القائمة الرئيسية

الصفحات

ابليس ولوسيفر..الحقيقة والغواية؟؟


ابليس ولوسيفر..الحقيقة والغواية؟؟

نظرا لسؤال البعض لي عن توضيح قصة ابليس رأيت أن اكتب فيها باسهاب قليل حتى يتوضح للناس ما التبس عليهم فأقول:

قصة ابليس الرجيم هي في الواقع قصة الحياة الدنيا وابتلاءاتها وهناك كثير من الأقوال قديما وحديثا حاولت توضيح الغامض من هذه القصة ووقع كثير منها في اللبس نتيجة للتضارب الواضح بين الحقائق القرآنية والاخبارية المروية أو الاجتهادية. والحقيقة التي أحب أن أؤكد عليها هي أن ابليس لم يكن يوما أبو الجن لا من قريب ولا من بعيد. وأما الجن فوجودهم أقدم بكثير من ابليس فلقد خلقهم الله تعالى بعد خلق الملائكة بمئات ملايين السنين ومن ثم خلق الجن فصائل متعددة مكلفة ومنهم الجان خلقهم من مارج من نار وخلق قبلهم الملائكة من نور والفرق بين الطبيعة النارية والنورية واضح ولهذا فان الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون بخلاف غيرهم.
وبالنسبة للجان فهم اسم جنس من الجن كما أن الانسان اسم جنس وهو أعم من البشر، وأبوهم الأول الذي خلق من مارج من ناراسمه (سوميم) وأمهم (سامنا) وهم جن المجرة الأصليون سكنوا الأرض بعد أن صلحت للسكن .. وقد بعث الله لهم أنبياء كثر أولهم أبوهم سوميم وكان منهم افساد عظيم وأول افسادهم هو تزاوجهم من فصائل غير جنسهم قيل من الغيلان فتولدت منهم مردة الجن وشياطينهم ومسوخهم ثم بطول المدة كفروا وخالفوا عهود أنبيائهم ووقع منهم فساد عظيم فأرسل الله عليهم الرجم الأول العظيم قبل مئات ملايين السنين وحصل دمار عظيم عم الأرض نتيجة هذا الرجم النجمي واحترق معظمهم ولم ينج منهم الا من كان يختبئ في داخل الجبال العظيمة وبقوا هكذا مختبئين سنين طويلة حتى أوحى الله تعالى الى آخر أنبيائهم وهو نبي الله "شيبعا" عليه السلام حيث خرج عليهم بالنداء للخروج من مخابئهم وأن الله قد أمنهم وقاد نبيهم من آمن به وأخضع ما تبقى من العصاة بالسيف حتى دان له كل الجن بالطاعة والولاء وهم حتى الآن يخافون من هذا النبي الذي بعث فيهم بالسيف ومنهم من يؤمن برجعته، وعهده معهم آخرعهد وليس بعده الا عهد نبي الله سليمان عليه السلام ..والعهد يختلف عن الدعوة بالاديان السماوية كما ذكرنا..والله اعلم

بعد موت نبيهم شيبعا حصل بينهم اقتتال شديد وفساد عظيم بحكم طبيعتهم النارية فامر الله تعالى الملائكة أن تطهر الأرض من رجسهم وفعلا قتل الكثير وفروا الكثير الى الجزر والخلاء ووضع منهم في الأرض الرابعة وأسكن مردتهم في الأرض الخامسة وهي زرقاء وهم اكثر عصيانا وقوة من باقي الجن... وكان من هؤلاء الجان صغير اسمه عزازيل ربته الملائكة وكان ذكي نبيه وكان دائم السجود لله تعالى فجعله الله تعالى لما رأى اجتهاده بالعبادة والتسبيح والسجود من جلساء الملأ الاعلى وجعله طاووسا بين الملائكة يتعلم منهم الخشوع والطاعة والعلوم الربانية وجعل له اربعة أجنحة وكان باهر الجمال مشعا بالنور .
ولما صلحت الأرض بعد الرجم الأول وازدهرت الطبيعة فيها خلق الله تعالى فيها الانسان من طين وهو أعم من البشر فكل بشر انسان وليس كل انسان بشر والبشر هم اخر سلاسلات الانسان وأبوهم آدم وهو الذي خلقه الله بيديه وعلى صورته ونفخ فيه من روحه وعلمه الأسماء كلها ليتأهل لخلافة الأرض عن ربه...فبدأت القصة الحقيقة لجنسنا الذي هو اخر الأجناس ...وكما نعلم كيف ان ابليس ابى امر الله ان يسجد تحية لخلقه.. فدفعه غروره وكبره وحبه للزعامة والتشبث بالسلطة والتسلط علي الآخرين لعدم الامتثال للأمر الإلهي ، لأنه وفقاً لما سولت له نفسه الخبيثة أفضل من آدم في التركيب الجسماني وآدم أقل منه شأناً وقوة فكيف يدخل تحت طاعة هذا المخلوق الجديد وهو يشغل الآن منصب طاووس أو رئيس الملائكة... وتحدي إبليس الخالق سبحانه وتعالي وطلب منه أن يجعله من المنظرين ليوم القيامة ليثبت له أنه قادر علي إغواء وإضلال آدم وذريته لأنه أفضل وأذكي وأقوي منهم جميعاً ومن ثم فإن الله أخطأ ( وفقاً لنفسه المريضة ومنطقه المبتور وعقله العقيم وغروره وطبعه المتكبر المتمرد ) عندما أمره بالدخول وذريته ومعهم الملائكة تحت رياسة آدم وذريته لأنهم ممثلين في آدم قبلوا حمل الأمانة التي رفض كل من في السماوات والأرض والملائكة حملها لأنها سلاح ذو حدين قد تدفع من يحملها للكفر والعصيان لله والأمانة باختصار شديد هي الإرادة أو حرية الاختيار والعبادة وليتنا فعلنا مثل سائر مخلوقات الله ورفضنا حمل هذه الأمانة وقبلنا أن نكون عباد لله طائعين مسيرين ولسنا مخيرين وذوي إرادة ومن الطبيعي أن يسيد الله من يقبل حمل هذه الأمانة ويحسن استخدامها علي سائر مخلوقاته .
وقبل الخالق من إبليس هذا التحدي وجعله من المنظرين إلي يوم الوقت المعلوم وليس ليوم البعث كما طلب إبليس ، واليوم المعلوم هو اليوم الذي ستكون فيه نهاية إبليس والمسيح الدجال وهما شيطاني الأنس والجن ونهاية كل إمبراطوريات الشر التي تتبعهما وتسير وفق مخططاتهما وبروتوكولاتهما الصهيونية ، وهو اليوم المسمي عند أهل الكتاب بيوم هرمجدون ...ومسخ ابليس المبلس من رحمة الله على غير هيئته و وكانت الحكمة من قبول الخالق سبحانه وتعالي لهذا التحدي فالكل مغتر بعقله متكبر متجبر متسلط لا يريد الخضوع لأحد والكل متشوق للرياسة والسلطة والتسلط علي الآخرين ويريد أن يكون سيداً لهذا الكون ، والجميع بجهله يرفض الطاعة والعبودية لله والخضوع لأوامره ويري في الكثير من الأوامر الإلهية تعنت معه وفيها تقييد لحريته وقدراته المتميزة علي غيره من سائر جنسه بل علي غيره من سائر المخلوقات ، فقبل الخالق هذا التحدي ليثبت للجن والبشر أنهما مهما صنعا فسيفشلان في تحدي الخالق سبحانه وتعالي في النهاية ولن يمكن لهم الحكم والسيطرة علي أهل الأرض إلا في نهاية الزمان ولفترة وجيزة جداً ، ثم يأخذهم عند الوقت المعلوم الذي أنذرهم إليه هم وكل أتباعهم وأشياعهم أخذ عزيز مقتدر ليفرق الصالح من الطالح.
قال تعالي :
وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) ( سبأ 20-21 )

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة "..فالحديث الشريف هنا ينص صراحة على أمرين في غايةالأ همية : الأول هو أن إبليس صاحب عرش كعروش الملوك "مثلث برمودا"، والأمر الثاني هو أنه يبعث (سرايا) أي أنه كالقائد الحربي الذي يرسل فرقاً واستطلاعات في مهمات محددة ، وهو الأ مر الذي يستدعي تنظيماً خاصاً لهذه السرايا وتعيين قواد و وزراء ومبعوثين.
بل إن النظرة المسيحية تسحب سلطان إبليس لكي يغطي العالم كله ، على اعتبار أن هذا العالم الدنيوي هو مستقر الشرور والآلام فى مقابل عالم الآخرة الذي هو مستقر النعيم الحقيقي ؟حيث يورد إنجيل يوحنا الإصحاح 12 ، آية 31 ، مشهداً ليوم القيامة / يوم الدينونة حين ينهزم الشيطان ويطرد : " " الآن دينونة هذا العالم . الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجاً ) . وهذه النظرة التي ترى في إبليس رئيساً لهذا العالم هي التي توضح معنى ما حدث بين الشيطان وبين السيد المسيح ، حين أراد الشيطان أن يغويه ويضله عن أمانة الرسالة التي يحملها فعرض عليه أن ينصبه ملكاً على جميع ممالك العالم ، وهو الأمر الذي لن يحدث ما لم يكن إبليس متملكاً لها في الأصل .ورد ذلك في "إنجيل متى" - الإصحاح الرابع والآيات من 1 إلى 11

وتعددت التصورات التى جعلت من كيانات قوى الشر الغيبية مجتمعأ له قوانينه وتقسيماته المهنية ورتبه ووظائفه وقواده وملوكه..وفي القرن السادس عشر، ظهر في ألمانيا كتاب مؤلف باللغة اللاتينية بعنوان بسيودو موناركيا دايمونيو Psudo Monarchia Daemonum يحتوي على على صفات وأسماء69 شيطاناً كتصور لمجتمع شيطاني أولي . ويعتبر هذا المؤلف أكثر المؤلفات شهرة من نوعه حتى كان عام 1863 : حيث ظهر كتاب القاموس الجهنمي Dictionaire Infernal في فرنسا على شكل مجموعة لوحات مطبوعة نفذها الحفار الفرنسي كوليندي بلانسى ( 1794 - 1881 ) معتمداً على مجموعة من الرسوم التوضيحية التى رسمها المتصوف الفرنسي لويس بيرتون ( 1785- 1849) ونشرت المجموعة مع وصف مختصر فى كتاب " القاموس الجهنمي " وقد طبع الكتاب باللغة الفرنسية وتجددت طباعته عدة مرات خلال القرن التاسع عشر . وقد احتوى القاموس الجهنمي على 69 لوحة حفر يمثل كل منها شيطانآ معينآ ويمثلون فى مجموعهم سادة العالم الشيطاني ،فظهر لوسيفر Lucifer امبراطور العالم السفلي وبعلزبوب Beelzebub الامير و "عشتروت " Ashtarot الدوق الاكبر ولوسيفوج Lucifug رئيس الوزارء وساتاناشيا Satanachia Nebiros قائد المعسكر وعشرات غيرهم. ولكل منهم علاماته و رموزه وإبتهالاته. - الصورة تبين مجموعة من الرسومات التي تمثل الشياطين في القاموس الجهنمي.
لوسيفر Lucifer

لعل ما يهمنا تناوله هو "لوسيفر"حامل الضياء من أسماء الشيطان التى دخلت في الدلالات اللغوية اسم لوسيفر Lucifer أو حامل الضياء، وهو في أصله اللاتيني يعني اسم كوكب الزهرة (نجمة الصباح والمساء) ، في بادئ الأمر لم يكن لذلك الاسم دلالة سيئة ولكنه جاء فى كلام النبي أشعياء فى معرض التبكيت لملك بابل الذي سمى نفسه بكوكب الصباح ، وفهم الحواريون من كلام السيد المسيح أنه رأى الشيطان كنجم سقط من السماء ، إن المقصود هو الزهرة وإنه كناية عن الخيلاء التي تقود صاحبها إلى السقوط . ويذكر سفر الرؤيا على لسان السيد المسيح أن إبليس تحدث عن نفسه فقال : "أنا كوكب الصبح المنير". وإذا وصف إنسان اليوم بأنه شبية لوسيفر فالمفهوم من هذ الوصف ، أنه يلمع ويتخايل باللمعان ويبلغ من العجب به حد السماجة والصفاقة، فهو الخطيئة الساطعة أو الخيلاء المتبجحة ، ومن كان كذلك فسقوطه أمل يود الناس أن يتحقق ،ولا يشعرون له بالرثاء الذي يصاحب المجد النهار وهو الشيطان الذي ذكرته " أعمال الرسل " على اعتبار أنه قادر هو وأتباعه على التشبه بملائكة النور ..كما ورد ذكره فى ملحمة " الكوميديا الإلهية " الشهيرة باسم لوتشيفيرو ، حيث كان مستقره هو مركز الجحيم المظلم في كهف بارد ملىء بالثلوج.

ولوسيفر "ابليس" هو الان صاحب الديانة اللوسيفرية ديانة النظام العالمي الجديد الشيطانية..حيث يدعون انه اله النور الساطع المقابل ل "ادوناي" اله الظلام بالرغم من ان ادوناي احد اسماء الله في التوراة؟؟؟ فالديانة اللوسيفرية او التنويرية هي عبادة الشيطان الذي اقسم ليغوين من في الارض اجمعين الا عباد الله المخلصين الذين بايمانهم لم يدعوا له سلطانا عليهم كالغاوين .. .. والله تعالى أعلى وأعلم
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع