مواقع عمليات جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) تشمل المنطقة العربية بأسرها وأهمها مصر ، دون تمييز بين دول (صديقة أوعدوة أو مُعتدلة أو مُتطرفة ) ، فهى تعد من منظور هذا الجهاز إما عدواً فعلياً أو عدواً مُحتملا،
جاء هذا الكلام فى تصريحات كان قد أدلى بها فى السابق اللواء " عاموس يادلين " ، رئيس جهاز الاستخبارات (أمان) ، فى حفل بمناسبة نهاية خدمته وتسليمه مهام منصبه للجنرال " آفيف كوخفى " وعرض أهم ما حققه جهاز الاستخبارات من إنجازات فى مدة اقل من 5 سنوات ، وكان من أخطر اقواله أن مصر تقع فى قلب أنشطة هذا الجهاز، ولاتزال تشكل أحد أهم مسارح عملياته.
ويجب معرفة ان جهاز امان الاسرائيلى مهمته تنفيذ السياسات الفعلية لإسرائيل ، واذا نظرنا للجزء الذى اختص به مصر نجد ان له دلالات شديدة الخطورة ، حيث قال فى حينه بالنص الحرفى : " لقد تطور العمل فى مصر حسب الخطط المرسومة لها منذ عام 1979. فقد أحدثنا اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية فى أكثر من موقع، ونجحنا فى تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى والاجتماعى ، لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً ومنقسمة إلى أكثر من شطر ، لتعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية ، ولكى يعجز أى نظام يأتى بعد حسنى مبارك فى معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشى فى هذا البلد ".
وهل نسينا التحذيرات المُتكررة والتقارير السياسية التى نشرت فى عديد من وسائل الاعلام الغربية وترجم جانب كبير منها فى صُحف عربية ، عن مؤامرة بعيدة المدي خططت لها وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) ووزارة الدفاع البنتاجون بالتعاون مع الموساد الإسرائيلى بهدف : " حصار مصر داخلياً واحراجها دولياً ثم التهامها عسكريًا بحدود 2015 " .
كما يهدف ايضاً المخطط الأمريكي لإثارة الفوضى بمناطق الحُكم الذاتي في فلسطين ، والضغط على محمود عباس رئيس السُلطة الفلسطينية ، ودفعه لأن يُعلن حاجته لنشر قوات دولية بقطاع غزة الموازي للحدود المصرية ، لحماية السُلطة الشرعية من حركة حماس .
وتسعى امريكا بخطى ماكرة الى تخصيب مناخ سياسى عدائى وتحريض ضد مصر فى المحافل الدولية ، وذلك بحث الدول الكبرى والاتحاد الأوروبى على توجيه اللوم وادانة مصر ، مُستعينة بمبررات أمنية أهمها عدم السيطرة الامنية على سيناء وعدم قدرة مصر على حماية الأقليات المسيحيه ، او تلبية مطالب أهالى النوبة على الحدود السودانية ، على ان يسبق ذلك بث الفتن بين مُختلف طوائف الشعب المصرى ، عن طريق دفعهم للتظاهر العنيف والجهر بمطالب تؤدى للصدام الشعبى ، بين شرائح المجتمع ومن ناحية ثانية صدام مع الأجهزة السياسية والعسكرية الحاكمة...خاصة بعد دعم ايصال جماعة اسلامية للسلطة لا تحمل الرؤية السياسية المطلوبة للواقع المتأزم في مصر وتصادمها مع عدة فئات من المجتمع الداخلي ، كى تخلق امريكا لنفسها شرعية لوضع قاعدة عسكرية جديدة لها من اجل حصار مصر ، التي تعتبرها حكومة واشنطن الدولة العربية التي يجب الحذر منها ، تحسبًا لأي مُستجدات قد تطرأ على العلاقات المصرية الأمريكية أو المصرية الإسرائيلية.
وتفيد التقارير السياسية ان واشنطن تسعى حتى عام 2015 إلى افتعال أزمات سياسية ودينية وعرقية داخل مصر ، بغية انقسام الشعب المصري ، ويجعل النظام الحاكم عرضة لانتقادات دولية ، قد تؤدى لفرض عقوبات عليه ، ومن ثم التمهيد لاحتلالها عسكريا بعد التدخل فى شئونها الداخلية ، من خلال الطوائف أو منظمات المجتمع المدنى ، أو بعض الشخصيات المثيرة للجدل التى تعمل على تفكيك المجتمع المصرى .
لقد أعدت أمريكا بالفعل مُخطط تقسيم مصر ، وتعمل على تنفيذه منذ عدة سنوات وذلك بزرع الجماعات الجهادية المدربة في سيناء و بإثارة الفتن بين المسلمين والمسيحيين ، وتشجيع المسيحيين على تصعيد حملتهم وهجومهم على النظام المصرى فى الداخل والخارج ، بل وتشجيعهم على المطالبة بتكوين دولة مسيحية جنوبي وغربي مصر ، وقد نشرت مواقع أمريكية خرائط تفصيلية تؤكد خطة هذا التقسيم ، وتكشف دور بعض المسيحيين المتطرفين وأقباط المهجر ، ومُنظمات المُجتمع المدنى فى تنفيذ تلك المؤامرة الخطيرة القذرة .
السؤال المهم الآن هو : كيف نحمى بلادنا من مزيد لعمليات إختراقات أمنية ؟ والاجابة تحتاج لخطة قومية رسمية وشعبية على كافة الأصعدة فى المُجتمع المصرى ، بداية بتشديد الرقابة على كافة المنافذ الحدودية الجوية والبحرية والبرية ، وان يكون لكافة وسائل الاعلام المصرية دور تنويرى مستمر ، ينبه المواطنين للمخاطر التى تحيط بأمن وسلامة المُجتمع ، ورفع الحس الأمنى واليقظة لدى كافة شرائح الشعب ، والا نترك بواطن الشبهات تمر مرور الكرام حتى نفاجئ بجاسوس اسرائيلى آخر على غرار " ايلان جرابيل " يعتلى منبر فى مسجد ليخطب فى المصلين ، او يندس بين جموع الشعب المصرى يحرض على التخريب وامثاله العديد والعديد من الخلايا التي لم تكشف بعد وخاصة بعد اقالة غالبية القادة الامنيين المحنكين.
كل ما ذكرته يختص بأمن مصر ، لكن لا ننسى اننا جميعا امام قضية بالغة الأهمية وهى بذل الجهود من اجل وحدة صف المجتمع المصرى مسيحيين ومسلمين ، والتطبيق الرادع للقانون وادراك الجميع سواء اكانت المؤسسة الرئاسية او الشعب ان مصر تمر بأزمة تفوق بكثير جدا المشاكل الداخلية والاستيلاء على السلطة وما عداها..وان على المؤسسة الرئاسية الاستيعاب الفعلي لضرورة احتواء الشعب المصري واقعيا والاخذ بخبرات ذوي الخبرة والحنكة من السياسيين والعسكريين بدلا من الاقصاء العشوائي للبقاء في دائرة الانتقامات وتصفية الحسابات ومد الجذور في السلطة الحالية..
انقذوا مصرنا من الخطر يا سادة فلا نريد ان يكون بيننا جواسيس ولا أغبياء ولا عملاء..ونظل في تمثيلية التهليل اليومية بينما هناك مخطط يدار بفاعلية....