المقال يدور حول وصول البترول لذروة إنتاجه فى العالم و مشاكل ذلك وحقائق ستقلب كل مفاهيمنا رأسا على عقب و هو بعنوان " العراق و مشكلة وصول البترول للذروة " و هو بقلم الكاتب ويليام إنداهل ، و سأقوم بترجمة مختصرة للنقاط الهامة بالمقال لخطورتها
العراق و مشكلة وصول البترول للذروة
المقدمة
لا يوجد هناك ما يسمى بالبترول الرخيص بعد الآن ، فوفقا لعدد من المؤسسات الدولية مثل معهد البترول الفرنسى ، و جامعة كلورادو للتعدين ، و جامعة أبسالا بجنيف ، سيدرك العالم حجم الصدمة البترولية الأشد منذ السبعينات فى الفترة الحالية من الآن حتى سنة 2010 لحدوث نقص عالمى مخيف فى إمدادات البترول .
البترول و نقطة الذروة
لا تتعلق نقطة الذروة بكمية البترول فى باطن الأرض _ فهناك أرقام مشجعة فى هذا المجال_ و إنما تتعلق بالحقول العملاقة بالعالم و التى توشك على الوصول لنقطة الذروة ،و ونقطة الذروة هى النقطة التى يتجاوز عندها الحجم المستخرج من البترول نصف الحجم الإجمالى للحقل تقريبا ، و بعدها قد يستمر الإنتاج لسنوات و لكن بمعدل يختلف تماما و يتناقص حتى نصل لوقت لا يمكن إستخراج البترول فيه لإرتفاع تكلفته لدرجة غير إقتصادية أصلا .
دراسة ميدانية
1- سنـة 1991 تم إكتشاف أكبر حقل بترول بالغرب منذ السبعينيات و يقع فى كـروز بيـانا فى كولومبيا و كان ينتج فى البداية 500000 برميل بترول يوميا ، هذا الحقل ينتج الآن 200000 برميل يوميا .
2- فى منتصف الثمانينيات كان حقل الأربعين فى بحر الشمال ينتج 500000 برميل يوميا ، هذا الحقل ينتج الآن 50000 برميل يوميا ( ليس خطأ مطبعى ، من نصف مليون إلى خمسين ألفا فقط ) .
3- أحد أكبر الإكتشافات منذ 40 عاما ، وهو حقل برودهى باى بألاسكا ظل ينتج 1.5 مليون برميل لمدة 12 عاما متصلة ، و سنة 1989 تجاوز نقطة الذروة و بدأ بالإنخفاض حتى أصبح ينتج 350000 برميل فقط حاليا .
4- حقل بترول ساموتلور الروسى العملاق كان ينتج 3.5 مليون برميل يوميا إنخفضت حاليا إلى 325000 برميل فقط حاليا .
ملاحظة : فى كل حقل من الحقول السابقة ظل الإنتاج مستمرا بإنفاق الكثير من المال و ضخ الماء و الغاز للحفاظعلى الضغط بالحقل لإستمرارية الإنتاج .
و الأخطر :
5- أكبر حقل بترول بالعالم و هو حقل الغوار بالسعودية و ينتج 60% من إجمالى إنتاج السعودية ، و يبلغ إنتاجه اليومى 4.5 مليون برميل ، و لكى يحافظ السعوديون على هذا الرقم يقومون بضخ 7 مليون برميل من ماء البحر المالح داخل الحقل للحفاظ على ضغط الحقل ،و هو ما ينذر بقرب إنهيار ناتج أكبر مملكة بترولية فى العالم .
لا إكتشافات بترولية جديدة
1- مع ظهور الصدمة البترولية فى السبعينـات و إرتفاع أسعار البترول ، بدأت دول مثل إنجلترا و فنزويلا و غيرها فى إنتاج البترول بعد أن أصبحت تكلفة إستخراجه إقتصادية ، و تزامن ذلك مع بدء ألمانيا و أمريكا و اليابان فى إنتاج الطاقة بكثافة من المفاعلات النووية ، مما أوهم العالم بأن مشكلات البترول قد إنتهت على غير الحقيقة .
2- أكبر 120 حقل فى العالم تنتج حوالى 33 مليون برميل يوميا _ أى أقل بقليل من نصف الإنتاج العالمى _ و أكبر هذه الحقول 14 حقل تنتج أكثر من 20 % من الإنتاج العالمى للبترول ، و يبلغ متوسط عمر هذه الحقول 43.5 عاما علما بأنها إكتشفت منذ عقود عديدة ( قبل السبعينات ) .
3- أنفقت كبرى شركات العالم البترولية مئات المليارات على الإستكشافات البترولية ، حيث أنفقت فى الفترة من 1996-1999 حوالى 410 مليار دولار ساهمت فى تثبيت _و ليس زيادة _ إنتاجها اليومى عند مستوى 30 مليون برميل يوميا ، و أنفقت بعض الشركات على الإستكشاف من 1999-2002 حوالى 150 مليار دولار زادت إنتاجها من 16 مليون برميل يوميا إلى 16.6 مليون برميل يوميا و هى زيادة ضئيلة .
نتائج بحر قزوين المحبطة
بعد إحتلال أفغانستان ،و تحديدا فى ديسمبر 2002 أعلنت شركة بريتش بتروليم نتائج محبطة " لإكتشاف القرن البترولى " فإحتياطى المنطقة كلها لا يتجاوز 4 % من الإحتياطى العالمى ، و بعد دراسة متعمقة إتضح أن هذا الإحتياطى يقدر بحوالى 39 مليار برميل و هو من نوعية رديئة كذلك .
الإستثمار فى غرب أفريقيا
حاولت أمريكا إستكشاف قدرات أفريفيا البترولية من أجولا إلى نيجيريا إلا أنها فوجت ببحث عالمى ذكر فيه أن بترول المياة العميقة فى كل من البرازيل و نيجيريا و أنجولا لو تم جمعه لا يجاوز 85 مليار برميل و هو ما لا يكفى العالم أكثر من 3-4 سنوات .
الطلب العالمى المتزايد
يتزايد الطلب العالمى بشدة حاليا ، خاصة من جانب الصين و الهند و آسيا عموما .
منذ 10 سنوات لم تكن الصين مستوردة للبترول _فهى قد بدأت إستيراد البترول سنة 1993 ، و هى حايا تستورد أكثر من اليابان و أصبحت ثانى مستورد عالمى للبترول بعد أمريكا مباشرة ، كما يزيد معدل إستيرادها للبترول بمعدل 9 % سنويا ، و كانت الصين تعتبر العراق كأساس إستثمارها البترولى و سداد حاجتها المستقبلية قبل الإحتلال سنة 2003 .
ماذا كان يعرف ( تشينى ) سنة 1999
قال ديك تشينى سنة 1999 _و كان رئيس مجلس إدارة شركة هاليبرتون أكبر شركة خدمات بترولية فى العالم _ ما يلى " سيزيد متوسط النمو العالمى على الطلب من البترول بمعدل 2% سنويا ،و فى نفس الوقت سيقل الإنتاج بمعدل 3% سنويا ، و هذا يعنى أننا سنة 2010 سنحتاج إلى 50 مليون برميل إضافية و هى ما يعادل إنتاج ستة دول بقدرة إنتاج السعودية للبترول " .
السؤال الحاسم هو كيف يمكن الحصول على هذه الكميات المتزايدة من البترول _ و هو عصب حياة أمريكا _ سنويا ؟
تدل الدراسات على وجود أكثر من نصف الإحتياطى العالمى المتبقى من البترول تحت خمسة دول و هى : السعودية – الكويت – العراق – إيران – الإمارات ( مع حساب المنطقة المحايدة بالطبع ) .
و ذكر مقال فى جريدة البترول و الغاز التى يصدرها الشركة الوطنية الإيرانية للبترول : " أن ثلثى الإحتياطى العالمى من البترول يقع تحت أراضى خمس دول تطل على الخليج " .
و فى بحث علمى أعد فى نوفمبر 2001 كان أهم الأسئلة حول العام الذى تبلغ فيه حقول البترول الكبرى عالميا فى بلوغ نقطة الذروة ، و كانت كل من الخرائط الرسومية و أجهزة الكمبيوتر تعتبر أنسب عام لحدوث ذلك هو : سنـــة 2004 !!!!!
و كان أكبر معامل لعدم التأكد من نصيب حجم الإحتياطى السعودى للبترول .
أى أن حماقة أمريكا الكبرى بغزو العراق كانت للتحكم فى بتروله ، ثم التحكم بباقى الدول المحيطة من خلاله و الغنية بالبترول ، و كان قرارها بالغزو ليس نابعا من شعورها بالقوة المفرطة كما توهم البعض بل كان ذلك نتيجة شعورها بضعف إستراتيجى هائل يحيق بمستقبل أمريكا كاملا نتيجة حاجتها الملحة للبترول
تعليقات
إرسال تعليق