قال الله تعالى:"الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"....رجاء القراءة
مرت مصر عبر عصورها بأزمات تلو الازمات ولكن كان دوما سلاحها الاعظم والذي تخشاه اعظم الامم وحدة شعبها ولحمتهم على قلب رجل واحد وعقيدتهم الايمانية وانتمائهم لله والوطن..ولكن كان لمسؤولي مصر الحديثة نقطة ضعف دائمة استغلت دوما للاختراق..الا وهي ضعف القدرة على ادارة المواقف والقدرة على التصرف بحنكة بقدر الحدث والتخطيط المحكم ببعد نظر ودون مراعاة اي مصالح شخصية...
ومن هنا ليس لنا ان نتعجب كيف وصل مرتدي عباءة الاسلام الجدد الى سدة الحكم..كيف تمكنوا من هذه السيطرة على مقاليد الوطن بصرف النظر عن اي منهج لا ينتمي لا للدين ولا للاخلاق القويمة؟؟؟
فبينما كان الشعب المصري منقسم بين المليونيات والاعتصامات والاغلبيات الصامته والفلول وخلافه من جميع الالوان التي رأيناها جميعا..كان المتأسلمون يحتلون المساجد والزوايا والقرى والنجوع والاماكن النائية ويحشدون الناس بعطاياهم او ترغيبهم او ترهيبهم وفقا لمبدأ الغاية تبرر الوسيلة..مهما كانت تلك الوسيلة ومع حرمانية استغلال بيوت الله لمصالح الدنيا..ولكنه القانون الاخواني الشهير...حيث توجد المصلحة يوجد الدين...
ونسوا ان مصر قد فتحت اسلاميا من قبل وعلى يد عمرو بن العاص وكان بها كل من بها وما بها من طوائف وملل واثار حضارات سابقة...ونسوا ان مصر بلد الازهر الذي صمد لاكثر من الف عام وعلم ائمة الاسلام في العالم اجمع..
وتتعالى الاصوات المدافعة ان هذا هو اختيار الشعب؟؟؟ فبالله عليكم اجيبوا امام الله...كيف يمكن ان يوجد اي شكل لحرية او كرامة لشعب غالبيته لا يجد قوت يومه؟؟؟ كيف يمكن ان تكون هناك اختيارات عادلة في شعب يعيش اكثر من 60% منه تحت خط الفقر ومعظمهم تحت خط الفقر المدقع؟؟؟ كيف يمكن ان تكون هناك اختيارات شرعية في شعب به نسبة بطالة تزيد عن ال 12% ؟؟؟؟ ان ديموقراطية الجوعى والمرضى والجهلاء والفقراء لا يمكن ان تخلق اي نوع من الديموقراطية العادلة الشريفة...خاصة مع من يستغلها باية صورة كانت حتى لو كانت بتجارة الدين وتوزيع صكوك الجنة والنار التي كانت سببا في دمار امم نعلمها جيدا....
ورأينا بأم اعيننا ما تم في مجلس الشعب السابق من مهازل كارثية..فقد انصرف المتأسلمون الجدد عن حل كوارث مصر وانشغلوا بتصفية الحسابات وتقنين الفساد..فلم يكن عجيبا في عز ازمة مصر ان نجد انه تم صرف ادوية في بضعة شهور للمجلس بالملايين المملينة من اموال الشعب المصري غالبيتها من الفياجرا؟؟؟ فاذا لم تستحي فافعل ماشئت... وليس عجيبا ان نجد مؤسسة الرئاسة الحالية في شهورها الاولى يمنح الرئيس نفسه جميع الاوسمة والانواط ذات العائد المادي الكبير..من اموال الشعب المصري الذي يلهث وراء لقمة العيش...
ليس غريبا ان ينشغل الرئيس كجماعته بتصفية الحسابات ولو على حساب الوطن وابناؤه وشرفاؤه...ليس غريبا ان يختزل تاريخ الوطن ويتردد في الاحتفال بثورة يوليو السابق وهو يعلم تماما ان جماعته اياديها ملطخة بدماء زعماء مصر السابقين...وارجو الا ينكر احد فقد اعترفت الجماعة مؤخرا بمحاولة اغتيال عبد الناصر ونعلم ايضا ان الجماعة الاسلامية والتكفير والهجرة وغيرها قد نشأت اساسا من رحم الاخوان ومن مباديء سيد قطب التكفيرية...
ولذا على المؤسسة الرئاسية قبل المزيد من احكام السيطرة على مصر والمزيد من التمزيق في الشعب المصري ان تستوعب لما يلفظها ويكرهها من يكرهها...فهذا ليس من فراغ ابدا..والشعب المصري لديه ذكاء فطري وقدرة على التحليل واستبيان الامور..عليها ان تعلل امام الشعب المصري وبشفافية لم سكتت عن المعلومات الاستخبارية التي تم العلم بها عن نكبة رفح؟؟؟ عليها ان تعلل امام الشعب المصري صلتها المشبوهة بحكومة حماس الآثمة في الشعب المصري بقدر ما هي آثمة في حق شعبها؟؟؟
كان على السيد الرئيس ان يعمل لله وللوطن وليس لطاعة جماعته وحماية مصالحها واحكام سيطرتها...عليه ان يخضع للتحقيق قانونية جماعته التي ليس لها بالاساس وضع قانوني...
فمن يريد ادارة وطن عليه ان يكون بحجم ادارة الوطن وجمع كل فئات الشعب تحت مظلة واحده وهي مصلحة الوطن...من يريد ادارة وطن لا يحشد عصاباته ويهدد وينكل ويرهب لاخراس كل من يكشف حقيقته وحقيقة جماعته للنور...فما انتم بمعجزي الله في الدنيا ولا في الاخرة...فالحق باق وانتم فانون...ومصر باقية وانتم زائلون
وستذكرون ما اقول لكم..وافوض امري الى الله