- نزع الشرعية عن البرلمان المنتخب باستغلال اخطاء تم الدفع لها وصناعة شرعية فوضوية من الميدان
- شيطنة وانهاك الجيش وتفكيكه وتشويه المسؤولين والوطنيين.. وفتح الطريق للتدخل الخارجي
- محاولات مستمرة لاقتحام وزارة الدفاع أو الداخلية أو ماسبيرو لإعلان حكومة موالية لأمريكا
- إغراق مصر في مشكلاتها الداخلية لمنعها من مواجهة المؤامرات حولها
مصر تعيش وقع الصدمة الآن تحت ضربات موجعة، تخطط لها وتديرهاغرف عمليات أمريكية وأوروبية في قلب القاهرة، وتنفق عليها ملايين الدولارات، ورغم شعور الجميع بالمؤامرة الغربية فإن أحدا لا يريد أن يبدأ عملية المواجهة والتصدي، وكشف أبعاد هذا المخطط التخريبي الذي سندفع ثمنه جميعا.
حالة العنف الاجتماعي والسياسي التي نشاهدها في مصر هذه الأيام، هي أخطر ما تواجهه البلاد منذ سقوط نظام مبارك وحتى الآن. ولا يمكن اختزال ما نراه في كلمة "انفلات أمني" التي يستخدمها البعض وتوجيه الاتهام إلى بقايا النظام السابق، فما نراه أكبر من انفلات وإنما حالة من الفوضى المخططة المبرمجة التي تخرج عن الاحتواء والسيطرة، والتي تستهدف في النهاية تفكيك الدولة المصرية والعودة إلى ما قبل الملك مينا موحد القطرين.
العصابات المسلحة تتمدد في كل مكان وهناك من يمدها بالسلاح، وبعض القبائل بدأت تبسط سلطانها على قرى ومدن ومحافظات، وملاعب كرة القدم تحولت إلى ساحات قتال يسقط فيها العشرات، والدولة تغيب وتتآكل، وتفقد سلطانها على مساحات ليست بالقليلة، وللأسف كثيرون يشاركون في هذه الجريمة الكبرى، إما بالمشاركة عن عمد وقصد، وإما بجهل وعدم دراية، وإما بعدم التصدي الحازم.
أصل كل هذا العنف هو الانفلات السياسي، الذي بدأ يتحول إلى أكبر عملية تخريب وتفكيك منظم للدولة المصرية، يتورط فيها عدد من الأحزاب والشخصيات والمجموعات المرتبطة بالدوائر الأمريكية والغربية، ويشارك فيها شباب متحمس، مغرر بهم يظنون أنهم يحسنون صنعا.
لقد استطاع الإعلام المتأمرك - الذي هو جزء في المؤامرة- حصار الشعب المصري في دائرة من الأكاذيب والمعارك المفتعلة لإبعاد الأنظار عن عملية التخريب التي تتم الآن، في غيبة العقول، والانشغال المبرمج لكل القوى السياسية في قضايا تتشعب منها قضايا لا آخر لها.
بدافع الأمانة والمسئولية حاولنا تلخيص أهم محاور المخطط المعادي لتفكيك مصر وتخريبها باسم استكمال الثورة، عسى أن نوقظ النيام، ونلفت الانتباه إلى ما يحاك حتى نساهم في صياغة الاستراتيجية المضادة لإفشال المكر المعادي الذي يريد أن يسرق الثورة منا في وضح النهار.
أردنا من توضيح أبعاد المخطط المعادي أن نزيح الغبار عن الخيانة التي تقدم لنا على أنها بطولة، والعمالة التي تقدم على أنها ثورية، لنجهض المكر الشيطاني الذي يريد أن يحول ثورتنا المجيدة إلى مأتم، وفخرنا إلى خزي وعار.
أردنا أن نحذر كل المخلصين في مصر كي يتوحدوا ويتجبهوا لإنقاذ مصر قبل أن يسقطها المتآمرون والغوغاء والجهلاء جثة هامدة لصالح أمريكا واسرائيل.
هذه محاور مخطط تخريب مصر:
1- نزع الشرعية عن البرلمان الجديد
تهدف الحملة المضادة إلى تفكيك البرلمان باستغلال ضعف اداء اعضاؤه وجنوحهم للمصالح الشخصية، والتشكيك في شرعيته، وبدأت الدعاية ضد البرلمان فور سقوط مبارك وفتح الباب أمام تأسيس الأحزاب، إذ بذلوا كل الجهود لتطويل الفترة المؤقتة، وتأخير أو تأجيل الانتخابات إلى الأبد، وبالغوا في قوة مرشحي الحزب الوطني، لدرجة أنهم ادعوا أن البرلمان سيكون لصالح" الفلول" دون أي احترام للإرادة الشعبية. واستمرت الحملة ضد البرلمان أثناء، وبعد الانتخابات وحتى اليوم، وأهم الاتهامات أن مجلس الشعب لا يعبر عن الشعب، في الوقت الذي كانت تمول به بعض الدول الموالية لامريكا صعود الغالبية من افراده لموقع المسؤولية، بل وصل الأمر ببعض قيادات ورموز الحملة المضادة أن اتهموا الشعب المصري العظيم بأنه خذل الشباب الليبرالي الذي زعموا أنه هو الذي قام بالثورة. وهم يشنون الهجوم على المجلس منذ أول جلسة ويكيلون له الاتهامات في حالة الخلل الواضح بين افراده غير الخبيرين والعاملين من رؤية مصالح شخصية ضيقة.
وهذا الهجوم على البرلمان يشوه التجربة الديمقراطية المصرية التي أشاد بها الجميع، ويسييء للثورة المصرية التي تحولت إلى نموذج يحتذى في كل أنحاء العالم، بما فيه أوروبا وأمريكا.
2- صناعة شرعية فوضوية غير ثورية
تسعى الحملة المضادة إلى تشكيل شرعية بديلة (مزيفة) عن البرلمان، من خلال التواجد الدائم في ميدان التحرير، باسم الشرعية الثورية، ويحاولون بكل الوسائل حشد أعداد كبيرة من المواطنين لإضفاء مشروعية إعلامية لشرعيتهم المزعومة. وسعوا لتعويض مقاطعة التيارات الإسلامية الكبرى لمظاهراتهم، بالبحث عن كيانات شعبية بديلة، فحاولوا التنسيق مع بعض الطرق الصوفية المتمردة على مشيخة الطرق الصوفية وفشلوا لضعفها، واستقطبوا بعض جماعات الألتراس التي تضم الشباب صغير السن، ثم استعانوا بأطفال الشوارع مؤخرا، ليظهروا وكأنهم أكثر عددا.
وهم يتحدثون باستماتة عن شرعية الميدان وأنها فوق شرعية البرلمان، وهم يطمحون في أن تكون لهذه القلة السلطة في تحديد شكل مصر. وهؤلاء هم الذين يقفون خلف تعيين "مجلس رئاسي مدني" أو "حكومة إنقاذ" بعيدا عن الإرادة الشعبية، وحاولوا أكثر من مرة الانقلاب واختيار رئيس لمصر أو رئيس لحكومة الإنقاذ، ولكنهم فشلوا في كل المرات. ويصرون على معارضة المسار الانتخابي الذي سانده الشعب المصري، بطرح مبادرات بديلة لتشكيل السلطة بطرق غير ديمقراطية، كالمبادرات التي يطرحها الموظف الأمريكي محمد البرادعي للانقلاب على إرادة الشعب، وأيضا من خلال شبكة واسعة من المرتبطين بالمخطط الأمريكي. ورأينا هذا في حكومة شرف وفي المجلس الاستشاري الذي تم تشكيله مؤخرا. كفكرة الرئيس المؤقت، ومجلس أعلى للثوار وغيره من الأفكار التي ترفض احترام الشعب المصري.
3- إثارة قضايا مثيرة للجدل والانقسام
المتورطون في الثورة المضادة لا يكفون عن إثارة القضايا المثيرة للجدل التي تستهدف زيادة حالة الانقسام، مثل موضوع الدستور أولا، الذي مازال بعض السياسيين الكارهين للإسلام والمرتبطين بالتمويل الأجنبي يتحدث عنه حتى اليوم، رغم أن الموضوع انتهى بالاستفتاء الشعبي في 19 مارس 2011، قبلها ما أثير حول المادة الثانية في الدستور المتعلقة بالشريعة، والتخويف من الإسلام في بلد أغلبيته العظمى من المسلمين، واستمر هذا الجدل حتى وقت قريب، ولم يسكتوا إلا مع اقتراب الانتخابات وسكتوا حتى لا يغضبوا الناخبين.
وهم الذين قلبوا الدنيا حول الوثائق الحاكمة للدستور، وقدموا فضائح في مشاريع القوانين التي تبنوها، وكان المشترك بين هذه الوثائق العبث بالمادة الثانية بالحذف أو الإضافة، وإثارة النعرات، والتقسيمات العرقية والجهوية المناطقية.
ومن القضايا التي أثاروها، ما يتعلق بتشكيل اللجنة التأسيسية التي ستضع الدستور، ورغم إسقاط يحي الجمل والسلمي وانتخاب البرلمان الجديد، مازال هناك من يريد أن يفرض رأيه على ممثلي الشعب.
4- صناعة رموز وهمية للثورة
منذ سقوط النظام، ونحن نسمع كل يوم عن حركات وائتلافات جديدة وأسماء مجهولة، يقدمها الإعلام الممول من أمريكا على أنهم قادة الثورة، ورغم الإلحاح الإعلامي فإن هذه الأسماء المطروحة لم يقتنع بها أحد، لسبب بسيط وهو أن الشعب المصري كله شارك في الثورة، ويعلم أن الثورة لم يكن لها قادة، وهذا هو سر نجاحها.
لكن الإعلام المزور يصر على تنفيذ هذه الخطة لفرض هؤلاء "القادة" عسى أن يحقق لهم شرعية زائفة للحديث باسم الثورة والثوار.
5- شيطنة الجيش وانهاكه والعمل على تفكيكه
أخطر ما حققته الحملة المضادة تشويه الجيش والتجرؤ عليه وكأنه جيش الأعداء، والمجاهرة بالعمل على تفكيكه. ونفذوا حملة مخططة جيدا، اعتمدت على الجانب الإعلامي في تضخيم بعض الوقائع، واستغلال بعض الأخطاء، وستستمر هذه الحملة ضد الجيش حتى بعد أن ينقل السلطة إلى البرلمان المنتخب والرئيس المنتخب.
الغريب أن بعض أعضاء المجلس العسكري اتخذوا عتاة العلمانيين والذين يشاركون في الحملة ضدهم، وبعض أعوان أمريكا، مستشارين لهم في المجلس الاستشاري!
6- تشويه المسؤولين والوطنيين
من أهم محاور المخطط المعادي تشويه الرموز من المسؤولين والوطنين، باستهداف أسماء الدعاة والعلماء والشخصيات الوطنية المعادية للهيمنة الأمريكية والغربية. ويقوم الإعلام المقروء والمرئي بالدور الرئيسي في هذه الحملة، لتشجيع عملية النقد والتجريح على نطاق واسع.
كانت حملة التخويف من اي محاولة استقرار هي الموضوع الرئيسي في كل برامج الفضائيات خلال الشهور الأخيرة، والترويج للافتراءات وتشويه المساعي وتكذيبها، ووصفهم بأنهم لصوص وضد الثورة والبلد والتنكيل بهم يوميا.
7- محاولة اقتحام وزارة مهمة أو مبنى حيوي لإعلان حكومة
من الخطوات المخطط لها من قبل من يديرون الثورة المضادة فكرة حمقاء، تتلخص في اقتحام وزارة سيادية أو مبنى له قيمة سياسية واعلامية وإعلان حكومة من داخلها باسم حكومة الثورة، يساندها الإعلام التابع لهم وتعترف بها أمريكا والخارج على أنها حكومة الثورة.
لقد حدثت أكثر من محاولة لاقتحام وزارة الدفاع، رمز عزتنا وقوتنا، ثم محاولة اقتحام وزارة الداخلية في واقعة محمد محمود. وتكررت محاولات الهجوم واقتحام مقر التلفزيون المصري في ماسبيرو، ومازالت بعض المجموعات تحاصر ماسبيرو منذ أسبوع ولكن لقلة عددهم لم يستطيعوا تنفيذ عملية الاقتحام.
وآخر محاولة في هذا المجال ما تم يوم الثلاثاء الماضي عندما حشدوا بضعة آلاف لاقتحام مجلس الشعب، ورفعوا الأحذية وعبروا عن رفضهم للمجلس المنتخب، ولولا تصدي الامن واللجان الشعبية، وتحمل الأذى، لدخلوا مقر البرلمان وأشاعوا حالة من الفوضى. اضطر الامن وشباب اللجان وغيرهم إلى التصدي لمحاولة الاقتحام وعدم الرد على العدوان، وتحمل الضرب والإهانات لتفويت الفرصة، سواء بالاقتحام أو باستدراج الجيش والشرطة إلى الصدام، ومرت الواقعة بسلام والحمد لله. وهذه النية للاقتحامات، واستمرار المظاهرات والاعتصامات تزيد من حالة الاستنفار الأمني الذي يشغل الجيش والشرطة لمواجهة هذه التهديدات على حساب الأمن الاجتماعي.
8- منع دوران عجلة الإنتاج
يؤدي استمرار حالة الاعتصام في ميدان التحرير والميادين الرئيسية في بعض المحافظات، وما يصاحبها من حالات شغب واحتجاج إلى إشاعة عدم الاستقرار، وهذا ينعكس بدوره على الحالة الاقتصادية العامة بالسلب، ويحرض هذا الشحن المتواصل على المزيد من الاعتصامات الفئوية والمطلبية، التي تفوق قدرة الحكومة المؤقتة.
لقد تطورت الاحتجاجات مؤخرا، إلى حالات خروج جماعي على القانون، وقطع الطرق ووقف حركة القطارات وتعطيل الموانىء. بل ثبت أن عناصر مرتبطة بالتمويل الأجنبي وراء التحريض على الاحتجاجات الفئوية لتوسيع دائرة المحتجين.
9- إعطاء مبررات للخارج للتدخل في الشأن المصري
استمرار الفوضى في مصر يعطي أمريكا والغرب الفرصة لممارسة الضغط على الحكم المصري لتنفيذ مطالب الخارج والمشاركة في خنق الدولة المصرية، بل إن حركة التصعيد الاحتجاجي الفوضوي تزيد من العبث الأجنبي بالداخل المصري، خاصة وأن قطاعات واسعة من تلك التحركات تقودها حركات ممولة من الخارج ومدربة أيضا. وزيادة الضغط على الحكم المؤقت يضعف قدرته على الصمود فترة طويلة، ويزيد من قوة التخريب.
10- إشغال مصر بأوضاعها الداخلية حتى لا تنشغل بما يجري حولها
من أهم أهداف هذه التحركات الفوضوية إشغال الحكومة المؤقتة والقوى السياسية والدولة المصرية بقضايا هامشية، والسقوط في دوامة من المعارك المفتعلة، وإغراق الجميع في الشأن الداخلي وعدم الانتباه إلى التطورات الخطيرة التي تدور بدول الجوار والعالم العربي، والتي ستنعكس فيما بعد على مصر.
نحن أمام مخطط خطير لتفكيك مصر، وتخريبها، والمتورطون يغريهم مساندة الإعلام المتأمرك لهم، وخوف الحكومة المؤقتة منهم، ومساندة أمريكا والغرب لهم، وتردد القوى السياسية في مواجهتهم، واذا استمر الحال هكذا فربما لن نصل إلى انتخابات الرئاسة التي ننتظرها...على الشعب المصري سرعة ادراك الوطن وقانا الله من كل سوء.
- شيطنة وانهاك الجيش وتفكيكه وتشويه المسؤولين والوطنيين.. وفتح الطريق للتدخل الخارجي
- محاولات مستمرة لاقتحام وزارة الدفاع أو الداخلية أو ماسبيرو لإعلان حكومة موالية لأمريكا
- إغراق مصر في مشكلاتها الداخلية لمنعها من مواجهة المؤامرات حولها
مصر تعيش وقع الصدمة الآن تحت ضربات موجعة، تخطط لها وتديرهاغرف عمليات أمريكية وأوروبية في قلب القاهرة، وتنفق عليها ملايين الدولارات، ورغم شعور الجميع بالمؤامرة الغربية فإن أحدا لا يريد أن يبدأ عملية المواجهة والتصدي، وكشف أبعاد هذا المخطط التخريبي الذي سندفع ثمنه جميعا.
حالة العنف الاجتماعي والسياسي التي نشاهدها في مصر هذه الأيام، هي أخطر ما تواجهه البلاد منذ سقوط نظام مبارك وحتى الآن. ولا يمكن اختزال ما نراه في كلمة "انفلات أمني" التي يستخدمها البعض وتوجيه الاتهام إلى بقايا النظام السابق، فما نراه أكبر من انفلات وإنما حالة من الفوضى المخططة المبرمجة التي تخرج عن الاحتواء والسيطرة، والتي تستهدف في النهاية تفكيك الدولة المصرية والعودة إلى ما قبل الملك مينا موحد القطرين.
العصابات المسلحة تتمدد في كل مكان وهناك من يمدها بالسلاح، وبعض القبائل بدأت تبسط سلطانها على قرى ومدن ومحافظات، وملاعب كرة القدم تحولت إلى ساحات قتال يسقط فيها العشرات، والدولة تغيب وتتآكل، وتفقد سلطانها على مساحات ليست بالقليلة، وللأسف كثيرون يشاركون في هذه الجريمة الكبرى، إما بالمشاركة عن عمد وقصد، وإما بجهل وعدم دراية، وإما بعدم التصدي الحازم.
أصل كل هذا العنف هو الانفلات السياسي، الذي بدأ يتحول إلى أكبر عملية تخريب وتفكيك منظم للدولة المصرية، يتورط فيها عدد من الأحزاب والشخصيات والمجموعات المرتبطة بالدوائر الأمريكية والغربية، ويشارك فيها شباب متحمس، مغرر بهم يظنون أنهم يحسنون صنعا.
لقد استطاع الإعلام المتأمرك - الذي هو جزء في المؤامرة- حصار الشعب المصري في دائرة من الأكاذيب والمعارك المفتعلة لإبعاد الأنظار عن عملية التخريب التي تتم الآن، في غيبة العقول، والانشغال المبرمج لكل القوى السياسية في قضايا تتشعب منها قضايا لا آخر لها.
بدافع الأمانة والمسئولية حاولنا تلخيص أهم محاور المخطط المعادي لتفكيك مصر وتخريبها باسم استكمال الثورة، عسى أن نوقظ النيام، ونلفت الانتباه إلى ما يحاك حتى نساهم في صياغة الاستراتيجية المضادة لإفشال المكر المعادي الذي يريد أن يسرق الثورة منا في وضح النهار.
أردنا من توضيح أبعاد المخطط المعادي أن نزيح الغبار عن الخيانة التي تقدم لنا على أنها بطولة، والعمالة التي تقدم على أنها ثورية، لنجهض المكر الشيطاني الذي يريد أن يحول ثورتنا المجيدة إلى مأتم، وفخرنا إلى خزي وعار.
أردنا أن نحذر كل المخلصين في مصر كي يتوحدوا ويتجبهوا لإنقاذ مصر قبل أن يسقطها المتآمرون والغوغاء والجهلاء جثة هامدة لصالح أمريكا واسرائيل.
هذه محاور مخطط تخريب مصر:
1- نزع الشرعية عن البرلمان الجديد
تهدف الحملة المضادة إلى تفكيك البرلمان باستغلال ضعف اداء اعضاؤه وجنوحهم للمصالح الشخصية، والتشكيك في شرعيته، وبدأت الدعاية ضد البرلمان فور سقوط مبارك وفتح الباب أمام تأسيس الأحزاب، إذ بذلوا كل الجهود لتطويل الفترة المؤقتة، وتأخير أو تأجيل الانتخابات إلى الأبد، وبالغوا في قوة مرشحي الحزب الوطني، لدرجة أنهم ادعوا أن البرلمان سيكون لصالح" الفلول" دون أي احترام للإرادة الشعبية. واستمرت الحملة ضد البرلمان أثناء، وبعد الانتخابات وحتى اليوم، وأهم الاتهامات أن مجلس الشعب لا يعبر عن الشعب، في الوقت الذي كانت تمول به بعض الدول الموالية لامريكا صعود الغالبية من افراده لموقع المسؤولية، بل وصل الأمر ببعض قيادات ورموز الحملة المضادة أن اتهموا الشعب المصري العظيم بأنه خذل الشباب الليبرالي الذي زعموا أنه هو الذي قام بالثورة. وهم يشنون الهجوم على المجلس منذ أول جلسة ويكيلون له الاتهامات في حالة الخلل الواضح بين افراده غير الخبيرين والعاملين من رؤية مصالح شخصية ضيقة.
وهذا الهجوم على البرلمان يشوه التجربة الديمقراطية المصرية التي أشاد بها الجميع، ويسييء للثورة المصرية التي تحولت إلى نموذج يحتذى في كل أنحاء العالم، بما فيه أوروبا وأمريكا.
2- صناعة شرعية فوضوية غير ثورية
تسعى الحملة المضادة إلى تشكيل شرعية بديلة (مزيفة) عن البرلمان، من خلال التواجد الدائم في ميدان التحرير، باسم الشرعية الثورية، ويحاولون بكل الوسائل حشد أعداد كبيرة من المواطنين لإضفاء مشروعية إعلامية لشرعيتهم المزعومة. وسعوا لتعويض مقاطعة التيارات الإسلامية الكبرى لمظاهراتهم، بالبحث عن كيانات شعبية بديلة، فحاولوا التنسيق مع بعض الطرق الصوفية المتمردة على مشيخة الطرق الصوفية وفشلوا لضعفها، واستقطبوا بعض جماعات الألتراس التي تضم الشباب صغير السن، ثم استعانوا بأطفال الشوارع مؤخرا، ليظهروا وكأنهم أكثر عددا.
وهم يتحدثون باستماتة عن شرعية الميدان وأنها فوق شرعية البرلمان، وهم يطمحون في أن تكون لهذه القلة السلطة في تحديد شكل مصر. وهؤلاء هم الذين يقفون خلف تعيين "مجلس رئاسي مدني" أو "حكومة إنقاذ" بعيدا عن الإرادة الشعبية، وحاولوا أكثر من مرة الانقلاب واختيار رئيس لمصر أو رئيس لحكومة الإنقاذ، ولكنهم فشلوا في كل المرات. ويصرون على معارضة المسار الانتخابي الذي سانده الشعب المصري، بطرح مبادرات بديلة لتشكيل السلطة بطرق غير ديمقراطية، كالمبادرات التي يطرحها الموظف الأمريكي محمد البرادعي للانقلاب على إرادة الشعب، وأيضا من خلال شبكة واسعة من المرتبطين بالمخطط الأمريكي. ورأينا هذا في حكومة شرف وفي المجلس الاستشاري الذي تم تشكيله مؤخرا. كفكرة الرئيس المؤقت، ومجلس أعلى للثوار وغيره من الأفكار التي ترفض احترام الشعب المصري.
3- إثارة قضايا مثيرة للجدل والانقسام
المتورطون في الثورة المضادة لا يكفون عن إثارة القضايا المثيرة للجدل التي تستهدف زيادة حالة الانقسام، مثل موضوع الدستور أولا، الذي مازال بعض السياسيين الكارهين للإسلام والمرتبطين بالتمويل الأجنبي يتحدث عنه حتى اليوم، رغم أن الموضوع انتهى بالاستفتاء الشعبي في 19 مارس 2011، قبلها ما أثير حول المادة الثانية في الدستور المتعلقة بالشريعة، والتخويف من الإسلام في بلد أغلبيته العظمى من المسلمين، واستمر هذا الجدل حتى وقت قريب، ولم يسكتوا إلا مع اقتراب الانتخابات وسكتوا حتى لا يغضبوا الناخبين.
وهم الذين قلبوا الدنيا حول الوثائق الحاكمة للدستور، وقدموا فضائح في مشاريع القوانين التي تبنوها، وكان المشترك بين هذه الوثائق العبث بالمادة الثانية بالحذف أو الإضافة، وإثارة النعرات، والتقسيمات العرقية والجهوية المناطقية.
ومن القضايا التي أثاروها، ما يتعلق بتشكيل اللجنة التأسيسية التي ستضع الدستور، ورغم إسقاط يحي الجمل والسلمي وانتخاب البرلمان الجديد، مازال هناك من يريد أن يفرض رأيه على ممثلي الشعب.
4- صناعة رموز وهمية للثورة
منذ سقوط النظام، ونحن نسمع كل يوم عن حركات وائتلافات جديدة وأسماء مجهولة، يقدمها الإعلام الممول من أمريكا على أنهم قادة الثورة، ورغم الإلحاح الإعلامي فإن هذه الأسماء المطروحة لم يقتنع بها أحد، لسبب بسيط وهو أن الشعب المصري كله شارك في الثورة، ويعلم أن الثورة لم يكن لها قادة، وهذا هو سر نجاحها.
لكن الإعلام المزور يصر على تنفيذ هذه الخطة لفرض هؤلاء "القادة" عسى أن يحقق لهم شرعية زائفة للحديث باسم الثورة والثوار.
5- شيطنة الجيش وانهاكه والعمل على تفكيكه
أخطر ما حققته الحملة المضادة تشويه الجيش والتجرؤ عليه وكأنه جيش الأعداء، والمجاهرة بالعمل على تفكيكه. ونفذوا حملة مخططة جيدا، اعتمدت على الجانب الإعلامي في تضخيم بعض الوقائع، واستغلال بعض الأخطاء، وستستمر هذه الحملة ضد الجيش حتى بعد أن ينقل السلطة إلى البرلمان المنتخب والرئيس المنتخب.
الغريب أن بعض أعضاء المجلس العسكري اتخذوا عتاة العلمانيين والذين يشاركون في الحملة ضدهم، وبعض أعوان أمريكا، مستشارين لهم في المجلس الاستشاري!
6- تشويه المسؤولين والوطنيين
من أهم محاور المخطط المعادي تشويه الرموز من المسؤولين والوطنين، باستهداف أسماء الدعاة والعلماء والشخصيات الوطنية المعادية للهيمنة الأمريكية والغربية. ويقوم الإعلام المقروء والمرئي بالدور الرئيسي في هذه الحملة، لتشجيع عملية النقد والتجريح على نطاق واسع.
كانت حملة التخويف من اي محاولة استقرار هي الموضوع الرئيسي في كل برامج الفضائيات خلال الشهور الأخيرة، والترويج للافتراءات وتشويه المساعي وتكذيبها، ووصفهم بأنهم لصوص وضد الثورة والبلد والتنكيل بهم يوميا.
7- محاولة اقتحام وزارة مهمة أو مبنى حيوي لإعلان حكومة
من الخطوات المخطط لها من قبل من يديرون الثورة المضادة فكرة حمقاء، تتلخص في اقتحام وزارة سيادية أو مبنى له قيمة سياسية واعلامية وإعلان حكومة من داخلها باسم حكومة الثورة، يساندها الإعلام التابع لهم وتعترف بها أمريكا والخارج على أنها حكومة الثورة.
لقد حدثت أكثر من محاولة لاقتحام وزارة الدفاع، رمز عزتنا وقوتنا، ثم محاولة اقتحام وزارة الداخلية في واقعة محمد محمود. وتكررت محاولات الهجوم واقتحام مقر التلفزيون المصري في ماسبيرو، ومازالت بعض المجموعات تحاصر ماسبيرو منذ أسبوع ولكن لقلة عددهم لم يستطيعوا تنفيذ عملية الاقتحام.
وآخر محاولة في هذا المجال ما تم يوم الثلاثاء الماضي عندما حشدوا بضعة آلاف لاقتحام مجلس الشعب، ورفعوا الأحذية وعبروا عن رفضهم للمجلس المنتخب، ولولا تصدي الامن واللجان الشعبية، وتحمل الأذى، لدخلوا مقر البرلمان وأشاعوا حالة من الفوضى. اضطر الامن وشباب اللجان وغيرهم إلى التصدي لمحاولة الاقتحام وعدم الرد على العدوان، وتحمل الضرب والإهانات لتفويت الفرصة، سواء بالاقتحام أو باستدراج الجيش والشرطة إلى الصدام، ومرت الواقعة بسلام والحمد لله. وهذه النية للاقتحامات، واستمرار المظاهرات والاعتصامات تزيد من حالة الاستنفار الأمني الذي يشغل الجيش والشرطة لمواجهة هذه التهديدات على حساب الأمن الاجتماعي.
8- منع دوران عجلة الإنتاج
يؤدي استمرار حالة الاعتصام في ميدان التحرير والميادين الرئيسية في بعض المحافظات، وما يصاحبها من حالات شغب واحتجاج إلى إشاعة عدم الاستقرار، وهذا ينعكس بدوره على الحالة الاقتصادية العامة بالسلب، ويحرض هذا الشحن المتواصل على المزيد من الاعتصامات الفئوية والمطلبية، التي تفوق قدرة الحكومة المؤقتة.
لقد تطورت الاحتجاجات مؤخرا، إلى حالات خروج جماعي على القانون، وقطع الطرق ووقف حركة القطارات وتعطيل الموانىء. بل ثبت أن عناصر مرتبطة بالتمويل الأجنبي وراء التحريض على الاحتجاجات الفئوية لتوسيع دائرة المحتجين.
9- إعطاء مبررات للخارج للتدخل في الشأن المصري
استمرار الفوضى في مصر يعطي أمريكا والغرب الفرصة لممارسة الضغط على الحكم المصري لتنفيذ مطالب الخارج والمشاركة في خنق الدولة المصرية، بل إن حركة التصعيد الاحتجاجي الفوضوي تزيد من العبث الأجنبي بالداخل المصري، خاصة وأن قطاعات واسعة من تلك التحركات تقودها حركات ممولة من الخارج ومدربة أيضا. وزيادة الضغط على الحكم المؤقت يضعف قدرته على الصمود فترة طويلة، ويزيد من قوة التخريب.
10- إشغال مصر بأوضاعها الداخلية حتى لا تنشغل بما يجري حولها
من أهم أهداف هذه التحركات الفوضوية إشغال الحكومة المؤقتة والقوى السياسية والدولة المصرية بقضايا هامشية، والسقوط في دوامة من المعارك المفتعلة، وإغراق الجميع في الشأن الداخلي وعدم الانتباه إلى التطورات الخطيرة التي تدور بدول الجوار والعالم العربي، والتي ستنعكس فيما بعد على مصر.
نحن أمام مخطط خطير لتفكيك مصر، وتخريبها، والمتورطون يغريهم مساندة الإعلام المتأمرك لهم، وخوف الحكومة المؤقتة منهم، ومساندة أمريكا والغرب لهم، وتردد القوى السياسية في مواجهتهم، واذا استمر الحال هكذا فربما لن نصل إلى انتخابات الرئاسة التي ننتظرها...على الشعب المصري سرعة ادراك الوطن وقانا الله من كل سوء.
تعليقات
إرسال تعليق