لنتابع موضوع حقيقة الزئبق الاحمر..صرح احد علماء الكيمياء الذرية الانكليز (فرانك بورنابي) بأن الزئبق الاحمر هو عبارة عن مادة مشعة تستخدم في صناعة القنابل النووية. ويتم تحضيره من تفاعل عنصري الزئبق والانتيمون وفق طريقة معينة فينتج سائل لونه أحمر صيغته الكيميائية (Hg2Sb2O7) واسمه العلمي (Mercuric Pyro-Antimonate) بيروأنتيمونات الزئبق، واسمه المنتشر والشائع بين الناس عامة الزئبق الاحمر.
وهذه التسمية (الزئبق الاحمر) الشائعة لهذا المحلول هي ما جعلت الكثير من الناس يعتقدون ويظنون خطأ بأنه يشبه الزئبق المعدني الفضي اللون ولكن بلون مختلف وهو اللون الاحمر، وبالتالي فكل من يدعي امتلاك زئبق احمر معدني انما هو محتال ودجال يستغل جهل الناس عن هذا الموضوع ليبيعهم الزئبق المعدني العادي الفضي اللون بعد اضافة صبغة حمراء عليه من الخارج، حيث يمكن كشف هذا الاحتيال عن طريق اضافة مادة حمضية واسهل طريقة هي بعصر بضعة نقاط من الليمون مما يؤدي الى ازالة الصبغة عن الزئبق وبالتالي عودته الى لونه الفضي الاساسي.
من بين أبرز المزاعم حول استخدامات الزئبق الأحمر كونه يدخل في صناعة القنابل الاندماجية حيث يستخدم كمفجر ابتدائي بديل عن الوقود الانشطاري المستخدم في القنابل الاندماجية كما سبق وأشير في بداية المقال، وقد أيد هذا الزعم الفيزيائي صامويل كوهين مخترع القنبلة النيوترونية. إلا أن هذا الزعم يتعذر تصديقه علمياً كون أي تفجير تقليدي لمادة ما لن يقدم سوى طاقة غير كافية وضئيلة جداً مقارنة بالطاقة التي يوفرها الوقود النووي الانشطاري.
زعم آخر انتشر في التسعينات هو أن الزئبق الأحمر يسهل عملية تخصيب اليورانيوم بدرجة عالية تتيح استخدامه للأغراض العسكرية وذلك دون الحاجة لأجهزة الطرد المركزي التي يسهل نسبياً تعقبها دولياً من قبل الدول والمؤسسات التي تعمل على منع انتشار الأسلحة النووية.
زعم ثالث شائع قال بأن الزئبق الأحمر ليس اسماً حقيقياً وإنما اسم شيفرة code name يشير ببساطة إلى اليورانيوم أو البلوتونيوم، أو ربما إلى الليثيوم 6 وهي مادة لها علاقة بالزئبق ولها لون يضرب إلى الحمرة بسبب بقايا المواد الزئبقية المختلطة بها. وإن كانت استخدامات الليثيوم 6 في الأسلحة الاندماجية تغطيها السرية.
وهناك مزاعم أخرى عديدة قدمتها صحيفة برافدا الروسية عام 1993 كان من بينها استخدامات الزئبق الأحمر كطلاء للاختفاء من الرادار وكمادة تدخل في صناعة الرؤوس الحربية الموجهة ذاتياً.
عام 2009 راجت في السعودية إشاعة حول احتواء مكائن الخياطة سنجر على الزئبق الأحمر، وهو ما أدى إلى تدافع البعض لشراء مكائن الخياطة من هذا النوع بأسعار هائلة. وقد ترواحت مبررات الشراء بين مزاعم استخدام الزئبق الأحمر في إنتاج الطاقة النووية وحتى استحضار الجن واستخلاص الذهب واكتشاف مواقع الكنوز المدفونة.
والواقع ان للزئبق عشرة نظائر، سبعه منها مستقره، ثم نظير غير مستقر، ونظيران ينتجان أشعة بيتا السالبه، وأحد هذين النظيرين صناعي وهذه النظائر هي:
• (hg 196) وهو نظير وجوده في الطبيعه 0.1% ، (hg 198) وهو نظير وجوده في الطبيعه 10%،
(hg 199)، (hg 200)، (hg 201)، (hg 202)، و(hg 204) ؛ جميعها نظائر مستقره في الطبيعه , لونها فضي لامع , و لها عدة استعمالات حيث تستخدم في المجالات الصناعية مثل إنتاج (مواد كغاز الكلور وصناعات الورق) والكهربائية مثل إنتاج (المصابيح والبطاريات) والكيماوية مثل (صناعات الأصباغ وغيرها)والصيدلانية(مثل صناعة بعض العقاقير) والطبية (مثل استعماله في صنع حشوات الاسنان و موازين الحرارة و الضغط ) والعلمية مثل (إنتاج المحاليل) وكذلك إنتــــاج مبيدات الفطريات.
• (hg 197) نظير غير مستقر في الطبيعه، حيث يتحول إلى ذهب
• (hg 203) نظير طبيعى يشع أشعة بيتا السالبه، (hg 205) نظير صناعي يشع إيضا أشعة بيتا السالبه ؛ وأما النظير الطبيعى فلونه يميل إلى الحمره الداكنة اللامعة أو يكون فضيا مائلا للخضرة بحسب نقاوته و طبيعة شوائبه ، أما النظير الصناعي فهو يميل للون أكسيد الزئبق الأحمر مع كونه سائل ميتالك. و كان الروس أيام الإتحاد السوفييتي يستخدمون النظير الطبيعي في دارات الإستقبال في أجهزة الراديو لتقوية الإشارة , كما أشيع استخدامه من قبل الوسطاء الروحيين في استخراج الكنوز أو سحب (تنزيل) مبالغ ضخمة من المال لذلك فإن سعره هذه الأيام يتجاوز ال 500000 دولار للغرام الواحد . بينما تم انتاج النظير الصناعي في الإتحاد السوفييتي أيام الحرب الباردة لاستخدامه لأغراض عسكرية كالقنابل و رؤوس الصواريخ شديدة الإنفجار , كما استخدم في تصنيع القنابل النووية والأسلحة المتطورة الأخرى .
هناك سؤال قد يدور في ذهن البعض ممن لهم بعض الاطلاع وهو:
هل للزئبق الاحمر علاقه بالاثار والمومياوات المصرية القديمة ؟
اجاب على هذا السؤال الباحث الاثري المصري ومدير متحف التحنيط
في مدينة الاقصر (محمد يحي عويضه) حيث قال: "أن الزئبق الاحمر عباره عن سائل أحمر اللون ذو اشعاع لايزال يستخدم في عمليات ذات صلة بالانشطار النووي, ومصدر تصنيعه وتصديره او لنقل تهريبه لدول العالم هي دول الاتحاد السوفيتي السابق اذ تقوم بعض العصابات بتهريبه من داخل المفاعلات النوويه هناك ليباع بملايين الدولارات في الخارج .
اما ما يسمى بالزئبق الاحمر المصري أو الروحاني أو البارد فهو شئ لا وجود له ولا علاقة بين الزئبق الاحمر والفراعنة ولا يوجد اي بحث تاريخي او علمي حتى اليوم يثبت استخدامهم له في عمليات التحنيط. و الذين عملوا في حقل الحفريات والتنقيب الاثري لم يسجلوا ولا حالة واحدة لظهور شئ اسمه الزئبق الاحمر المصري أو الروحاني" .
وحول علاقة الزئبق الأحمر بالجن وباستخراج الكنوز .. يقول احد السحرة، عن هذه العلاقة: "أن تلك حقيقة وأن الجن يطلبون الزئبق الأحمر، من الإنسان وهو غالي الثمن وقد يصل سعره إلى ملايين الدولارات، لأن ملكا من الجن يتغذى به ويساعده في إطالة عمره، ويجعله شاباً ويعطيه قوة، هذا الزئبق الأحمر لن يكون له أي مفعول على ملك الجان إلا إذا حصل عليه من إنسان. ومن دونه لا يؤثر فيه، ولهذا يطلب ملك الجان من الساحر الذي يتعامل معه أن يحضر له هذا الزئبق الأحمر بكميات معينة ومقابل هذه الخدمة يستطيع الانسان أن يطلب ما يشاء من ملك الجان من الاموال والمجوهرات والذهب، وهكذا تتم عمليات " التنزيل " المعقدة وفق اتفاقيات بين الجان والإنسان.
ويعترف الساحر بأنه قام بهذا العمل لصالح عدة أشخاص وآخر عملية تنزيل نفذت أحضر الجان لصاحب الزئبق الاحمر مالاً من فئة المائة دولار بكميات كبيرة".
اذا مما سبق ذكره نرى بأن الزئبق الاحمر هو مادة مشعة تستخدم في صناعة الاسلحة النووية وفي مع ملوك الجان وتصنيعه وانتاجه محصور في دول الاتحاد السوفييتي السابق وعلى رأسها أوكرانيا.
تعليقات
إرسال تعليق