
بالطبع سيختلف معي المؤيد للحرب على سوريا لاننا لا نعلم ان فساد الانظمة في الدول العربية كان مخططا منذ عقود طويلة لاستخدامها كطعم وذريعة قوية لما يحدث في بلادنا الان..ولان الغالبية لا تعلم ان تلك الدول الغربية الصهيونية هي بالاساس من ساعدت ودعمت وخططت لهذا الفساد واستفحاله والتوغل به..ولكن دونا عن بقية الدول تشكل سوريا بالذات خطورة كبرى في وضعها كفتيل للحرب العالمية الثالثة التي ستدور رحاها في المنطقة باسرها وتتدخل بها جميع القوى العظمى..
هناك أشكال وأنواع من الحرب المعلنة على سورية فتم حصرها بالحرب السياسية والدبلوماسية التي تجري على منابر الأمم المتحدة وفي كواليسها ومقرات الجامعة العربية ومنظماتها ومن خلال تأليب الرأي العام الدولي والعربي على سورية اضافة للحرب العسكرية داخل القطر وخارجه وتجميع قوى البغي والعدوان لضرب وإسقاط الدولة السورية من خلال التدخل العسكري الخارجي والعصابات المسلحة المأجورةولا ننسى ما نشرناه عن الحرب الإعلامية والنفسية القذرة من وسائل الإعلام الغربية والعربية ومئات الأقنية الفضائية المضللة وانتهينا إلى الحرب الاقتصادية والعقوبات الدولية التي فرضت على الشعب السوري للوصول إلى انهيار الدولة وتدميرها.
ونتحدث الان عن مراحل التنفيذ والسيناريوهات المفترضة؟؟؟؟
إن المخطط الذي أعد لهذه الحرب بني على أساس عدة خطط متسلسلة ومتكاملة فإن فشلوا في الخطة الأولى انتقلوا إلى الخطة التالية وهكذا إلى أن يحققوا أهدافهم فكانت خططهم من البداية على النحو التالي:
الخطة (أ)
وتعتمد على التظاهرات الشعبية وتجييش الشارع السوري لإسقاط الدولة على غرار ما حصل في تونس ومصر تماما.
فبدأ التحضير لذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال التحريض على الثورة على الدولة والدعوة إلى التظاهر وتحديد أماكن التجمعات وتوقيتها في معظم المدن السورية وهكذا انتشرت الشرارة الأولى لإعلان الحرب، فقد خرجت بعض التظاهرات المحدودة في عدد من المحافظات تدعو إلى الإصلاح وتغيير النظام، فكانت ردة فعل السلطة غير مسبوقة فقد استجابت وبشكل سريع لمطالب المتظاهرين فأعلنت مجموعة من المراسيم والإجراءات التي تصب في نهج التغيير والإصلاح ومنها:
- إلغاء قانون الطوارئ - إلغاء محاكم أمن الدولة – قانون تنظيم الأحزاب – قانون تنظيم الإعلام – قوانين الانتخابات المحلية وانتخابات مجلس الشعب – قانون حق التظاهر وأخيراً مرسوم إعادة صياغة الدستور بالكامل.
هذه القرارات التي اتخذت أحبطت خطة المتآمرين في الداخل والخارج لأنهم لم يتوقعوا مثل هذه الإصلاحات التي فاقت مطالب المعارضين وبسرعة قياسية.
من هنا بدأ الصراع يأخذ طابعاً جديداً فالقسم الأعظم ممن خرج في التظاهر ودعا للإصلاح وجد أن مطالبه قد تحققت ولم يعد لديه مسوغ لأي تحرك مناهض فانكفأ على نفسه أما القسم الآخر الذي لديه أهداف مغرضة وعدوانية وجد أن كل هذه الإصلاحات لا تعنيه بشيء فهو يريد إسقاط النظام وحسب.
بدأت أصوات المتآمرين وأبواق الإعلام المأجور تتعالى في الخارج وتحض على الثورة وإسقاط النظام لمساندة المعارضة العميلة في مطالبها، وكان المخطط الزمني لتنفيذ هذا السيناريو لا يتجاوز الشهرين على الأكثر فانتهت المدة المحددة ولم ينجحوا في مخططهم فقرروا الانتقال إلى السيناريو التالي.
الخطة (ب)
الانتقال إلى العمل المسلح واستخدام العصابات المسلحة للقيام بأعمال إرهابية تستهدف الدولة واستهداف مكوناتها لإسقاطها فتم الانتقال إلى أسلوب جديد في مخططهم يعتمد الاستمرار في التظاهر ضد النظام في بعض الأحياء والشوارع وأمام المساجد تحديداً وغالباً ما يكون بعد صلاة الجمعة بهدف الاستفادة من جماهير المصلين الخارجين من المساجد والدخول بين صفوفهم لتصويرهم بالأجهزة النقالة كي يظهروا على شاشات التلفزة بأحجام وأعداد كبيرة، وفي أثناء ذلك يندس بعض المسلحين منهم في هذه الجموع ويطلقون النار على بعض المتظاهرين وعلى العناصر الأمنية القريبة من المنطقة ليسقط بعض القتلى والجرحى ويتم اتهام السلطة باستخدام العنف بحق المتظاهرين ثم يتم نشر هذه الأحداث في وسائل الإعلام المضللة.
وبدأت هذه الأحداث تتطور وتصبح أكثر دموية حيث ازداد عدد المسلحين وشكلت مجموعات إرهابية صغيرة تنتشر في بعض الأحياء والمناطق لمهاجمة بعض مراكز الدولة ومنشآتها الوطنية أو مقرات أمنية أو مواقع عسكرية صغيرة منفردة، ثم ازدادت وتيرة الأعمال الإجرامية وأصبحت تسيطر على بعض المناطق والأرياف وتعلن قيام إمارات دينية في بعض الحالات عندما وصلت الأمور إلى هذا الحد كان لا بد للجيش أن يتدخل رغم أنه تأخر كثيراً في حسم الأمور فقام بالقضاء على هذه البؤر الإرهابية المسلحة التي تعيث فساداً في أماكن وجودها وأعاد الأمن والاستقرار إلى تلك المناطق رغم فرار بعض المسلحين إلى مناطق أخرى.
وكان من أهم هذه البؤر الإرهابية التي قضى عليها الجيش في محافظة درعا وفي مدينة بانياس وتلكلخ وكان أخطرها ما حصل في جسر الشغور فقد استباح المجرمون المدينة وأبادوا جميع أفراد الشرطة وعناصر حفظ النظام وعناصر الأمن الموجودة هناك كما تم قتل كل مدني يعترض طريقهم أو يرفض أوامرهم وألقيت الجثث في مقابر جماعية أحدثت لهذا الغرض، ثم فرضوا على السكان مغادرة المدينة باتجاه الحدود التركية حيث أقيم هناك مخيم يحوي آلاف الخيام معد مسبقاً لإيواء هؤلاء النازحين من رجال ونساء وأطفال إضافة للمسلحين. وفي تلكلخ كانت صورة مشابهة تقريباً لما حدث في جسر الشغور وتم إجلاء المدنيين إلى الحدود اللبنانية لإقامة معسكر آخر في لبنان من السوريين النازحين وهناك كان باستقبالهم بعض الساسة اللبنانيين المتآمرين من جماعة المستقبل والتكفيريين.
رغم كل ما فعلوه من أعمال عنف وتخريب وتهجير لم يستطيعوا تحقيق أهدافهم ما أجبرهم على الانتقال إلى الخطة التالية.
الخطة (ج)
تعتمد في مضمونها على تفجير الفتنة الطائفية والتحريض المذهبي للوصول إلى الحرب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر والعمل على إنشاء مناطق عازلة حدودية.
بعد إخفاق مخططهم في تحقيق أهدافهم كان لا بد من التركيز على العامل الديني لزيادة الضغط على النظام لإسقاطه، فبدأ العمل على إيقاظ الفتنة الطائفية والتحريض المذهبي، فأعطيت الأوامر باستهداف بعض الطوائف من قتل وخطف واغتصاب وتشنيع بالجثث وتقطيع أوصالها بهدف استفزازها وخلق شحنات متفجرة من الغضب للرد بالأسلوب نفسه على الطائفة الأخرى وهكذا يمكن أن تنطلق شرارة الحرب الأهلية التي يسعون إليها فبدىء بتنفيذ هذا المخطط في حمص وضواحيها حيث انتشرت مجموعات كبيرة من المسلحين في أحياء بابا عمرو – باب السباع – عكرمة وغيرها وأخذت تعيث فساداً في أهالي المنطقة فهاجموا المقرات الأمنية ومراكز الشرطة وقوات حفظ النظام وقاموا باختطاف أعداد كبيرة من السكان فذبحوا الكثير منهم ذبح النعاج ومزقوا أجسامهم واغتصبوا النساء ثم قتلوهن وألقيت الجثث في الشوارع والأحياء وسطوا على المنازل وحرقوها كل ذلك بهدف إثارة الفتنة الطائفية اللعينة للوصول إلى حرب أهلية توصلهم إلى مبتغاهم ولكن أهالي حمص عضّوا على جراحهم وتنبهوا للمخطط الجائر الذي ينتظرهم وينتظر الشعب السوري كله فأفشلوا خطتهم ولم ينصاعوا ولم يستفزوا رغم ما عانوه من قهر وظلم وألم. وعلى التوازي من ذلك وفي مناطق الحدود مع تركيا ولبنان كانت الخطة معدة لإنشاء مناطق عازلة حيث تتجمع في تلك المناطق مجموعات كبيرة ومسلحة مدعومة من الحكومة التركية ومن تيار المستقبل في لبنان فتصدت قوات الجيش العربي السوري لهذه المحاولات وهاجمت تلك العصابات واشتبكت معها وأفشلت مهامها العدوانية في مناطق جبل الزاوية وفي القرى الحدودية بين سورية ولبنان، تكررت محاولات الكر والفر ولكنهم لم يفلحوا بتحقيق هدفهم والسيطرة التامة ولو على شبر من الأراضي السورية.
هكذا فشلت خطتهم أيضاً وليس لديهم إلا الانتقال إلى السيناريو الأخطر.
الخطة (د)
تنطلق هذه الخطة من مبدأ توسيع رقعة الحرب على سورية وذلك بتدويل الأزمة السورية في مجلس الأمن لإصدار قرار أممي يجيز التدخل العسكري لحماية المدنيين السوريين.
لقد تم التطرق إلى هذه الخطة سابقاً من خلال دراسة بند الحرب السياسية ويمكن أن نضيف: إن الحرب الكونية المعلنة لم تستطع تحقيق أهدافها من خلال الخطط السابقة ( أ - ب – ج ) وكان الغرض فيها ضرب سورية وتفتيتها داخلياً فكان لا بد من الانتقال إلى الخطة د التي تعتمد التدخل العسكري الخارجي أساساً لأسلوبها وهذا الأسلوب يعترض طريقه عقبات جمة يصعب تجاوزها كاستصدار قرار أممي في مجلس الأمن يعطي شرعية دولية لأميركا وحلفائها في حربها ويكون غطاء لهجمات حلف الناتو الجوية والبرية والبحرية وهذا ما حصل بالفعل فقد أخفق الحلف الغربي العربي في تنفيذ المؤامرة على سورية وتحقيق أحلامهم في تدميرها بالعدوان العسكري المسلح وذلك بفضل وقوف كل من روسيا والصين في وجه المخطط الإمبريالي العالمي في مجلس الأمن وبالتحرك الدبلوماسي السوري المشهود له في أروقة الأمم المتحدة.
كما ان البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) يخطط لعملية عسكرية في سوريا تحتوي على هجوم الكتروني على دفاعاتها الجوية. لكن المحللين يحذرون من أن التدخل (أي تدخل في سوريا) قد يشعل حرباً أهلية باهظة الثمن. مع تصاعد لهجة الخطاب السياسي الأمريكي ضد نظام الأسد، وقتل المدنيين في سوريا، يعمد البنتاغون إلى وضع مخططات طارئة لعملية عسكرية، قد تتضمن هجمات بنمط الحرب الالكترونية.
وإلى الآن، لم تتمكن الولايات المتحدة والقوى الغربية من التغلب على الموقفين الروسي والصيني المعارضين لأية مبادرات سياسية قد تمهد الطريق لاستخدام القوة في سوريا. لكن، حتى وإن كان التأييد الواسع النطاق وشيك الحدوث، فإن العملية العسكرية لن تكون سهلة، ولن تكون بمستوى ما حصل في ليبيا مثلاً.
وقد صرح الفريق المتقاعد في القوات الجوية الأمريكية دايف ديبتولا Dave Deptula، مخطط الحرب الأسبق، ومخطط العمليات الجوية الرئيسي في عملية عاصفة الصحراء أنه “من وجهة نظر الخيار العسكري، فإن سوريا تمتلك منظومة دفاع جوي تتكون من صواريخ أرض/ جو أكثر صلابةً من الليبيين”، كما أضاف أن بمقدور البنتاغون تطبيق هجمات حربية الكترونية للقضاء على هذه الدفاعات الجوية.
واستطرد السيد ديبتولا مصرحاً، أن هناك نحو 130 موقع نشط لصواريخ الأرض/ جو في شتى أنحاء البلاد، وهي أكثر صعوبة مما كان يمتلكه الليبيون لأنها تبقى في حالة تأهب أعلى، نتيجة التهديد الملموس من إسرائيل.
أما بالنسبة للطائرات العسكرية الأمريكية “الطائرات من دون طيار”، فلن تكون لها فائدة تذكر فيما تطلق عليه البنتاغون “بيئة الهواء المتنازع عليها”، وذلك بسبب سهولة إسقاطها وعدم امتلاكها لقدرات تجنب رصد الرادار على سبيل المثال. وبناءً على كلام ديبتولا، فإن هذا بالتحديد (قدرة تجنب رصد الرادار) ما دفع إلى تصميم ما يسمى بالجيل الخامس من المقاتلات النفاثة الأمريكية كالـ F22 وF35. كما يضيف، أنه لا مجال للشك في إمكانية الولايات المتحدة الأمريكية العسكرية من مواجهة نظام دفاع جوي بمثل هذه القوة و”تعطيله”.
واقعياً، إن معظم نظم صواريخ الأرض/ جو (SAM) “مصممة للاشتباك مع هدف واحد كل على حدا،” يوضح ديبتولا، ثم يردف “مما يستدعي استخدام تقنية مضادة تتمثل في إنهاك دفاعاتهم الجوية بحيث تصبح عديمة الفاعلية” عبر إشباع الأجواء “وحشدها” بالموارد العسكرية الأمريكية. ولا تمثل “الحركية” (Kinetics) –بالمفهوم العسكري- الحل الوحيد. حيث بمقدور قوات الولايات المتحدة البدء بالتواصل مع الثوار المقاتلين، إن لم تكن قد فعلت مسبقاً. ويلاحظ ديبتولا، أن البنتاغون غالباً يبحث خيارات الهجمات الالكترونية لحين تهيئة الامر للتدخل العسكري المدمر وخاصة بعد ابتلاع طعم اسقاط الطائرة التركية وحشد غضب العالم.
واخيرا...
من خلال ما تقدم نستطيع الخروج بنتيجة مهمة مفادها أن الاستعمار كان وما يزال يسعى للهيمنة على مقدرات الشعوب المستضعفة بشكل أو بآخر فإما بالتدخل العسكري المباشر لتلك الدول كما حصل في أفغانستان والعراق من الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، وكما جرى في لبنان من إسرائيل المدعومة من أميركا وقطاع غزة الفلسطيني، أو بالحرب الناعمة من خلال إحداث الفوضى الخلاقة والاضطرابات الإثنية والطائفية والاغتيالات الفردية، كما يحصل الآن في بعض الدول العربية وبعض دول آسيا وأميركا اللاتينية.
لكن الامر في سوريا ينذر بعواقب كارثية لما سيتضمنه بتدخل القوى العظمى في الحرب المزعمة في المنطقة..فما يجري في سورية وما سيتم تفعيله يهدف لان يشعل الامر في المنطقة باسرها....
نعم لقد دفعت سورية الثمن غالياً من أبنائها ومقدراتها وعندما تخرج من محنتها بشكل باذن الله كامل ستكون أكثر منعة وأصلب عوداً وأقوى بناء وسيسطر التاريخ مجد سورية الأبية في صفحاته الناصعة .... (سورية الله حاميها).