيفونيم» في القدس كلام عن أن الخطة الاسرائيلية ـ الأميركية تقضي بتقسيم مصر الى اربع دويلات:
1-سيناء وشرق الدلتا (تحت النفوذ اليهودي). ليتحقق حلم اليهود من النيل الى الفرات.
2- الدولة النصرانية عاصمتها الاسكندرية، تمتد من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط وتتسع غربا لتضم الفيوم. ثم تمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون الذي يربط هذه المنطقة بالاسكندرية، وتتسع مرة اخرى لتضم ايضا جزءا من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرسى مطروح.
3- دولة النوبة المتكاملة مع الاراضي الشمالية السودانية، عاصمتها اسوان، تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم «بلاد النوبة» بمنطقة الصحراء الكبرى، لتلتحم مع دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتى البحر الاحمر.
4- مصر الاسلامية عاصمتها القاهرة، تضم الجزء المتبقي من مصر، ويراد لها ان تكون ايضا تحت النفوذ الاسرائيلي. اذ انها تدخل في نطاق «اسرائيل الكبرى» كما رسم حدودها المشروع الصهيوني.
مصر الاربع دويلات هذه عادت الى التداول في الاسبوع ما قبل الاخير، بعد خمسة اشهر من قيام «الثورة المصرية»، عندما كشف المجلس العسكري بصورة مفاجئة عن مؤامرة تستهدف وحدة البلاد الجغرافية محذراً من أخطار المرحلة المقبلة.
عملية الكشف تمت في لقاء عدد من قيادات القوات المسلحة بممثلي ما يسمى «ائتلاف مجلس قيادة الثورة المصرية»، عرضت خلاله وثائق تؤكد وجود مؤامرة داخلية وخارجية (لم تعرض تفاصيلها) لتقسيم مصر الى ثلاث دويلات نوبية وقبطية واسلامية. أحد أعضاء الائتلاف (محمد عباس) قال بعد الاجتماع: «إن هذه الوثائق تكشف عن عدة أهداف وهي الوقيعة بين الشعب والشرطة لإغراق البلاد في الفوضى، والتأثير على الحالة الاقتصادية والاجتماعية، والوقيعة بين الأقباط والمسلمين لزعزعة استقرار البلاد، وإظهار مصر في صورة سيئة توحي للعالم بوجود فتنة طائفية». وأضاف: المؤامرة تهدف أيضاً إلى الوقيعة بين الشعب والجيش لمعاقبة القوات المسلحة على وقوفها إلى جانب الثورة وحمايتها، وأيضاً التأثير على القوة العسكرية للدولة وإضعافها.
وأوضح الجيش أن الهدف النهائي من كل ما سبق هو تفتيت مصر إلى دويلات صغيرة، وأشارَ إلى أن ذلك يأتي في إطار خطة أوسع لتقسيم الدول العربية مثلما حدث مع السودان، والمحاولات التي جرت في العراق وتجرى حالياً في ليبيا، كي تصبح مصر في غاية الضعف أمام إسرائيل بحيث يكون الكيان الصهيوني هو مخلب القط في الشرق الأوسط الجديد.
وبشيء من التفصيل كشف اللواء حسام سويلم الخبير المصري الاستراتيجي قبل أيام، عن مخطط اميركي ـ اسرائيلي لتقسيم (أو اعادة تقسيم) العالم العربي الى كانتونات عرقية وطائفية، مؤكداً أن الولايات المتحدة عملت على إعداد مجموعات فاعلة من الشباب العربي تقود «الثورات»القائمة تحت شعارات «الديمقراطية» في خدمة هذا المشروع، بدليل أن عدداً من شباب «الثورة المصرية» تدربوا في اميركا منذ العام 2005 على برامج تحمل عنوان «الديمقراطية ومهارات التنظيم السياسي».
وقال سويلم ان لاسرائيل في الواقع ثلاثة مخططات للتقسيم اولها مشروع جابوتسكي في العام 1937 وهو بعنوان «الكومنولث العبري» وهو يهدف الى قيام «دولة اسرائيل» الكبرى التي تدور في فلكها دويلات مقسمة عرقياً ومذهبياً وطائفياً ترتبط بها اقتصادياً واستراتيجياً وأمنياً. الثاني هو مشروع بنجوري (1957) الرامي الى تقسيم لبنان الى مجموعة كانتونات مسيحية، درزية، شيعية، سنية، فلسطينية الى جانب بيروت التي تكون تحت وصاية دولية.
وأشار سويلم إلى أنّ المخطط الثالث ظهر في العام 1974 بعد «حرب اكتوبر» وقد وضعه عرويد بنيون، وهو دبلوماسي كان مدير مكتب» مناحم بيغن»، وكتب في مجلة «ديركشن» استراتيجية إسرائيل في الثمانينيات، وهو مخطط يتحدث عن إعادة احتلال سيناء وثلاث مدن من الضفة الغربية لقناة السويس هي السويس- بورسعيد – الإسماعيلية، ثم تقسيم مصر إلى عدة دويلات دولة إسلامية تمتد من شرق الدلتا إلى المنيا وعاصمتها القاهرة، والدولة الثانية نصرانية من غرب الدلتا إلى مطروح ووادي النطرون وعاصمتها الإسكندرية، والدولة الثالثة النوبة تمتد من أسيوط جنوبًا إلى جزء من شمال السودان.
وأوضح الخبير العسكري أنّ المخطط أيضًا هدف إلى تقسيم السودان إلى شمال مسلم وجنوب مسيحي، ودارفور، والعراق إلى دويلة كردستان ودويلة سنية ودويلة شيعية، وسوريا إلى دويلة علوية في منطقة الساحل ودويلة حلب السنية ودمشق السنية ثم دويلة درزية في الجنوب، وتقسيم المغرب العربي إلى دويلة البربر وتضم جزءًا من ليبيا والمغرب والصحراء الكبرى ودويلة بوليساريو وهي المتنازع عليها الآن بين الجزائر والمغرب. وأضاف سويلم أنّ ذلك كان أول تقسيم لمصر والدول العربية.
وعن المخططات الأميركية ذكر سويلم أن أهم هذه المخططات كان مخطط «برنارد لويس» وهو باحث إستراتيجي يهودي وأستاذ الدراسات الإسلامية والعربية، وهو مخطط لا يختلف كثيرًا عن المخططات الإسرائيلية، لكنه أضاف «الأردن الكبير» الذي سيأخذ جزءًا من السودان والضفة الغربية، ودولة الشيعة العرب التي تضم جزءًا من شرق السعودية وشيعة العراق، وكردستان الحرة التي تضم أكراد تركيا وأكراد سوريا والعراق، وأكراد إيران. كما أكد سويلم أن تقرير المعهد الدولي لبحوث العولمة في واشنطن أفاد أنّ وكالات المخابرات الاميركية والبنتاغون قاما بإعداد مخططات لتغيير الأنظمة الحاكمة بطرق غير تقليدية، تبدأ بتحريك مجموعات شبابية ترتبط بوسائل إلكترونية تمارس الإضرابات وأساليب الكر والفرّ والتحرك مثل أسراب النحل، وذلك بهدف خلق أنظمة حكم موالية للولايات المتحدة تسهم في تنفيذ مخططات التفتيت، وهذه المخططات تَمّ تنفيذ جزء منها بالفعل في ما عرف بالثورات الملونة في جورجيا والثورة الخضراء ضد نجاد في إيران وثورة الأرز في لبنان وثورة اللوتس في مصر.
الوثائق
هذا الكلام يستند في الواقع الى مجموعة وثائق معززة بخرائط مرسومة بعناية، نشرت في مواقع اميركية رسمية (موقع armedforces journal.com بصورة خاصة) التابع للجيش الاميركي، بتوقيع رالف بيترز بعنوان «كيف يمكن قيام شرق أوسط افضل؟» والوثيقة تتسارع الى القول بأن «الشرق الأوسط» المقصود هو «الشرق الاوسط الكبير» لا غيره وأن الاطراف الرابحة فيه ستكون بصورة اساسية: الدولة العربية الشيعية، أرمينيا، اذربيجان، بلوشستان الحرة، كردستان الحرة، الدولة الاسلامية المقدسة، الاردن، لبنان واليمن. أما لائحة الخاسرين فتضم بصورة اساسية افغانستان وإيران.
وللوثيقة قصة تروى، وقد ظهرت للمرة الاولى في موقع Global Research الالكتروني بتاريخ 18تشرين الثاني (نوفمبر) 2006. نقرأ في الموقع: «الهيمنة قديمة قدم البشرية، عبارة اطلقها مستشار الامن القومي الاميركي الأسبق زبيغنيو بريجنسكي في اواخر السبعينيات من القرن الفائت. أما عبارة «الشرق الأوسط الجديد»، فقد رأت النور في شهر حزيران (يونيو)2006، في تل ابيب، على لسان وزيرة الخارجية الاميركية آنذاك كوندوليزا رايس، التي قالت وسائل الاعلام الغربية عنها انها استخدمت هذه العبارة، لتحل مكان العبارة الأقدم «الشرق الاوسط الكبير».
هذا التحول في تعابير السياسة الخارجية الاميركية، تزامن مع تدشين مشروع خط انابيب النفط (باكو ـ تبليسي ـ جيهان)، في شرق البحر الابيض المتوسط، كما ان عبارة «الشرق الاوسط الجديد»وصلت الى اوجها، في تصريحات وزيرة خارجية اميركا ورئيس وزراء اسرائيل، في عز الحصار الاسرائيلي للبنان في العام 2006، بدعم انغلو ـ اميركي، يوم أبلغ أولمرت ورايس وسائل الاعلام العالمية أن «مشروعاً لخلق شرق اوسط جديد، قد انطلق من لبنان».
هذا الاعلان شكل تأكيدا لوجود «خريطة طريق عسكرية»، انكليزية ـ اميركية ـ اسرائيلية، في الشرق الاوسط. هذا المشروع الذي كان في مراحله التحضيرية منذ سنوات عدة يقضي بخلق قوس من عدم الاستقرار، والفوضى، والعنف، يمتد من لبنان الى فلسطين وسوريا والعراق، والخليج العربي وايران وصولا الى حدود افغانستان الشرقية والشمالية، مرورا بدول شمال افريقيا.
ومشروع «الشرق الاوسط الجديد» جرى الاعلان عنه رسمياً من قبل واشنطن وتل ابيب، وسط توقعات خلاصتها ان لبنان سيكون نقطة الضغط لإعادة تصحيح الشرق الاوسط بكامله، وبالتالي لإطلاق قوى «الفوضى البناءة». هذه الفوضى البناءة، التي اسفرت عن اعمال عنف وحروب في المنطقة، سوف يتم استخدامها على مراحل متقاربة، بشكل يمكن الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل، من اعادة رسم خريطة الشرق الاوسط بما يتناسب مع حاجاتها وأهدافها الجيوـ استراتيجية.
خطاب كوندوليزا رايس حول «الشرق الاوسط الجديد» حدد اطار العمل. فالهجمات الوحشية الاسرائيلية على لبنان ـ والتي كانت مدعومة كليا من واشنطن ولندن ـ بلورت اكثر الاهداف الجيوستراتيجية لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل. البروفسور مارك ليفاين قال في حينه ان المحافظين الجدد في ادارة جورج دبليو بوش، يرون ان «التدمير الخلاق» يؤدي الى خلق «نظامهم العالمي الجديد». وأن هذا التدمير «يشكل قوة ثورية واسعة النطاق».
وقد بدا ان الاحتلال الانغلو ـ اميركي للعراق، خصوصا كردستان العراق، كان تحضيرا لعمليات البلقنة (التقسيم) و«الفلدنة» (من فنلندا)، أي احلال السلام في الشرق الاوسط، ومشروع تقسيم العراق الى ثلاثة اجزاء خير دليل على ذلك.
الى ذلك ظهر ان خريطة الطريق العسكرية الانغلو ـ اميركية كانت تستهدف ايضا إيجاد مدخل الى آسيا الوسطى عن طريق الشرق الاوسط. فهذا الشرق الاوسط وأفغانستان وباكستان، تشكل معاً المداميك الاساسية لتوسيع النفوذ الاميركي الى داخل الاتحاد السوفياتي السابق، والجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى. وهكذا، ومنذ اواسط العام 2006، بدأت خريطة ملامح مجهولة نسبيا للشرق الاوسط، شيئا فشيئا، في دوائر الناتو الاستراتيجية، وسمح لها، بين حين وآخر، بالظهور الى العلن، وذلك ربما للحصول على الاجماع او التوافق، ولتحضير الرأي العام، بهدوء، للتغييرات المحتملة، والتي قد تقلب الامور رأسا على عقب، في الشرق الاوسط. وكانت هذه خريطة لشرق اوسط اعيد رسم حدوده وهيكليته، تحت اسم «الشرق الاوسط الجديد».
سايكس بيكو ـ 2
ومن المؤكد أن اعادة رسم خريطة الشرق الاوسط وتقسيمه، ابتداء من الشواطئ الشرقية للبحر الابيض المتوسط، في لبنان وسوريا، الاناضول (في آسيا الصغرى)، مرورا بشبه الجزيرة العربية، والخليج العربي، والهضبة الايرانية، وصولا الى مصر والسودان ودول شمال افريقيا، يعكسان اهدافا اقتصادية واستراتيجية وعسكرية واسعة، تشكل جزءا من اجندة انغلو ـ اميركية ـ اسرائيلية قديمة في المنطقة.
وفي الواقع يلاحظ أن افغانستان، التي تخضع لسلطة قوات حلف الناتو قد تقسمت على الارض. كما ان العداوات القوية قد زرعت في الشرق العربي، خصوصا في فلسطين ولبنان. ولا يزال الغرب يبذل مساعيه لبث الشقاق في سوريا وايران، وتعمد وسائل اعلامه على قاعدة شبه يومية، الى تسريب اخبار عن ان الشعب العراقي لم يعد قادرا على التعايش السلمي بين المذاهب والطوائف والاثنيات، وأن الازمة ليست بسبب الاحتلال الاميركي، بل بسبب «حرب اهلية»تغذيها النزاعات القائمة بين الشيعة والسنة والاكراد.
وبالعودة الى بريجنسكي، مستشار الامن القومي الاميركي الاسبق نذكر بأنه صرح في العام 1991، والحرب العراقية ـ الايرانية في أوجها «ان المعضلة التي ستعانيها الولايات المتحدة من الآن وصاعدا هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الحرب بين العراق وايران، وتستطيع اميركا، من خلالها، تصحيح حدود «سايكس ـ بيكو».
عقب هذا التصريح، وبتكليف من وزارة الدفاع الاميركية، بدأ المؤرخ الصهيوني ـ الاميركي برنارد لويس وضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والاسلامية كل منها على حدة، ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وايران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الافريقي، وتفتيت كل منها الى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية.وقد أرفق مشروعه المفصل بمجموعة من الخرائط المرسومة بإشرافه، وبموافقة البنتاغون، وتشمل عددا من الدول العربية (والاسلامية) المرشحة للتفتيت، وذلك بوحي من مضمون تصريح بريجنسكي الذي دعا الى تصحيح حدود سايكس ـ بيكو، بما يتناسب مع المصالح الاميركية ـ الصهيونية.
وفي العام 1983، اقر الكونغرس الاميركي بالإجماع، في جلسة سرية، «مشروع لويس»، وتمّ بذلك تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الاميركية الاستراتيجية للسنوات المقبلة. وقد أرفق لويس خرائط تقسيم الدول، بهذا المشروع على الشكل الآتي:
1-مصر: 4 دويلات (كما ذكرنا).
2- السودان: 4دويلات ايضا هي:
-دويلة النوبة: التي تتكامل مع دويلة النوبة في الاراضي المصرية التي عاصمتها اسوان.
- دويلة الشمال السوداني الاسلامية.
- دويلة الجنوب السوداني المسيحية.
- دويلة دارفور.
وبالنسبة الى دول الشمال الافريقي، فإن «مشروع لويس» يرمي الى تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب بهدف اقامة:
-دويلة البربر: على امتداد دويلة النوبة في مصر والسودان.
- دويلة البوليساريو.
- دويلات المغرب والجزائر وتونس وليبيا.
وبالنسبة الى شبه الجزيرة العربية ودول الخليج يقضي «مشروع لويس بإلغاء الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والامارات العربية المتحدة، من الخريطة، ومحو وجودها الدستوري والدولي، بحيث تضم شبه الجزيرة والخليج ثلاث دويلات فقط هي:
-دويلة الاحساء الشيعية (تضم الكويت والامارات وقطر وعمان والبحرين).
- دويلة نجد السنية.
- دويلة الحجاز السنية.
اما في العراق فيرى لويس ضرورة تفكيكه على اسس عرقية ومذهبية على النحو الذي حدث في سوريا في عهد العثمانيين، اي الى 3 دويلات هي:
-دويلة شيعية في الجنوب حول البصرة.
- دويلة سنية في وسط العراق حول بغداد.
- دويلة كردية في الشمال والشمال ـ الشرقي حول الموصل (كردستان) وتقوم على أجزاء من الاراضي العراقية والايرانية والسورية والتركية والسوفياتية (سابقا).
في ما يتعلق بسوريا، يرى المشروع ضرورة تقسيمها الى اقاليم متمايزة عرقيا او مذهبيا، وعددها اربعة هي:
-دولة علوية ـ شيعية (على امتداد الشاطئ).
- دولة سنية في منطقة حلب.
- دولة سنية حول دمشق.
- دولة الدروز في الجولان ولبنان (الاراضي الجنوبية السورية وشرق الاردن والاراضي اللبنانية).
اما لبنان فقد استقر رأي لويس على وجوب تفتيته الى ثمانية كانتونات عرقية ومذهبية، هي:
-دويلة سنية في الشمال، عاصمتها طرابلس.
- دويلة مارونية ـ مارونية شمالا (عاصمتها جونيه).
- دويلة سهل البقاع الشيعية (عاصمتها بعلبك).
- بيروت الدولية (المدولة).
- كانتون فلسطيني حول صيدا حتى نهر الليطاني تسيطر عليه السلطة الفلسطينية.
- كانتون في الجنوب يعيش فيه المسيحيون مع نصف مليون من الشيعة.
- دويلة درزية (في اجزاء من الاراضي اللبنانية (حاصبيا) والسورية والفلسطينية المحتلة).
- كانتون مسيحي جنوبي خاضع للنفوذ الاسرائيلي.
تركيا يقترح المشروع انتزاع جزء منها وضمه الى الدولة الكردية (كردستان الحرة) المزمع اقامتها في شمال العراق، اما الاردن فيقضي المشروع بتفتيته وتحويله الى دولة فلسطينية تضم فلسطينيي الداخل ايضاً.
وفي المشروع فقرة تتصل باليمن الذي يفترض أن يذوب لينضم في نهاية المطاف الى دولة الحجاز.
في جانب آخر، يؤكد الخبراء والباحثون الاميركيون، وعلى رأسهم جيمس زغبي رئيس المعهد العربي ـ الاميركي، أن الثورات العربية نجحت في وضع حد للأساطير التي رعاها المحافظون الجدد وأمثالهم، وحافظوا عليها لمدة طويلة، والخاصة بتقسيم وتفتيت المنطقة. ويؤكد زغبي: ان«الثورات العربية» نجحت في اطلاق مشاريع التقسيم التي قادتها الولايات المتحدة والغرب والكيان الصهيوني، وأحدثت صدمة وهزة في المنطقة، ونشرت في ربوعها الفوضى تمهيداً لإقامة شرق أوسط جديد.
تعليقات
إرسال تعليق