في خضم ردود الفعل الغاضبة والمتصاعدة من الاساءة المتكررة للدين الاسلامي وكتابه الكريم ورسوله المصطفى صلوات الله وسلامه عليه..لا يسعني الا ان اتساءل..هل ما يحدث هو مخطط خارجي فقط؟؟ ام ان الاشد منه كارثية هم المجندون في الداخل من جميع الاطراف وخاصة اولئك الشيوخ الذين يعتلون المشهد برغم انف الجميع وكون غالبيتهم كانوا من مرتادي السجون والمعتقلات فيما سبق...فهل ما يبدر منهم امور تلقائية نابعة فقط من الحرمان الاجتماعي والجهل باساسيات الدين والتطرف العقائدي؟؟؟؟ لا اعتقد...
بالنسبة للغرب..فقد بدأ عمليات الحرب على الدين ومفهوم الدين من الاساس منذ عقود طويلة ..ونتذكر في التاريخ الثورة على فساد الفاتيكان وفصل السلطة الدينية عن التدخل في امور الحكم وما تلاها في العصر الحديث من محاربة الدين والايمان بوجود الله بوجه عام...وتكررت الاساءة لرسل الله بصورة قد لا يقبلها عقل..بينما قبلها الغرب بحجة الحرية الفكرية..ولهم في ذلك باع طويل في الاعلام والادب وافلام السينيما التي لاقت رواجا للاهداف المعلومة لصانعيها وسيطرتهم الاعلامية..فنجدهم لا يتطاولون على الانبياء فقط ولكن على الذات الالهية والعياذ بالله..وحديثا..لم يذكر احد فيلم مثل "قائمة شيندلر" والذي قام باخراجه الشهير "ستيفن سبيلبيرج" وكم الرذائل التي نسبها المسيح عيسى عليه السلام والتي لا يقبلها عاقل ومع ذلك نال الفيلم عدة جوائز...ونذكر طبعا فيلم "شيفرة دافنشي" والذي بني على فكرة ان المسيح له ابناء من السيدة "مريم المجدولية"؟؟؟ وهناك العشرات بل المئات من امثال هذه الافلام التي تتطاول بل تنسف فكرة الاديان وانبيائها ووجود الله من الاساس!!!!!!! ولا ننسى كيف كرم الغرب امثال "سلمان رشدي" لكتابه "ايات شيطانية" والذي شوه به كلام الله بصورة اجرامية شيطانية حتى ان بعض الدول الاسلامية اهدرت دمه...وكم منحه الغرب من جوائز متعددة!!!
ومؤخرا اشتهر ذلك الفيلم الرديء المتطاول على رسول الله محمد (ص) بعد الترويج له اعلاميا بالرغم من وجود ما هو اسوأ منه واشد خطورة..ولا يخفى على احد سبب الترويج لهذا الفيلم وبخاصة في ذكرى احداث 11 سبتمبر والتي ظهر للعالم ان الغرب قد نسيها وعاد لتعقله في معاملاته مع العالم الاسلامي...وبنظرة واحدة لمن اشتركوا في هذا العمل الآثم نستطيع بسهولة جدا ان نتبين السبب من وراؤه...مخرج اسرائيلي..ممثل ابن قيادي حمساوي مجند من الموساد..زمرة من اقباط المهجر خائنة قد رفعت عليها قضايا من قبل لطلبهم من اسرائيل والمجتمع الدولي حماية مصر واعلانهم دولة اقباط المهجر في الخارج..وقس امريكي "تيري جونز" الحاقد الشيطاني على الاسلام والذي اسس فكرة اليوم العالمي لحرق القرآن ولم يجد من ينتبه له او يؤيده..باختصار...زمرة خائنة شيطانية مهمشة مريضة..اي الاختيار الامثل للتجنيد في حالة الحاجة الماسة لاثارة الغضب وحشده من وضد العالم الاسلامي...
وبخاصة انهم يدرسون نفسية الشرق الاوسط جيدا...ويعلمون ان ما يشعل الحريق هو المساس بعقائده ومقدساته او شرفه...وبعد فشل المحاولات المتكررة لاثارة الفتن الداخلية في دول الثورات من ناحية..وفي كسب التاييد العالمي للحرب القادمة على الدول الاسلامية من ناحية اخرى..كان من الضرورة اشعال الاحقاد والغضب في هذه الفترة العصيبة...بل والتجهيز لها داخليا في دول الثورات حتى تتفاقم الامور والنتائج الدموية...
من ناحية اخرى..المراقب للوضع الراهن في الدول الاسلامية..يجد مشاهد تستدعي الوقوف والتساؤل عما ورائها..فنجد عدد من الشيوخ الذين اعتلوا المشهد الاعلامي والسياسي قصرا و رغما عن انف الجميع..وللاسف فان غالبيتهم لهم تاريخ اجرامي مشهود وهم من مرتادي المعتقلات..ليس ظلما كما ادعوا...ولا لآراء سياسية..بل باحكام جنائية مثبته عليهم قضائيا..
فوجدنا من يحرض على القتل ويبيحه باسباب يحشد بها الفتن..ومن يبرر مشروعية اغتياله لرئيس مصر الراحل "انور السادات".. ومن يناقشون قانون مضاجعة الوداع "او الزوجة المتوفية حديثا" ..ومن يحاول ان يسن في دستور مصر القادم مشروعية زواج الفتيات من سن التاسعة..ومن يدعي ان السيدة مريم العذراء تزوجت بيوسف النجار في سن الثانية عشر..ومن يمزق الانجيل على شاشات الاعلام..ومن يصرح انه لو كان الرسول حي لوضع يده في يد الناتو؟؟؟ بل والاضل سبيلا تلك الحملات الانتخابية التي شاهدها الجميع بأن طاعة "فلان" من طاعة الله..ومن يخرج عن طاعة "فلان" سيذهب الى النار وسيعذب في القبر ...وغيره وغيره من التراهات التي اودت بالمجتمع لهوة من الجهل والتغييب...
فبات كافيا ان تذكر اسم الله او كلمة الاسلام على ما تريد تمديده لتكسب تأييد الجميع..فهذا مرشح اسلامي..وهذا دستور اسلامي..واينما تكون مصلحة فلان فهذا ما يريده الله؟؟؟
تبت يداكم وحرقت السنتكم التي تطاولتم بها على الدين وجعلتوه حيث مصالحكم..وليذهب الى الجحيم كل اولئك الشيوخ المجندين بالاساس لتشويه الاسلام وتجهيل المسلمين وسريان ارادة الغرب الشيطانية في القضاء على الاديان..
فكما ذكرنا من قبل..ان امريكا وغيرها من الحكومات الماسونية لا تريد الدين الذي يبني حضارة...لا تريد الدين الذي يعلم ويؤسس مجتمع اخلاقي..لا تريد الدين الذي يبعث على طاقة روحية في متبعيه...انما تريد ان تجعل مفهوم الدين ذلك الذي يمسخ متبعيه...فيجعلهم ارهابيين دمويين جاهلين بعيدين عن الحياة السوية الفاعلة...حتى تحقق مفهوم الجوييم الصهيوني...قطعان البشر..او قطيع الاغنام...
هذا هو نفس المفهوم الاساسي في قانون المتنورين عبدة الشيطان..والمتتبع لاساسيات النظام العالمي الجديد..يجد اهمها..ليس استخدام الاسلحة والتقنيات الحديثة واقتصاديات العالم..ولكن الضرورة الماسة لتدمير الوعي والايمان والقوة الروحانية في الانفس البشرية..نعم هذا اخطر الامور التي يخشونها..والتي يجب تدميرها قبل قيام نظامهم العالمي الجديد ذو الدين الشيطاني وملكهم الدجال..ولذا وجب الحشد والسيطرة والتجنيد منذ عقود طويلة...واخطر هؤلاء المجندين هم الخونة في الداخل...فما فعلوه في تشويه اساسيات الدين وتجهيل متبعيهم اشد كارثية مما فعلوه في اوطانهم من سلطات ومصالح ضيقة الافق...
حفظنا الله من كل سوء.