من عرف نفسه فقد عرف ربها ...النفس هي نواة الانسان ، في صلاحها يصلح الانسان كله وفي فسادها يفسد الانسان كله.فالنفس هي موضع وحي الله ، وموضع وسوسة الشيطان ، هي مكان الجهاد الاكبر ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولمن انتصر في جهاده مع النفس الجنة ، ولمن انهزم معها النار..
في النفس طاقة تتألف من طاقة موجبة ، وطاقة سلبية.. تعمل الطاقة الايجابية وهي الخير في تحصين الانسان من الانزلاق في الشهوات والمنكر وتستمد قوتها من اصول الدين والتربية الدينية ، وقراءة القرآن ، فهذه المصادر تشحن الروح بالنور وتشغل الاعضاء بالحركة البناءة الصحيحة وتبني خلايا الجسم بالحياة والقوة وبالتالي تحصنه من ان يقع في احضان الشياطين ، وبالتالي تحميه هذه الطاقة من الاصابة بكثير من الامراض التي تحدث معظمها من الغضب والحقد والعداوة والخوف وارتكاب المحارم، ومعظم الامراض منشأها نفسي ... وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان هناك آيات تشفي 999 مرضا كما ورد في كتاب الطب النبوي وطب الائمة....
الطاقة الايجابية تقوي الذكاء ، وتبعث على اشراق الروح ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور ) ، والنور هو نور العلم والايمان والخير والاحسان..
ومن المهم ان نعلم انه تختزن الذاكرة معلوماتها وتكتسب قوتها من طاقة القوة الايجابية ، وقد ولدت فكرة الكومبيوتر في الغرب من الاستفادة من عمل الذاكرة والعقل... والطاقة الايجابية تنتعش بالماء والبسمة والضحكة والدعاء والذكر والقرآن وتتمثل الطاقة الايجابية المسؤولة عن بناء الخلايا بالطعام الحلال..و تضعف قوة الايجاب والروح عند الانسان في حالات ارتكاب المحارم ، والغضب الشديد ، والغفلة الشديدة ، والخوف الشديد..ف الطاقة السلبية فهي طاقة الشر ، ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ) ، أي من لا يذكر الله يكون الشيطان قرينه ، وهو طاقة سلبية شريرة تؤدي بالانسان الى الهلاك، شيئا فشيئا ...
واذا كانت نظراتك بنية طيبة فهي تولد طاقة ايجابية ، واذا كانت نظراتك بنية سلبية ولدت طاقة سلبية ، مثلا نظرة الحسد تؤذي المحسود ، قال تعالى : ( ومن شر حاسد اذا حسد )
نجد عند الغرب رغم تطور الابحاث الطبية تزايد الامراض ، وعدم ايجاد الادوية والعلاجات لها ، ذلك ان معظم هذه الامراض منشؤها نفسي ، وتعود الى تحلل القيم والانفلات من الاخلاق وعدم التدين والايمان بالله وان وجد الايمان فعدم مخافة الله تعالى. نرى ان قراءة القرآن والدعاء والذكر تثير في النفس الخشية وبالتالي تنهمر الدموع فتنتعش النفس وتنجلي الهموم وتزيد انوار النفس بتعلقها بنور النور وهو الله جل جلاله...
اسباب الطاقة السلبية
الطاقة السلبية وهي الشر تؤذي الانسان ، وتستمد هذه الطاقة قوتها من اربعة اسباب وهي :
1-الغضب : ( وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزع بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا) ، الغضب يؤدي الى امراض عديدة منها الضغط ، والاعصاب ، والروماتيزم ...
2- الخوف : في حالات الصراع يعمل الشيطان او القوة السلبية على بث الضعف في النفس ، مما يخسرها كسب المعركة مع العدو.
3- ارتكاب المحارم : الحروب في عصرنا تشكل مدخلا لارتكاب المحارم ، كما الاختلاط المزموم ، والعولمة ، وان معظم المحارم من زنى وسرقة وكذب وغش ومنكر وخداع على مستوى الفرد والجماعة هو نتيجة حالات التفكك في الاسرة والمجتمع وضعف الوازع الديني.
4- الغفلة : وتسمى عند العامة شرود الذهن ، وعدم ذكر الله وعدم التنبه الى الدعاء في كل حال ، مثلا علينا التسمية وقت الطعام ، وحمد الله عند الانتهاء ، والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم عند دخول بيت الخلاء ، وذكر الله على كل حال
ويؤدي الشر المتمثل بالطاقة السلبية الى ضعف الذاكرة والنسيان ، وعن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه : " من لم يقهر جسده كان جسده قبرا له " . كما يؤدي الشر الى انبعاث رائحة كريهة من نفس الانسان وجسده ، لان الجن القرين السيء يتغذى من الاثار السامة للافعال السلبية ، لذلك امرنا الاسلام بالصيام وبالنظافة والطهارة وبالخروج كل يوم...والشيطان المتمثل في الشر يحبب الى الكذب والوسواس والظلمة ...فالالتزام بتعاليم الدين من صلاة وصوم وحج بيت الله الحرام والزكاة والخمس صلوات ودوام الذكر وتلاوة القرآن والتسبيح هي عوامل وشروط للسعادة الابدية وسعادة الدنيا وصيانة الروح والنفس والجسد من العلل والامراض والابتلاءات ...ففي الروايات الاسلامية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حث عن الاتيان بالدعاء والذكر او قراءة آية او سورة لحاجة وفائدة ما بتكرار عددي معين انما هو لتوليد اشعاع نوراني كافي يشكل حصنا ضد اقتراب الشياطين من الجسد او الروح والنفس .
تعليقات
إرسال تعليق