القائمة الرئيسية

الصفحات

غريزة القطيع؟


غريزة القطيع؟

غريزة القطيع (herd instinct ) هو مصطلح يطلق على سلوك الأشخاص في الجماعة عندما يقومون بالتصرف بسلوك الجماعة التي ينتمون لها دون شيء من التفكير أو التخطيط....اما في العالم فسموها (نظرية الإمعية).. واول من وضع مفهوم الامعية هو عالم النفس الامريكي ليون فيستنجر سنة 1952 واعاد تجديد هذه النظرية عالم النفس الامريكي فيليب زيمباردو... والفاحص لكلمة إمعة ومعناها يجد شبها كبيرا من " مااااااع" وهي صوت الخرفان والماعز …وكذلك في الاحزاب والجماعات يتم دمجهم بطريقة ذكية جدا …. بمجتمع المااااااع ويتم التصويت على القوانين والقرارات التي تريدها الحكومة وبنفس مواصفات الماااااااااااعية.. فحين يعجز الانسان عن إدراك أو مواجهة تداعيات الحياة اليومية أو تحليل الاحداث والمساهمة في الحراك الاجتماعي، ويشعر أن ذاته ووجوده هامشي ينصاع اتوماتيكياً إلى غريزيته الباحثة عن الجماعة للهروب من الذات الفردية إلى الذات الجماعية الأكثر قوة وتماسك والتي يعبر عنها القائد أو الرئيس الذي يقود الجماعة.
حيث تنصهر الذوات العاجزة في مرجل الجماعة ليعاد صبها في شخصية القائد (الصنم أو الرئيس او المرشد) الجامع والمعبر عن مصالح الذوات العاجزة عن إدارة شؤونها لوحدها في الحياة... وكلما كانت الذوات العاجزة مطيعة بشكل أعمى وعاجزة عن التفكير كلما كان سلوكها أقرب إلى سلوك القطيع الذي يتبع قيم الراعي تارة بالايحاء والاستحواذ وتارة أخرى بالعصا...

يقول ((فرويد))"إنه كلما اجتمعت عدة كائنات (بشر أو حيوانات) فإنها تنصاع غريزياً لسلطة الرئيس، الجمهرة، القطيع، قطيع لايستطع العيش بدون سيد حيث يكون تعطشها للطاعة كبير لدرجة الطاعة العمياء. لذلك يتحكم الرئيس بمصيرها"....
إن جمهور الكيانات الحزبية في الغالب، جمهور أمي وجاهل أو كائنات عاجزة عن التفكير... تبحث في اللاوعي عن مظلة حماية لتأكيد ذاتها المُغيبة قسراً لإيهام الذات بإنها موجودة وكينونة تسهم في الحراك الاجتماعي من خلال الجماعة الواهمة بإنها متفاعلة ومتضامنة في إطار فكرة انسانية تحقق مصالح المجموع باعتبارها نخبة ناكرة لذاتها ومدركة لمديات الصراع الاجتماعي لتحقيق مصالح الذوات المضطهدة غير المنضوية تحت مظلتها الجمعية....
هذا المدلول التي تسعى الجماعة من خلال رئيسها لتأكيدها بالشعارات والخطابات الكاذبة، هو في الحقيقة المحجوبة دفاعاً في االلاوعي عما يأسر ذاتها من دوافع مغايرة يحجبه قناع يخفي ذاتها الحقيقية...

يعتقد ((مرسيل بروست))"هكذا عمدت الاحزاب والمدارس الفكرية على استقطاب العقول المحدودة الذكاء في صفوفها، لأن أصحاب العقول الكاملة يُصعب اقناعهم بالحجج ذاتها التي يقتنع بها أنصاف المتعلمين والباحثين (لسوء الحظ) لاستكمال شخصيتهم عن طربق العمل الحزبي فينشطون أكثر من المتعلمين رفيعي المستوى لاستقطاب الجمهور الجاهل وزجه في الصراعات الداخلية والحروب الخارجية"....
من الصعوبة اقناع أنصاف المتعلمين ومحدودي الذكاء والجهلة والأميين بحقيقة الصراع ودوافعه الخفية التي تزجهم في صراعات دموية وتخلق حالة الفوضى في المجتمع لتحقيق أجندة قياداتهم الحزبية لأن دافعهم الأساس للانخراط داخل الجماعة (الكيان الحزبي) دافع ذاتي (مصلحي) بكمن في اللاوعي لحماية الذات وتأكيد وجودهم من خلال الجماعة التي تخشى الاستقلالية وذلك عبر خداع الذات بفكرة أو فعل انساني لايمكن انجازه إلا من خلال الجماعة، أي فكرة القطيع والراعي....
إن عجز الذات لوحدها على تحقيق طموحها يولد شعوراً بالاحباط والعجز....فتبحث الذوات المُحبطة والعاجزة عن صيغة للتوحد لتبرير حالة احباطها وعجزها والسعي من خلال (بطلها، صنمها، رئيسها... او مرشدها) لتحقيق الطموح الذي ينقذ الجماعة من تداعيات العيش كذوات مستقلة وعاجزة فإن أخفق الرئيس عن تحقيق الطموح للجماعة تتسرب حالة الاحباط ليكون الرئيس كبدش الفداء لتبرير حالة العجز ولربما يعمد الرئيس على إسقاط مسببات العجز والفشل على الجماعة باعتبارها متخاذلة وعاجزة ولم تقم بواجبها الكامل للتضحية من أجل تحقيق الطموح...
إن وعي الانسان بذاته ودوره في المجتمع باعتباره ذاتاً مستقلة يرتبط بمستويات وعيه المعرفي والتعلمي، فكلما زاد الوعي تعقل الانسان أكثر وتخلى عن سلوكه الغريزي الباحث عن القطيع الذي يقوده الراعي، الرئيس...وعلى الضد من ذلك ينتمي الانسان الواعي الى الجماعة باعتباره جزءاً من النخبة الواعية التي تقود الدولة والمجتمع لتحقيق المصالح المشتركة للجميع ويرفض قيم الراعي والقطيع المعتمد في الكيانات الحزبية او المتلونة بالدين... وللأسف ان تلك الكيانات بتمويلاتها الهائلة تستغل اكبر "هوة" ضعف للدولة.. الا وهم المهمشين والمعوزين والجهلاء ...لتحقيق اعلى مكاسب في ظل غياب الضمير.. وغياب الانتماء...
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع