القائمة الرئيسية

الصفحات

كشف الحرب النفسيه والاعلامية واستخدام ويكيليكس لاحداث الفوضى الخلاقة بالعالم العربي

كشف الحرب النفسيه والاعلامية واستخدام ويكيليكس لاحداث الفوضى الخلاقة بالعالم العربي

كيف نفرق بين الانتفاضات الوطنيه وبين الانتفاضات التي تحدثها أمريكا ؟
ان فهم اليات واساليب الفوضى الخلاقة امر مهم جدا الان كي نميز بين الانتفاضة الوطنية والفوضى الخلاقة التي تفجرها وتوجهها امريكا فإذا رأينا تلك السمات الجوهرية للفوضى الخلاقة موجودة في الإنتفاضات الحالية وعرفنا كم أن حجمها كبير فإنه بالتأكيد يؤكد أن أمريكا من يقف وراء هذة الثورات ، وفيما يلي اهم السمات الجوهرية للفوضى الخلاقة :

السمة الأولى : الحرب النفسية (توليد اليأس والأمال )

السمات التي تتسم بها الفوضى الخلاقة ومقارنتها في الإنتفاضات الشبابية الحاصلة في الوطن العربي لنرى كم نحن ضحايا تأمر خطير لايفهمه الكثير من الشباب الذين غسلت عقولهم عبر القنوات النفسية والإعلامية الأمريكية .
الحرب النفسية: ومن بين اهم قواعد لعبة الفوضى الخلاقة هي لعبة الخطة النفسية لنشر اليأس بعد صعوده للسماء مشبعاً بالأحلام الكبيره بفضل انتفاضات شعبية حقيقة وضعت لها اهدافا كبيرة ضختها وجسدتها في هدف اسقاط النظام ، فعندما يسقط النظام تتعزز الامال وتكبر وتجرف العقل وتحل محله العاطفة الثورية التي ترى كل شيء مضخما ومبالغا فيه ، في اطار سايكلوجيا تعويضية يلجأ اليها من اصيب بهزائم ونكبات ومسلسلات فشل ، وتقوم على جعل الحلم والتمني هو محور تفكير واحلام المظلومين والمضطهدين غير القادرين على التغيير لعقود ولربما لمئات السنين فيحلمون بمستقبل كبير وعظيم وكأنهم قد صنعوا الجنه لكنهم ينسون أن هذا مقرون بزمن طويل ايضاً. ولكن ماذا يحصل حينما تفشل الانتفاضة في تحقيق الامال وتصبح محض تغيير أشخاص ؟ تتحول الانتفاضات إما الى هيجانات دموية او السيطرة عليها في نهاية المطاف من قبل الجيش وتحولها الى عملية تبديل وجوه ، كما يحصل في تونس ومصر ، يوصل الكثير من شباب الانتفاضة الى اليأس والاضطرار لقبول اي حل – حتى لو كان مرفوضا قبل الانتفاضة – من اجل تهدئة الاوضاع بعد فترات طويلة من الاضطرابات التي تحرم الناس من الامن والخدمات والطعام وغيره .
ان فن اتعاب الناس واستنزافهم نفسيا هو احد اهم اساليب المخابرات الامريكية ولذلك فانه هدف اساسي لها في العمل من اجل تحويل الانتفاضة الى فوضى شاملة ، وما يسهل تحقيق هذا الهدف طبيعة تربية وثقافة الفيس بوك القائمة على الفردية الامريكية التي تمنع بروز وتحكم روح المطاولة والاستعداد للتضحية بلا حدود من اجل الوصول الى افضل واوضح صورة للبديل المنتظر الضامن للنصر الحقيقي واكمال مشوار الثورة ، لانها تربية تنمي الفردية ذات النفس القصير والتمتع الاني ورفض التضحية الكاملة من اجل الاخرين .
إن فن اتعاب واستزاف الناس نفسيا حينما يمارس بدقة يصبح قادرا في اغلب الحالات على اجهاض الثورة والانتفاضة وتحويلهما الى حيرة وتوهان وعجز عن تلمس الطريق الصحيح بعد اسقاط النظام ، وهنا تأتي فرصة المخابرات في الامساك بمسار الاحداث بقوة والسيطرة عليه ، تاركة الشباب يجترون اليأس الذي يصبح هذه المرة وبعد صعود الامال ـ الى قمة غير مسبوقة ـ يأسا قاتلا يجبرهم على الاعتزال والانصراف لاجترار الذات والصلاة في محرابها وتوليد ابناء وبنات اليأس مثل العدمية المطلقة والعزلة المطلقة ، وهذا بالضبط هو ما تريد المخابرات توليده لفسح المجال لها لتنفيذ ما تريده باقل العقبات .
وما ان تتركز عواطف هذا الانسان على هدفه وهو اسقاط النظام حتى ينسى كل شيء اخر ويهمل كل الظواهر التي لو انتبه اليها لادرك ان ما يجري ليس كما يظن بل على العكس ! والاهم انه يتجاهل عمدا دور العدو او الاعداء في التدخل لاجل أحتواء الحدث الثوري من اجل استثماره لصالحها ، وهنا يجد نفسه ، وهو الوطني الحقيقي ، يهتف مع عميل المخابرات ( نريد اسقاط النظام ) ، دون ان تتجرأ لديه ملكية العقل والمنطق على طرح سؤال بسيط يفسر ما يجري بدقة وهو : لماذا تؤيد امريكا والاتحاد الاوربي ، وهما قطبا الاستعمار والامبريالية ومصدر كوارثنا منذ بداية القرن الماضي ، انتفاضات شعبية موجهة اصلا ضد عملاء الغرب وحلفاء اسرائيل مع انهما بتاريخهما وممارساتهما الحالية ، كما يتجلى في العراق وفلسطين والسودان وغيره ، يدعمان ويحركان كل المخططات المعادية لوحدة الاقطار العربية وتقدمها وحريتها واستقلالها ويقدمان الدعم المطلق للكيان الصهيوني ؟
ان تجنب طرح هذا السؤال من قبل وطنيين هو أليهنفسية ( ميكانزم سايكولوجي ) لمنع يقظة المنطق والعقلانية واللتان تكفيان لتبديد اوهام التفكير الرغائبي واعادة الانسان الى مربع ادراك ان ما تحقق باسقاط النظام ليس سوى خطوة كبيرة ومهمة جدا لكنها ليست الوحيدة تماما مثلما تبني دارا لكنك لا تكمل بناءه وتتركه بلا ابواب ولا شبابيك فيصبح ملاذا لكل مايخرب السكن فيه. وهذا هو ما تسعى اليه المخابرات التي تريد تحويل الانتفاضات الثورية والوطنية كما في مصر وتونس الى مجرد قوة ضغط لتغيير شكل ووجوه النظام مع ابقاء جوهره وهو التبعية المبطنة في البداية للغرب والتطبيع مع الكيان الصهيوني ...الخ ثم تجري عملية كشف الوجوه الجديدة ولكن بعد أن تحل الكارثة للوطن والمجتمع .

ثانياً : الحرب الإعلامية الموجهة

في حلقة بثت على قناة روسيا اليوم حول موقع ويكليكس قال المحلل الروسي إيغور بانارين ( إن موقع ويكليكس هو بمثابة بداية للحرب الإعلاميه العالميه الثانية التي تقودها أمريكا وبريطانيا , فالإولى كانت لتقسيم الاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة والأن تجري الحرب الإعلاميه الثانيه لتقسيم الشرق الاوسط كافة ) .

إن السيطرة الإعلامية اثناء الازمات الساخنة والحروب تشبه السيطرة الجوية وتدمير مركز القيادة والتوجيه لدى أي جيش في الحرب العسكرية ، لانها تجرد الضحية المستهدفة من القدرة على ايضاح رأيها في جو سادته الاكاذيب او القصص وخلط الحقائق بالاكاذيب حولها التي تجعل الضحية مشيطنة ومكروهة من قطاعات كبيرة فيصبح الرأي العام ضدالضحية ومع الهجوم عليها ، او على الاقل تتخذ موقف اللامبالاة تجاه حرب مدمرة ، بالاضافة لاثارة القلق واضعاف المعنويات لدى الشعب المستهدف وقواته المسلحة .
والسيطرة الاعلامية بعد انتهاء الحرب الباردة اصبحت هي والمخابرات اهم من العمل العسكري ضد الهدف , والمهم هنا هو ما يلي : حينما يطلق الاعلام الامريكي والغربي والصهيوني والعربي التابع للغرب اكاذيب ، بعضها ذكية جدا وبعضها الاخر فجة ، فان هدفه آني , أي اقناع الناس الان او قسما منهم بصحة تلك الاكاذيب لاجل تحشيد الناس ضد المستهدف وعزله ، والعزل والتعتيم والتضليل يجب ان يتم مسبقا عند الاعداد للحرب والدمار والفوضى والخراب او اثناءه وليس بعد انتهاء الحرب او تحقيق الهدف الرئيس ، فعندما يتحقق الغزو مثلاً وينجح ويحقق هدفه الرئيس والمباشر لايهم أن تكشف تلك الأكاذيب .
ففي حالة العراق على سبيل المثال : جاء الإعلام الموجه ليهيىء للغزو طريقه ومساره حيث رأينا أن بداية عملية غزو العراق وتدميره ماكانت لتبداء إلا بعد إطلاق الأكاذيب الإعلامية وشيطنة النظام البعثي وصدام حسين وتشويه كل من يدافع عنه , وكذا لاننسى ان أكبر كذبة كانت إعلامية خالصة , وهي إمتلاك صدام لأسلحة الدمار الشامل , وبعدها فاجئة امريكا واوربا العالم بعد ذلك وقلبت صفحة الاكاذيب وكانها لم تحدث ــلأن الأمر الواقع تحقق وهو الغزو ــ رغم الكوارث البشرية والمادية والنفسية التي حلت بالعراق وشعبه نتيجة تلك التهيئة الإعلامية التي أختلقت العديد من القصص والأكاذيب التي روجت لها القنوات الأمريكية والصحف العميلة ومنها قناة الجزيرة ممن جعلوا الغزو الأمريكي يبدو في صورة المنقذ للعراق من صدام, بحسب مااعترف بذلك أحد أهم مؤسيسها الصحفيين وهو المصري يسري فوده(معد ومقدم برنامج سري للغاية) الذي إستقال بسبب هذة النقطة تحديداً والكلام هنا موثق بأدله . وفي اطار هذه الحقيقة المعاشة والتي مازلنا نرى اثارها الكارثية فان الاعلام هو حادلة تمهد الطريق للغزو ثم تحافظ عليه بسلسلة اكاذيب وتزويرات جديدة.
ان من اهم شروط نشر الفوضى والسيطرة عليها في ان واحد شرط عزل النظام اعلاميا والتعتيم عليه وعلى بياناته وجعل فضائيات أخرى محددة تتولى نشر الصور والمعلومات التي يريد نشرها من اطلق الفوضى الخلاقة ومن يديرها ويسيطر عليها ، فعبر ذلك فقط يمكن توسيع عزلة النظام وزج اكبر عدد ممكن من الجماهير الغاضبة وتشجيع تسرب الغوغاء و إندساسها في صفوفها في عمليات الهجوم على النظام لاجل اسقاطه . إن عملية عزل النظام اعلاميا والسماح لرأي من يسيطر على الانتفاضة اعلاميا بنشر ما يريد هو فقط أو على الاقل جعل قنواته المصدر الاساس للاخبار هو احد اهم شروط التمهيد لاسقاط النظام ويكمل وظيفة شيطنته . ان هذه الخطة تفتت النظام من خلال تقطيع اوصاله ومنعه من التواصل مع انصاره او تنبيه الراي العام للحقائق التي تخفى ، ولذلك يلعب الزمن دورا حاسما في تنفيذ هذه الخطة وهو زمن قصير جدا ويتحدد بأيام وليس باسابيع لان اخفاء المعلومات غير ممكن لعدة اسابيع ، واذا كشفت الحقائق بعد انتهاء عملية اسقاط النظام خلال زمن قصير فان ما كشف لن تكون له قيمة لان الهدف تحقق واوجد امر واقع جديد .
وهذه الخطة وان كانت تطبق على كل نظام مستهدف فان نظاما وطنيا قدم للشعب انجازات كثيرة ويخلو من الفساد المنظم قادر على احباطها , لكن نظاما عميلا وفاسدا ومعزولا فيما إذا استهدف فانه يتعرض للسقوط بفضل عدم وجود من يدافع عنه بقناعة .
إن دور الاعلام الموجه يأتي بصورة حديدية ليكمل تثبيت ما انتجته عوامل الانتفاضة من مشاعر متناقضة واوهام حول امكانية تحقيق التغيير والوصول الى اهدافه بلا إستراتيجة وطنية واضحة وبلا قدرة جماهيرية منظمة ، فالفضائيات خصوصا الجزيرة وإعداداً وترتيباً وتنسيقاً وتخطيطاً لتصبح المصدر الاول للمعلومات الموضوعية في الوطن العربي , قامت في السنوات الاولى لتأسيسها ، بتقديم افضل البرامج واسقطت الصورة النمطية للاعلام العربي الحكومي البائس وفتحت الابواب امام نقد الانظمة بل ونقد امريكا بحرية ، ولذلك نجحت في استقطاب الكثير من الناس لدرجة انهم اخذوا يتجنبون طرح سؤال محدد واساسي وهو من يملك ويقود هذه الفضائية ؟ بالطبع رأينا إعلاما عربيا حديثا ومختلفا عما تعودنا عليه خصوصا انه اعلام شرع بفضح الانظمة العربية كلها باستثناء نظام البلد الذي يمول الفضائية(قطر) ، كما هي حال قناة الجزيرة ، وهذا ما كان يحلم به كل عربي لذلك تغاضى عن هوية مالكها ، وبعد ان تركزت فكرة ان قناة الجزيرة محايدة وموضوعية وتستحق الاعتماد عليها في نقل الاخبار وتغطية الاحداث حان وقت قطاف ثمار هذا الزرع فبرزت الجزيرة بكل طبيعتها المخابراتية الموجهة منذ احداث تونس الى احداث ليبيا ، تروج اكاذيب بعد ان تمزجها بحقائق وتحرض الجماهير على التدمير والفوضى تحت شعار ( اسقاط النظام ) ! ان اليأس وفساد وعمالة وديكتاتورية اغلب الانظمة العربية استغل بقوة في الترويج للفوضى والحرب الاهلية وليس لاسقاط الانظمة ، وبما ان النظم العربية المستهدفة بغالبيتها جاهلة اعلاميا وفاسدة ومستبدة فانها عجزت عن مواجهة تفوق الجزيرة على اعلامها خصوصا وان من يخطط للجزيرة اعلاميا ونفسيا هو المخابرات الامريكية بحسب ماقاله الباحث الفلسطيني ماجد كيالي في كتاب له عن مشروع الشرق الأوسط الجديد، وهكذا وبهذا العمل الأمريكي الذكي حسمت السيطرة الاعلامية لصالح الجزيرة اي لصالح مشروع التقسيم الذي اطلقته امريكا واسرائيل كما هو معروف وهو مشروع الشرق الأوسط الجديد.
في انتفاضات مصر وتونس لم يلاحظ كثيرون امورا غير عادية في تغطية الجزيرة لان النظامين فيهما فاسدين ومستبدين وتابعين لامريكا ومطبعين مع اسرائيل ولكن صورة الجزيرة ودورها في تنفيذ المخطط الامريكي الاسرائيلي اتضح في احداث اليمن وليبيا ، وفي احداث العراق وايران وهذا بحسب ماأفاده المفكر العراقي صالح المختار في مقاله الأخير المنشور في موقع المقاومة العراقية،حيث قال في معرض حديثه :((و في اليمن وليبيا تعمدت الجزيرة المبالغة فيما يجري وحجب معلومات وتزوير معلومات ونشر اكاذيب من اجل زيادة التوتر فيهما وتصعيد الازمة لتصل الى طريق اللاعودة وعندها يكون المخرج الوحيد هو تقسيم اليمن وليبيا وليس اسقاط النظام ، لان النظام سيبقى وسيكون مقابله انصار المعارضة يتقاتلون كما لم تتقاتل اليمن في فترة قبل , لأن قوة القبائل والجيش تتفوق كثيراً على القوة التي كانت من قبل سنوات الثورة ، كما ان التدخل الخارجي الامريكي والعربي والايراني في اليمن يغذي حربا اهلية لن تنتهي بانتصار احد بل بتدمير اليمن وتقسيمه الى ثلاثة او اربعة دويلات ، اما ليبيا فان ما يجري خطير جدا وهو سوف يفضي اذا استمر الوضع الى تقسيم ليبيا وهو ما تريده اسرائيل وامريكا )) .
ان دور قطر ، وهي ليست التابعة لامريكا فقط بل هي قاعدة امريكية خالصة ، في تأمين السيطرة الاعلامية على الاحداث في الوطن العربي وتسخيرها لخدمة الهدف الامريكي- الاسرائيلي الاهم وهو تقسيم الاقطار العربية يقدم لنا صورة بالغة الوضوح لحقيقة ما يجري الان من احداث خطيرة تهدد الوحدة الوطنية لكافة الاقطار العربية ، ولولا هذه السيطرة الاعلامية لما نجحت امريكا في تحويل المطالب الشعبية المشروعة في اسقاط النظم الى فوضى عارمة لن تسقط الانظمة بل ستعزز وجودها بصور اخرى كما يحصل في تونس ومصر ، او الاخطر انها ستقود الى تقسيم الاقطار العربية كما هي حال اليمن وليبيا ، فهل هذا هدف اي وطني عربي ؟ وهل يصان شرف اي وطني بتطابق موقفه مع الموقفين الامريكي والأوروبي ؟ .
* تساؤلات سريعة *
ألم يلاحظ أحدكم كيف أن البعض من الشباب حاول جمع أكبر قدر من الشكاوي على صفحات الفيس بوك عن تغطية قناة الجزيرة بأنها لاترضي رغبات الشباب الثائر , ألم يلاحظ أحدكم كيف أن الشعور المتولد لدى الشباب العربي المنتفض بات كمن ينتظر الدعم من قناة الجزيرة مثلا ًوهي حقيقة لاننكرها , ولكن لماذا لم نسأل أنفسنا أو حتى يسأل نفسة ذلك الشاب ماالحاجة من تغطية الجزيرة وقد عرف الناس بأنه وأصدقائة يعتصمون , الإجابة المؤلمة لا محالة هو أن الشباب الذي يطلبون القنوات بتغطية الأحداث الثورية المزعومة إنما هو يدل على إن الحاجة فقط هو للدعم الدولي الاوربي والامريكي لهذة الانتفاضات فهل هذا عمل وطني أم مخابراتي ؟ حسناً لنقنع أنفسنا بأنهم شباب يفتقرون للخبره السياسيه , ولكن ماذا لو لم يكن الإعلام مسلط على الثورة الشبابية , هل كان سيتسمر الشباب في عملهم ؟ الإجابة احتمال ضعيف , فهل هذة ثورة وطنية حقيقية أم مغامره وطنيه أم فوضى خلاقة توجهها أمريكا وتدعمها !! بالفعل هناك طابور خامس يحرك هذه الثورات إعلامياً ولكن بدون علم الناس الوطنيين والشباب الاحرار الذين يريدون التغيير فعلاً وقاموا بالثورات الغاضبة أو ساعدوا فيها لكنهم لايمكن أن يتخلوا عن وطنهم أو مواطن أو مسؤول ما كان في يوم يحكمهم لتتم محاكمته في محكمة أجنبية يهودية لأنه محال أن يصان شرف أي عربي طلب حريته على حساب بيع حقوق أمته وشعبه وأخيه المواطن مهما تجاوزت أخطائه , هذه هي النخوه العربيه وهذا ماتربينا عليه وهو العفو عند المقدره لأن هذا هو من شيم العرب الكرام وليس اللئام , ولكن الغزو الفكري دمرنا ودمر عادتنا وأخلاقنا وهذا مالا نحسه ولا ندركه حتى في نهاية الأمر , ولقد رأينا صدام يشنق ومن ثم بكينا مع أننا لم نبكي وهو ينتظر للنجدة الأخوية العربية داخل قفص محكمة أمريكية لعينة ساقطة وعاهرة يديرها رجل عراقي عميل وساقط لايمكن أن يكون في شرف ونخوة صدام حسين أبداً مهما كانت أخطاء الشهيد صدام حسين وذلك كله حصل بفضل معارضة (الجلبي) العراقية التي طلبت الدعم الأمريكي لتحريرها من صدام وبمساعدة الإعلام الذي شيطن صدام ونظامه , لقد شرعنا منذ السطور الأولى لدراستنا في توضيح كيف أن العفوية ونقص التجربة الثورية محال أن تصنع ثورة ولكن من يدعم هذه الثورة العفوية هو بالفعل من يصنعها وما طلب المنتفضين وشكرهم الدائم للجزيرة إلا تعبير عن أنهم ليسوا أكفاء للقيام بإنتفاضة لولا الجزيرة أو لأنهم يعملون ضمن مخطط أمبريالي وينقصهم الدعم الإعلامي لنقل صورتهم بهدف تبرير حصولهم على الدعم الدولي الغربي الملعون ليقوم بدعم إنتفاضتهم عبر كافة الوسائل الممكنة , كما يحصل في ليبيا عندما طلبت القوات الثائرة على القذافي , الدعم الدولي الذي يبحث عن البترول فهل هذة معارضة أو إنتفاضة عربية شريفة أم مخطط إمبريالي لغزو وتدمير ليبيا بعد إنهاك القوى المتصارعة على السلطة فيما بينها ,وخاصة إذا ما ادركنا إن من يخطط للثوار الشباب في ليبيا هم قادة عسكريون وليس شباب عفوي وفي مصر رأينا الجزيرة تشن حرب شعواء على نظام مبارك ولكن لم يحس أحد بمقدار ذلك الكذب والتلفيق والتحريض والاستهتار بالمشاهد العربي لأن مبارك كان عميلً فج , ولكم أن تتخيلوا كم أزعجتني بعض الأكاذيب التي أطلقتها الجزيرة كمليارات مبارك وتوقيف حساباته في سويسرا ومعروف أن بنوك سويسرا لاتخضع لأي رقابة دولية ولا يحق لأي جهة توقيف أي حساب وهذا العرف السائد منذ عشرات السنين فكيف تبدل في ليلة وضحاها لدى الجزيرة , وكذلك عندما قالت الجزيرة أن هنالك طائرات إسرائيلية تنقل أسلحة إلى مصر فهل نحن أغبياء لنصدق أن مصر لايوجد بها سلاح أو أن مبارك بحاجة إلى سلاح إسرائيلي ليقتل المتضاهرين في التحرير , ماهذا الغباء والكذب الوقح من الجزيرة يعني إلا الثقة الزائدة بأن هنالك إيمان كبير بما تقوله للناس وبالتالي فمن السهل وضع الاكاذيب الكبيرة أو الفجه بغرض تحريضهم كيفما شاءت هي , ففي اليمن أيضاً رأينا الجزيرة تلفق أحداث ملفقة لولا أن الأعلام اليمني الذي بداء لنا متماسكاً وقوياً , قام بكشف الكثير من الأخبار والمقاطع الملفقة , ويبدوا أن الجزيرة أستهترت كثيراً بالإعلام اليمني لتخلق أكاذيب أوقح بكثير مما خلقته في مصر .
إن ما نشهده نحن اليوم ماهو إلا في صدد الحرب الإعلامية العالمية الثانية لتقسيم الوطن العربي إلى دويلات عديدة وماكان ويكيلكس إلا بداية المشروع , ولذلك فإن كل من كان يطالب الإعلام والقنوات بالتغطية الكبيرة هو في الواقع يجر بلاده إلى افيون حرب لايحمد عقباه أو أنه عميل يريد تدويل القضايا الداخلية وجرها في الحبال الدولية الغربية العدو الأول والأخر للأمة العربية.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع