قد يعلم الغالبية منا عن المشاريع السرية لأجهزة الإستخبارات حول العالم...وانها أصبحت تستخدم عقاقير ووسائل اخرى للسيطرة على عقل الإنسان.. فلقد اخترعوا عقاقير تعزز التفكير غير المنطقي لدى الشخص المستهدف..وأخرى تجعل عملية التنويم المغناطيسي أسهل..وعقاقير تعزز القدرة على تحمل التعذيب والضغط النفسي..ومنها ما يسبب فقدان الذاكرة بعد القيام بمهمات معينة..ومنها ما يسبب تغيير تركيبة الشخص العاطفية..ومنها ما يسبب تشويشا على ذهن الشخص المستهدف فلا يستطيع الانكار أو الكذب أثناء التحقيق معه..ومنها أيضا ما يسبب الهلوسة البصرية والسمعية..وفقداناً مؤقتاً للذاكرة, ومحواً كاملاً لها...كما ان بعضها يسبب أعراضا مرضية كاذبة..وكلها عبارة عن كبسولات يتناولها الشخص المراد التأثير عليه او في صورة سائل يتم دسه للمستهدف في طعامه او شرابه...ولكن لا يعلم احد ان الاساس الاول لهذه الممارسات ليست المانيا النازية كما ورد في الملفات الاستخباراتية ولكن يعتبر اساسها او واضع اسرارها واساليبها هو الراهب الشيطاني...راسبوتين؟؟؟؟
فقد تم مؤخرا تسريب بعض الوثائق السرية القديمة التي احتفظت بها المخابرات الروسية والتي تؤكد ان راسبوتين والذي اعتبر انه احد التجسدات الشيطانية البشرية ملك العديد من القدرات الخارقة اضافة لبعض العلوم الشيطانية المتعلقة بالعقاقير وخاصة تلك التي تسيطر على العقل البشري بالاضافة الى ما يصاحبها من عوامل التأثير الذهني الشخصية التي تمارس على الشخص المستهدف..وقد تم دراسة كل ما ورد وما استطاع الروس ان يرصدوه من ممارسات راسبوتين وانتقلت تلك العلوم وابحاث اصحاب الخوارق من روسيا الى المانيا كذلك حيث تم بعد ذلك تفعيلها في فترة الحكم النازي... ففي حقبة الثلاثينات من القرن المنصرم شيد النازيون العديد من معسكرات الاعتقال في ألمانيا و أرسلوا إليها جميع من تم تصنيفهم كخطر على نظامهم القمعي أو على نظرية نقاء العرق الآري الألماني لذلك سرعان ما اكتظت هذه المعتقلات بأعداد كبيرة من المعارضين السياسيين و اليهود و الغجر و العاهرات و مثليي الجنس ثم أضيف إليهم لاحقا الملايين من أسرى جنود الحلفاء خاصة في بداية الحرب العالمية الثانية حين حققت الجيوش الألمانية النازية انتصارات كبيرة على جميع الجبهات... و بعد انتهاء الحرب بهزيمة النازية عام 1945 , كشف الحلفاء المنتصرين عن الكثير من الجرائم البشعة التي اقترفت داخل السجون و المعتقلات الألمانية...ويعد من اهمها ما انتقل عن اساليب السيطرة على المخ وعقاقير غسيل الادمغة...والتي انتقلت بدورها بعد ذلك الى دول التحالف وبخاصة امريكا في نفس الوقت الذي بذلت به المخابرات الروسية اكبر ادوارها على تطويرها وتفعيل دور "اصحاب الخوارق" ايضا والاستعانه بهم مخابراتيا...ونتيجة لذلك...تم ايضا سرقة بعض هذه الابحاث المتطورة في هذا المجال من قبل المخابرات الامريكية والتي مارست بدورها بعض هذه التجارب على مواطنيها دون علمهم...
ولقد تمت تجربة عقار يسمي "LSD 1" على مئات الأميركيين من دون علمهم, وهو عقار يسبب حالة قوية من الهلوسة يتفاوت تأثيرها حسب الجرعة التي يتناولها الشخص... وقد استعملته وكالة المخابرات لمعرفة تأثيره على مسح الذاكرة وغسل الدماغ, والسيطرة على عقل الانسان...
وشمل تطوير هذه العقاقير او التركيبات الكيميائية ذات الاصل الشيطاني ما يلي:
- اختراع عقاقير تجعل عملية التنويم المغناطيسي أسهل و تعزز من فعاليتها.
- اختراع عقاقير تعزز القدرة على تحمل التعذيب و الاحتجاز و الضغط النفسي.
- اختراع عقاقير تسبب فقدان الذاكرة بعد القيام بمهمات معينة.
- إيجاد طرق و أساليب بدنية تولد الشعور بالصدمة و الاختلال الذهني لفترة معينة من الزمن.
- اختراع عقاقير تغيير تركيبة الشخصية (العواطف و الأحاسيس و الشعور) بشكل كلي.
- اختراع عقاقير تسبب تشوش ذهني للمتلقي فيعجز عن الاستمرار في التصنع و الخداع أثناء التحقيق معه.
- اختراع عقاقير تعزز من الشعور بالتعب و الهلوسة البصرية و السمعية لدى المتلقي.
- كبسولة يمكن أن يتناولها المتلقي عن طريق الماء أو الطعام أو السيجار و تؤدي إلى فقدان مؤقت للذاكرة.
- اختراع عقاقير يؤدي تناول كمية صغيرة منها إلى عدم قدرة المتلقي على القيام بأي مجهود بدني.
- اختراع عقاقير تستطيع أن تبطل أو توقف التأثير المسكر الناتج عن تناول الكحول.
- اختراع عقاقير تعزز و تقوي التأثير المسكر الناتج عن تناول الكحول.
- اختراع عقاقير يمكن أن تولد أعراض كاذبة مشابهة لأعراض بعض الأمراض المعروفة.
وتم في انجح التجارب الدمج بين تلك العقاقير واساليب السيطرة الذهنية او ثلاثية الانهاك والاذعان والتلقين تصنع "غسيل الأدمغة"....كما لا يعلم الكثيرين ان الدمج ايضا مع اساليب روحانية للسيطرة التامة قد جرت تجاربه وبخاصة في الجانب الاستخباراتي الروسي الذي اعتمد كثيرا على اصحاب القوى الخارقة والقوى الروحانية في العديد من عملياته الموثقة...ولكن دعونا ايضا نعلم من هو راسبوتين وما هي حقيقته؟؟؟
راسبوتين ..الراهب الشيطان!!!!
ولد غريغوري يافيموفيتش راسبوتين في العاشر من يناير عام ألف وثمانمائة وتسعة وستين في قرية بوكروفسكوي الريفية الواقعة في سيبريا، بعيدا عن صالونات العائلة الملكية البراقة في سان بطرسبرغ. وفي طفولته، ظهرت لدى راسبوتين رؤى مستمرة عن القوى الإلهية وقدرات الشفاء الخارقة، إذ كان باستطاعته مثلا أن يبرئ حصانا بمجرد لمسه. لكنه اكتسب في فترة مراهقته اسم راسبوتين ( أي الفاجر) بسبب علاقاته الجنسية الفاضحة...
طفولته و المصائب المتتالية
وقعت سلسلة من المصائب خلال صباه كان من نتيجتها القضاء على معظم أفراد أسرته في ظروف غامضة ، خاصة مصرع أخيه الذي بدا وكأن راسبوتين ضالعاً فيه ، بما يوحي أن راسبوتين الطفل كان بمثابة نحس على أسرته ( هذا إن كانت فعلاً أسرته ) . نزلت البلايا بعائلة راسبوتين ولم يبلغ بعد الثانية عشر من عمره فتوفيت والدته وأكلت النيران معظم منزله. وذات يوم خرج غريغوري راسبوتين برفقة شقيقه ميشيل ليلعبا على ضفة النهر فسقط ميشيل في النهر وجرفه التيار ، عندها غطس غريغوري لإنقاذه ونجح في إبقاء رأس أخيه فوق سطح الماء إلى أن أنقذهما فلاح عابر ، لكن ميشيل أسلم الروح فى اليوم التالي إما بسبب التهاب رئوي أو بسبب تهشم في الجمجمة . تلا ذلك بوقت قصير سقوط شقيقته المصابة في النهر (كما حدث مع ابن راسبوتين لاحقاً ) عندما كانت تغسل الثياب وغرقت هي الأخرى ولم يبق في المزرعة إلا راسبوتين وأباه.
وحين بلغ راسبوتين الثلاثين من عمره كان زوجا وأبا لأربعة أطفال، إلا أن ولعه بالشراب وسرقة الجياد كان دائما ما يتناقض وأصول الحياة العائلية التقليدية. وكان حادث اتهامه ذات مرة بسرقة حصان نقطة تحول في حياته، هرب على أثرها من القرية ولاذ بأحد الأديرة حيث اتخذ صفة الرهبانية التي لازمته بعد ذلك طيلة حياته.
ومع تأثره بتجاربه الروحانية ، رحل راسبوتين عن قريته ليصبح مسافرا جوالا في أنحاء روسيا وخارجها. وخلال هذه الرحلات لم يغتسل أو يبدل ملابسة لفترات بلغت عدة أشهر، وكان يرتدي قيودا حديدية زادت من المعاناة. وقد شملت هذه الرحلات الدينية الشاقة رحلة إلى جبل اثوس باليونان وساعدته على اكتساب أنصار ذوي نفوذ مثل " هيرموجن، أسقف ساراتوي".
وأثناء فترة تجواله، أصبح راسبوتين تحت تأثير طائفة متطرفة غير شرعية تعرف باسم خاليستي، وتنزع إلى الجلد والممارسات الجنسية. ولعل سمة الجمع الشاذ بين الورع والأفعال الجنسية غير الشرعية، وخاصة الفاضح منها، هي التي شكلت القاعدة التي ارتكزت عليها ممارسات راسبوتين الدينية فيما بعد. فلم تفارقه أبدا فكرة أن الفرد يمكن أن يصبح أكثر قربا من الله إذا ارتكب عمدا ذنبا شهوانيا ثم تاب توبة نصوح.
طائفة ( خليستي ) السرية
هناك معتقداً متغلغلاً في التاريخ الروسي يتمثل في فكرة أن المسيح يعود إلى الظهور بين فترة وأخرى متقمصاً أجساد البشر والغريب أن هذا المعتقد عاود إلى الظهور في فترة سبقت ظهور راسبوتين ولكن ( وهذا هو الأخطر) أنه اقترن هذه المرة بأقاويل عن ظهور تجسد لأحد أبناء الشيطان ليقاوم مجىء المسيح !
- ومن بين أشهر تلك الجماعات التي كانت تسير وفق ذلك الإعتقاد هو طائفة سرية باطنية تدعى: خليستي Khlysty ، وكان لها معتقد غريب آخر يتمثل بأن الشخص وحتى إن كان مليئاً بالمعاصي والخطايا يمكن له أن ينال التوبة ويسعد الرب حقاً، كانت طقوس تلك الطائفة ترتكز على الرقص وشرب الخمور والقيام بممارسات جنسية داعرة وفاجرة من الجنس الجماعي وكان الهدف منها هو التأكد من الإنغماس الكامل في معاصي الجسد لكي يتطهر منها فيما بعد وينال التوبة على ما اقترفه من خلال إمتناعه عن الإتيان بها مرة ثانية .
- تأسست جماعة ( خليستي ) في أواخر القرن 17 ودام نشاطاها حتى أوائل القرن 20 ، وكانت قد انشقت عن الكنيسة الروسية الأرثوذكسية ومن ثم أصبح لها ميل إلى المسيحيين الروحانيين ، واسم ( خليستي ) Khlysty هو في الواقع تحريف لكلمة خريتسوفري Khristovery والتي تعني المؤمنون بالمسيح ، جاء ذلك التحريف بعد أن أفسد نقادها الاسم ليمزجوه بكلمة خليست Khlyst والتي تعني الجلد ( الضرب بالسوط ) لأن تلك الجماعة كانت تجتمع بشكل منتظم في الغابات للقيام بممارسات سادية مازوخية جنسية (تعذيب الجسد ) عن طريق الجلد بالسياط وكانوا رجالاً ونساء وعبر ذلك الأسلوب الشاذ يصلون إلى نشوة جنسية ودينية في نفس الوقت !! بحسب زعمهم.
إتنماؤه إلى طائفة خليستي
عرف عن راسبوتين انتمائه في شبابه المبكر إلى عدد من الجماعات السرية ذات الممارسات الروحية والجنسية المشبوهة التي تقترب كثيراً من صورة عبدة الشيطان وممارسي السحر الأسود خاصة في قيامهم بالاجتماع في الغابات والأ حراش للقيام بالطقوس الغامضة وفي جميع الحالات كان نجم راسبوتين يلمع إلى درجة يغدو معه بمثابة قائد هذه الجماعات ونموذجها الروحي ، وأشهرهم في هذا الصدد هي جماعة خليستي Khlysty الآنفة الذكر.
- وبداية من عام 1881 بدأ راسبوتين سلسلة من الرحلات سيراً على الأقدام سافر فيها إلى اليونان وسوريا والأردن وفلسطين زار فيها معظم البقاع المسيحية المقدسة والأديرة الشهيرة في تلك البلاد وكون عدة صداقات وتعرف إلى المئات من الناس وكأنه كان بصدد القيام بتدريب عال المستوى استعداداً لمهمة كبرى ! ، ومن المعروف عن طائفة ( خليستي )التي اعتاد راسبوتين أن يمارس طقوسها أن هذه الطقوس كانت تتم في الغالب حول حوض كبير من الماء ، وهذا يطرح سؤالاً : هل كان الحوض المائي هنا بمثابة عرش صناعي للشيطان ؟ وذلك على اعتبار أن الماء من الوسائط المفضلة والمستقر للحضور الشيطاني خاصة لو علمنا أنه من المعتاد في هذه الطقوس أن يبدأ الممارسون لها في رؤية تجسدات ضبابية فوق سطح الماء خلال ذروة الطقس كان من أشهرها شكل الغراب الأسود وشكل امرأة تحمل طفلاً . فمن هو هذا الطفل ؟ هل هو أحد أبناء الشيطان ؟
أجمعت كتب التاريخ والنظرية التاريخية الشائعة عن راسبوتين على وجود إحدى الجماعات السياسية السرية التي كانت تمهد لسقوط الحكم القيصري حيث قامت بتدريب راسبوتين لاستخدامه كأداة سياسية تكون عيناً لهم على القيصر وزوجته، وأن هذه الجماعة السرية نجحت في تدبير عقد اجتماع لـ راسبوتين مع حاشية البلاط في أول نوفمبر من عام 1905.
و في عام 1910 اتهمت صوفيا إيفانوفا تايوتشيفا وهي مربية بنات القيصر الروسي ( كبار الدوقات ) راسبوتين بانتمائه إلى طائفة خليستي بعد أن روعت بخبر يسمح فيه القيصر الروسي لـ راسبوتين بدخول مخدع كبار الدوقات الأربعة وهم في ثياب نومهم . لكن ماريا ابنة راسبوتين ( 1898 - 1977) أنكرت لاحقاً إنتماء والدها إلى الطائفة زاعمة أنه كان فقط يحقق في أمرها وقد رفضها بشكل مطلق .
نفوذ وشهرة...
ومثلما ذاع صيت راسبوتين، خلال جولاته التي استقطب فيها إعجاب الأرستقراطيين ورجال الدين، ازدادت أيضا قوة يصيرته. ففي إحدى المناسبات، ظهرت له السيدة مريم العذراء وحثته على الذهاب إلى سان بطرسبرغ لمساعدة العائلة الملكية. وفي عام آلف وتسعمائة واثنين كان أول تحرك لراسبوتين باتجاه العاصمة، حينما زار مدينة كازان الواقعة بالقرب من نهر فولجا. وبدأ سريعا في تكوين أكبر مجموعة من الحواريين والمعارف على مستوى الطبقات العليا. ولم يعوقه عن ذلك عيناه المغناطيسيتان، ولحيته الطويلة القذرة، وشخصيته المشبوهة. إذ نظر"مجتمع موسكو المهذب" إلى راسبوتين باعتباره "مرشدا روحيا" أو (رجلا مقدسا).
جاهز للجني :
وبحلول عام آلف وتسعمائة وثلاثة وصل إلى سان بطرسبرغ كلاما عن قوى صوفية قادمة من سيبريا ذات عيون وحشية مضيئة، ونظرة مجنونة. وبدا أن راسبوتين كان قد حدد موعدا لدخوله المجتمع الراقي في الوقت المناسب،. وقد ساهم في ذلك أن الطبقة الأرستقراطية كانت مولعة بمسائل السحر والتنجيم، و كانت عمليات تحضير الأرواح أمرا مألوفا.
وفي عام آلف وتسعمائة وخمسة قابل راسبوتين عالم لاهوت كان يعمل رئيسا لأكاديمية دينية وكاهن اعتراف للإمبراطورة، إلكسندرا فيودوروفونا. وقدم للبلاط من خلال تزكية مسئولي الكنيسة العليا وراهبتان سوداوتان الشعر – كانتا تعرفان باسم الغرابان- كانتا فعالتان بإمداد البلاط بالصوفيين. وكان للأسرة الملكية الروسية في الماضي تقليد استقبال الرجال المقدسين من أجل مناشدة تدخلهم بعدة طرق ، خاصة تلك التي تؤمن مولد ذكر يرث عرش روسيا.
حبيب ملكة روسيا:
سجل القيصر نيقولا الثاني في مذكراته اللقاء الأول براسبوتين في الرابع عشر من نوفمبر عام آلف وتسعمائة وخمسة، قائلا "تعرفنا على غريغوري، رجل الرب، من أبراشية توبولساك". وبنجاحه المعهود مع النساء، ترك راسبوتين انطباعا عميقا لدى الإمبراطورة ألكسندرا فيوديوروفونا. إذ اقتنعت تماما بقدراته حين استطاع بإعجاز أن يخفف من المعاناة والنزيف الذي أصاب أليكسيس نيكوليافبتش، وريث عرش روسيا المريض بسيلان الدم. ولم يمضي وقت طويل منذ أثبت راسبوتين قوته الخارقة للأكسندرا، حتى أصبح مستشارها الشخصي المؤتمن على أسرارها، يزورها في القصر في موعد أسبوعي محدد.
حياة غير مقدسة :
وبذيوع شهرة راسبوتين، نجح في جذب المزيد من الأنصار من جميع الطوائف الاجتماعية. وقد تطوع هؤلاء " البلهاء" كما كان يطلق عليهم "لارتكاب الخطيئة من أجل التطهر من آثامهم" مع رجل بدوا عاجزين أمام جاذبيته
يزغ نجم الراهب راسبوتين في سان بطرسبرغ، وبالمثل زاد عدد أعدائه. إذ رآه كثيرون خارج حدود البلاط يحيا حياة السكر والعربدة، وغالبا ما يكون بصحبة العاهرات. وحين علم مسؤولون سياسيون كبار بهذه الشائعات، كلفوا شرطة سرية بتعقبه.
تحالف الأعداء:
وكان اثنين من أنصار راسبوتين السابقين هما راهب يميني متعصب يدعى ليودور، وهيرموجان أسقف ساراتوف، على اقتناع تام بأن راسبوتين ما هو إلا تجسيدا للشيطان. وفي عام آلف وتسعمائة وإحدى عشر استدرجاه إلى طابق سفلي حيث اتهماه باستخدام قوى الشيطان للقيام بمعجزاته وضرباه بصليب. وأبلغ راسبوتين الإمبراطورة بالواقعة وادعى أنهما حاولا قتله، ومن ثم تم نفي الرجلين. وفي السابع والعشرين من يونيو عام آلف وتسعمائة وأربعة عشر عاد راسبوتين إلى قريته في سيبريا. وفي اليوم التالي تلقى برقية، وبينما كان في طريقه لإرسال الرد هاجمته عاهرة سابقة مشوهة مجدوعة الأنف، تدعى شيونيا جاسيايا، بوحشية مستخدمة سكينا، دفعها ليودور لقتل راسبوتين.
الموت وإبليس (مدينة الشيطان):
وبينما كان راسبوتين يتعافى في المستشفى من الطعنات التي أوصى بها ليودور، كان القيصر نيقولا يحشد قواته استعدادا للحرب العالمية الأولى، التي جلبت كارثة على وطنه، حيث فقد أكثر من أربع ملايين روسي أرواحهم. وبالعودة إلى سان بطرسبرغ ومع غياب القيصر، استطاع راسبوتين اكتساب المزيد والمزيد من القوى السياسية، وساهم في تعيين وطرد الوزراء. وبنفوذه الطاغي على قرارات القيصر السياسية، زاد اللوم الموجه للراهب السيبيري على المشاكل التي عانت منها البلاد، حتى أن مدينة سان بطرسبرغ أصبحت تعرف باسم " مدينة إبليس".
نبؤته بالقتل:
وفي ديسمبر عام آلف وتسعمائة وستة عشر كتب راسبوتين خطابا للقيصر يتنبأ فيه بقتله. وعن قتلته المحتملين، كتب يقول" إذا قتلني أقاربك فلن يبقى أي فرد من عائلتك حيا لأكثر من عامين، وتستطيع أن تقول أي من أولادك أو أقاربك، فسوف يقتلهم الشعب الروسي.. سأُقتل، لم يعد لي وجود في هذه الحياة. صلي أرجوك، صلي، وكن قويا، وفكر في عائلتك المصونة".
وبعد ثلاثة وعشرين يوم فقط، قتل اثنان من أقارب القيصر نيقولا الثاني راسبوتين. وبعد مرور تسعة عشر شهرا على مقتله، أعدم قيصر روسيا وعائلته بأيدي الثوار البلشفيين. فقد تزامن مع نبوءته أن حضر راسبوتين لمقابلة الأمير فيليكس يوسوبوي، الزوج لإيرينا ابنة أخ القيصر. وأراد يوسوبوي قتل راسبوتين، شأنه شأن ابنا عم القيصر الغراندوق ديميرتي بافالويتش، والسياسي فلاديمير بيرشيكفيتش. وتآمر الثلاثة معا على قتل راسبوتين والحفاظ على سلالة العائلة المالكة.
كعك وخمر:
وفي ليلة السادس عشر من ديسمبر عام آلف وتسعمائة وستة عشر دعا يوسوبوي راسبوتين إلى قصر مويكا بحجة أن إيرينا التي يشاع عنها أنها أجمل امرأة في سان بطرسبرغ تريد مقابلته. وبينما كان ينتظر ظهورها، قدم رجل لراسبوتين كعك وخمر مدسوس بهما سما مميتا. وقد أصيب المتآمر بالهلع لما بدا من حصانة راسبوتين ضد السم، ولم يستطع يوسوبوي السيطرة على نفسه فنزع مسدسه وأطلق النيران على راسبوتين. وبصعوبة بالغة ترنح راسبوتين خارجا إلى ساحة القصر حيث كان بفالوفيتش وبيرشيكفيتش يستعدان للمغادرة، فأطلق يرشيكفيتش النيران ثانية على راسبوتين المترنح، وضرباه بهراوة وقيداه قبل أن يلقيا بجسده في نهر نيفا. وعندما تم العثور على الجثة بعد يومين دل تشريحها الذي كشف عن وجود مياه في الرئتين أن راسبوتين كان ما زال حيا عندما ألقى به في النهر. وكانت نهاية راسبوتين علامة على بداية النهاية للقيصر نيقولا والإمبراطورة ألكساندرا. فبعد عشر أسابيع فقط من وفاته، أطاحت الثورة الروسية التي اندلعت عام آلف وتسعمائة وسبعة عشر بأخر جيل من سلالة رومانوي. وبعد مرور أقل من عامين قامت فرقة معزولة بإعدام القيصر نيقولا وعائلته بأكملها في سيبريا. وبعد حوالي قرن ما زال السؤال مطروحا، هل كان راسبوتين معجزة حقيقية، أم نصاب بارع؟ سواء كان فلاح غامض، أم شيطان في جسد إنسان، فما زال إرث راسبوتين الأسود موجودا حتى الآن.
قدرات راسبوتين الخارقة
1- قدرة مذهلة في التنويم المغناطيسي
ثبت عن راسبوتين قدرته الهائلة على التنويم المغناطيسي (الإيحائي) ، وكانت له في هذا المجال جولات وصولات ، حيث عرف عنه تفرده بالقدرة على التنويم باستخدام صوته فقط ، بل إنه كثيراً ما مارس التنويم بالصوت من خلال الهاتف، والدليل على ذلك أن عدداً كبيراً من الناس الذين تأثروا به حدث لهم ذلك نتيجة التأثر بصوته رغم أن أبصارهم لم تلتق بعينيه .كما أن أحد أسباب شهرة راسبوتين الكاسحة كانت ترجع إلى فصاحته وطلاقة لسانه وقدرته الهائلة على الإقناع . ( يظهر في الصورة راسبوتيو مشيراً بيده اليمنى خلال قيامه بالتنويم المغناطيسي) .
2- قدرة على شفاء الأمراض و لأم الجروح
اشتهر راسبوتين أيضاً بقدرته على شفاء الأمراض والجروح بمجرد وضع يده على مكان العلة مما جعل له عدداً كبيراً من المريدين والمتوددين خصوصاً خلال فترة لمعان نجمه .إلا أن قدرته الخارقة في هذا الصدد لم تتجسد إلا من خلال إيقافه عدة مرات لحالات النزيف الخطيرة التى تعرض لها ولي العهد والتي كادت أن تودي بحياته أكثر من مرة ، وكانت أغرب هذه المرات هي المرة التى تمكن فيها راسبوتين من إيقاف نزيف ولي عهد القيصر الروسي من على بعد مئات الأميال عبر مكالمة هاتفية قام خلالها بتنويمه مغناطيسيا ً !
3- القدرة على تحديد هوية السارق ومكان المسروقات
كانت لديه منذ صباه المقدرة على معرفة السارقين بمجرد رؤيتهم مع معرفة أماكن المسروقات المخبأة دون أن يكون لديه أية معلومات عن ملابسات السرقة ، وتروي ابنته ماريا مذكراتها عن الفترة التي عاشتها معه في العاصمة موسكو أثناء صعود نجمه :" ذات يوم جاءت امرأة مجهولة إلى راسبوتين حاملة حقيبة فانتزع راسبوتين الحقيبة منها في لحظة دخولها .وقال لها :"ارميها"، وعلى الفور سقط منها مسدس وأغمي على المرأة وهي في حالة هستيرية ".
هل راسبوتين احد التجسدات البشرية للشيطان ؟؟؟؟
يعتقد د.ياسر منجي في كتابه "أسرار بافوميت : التجسدات البشرية للشيطان" ويشاركه في هذا الإعتقاد العديد من الدارسين لسيرة راسبوتين الغامضة على أن راسبوتين هو تجسد بشري للشيطان وذلك إستناداً إلى مجموعة من وقائع حياته مثل قدراته الخارقة ومسألة إنضمامه لجماعة سرية تمارس طقوس شيطانية داعرة ، حيث يضمه في القائمة إلى كل من أليستر كراولي و الكونت سان جيرمين اللذان يعتقد أيضاً أنهما تجسدات بشرية للشيطان نفسه .
- يقول د. منجي :" الأقرب للصواب عندي أن هذا الراهب الغريب قد قطع عهداً مع الشيطان خلال إحدى فترات إنخراطه فى طقوس الجماعات السرية العديدة التى انضم إليها ، عهد كان من نتيجته أن أضحى جسد راسبوتين مستقراً مجسداً للشيطان فى مقابل حصوله على قدرات ومواهب فذة ونفوذ وثراء طوال مدة حياته على الأرض وحينما حل الأجل المحتوم ، لم يكن بد لأمير الظلام من إطلاع (هيكله البشري )على حقيقة الأ مر فأسقط فى يده وانتبه إلى أن هناك فرقاً ما بين أن تكون شيطاناً على الحقيقة وبين أن تكون قالباً فانياً لحلول الشيطان !"....كما ان راسبوتين ملك عيون ذات تأثير طاغي...تلك الملامح الحادة ذات التأثير الطاغي، ذلك الوجه صاحب التأثير الذي لا يحاكيه سوى تأثير تمعن المرء فى هوة بئر مظلمة ، تلك العينان اللتان ما زال لهما ذات الأ ثر المغناطيسي الآمر وكأن التاريخ لم يتجاوز بعد سنة 1916 .... فوجه راسبوتين كان وجها لشخص خارق القوى بالاصل....
وهذا الكتاب الرائع للكاتب كولن ولسون عن حياة راسبوتين وعلاقته بالقيصر الروسى ..
http://www.4shared.com/
هذا الكتاب فعلا زاخر بالمعلومات المهمة عن راسبوتين
تعليقات
إرسال تعليق