لم يعد سرا أن هناك ما يسمى جماعة الإخوان وأن هذه الجماعة سواء صرحت أو نفت تسعى منذ تأسيسها إلى احتكار الحكم في مصر تحت شعار الدين الذي يمكن تلخيص تأثيره تماما على شعب مثل شعب مصر الذي ينجذب بسطاؤه لمظاهر الدين بكل طيب خاطر دون ادنى شكوك ، ولأن البنا مؤسس الجماعة كان يدرك تماما أن شعب إعتاد هذا التأثير السلطوي الديني ، هو شعب بالضرورة قابل للعمل داخله وفي ثناياه
والإخوان طوروا فكر مؤسسهم الذي أسس الإخوان على أساس فاشي متشبها بالحركات الفاشية السائدة في عصره سواء في ألمانيا النازية أو إيطاليا الفاشية واقتبس عنهم الكثير بداية من جوالة الإخوان وشكلها العسكري مرورا بالخلايا النائمة التى اعتمد عليها هتلر حتى ليلة السكاكين الطويلة التى سيطر فيها على ألمانيا كاملة لتصبح ذات صباح فتجد نفسها بين يدي الحزب النازي الذي كانت أولى خطبه في حانات البيرة وهو ما استلهمه البنا عندما خطب في الناس وقرأ القرآن في الحانات والمقاهي...
الآن وبعد كل هذا الوقت من نشوء أخطر حركة إرهابية مصرية في العصر الحديث لم يعد سرا أن الإخوان يخططون لشئ ما هذا العام ورغم كل محاولات مرشدهم الحالي الذي جاء بعد مرشد سابق توعد الشعب المصري بالضرب بالحذاء وتفضيل من يراه صالحا من مسلمي باكستان وماليزيا لحكم مصر على أن يحكمها واحد من شعبها ، رغم كل محاولات المرشد الحالي الذي يريد الظهور بمظهر الحمائم إلا أن تاريخه الطويل مع ممارسة العنف والتدريب على التفجيرات والإغتيالات لا يمكن أن يخدعنا خاصة بعد أن بدأت بوادر البروفات الإخوانية لليوم الموعود ووفقا لتعبيرهم (يوم التمكين)..
ربما كانت المقدمة طويلة لكنها ضرورية في ضوء ما ستقرأه الآن وهي تبرير واضح للتحركات التى بدأ الاخوان بها بالفعل والتى نبدأ في الحديث عنها
الإسكندرية مثلها مثل باقي مصر يتواجد بها الإخوان بكثافة في بعض مناطقها وبندرة في مناطق آخرى واسكندرية أمنيا هي في النهاية ليست مدينة مناسبة لتحرك اخواني منظم لأنه ببساطة من السهل السيطرة عليها بحكم مساحتها وحدودها الجغرافية وهذه بديهيات يعلمها الجميع لكن المفاجأة هي أنه وعلي حين غرة خرجت مظاهرات صامتة لا تطالب بشئ أكثر من الصمت والحركة التى تصيب الجميع بالخوف وإثناء التحرك الغريب وغير المبرر كان من الطبيعى أن تجد كل فتاة أو سيدة لا تضع حجابا على رأسها أنها أصبحت موضع اتهام هذه المسيرة التى كان من الممكن في لحظة أن تتحول الى مسيرة عنيفة وليست سلمية لكن يبدو أن المسيرة نفسها كان محددا لها غرضا آخر بخلاف اظهار القوى وهو اختبار القدرة على التنظيم والحشد
بعدها بأيام بدأت الهتافات ..والمسيرة مرت بسلام لكنها أخافت كل أهل المنطقة وبالطبع مثل هذه المسيرات سارت في محافظات أخرى والغرض واحد : اختبار القدرة على الحشد والتنظيم وممارسة بعض الضغط العصبي على النظام وعلى الشعب في وقت واحد
د.ف ر.ع أ.خ هل فهمت شيئا من هذه الرموز؟
بالطبع لا فهي مجرد شفرة اخوانية صميمة ترتب رتب وأهمية الطلاب المنتمين لهم داخل الجامعات المصرية ومهام عملهم في خدمة الإخوان وكما تري هي شفرة واضحة لها كتاب فك وتعامل تماما مثلما تفعل أجهزة المخابرات والجماعات الماسونية التى تنتظر وقت ما لتنفيذ مخطط تأمل تنفيذه
لجنة العمل الإنتقاء والإرتقاء مرحلة الإستقبال التخلية والتحلية المسؤول والرديف رسالة التعاليم
هل فهمت شيئا من هذه المسميات؟
بالطبع لا فهي مجرد مراحل محسوبة بالأسبوع واليوم لتجنيد طلاب الجامعات في صفوف الإخوان بداية من لجنة العمل التى تتلقى طالب الجامعة في ساعاته الأولي في الجامعة تقدم له الجداول وما يلزمه من تعريف بالكلية ونشاطاتها ثم يقدمون عروضهم فيما يخص استضافة طلبة الأقاليم وحتى في المدن الجامعية لديهم مسؤول تنظيم يتابع الطلبة الجدد
الإنتقاء والإرتقاء: وهنا وبعد أن حدد مسؤولي التنظيم من سيقومون بتجنيده (حسب المسميات الواردة في نشرات الإخوان أنفسهم يقولون هكذا: تجنيد) تبدأ عملية الإرتقاء وهي عملية يتم فيها تلقين مبادئ الإخوان وترقية مدارك الطالب ( من وجهة نظرهم) حتى تتفق مع ما يدعون إليه أو يطمحون إليه
التخلية والتحلية: وهي عملية منظمة يمارسون فيها ضغطا على الطالب اقتصاديا وأدبيا ودراسيا حتى عن طريق أساتذة الجامعة الضالعين في تنظيم الإخوان ليجعلوا من الطالب أحد أفرادهم ممن ينفذون دون نقاش
المسؤول والرديف: وكما لو كنت تسمع كلمات تدور في معسكر حربي لكن المسؤول هو من أصبح هذا الطالب في مسؤليته والرديف هو الطالب على وشك التخرج المنتمى للإخوان والمطلوب استمراره معهم سواء عن طريق الوظائف وفرص العمل أو الإرتباط بفتيات الإخوان عاطفيا أو زواجا فطريق الإخوان طريق ذو اتجاه واحد لا يمكن التراجع طالما بدأت خطوتك الأولي فيه
رسالة التعاليم: وهي عملية عقلية بحتة تشبه عمليات غسيل المخ في الأنظمة الشيوعية الهدف منها توضيح وزرع مفهوم واحد مؤداه أن الإخوان هم فقط المدافعين عن الإسلام وليس غيرهم وأنه مهما بدت أوامر أمرائهم غريبة فورائها حكمة ، بعبارة أخرى هي تشبه تماما عملية تأهيل الجندي لتنفيذ الأوامر العسكرية دون مناقشتها فالإخوان في النهاية نظام عسكري لها أجهزة أمنه التى تقضي على المنشقين عنه وله جهازه السري الذي ينظم ما يجب للدفاع عنهم وأيضا وقت الحاجة يصبح هو جيشها النظامي إضافة لمنتسبيها الآخرين
عن طريق ما وصفناه من تحركات يصبح للإخوان قاعدة في كل مكان وما يحدث في الجامعة يحدث في الجامع وما ينطبق على الجامع ينطبق على أماكن العمل حتى الحكومية منها لذلك كثيرا ما تدخل جهة حكومية فتجد أن معظم من فيها يكادون يصرخون فيك بأنهم من الإخوان وذلك لأنهم يسعون دائما إلى عمليات نقل وندب خلصائهم إلى جهات معينة يسيطرون عليها ويصبح من ليس معهم فهو ضدهم فيها ثم تبدأ عملية اختبار القوة الأولي عن طريق اقتطاع جزء حيوي من المؤسسة أو الجهة الحكومية بزعم أنها زاوية للصلاة ثم تبدأ بعد ذلك الخطوة الثانية بتعطيل العمل تماما وقت الصلاة والنداء عليها بكل الطرق وممارسة ضغط نفسيى على الموجودين لينخرطوا في أداء الصلاة حتى لا يصبحوا منبوذين وشاذين عن المجموع وبعد ذلك تبدأ مرحلة التمكين عندما تصبح هذه الجهة خاضعة تماما للنفوذ الأخواني
الإخوان تنظيم على شاكلة التنظيمات الفاشية لكنه امتاز عنها بأنه تلافي أخطائها فربط نفسه بأيديولوجية لا يمكن لعاقل أن يتصدي لها إلا وكان مصيره التكفير فلم يربط نفسه بنظرية أو بفكرة سياسية لكنه ربط نفسه بالإسلام وهو دين الغالبية في مصر وأصبح اسم الاخوان يعني الإسلام حتى في الضمير الشعبي الذي يطلقى على كل ذي لحية أو مرتاد بكثرة للمساجدة مصطلح: اخوانجي أو اخ
الأخوان أيضا كانوا اكثر مرونة من باقي التنظيمات فهم كانوا مليكيين اكثر من الملك وكانت لهم علاقات مع الثورة وكانت لهم موارد من هيئة قناة السويس وفي فترة الخصام بينهم وبين الدولة كان لهم دعم غير منظور من الخليج وهم في نفس الوقت يلتقون مسؤولي الإدارة الأمريكية الخائفة من تكرار تجربة إيران فتحاول أن تبقى على علاقة مع المعارضة لوقت قد تحتاجها فيه
والأخوان لهم علاقات بحماس وحماس نفسها صناعة اسرائيلية مائة بالمائة وفقا لتاريخ شيخهم القتيل وهم لم يرفعوا السلاح(أقصد الإخوان) في وجه اسرائيل على الإطلاق ولم ينغمسوا في أي مشروع قومي مصري منذ نشأتهم وهم يمثلون حاليا قوى اقتصادية لا يمكن انكارها من خلال شركاتهم الممتدة حول العالم وأعمالهم وتحويلات منتسبيهم في الخليج الذي يستقبل من عمالة الأخوان أكثر مما يستقبل من كل مصر وهم من يكون الطريق لهم معبدا سواء عن طريق التعاطف أو عن طريق التنظيم الذي يجنى منهم العشور على دخلهم
الأخوان الذين اصبحوا قادرين على تحديد مكافآت نهاية خدمة للمرشد العام وتخصيص سيارات ومكاتب وميزانيات مراسلات وسفريات ودعاية وشراء صحفيين ليسوا هم الأخوان الذين ترسخت صورتهم في عقول الناس بإعتبارهم: بتوع ربنا فقد أصبح الإخوان هم الخطر الحقيقي على مصر...
أما لماذا الآن فلأنهم على وشك التحرك وتحركهم سيكون قاضيا على الأخضر واليابس على أرض مصر ولن تأمن على نفسك في بيتك ولا على زوجتك في الشارع ولا حتى أملاكك فأنت عندما تختلف معهم فأنت في خلاف مع الخالق من وجهة نظرهم وعندما تصبح مختلفا مع الخالق فأنت مهدر دمك من عباده
الآن إذا كنت على استعداد لأن تصبح في يوم من الأيام مواطن في دولة يحكمها الإخوان إن لم يكن رسميا فعلي الأقل بمنطق القوة فأنت لابد أن تقبل أن يوقفوك في الشارع ليضربوا زوجتك لأنها لا تضع شيئا على رأسها ويصرخون فيك عندما تحين الصلاة ويحرقون مصدر رزقك إذا وجدوا أنه يتنافي مع الدين من وجهة نظرهم أو مع مصالحهم في أغلب الأحيان
الإخوان خطر وبمنطقهم نقول أننا يجب أن ننتصر لأنفسنا ونتصدى لمخططهم بيدنا إن إستطعنا وبلساننا إن عجزت يدنا وبقلوبنا وهو كما أظنكم تعرفون...أضعف الإيمان