
تقبع في صحراء النقب جنوبي إسرائيل إحدى أكبر قواعد التنصت في العالم. هذه القاعدة الواقعة قرب كيبوتس أوريم (تقع "أوريم" في صحراء النقب جنوبي إسرائيل), ليست مملوكة للولايات المتحدة, الحليف الأقرب لإسرائيل والمعروف امتلاكها التكنولجيا الاحدث في هذا المجال, بل تتبع الوحدة 8200 ,وهي وحدة التنصت الرئيسية في المخابرات العسكرية الاسرائيلية, المعروفة اختصارا باسم " أمان " .
هذا ما كشفت عنه مجلة "لوموند ديبلوماتيك "الفرنسية في عددها الاخير , والتي تحدثت عن أن القاعدة تضم ثلاثين هوائيا وصحن استقبال للاقمار الاصطناعية من انواع واحجام مختلفة , مخصصة للتنصت على المكالمات الهاتفية , واختراق مراسلات البريد الالكتروني "للحكومات , والمنظمات الدولية , والشركات الاجنبية , والمنظمات السياسية ، والافراد ".
وذكرت المجلة في تقريرها ان احد الاهداف الرئيسية لقاعدة اوريم هو التنصت على رسائل وبرقيات السفن في البحر المتوسط , وحتى الكابلات الواقعة تحت سطح البحر, التي تربط اسرائيل ودول المنطقة بأوروبا . كما تنشر هذه القاعدة الضخمة مواقع تنصت سرية في مناطق بعيدة عنها.
ويتم نقل المعلومات التي تلتقطها هذه القاعدة لتحليلها في المقر الرئيسي للوحدة 8200 السرية التي تزعم المجلة الفرنسية انه يقع في منطقة هيرتزليا شمال تل ابيب , ليتم بعد ذلك نقله الى جهاز الاستخبارات الاسرائيلي الموساد وباقي وحدات الجيش الاسرائيلي.
ويغطي نطاق عمل قاعدة اوريم للتنصت مناطق جغرافية واسعة في الشرق الاوسط , في قارتي اسيا وافريقيا . واكدت المجلة ان استخدام برامج الانترنت المناسبة , كجوجل ايرث مثلا يمكن من مشاهدة هوائيات وصحون التقاط هذه القاعدة .
وقد اشارت المجلة الفرنسية الى ان هذه المعلومات تجعل من القاعدة الاسرائيلية مساوية في القدرات لعدد من اكبر قواعد التجسس والتنصت في العالم و كتلك التابعة لوكالة الامن القومي الامريكي(NSA ) , التي تملك قاعدة اخرى في بريطانيا ايضا , او تلك التابعة للحكومة البريطانية والتي يطلق عليها اسم "قيادة الاتصالات الحكومية "المعروفة اختصارا ب ( GCHQ ) وايضا وحدة مشابهة في فرنسا, لكن الفرق كما تنوه "لوموند ديبلوماتيك " هو ان هذه الوحدات التابعة للدول الغربية معروفة منذ فترة , لكن هذه هي المرة الاولى التي يكشف فيها عن القاعدة الاسرائيلية.
وتعد الوحدة 8200 التي تتبعها قاعدة اوريم للتجسس, احد اهم اجهزة جمع المعلومات في الجيش الاسرائيلي , وتملك عدة قواعد في انحاء اسرائيل , وفقا للمعلومات التي وردت في تقارير المجلة الفرنسية , ووسائل الاعلام الاجنبية الاخرى.
وتعمل هذه الوحدة في مجالات تعرف في عالم الاستخبارات بمصطلح "سيجينت " او الاستماع وتشمل التنصت , واعتراض الاشارات , والتحليل , والترجمة , وتوزيع المعلومات التي تم جمعها من وسائل البث كالراديو والهواتف , واجهزة الفاكس , والبريد الالكتروني.
وكذلك مجال اخر يعرف بمصطلح "الينت " او القراءة الصوتية وتشمل تحليل ورصد الذبذبات الالكترونية الصادرة عن اجهزة مختلفة كالرادارات.
كما تضم الوحدة 8200 الى جانب ذلك , ادارة لفك الشفرات . ولا تعمل الوحدة فيما يعرف في عالم الاستخبارات ب "هيومينت " وهو جمع المعلومات من مصادر بشرية , وهو من اختصاص وحدة تشغيل العملاء في الموساد المعروفة ب "تسوميت" , والوحدة 504 التابعة للمخابرات العسكرية الاسرائيلية " أمان".
وقد اشارت صحيفة هاارتس الى ان من بين النجاحات الكبيرة للوحدة 8200 التقاط محادثة هاتفية بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر والعاهل الاردني الملك حسين في اليوم الاول لحرب الايام الستة 67 , واعتراض المحادثة الهاتفية بين زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات وبين جماعة ابو العباس الفلسطينية التي اختطفت سفينة الركاب الايطالية "اكيلي لاورو".
تعليقات
إرسال تعليق