احبابنا في الله...بداية...ماهو العقل الباطن؟
تستطيع أن تقول العقل الباطن او اللاواعي هو مجموعة من البينات المترسبة في اللاوعي للانسان وتشمل هذه البينات الكثير من الأمور كأحداث معينة قد تكون محزنة مثلا اوحتى مشاعر معينة تجاه اشخاص آخرين والعادات والتقاليد التي تربيت عليها بمعنى اخر نستطيع أن نقول الملفات الكاملة للامور التي اصبحت تلقائيا تقوم بعملها دون أن تشعر ومجموع هذه البينات تشكل بالطبع شخصيتك وخبراتك في هذه الحياة....ولكن هل يمكن لشخص اخر استخراج هذه الملفات واستخدامها؟؟؟؟؟
بعض أساليب التحليل واستخراج المعلومات عن الهدف
أولا:استخراج المعلومات
كما يحدث في انظمة الكمبيوتر او الحاسوب...أول خطوة نقوم بها لاختبار اختراق أنظمة الحاسوب هي جمع واستخراج المعلومات وكذلك انظمة البشر لابد أن نجمع عن نظام الشخص المستهدف أكبر قدر من المعلومات المتاحة لنا حتى نجد المنفذ المناسب الذي نستطيع من خلاله الدخول لعقل النظام الهدف. و لكن كيف نحلل الشخص المستهدف؟
هناك اساليب عديدة لتحليل شخصية الهدف وقراءة عقليته والتعرف على كيفية تعامله مع الامور طبعا هذه الاساليب تعتمد بشكل اساسي على فكرة اساسية وهي ان رغم تنوع عقليات البشر الا اننا جميعا نشترك في صفات مشتركة جميعنا نمرض جميعنا نحزن جميعا نغضب جميعنا نحب ونكره لكن السؤال المهم مالذي نستطيع استخراجه من هذه الصفات ان هذه الصفات هي بمثابة المنافذ التي من خلالها نستطيع ايجاد ثغرة في نظام الشخص المستهدف عموما سوف نتطرق الآن لبعض اساليب التحليل:
- التحليل بالاعتماد على الهيئة الفزيائية للشخص: "شكل الشخص "
إن الهيئة الخارجية للشخص تعطينا كثير من المعلومات ولكن هذا يعتمدبشكل كبير على خبرتك العلمية بشكل كبير نعم واخصص كلامي واقول علمية فمثلا اذا كانت لديك معلومات جيدة في المجال الطبي فهذا سيمكنك مثلا من تشخيص بعض الامراض التي قد تكون مصيبة لهذا الشخص مثلا قد تستطيع من خلال نظرة ان تعرف ان هذا الشخص عنده مشكلة في هرمونات الغدة الدرقية ولنفرض ان هذه الهرمونات زائدة عن حدها الطبيعي هذا سوف يعطينا كثير من المعلومات فزيادة هذه الهرمونات هي السبب الرئيسي الذي تجعل هذا الشخص نحيف وايضا زيادتها تؤدي لزيادة انتاج الطاقة بسبب زيادة عمليات الايض في الخلايا وهذه الطاقة الزائدة تجعل هذا الشخص نشيط زيادة عن الحد مما يجعله عصبي نوعا ما, هل رأيت كم المعلومات التي قد تستخرجها بسهولة من شكل الشخص فقد عرفت من شكل الشخص وبنظرة انه عصبي وكثير من المعلومات الفسيولوجية عنه مما سيجعلك عندما تتعامل معه ستاخذ حذرك من هذه الامور وتضعها في الحسبان. حسنا انا اعلم أنك تقول ولكن هكذا سوف اضطر لان اتعلم الكثير والكثير والامر ليس بالسهل كما ذكرت. سوف اقول لك نعم ومن قال ان الموضوع سهل بالتأكيد فن السيطرة على الارادة للبشر هو فن صعب وهذا ماقلته في البداية فلاتنسى انك لاتتعامل هنا مع نظام وندوز او لينكس او اي نظام حاسوب انت تتعامل مع نظام متطور جدا يحوي احدث التقنيات التي وجدت في هذا الكون.
- التحليل من خلال التلاعب في النمط اللغوي: "hypnotic language"
إن اللغة ماهي إلا اداة ووسيلة للتعبير عن افكارنا بشكل مفهوم وهذه اللغة مكونة من كلمات وهذه الكلمات ماهي إلا اوامر تفهمها عقولنا جيدا وهي في النهاية ايضا مجرد بينات تصل الى النواة المركزية بنظامنا على شكل اشارات عصبية وتقوم طبقة النواة المركزية بترجمتها ومن الطبيعي انه اذا تلاعبنا في هذه البينات سنتلاعب في الاستجابة التي ستحدث نتيجة لترجمة هذه الاوامر!! ولكن كيف؟
حتى يتوضح أكثر ما أقصده ربما يجدر بي اعطاء مثال والحقيقة ان الامثلة في حياتنا اليومية كثيرة جدا مثلا يمكنني بكل سهولة أن اقترح على احد اصدقائي الذهاب الى العشاء وفي هذه الحالة سوف يفكر هل سوف اذهب للعشاء أم لا ؟ بينما ان صغت الجملة بطريقة اخرى مثلا هكذا: "هل تريد العشاء قبل ان نذهب للسينما او بعد؟". الحقيقة تبدوا الجملتين متشابهتين فكلاهما الهدف منهم ان أتعشى مع صديقي لكن في الحقيقة هناك اختلاف واضح اذا دققت جيدا في الجملة الأولى سألته إن كان يريد أن يتعشى في هذه الحالة عقل صديقي سوف يأخذ هذه المسألة على أنها سؤال إن كان فعلا يريد أن يتعشى ام لا ؟بينما في السؤال الآخر انا لم اعطيه الخيار لكي يتعشى وان كان ظاهر من السؤال انه كذلك لكن في الحقيقة اعطيته خيار آخر وهو انه سيتعشى فعلا لكن هل تريدها قبل او بعد أن ندخل للسينما؟! بمعنى آخر العشاء لم يصبح قضية اختيارية الآن.
بالطبع هذا المثال بسيط وانا واثق انك تحدث نفسك الآن قائلا في الحقيقة نحن احيانا نستخدم هذه الاساليب كثيرا في حياتناوسوف اجيبك قائلا نعم نحن نستخدم اساليب متشابهة للتلاعب بالكلام تلقائيا ودون شعور ولكن الفرق هنا انك في الحالة الأولى لم تكن تعلم مدى قوة هذا الاسلوب اما الآن فنحن نعرف.
طبعا في المثال الذي ذكرته بامكان صديقي رغم تلاعبي بالكلام ان يرفض فكرة العشاء من الأساس ولكن ماتزال محاولتي محاولة ناجحة حيث اني قدمت قضية خيارية اخرى بدل قضية العشاء لصديقي لكي يفكر بها طبعا هذا مثال بسيط جدا لحقن الافكار داخل الكلام والتأثير على الإرادة.
- تحليل حركة العين:
العين تلك الشيء الفريد والذي بمجرد النظر اليها تعطينا ايحاء عن الشخص الذي أمامنا فكم مرة نظرت الى شخص اول مرة تراه وينتابك هذا الشعور الغير مبرر ان عيون هذا الشخص تخفي من الاشياء مايجعلك تكون حذرا معه حقا, ان العيون هي بوابة العقل والروح. الحقيقة اجريت كثير من الدراسات للعيون وربما ابرز الدراسات التي تهمنا في هذا المقال الدراسات والنظريات التي تطرحها البرمجة اللغوية العصبية NLP. ..والتي عليها تجارب متعددة...
فبعض التفسيرات التي وضعت بناء على دراسة فسيولوجية لحركة العين ووضع تفسيرات لها. هذا الاسلوب يستخدم في كثير من الامور ولعل اشهر الامثلة على استخدام هذه الاساليب الاستجوابات التي تجريها المباحث الفدرالية FBI .
فنرى مثلا ان الشخص الذي ينظر للاعلى تجاه اليمين نجد انه في هذه الحالة غالبا الاشياءالتي يقولها شخص هي من تأليف خياله أي أنه يكذب واذا كان ينظر للاعلى في اتجاه اليسار معنى هذا انه يتذكر ذكريات ويتخيلها بشكل مرئي وهذا مانسميه visual memory .
عموما هذا الاسلوب كما ذكرت يستخدم في كثير من الامور كالتحقيقات والاستجوبات الجنائية او في العلاج النفسي حتى وهو مفيد جدا في التحليل وتحديد مصداقية الشخص بدرجة عالية من الدقة.
أمثلة على أساليب الهجوم :
أولا:التأثير على الإرادة بالإيحاء:
ماهو الايحاء؟
الايحاء ببساطة هو تمرير اقتراح او فكرة معينة للعقل الواعي باسلوب معين ليقوم بتصديقها العقل اللاواعي subconcious.
- التأثيرعلى الإراداة بالضغط النفسي:
حتى يتوضح مقصدي في هذه الفقرة يجدر بي أن أسألك سؤال كم مرة كنت تعتقد أنك على صواب في نقاش معين ومع ذلك تجد ان الذين يناقشوك يحاولون اقناعك بأنك مخطئ لدرجة أنك شعرت أنك بالفعل مخطئ رغم ان الحجج التي يتكلمون بها ليست قوية ولاتدعم رأيهم ؟ هذا مايسمى بالضغط النفسي فالذين يناقشوك يحاولون من خلال الضغط عليك بانهم جميعامتفقون على انهم صواب وانك انت المخطئ وبالتالي تشعر انت بانك شاذ عن المجموعة وهذا لأن العقل الواعي قام بتصديق انهم على صواب وبالتالي قام العقل الواعي بتمرير هذه الفكرة الى عقلك اللاواعي وترسيخها هناك .
- السؤال الإيحائي:"leading question"
السؤال الايحائي هوببساطة سؤال يحتوي الاجابة! كيف؟! لاجابة هذا السؤال اليك المثال التالي:
احد اصدقائي قريبه التحق معنا بكلية الطب هذه السنة وكان قريبه يريد شراء جمجمة طبعا تستطيع في الكلية شراء جمجمة طبيعية او جمجمة مصنوعة من البلاستيك وبالطبع الجمجمة الطبيعة افضل للدراسة ولكنها غالية. صديقي كان يريد اقناع قريبه بشراء الجمجمة البلاستيكية فسأل قريبه هذا السؤال: "هل تريد شراء الجمجمة البلاستيكية او جمجمة طبيعية مع العلم ان الجمجمة الطبيعية افضل للدراسة ولكنها اغلى ومع الوقت تخرج رائحة و البلاستسيكية اقل في الجودة ولكن جيدة للدراسة واقل في السعر فايهم تريد شرائه ؟"
أعتقد الاجابة منطقيا واضحة سوف يشتري قريبه الجمجمة البلاستيكية . بالطبع ماقاله صديقي عن الجمجمة البلاستيكية والجمجمة الطبيعية صحيح ولكن الجمجمة الطبيعة لاتخرج رائحة مع الوقت!
عندما تركز في المثال سوف تلاحظ ان صديقي يبدوا ظاهريا قام باعطاء قريبه سؤال وهو حر في مايشتري لكن بالتأكيد صديقي لم يعطي قريبه سؤال بل أعطاه الإجابة وهذا مانسميه بالسؤال الإيحائي.
- التنويم الايحائي:
هو إيصال الذهن إلى حالة من الهدوء والاسترخاء بحيث يكون الذهن فيها قابل بشكل كبير للإقتراحات والإيحاءات. يستخدم التنويم الايحائي في كثير من الأمور كالعلاج بخط الزمن وتحسين الحالة النفسية للإنسان وتحسين النواحي الإبداعية في الشخصية. عموما اذا ركزت أخي في التعريف الذي وضعته للتنويم الإيحائي يجب أن يكون ذهن الإنسان فيها قابل أصلا للتنويم او إرخاء الوعي أي أننا لن نجبره لابد أن يكون مقتنع بما يفعله وبالتالي اذا استطعنا أن نقنعه بطريقة واسلوب ماسوف ينفذ بالفعل مانطلبه و الحقيقة أن هناك أساليب كثيرة للإقناع ولعل أغلب من قرأ أو شاهد تجربة للتنويم الإيحائي يجد مثلا أن الشخص الذي يقوم بالتنويم الإيحائي يستخدم موسيقى اثناء التنويم وذلك لأن الموسيقى لها تأثير على الحالة للنفسية للإنسان , فكم مرة تسمع موسيقى معينة وتشرع بالحزن وأخرى تشعر بالتفاؤل والحماس وإذا استطعنا التأثير في الحالة النفسية للإنسان عندها سنؤثر في طريقة تفكيره وبالتالي من السهل اقناعه والتأثير على إقناعه.
والحقيقة إني استخدم هذا الأسلوب عندما اريد اقناع احد الاشخاص بشئ ما أحيانا فإخذه لمكان يقوم بتشغيل موسيقى مناسبة للموضوع الذي نتكلم فيه. عموما لن أتعمق اكثر من هذا في فقرة التنويم الايحائي او في أساليب الإيحاء بشكل عام لأن الإيحاء موضوع كبير ولايكفي مقال مكون من عدة سطور وصفحات لتفصيله.
ثانيا: زراعة الأفكار
هو ادخال فكرة للاوعي للشخص بحيث تكون فكرة ثابتة عنده يتعامل من خلالها . الحقيقة زراعة الإفكار تعد أحد أخبث الأساليب لاختراق العقول والسيطرة عليها ومن الامثلة الواضحة التي نشاهدها في عالمنا هو ماتشنه التيارات الفكرية المختلفة في يومنا هذا من حرب نفسية على المجتمع البشري للتحكم في مصيره وزراعة الأفكار في اذهان المجتمع الانساني بشتى الطرق والوسائل لسلبهم حرية التحكم في قراراتهم دون أن يشعروا. ولكن كيف نقوم بزراعة فكرة معينة وماهي الأساس التي تقوم عليه؟!
أولا احبابنا في الله ضعوا في اذهانكم قاعدة مهمة وهي أن جسد الإنسان بني على الحماية بمعنى أن أي شيء غريب عليه يقوم بمقاومته فمثلا عندما نقوم بعمل تبرع بالدم لابد من التحقق من فصيلة الدم لضمان التوافق وكذلك عند زراعة الاعضاء , كذلك عقل الانسان حيث اللاوعي للإنسان مليء بالأفكار كالمعتقدات الدينية والعادات والتقاليد والمبادئ وجميع ماتعلمته منذ أن ولدت كل هذه الأفكار عندما تدخل عليها فكرة غريبة ستقاوم هذه الفكرة إن لم تكن متوافقة مع الافكار الموجودة.
وحتى أوضح كلامي ساذكر مثال بسيط: ماذا لو أتيت لأحد الأشخاص وحاولت إقناعه بشكل مباشر بأن معتقده الديني خاطئ ماذا سيحدث غالبا ماستجد ردة فعل قوية والسبب أن المعتقد الديني فكرة اساسية وعميقة واغلب افكاره مرتبطة بهذا المعتقد بل أن جميع قراراته في الأصل يأخذها على أساسه فيرى الصواب والخطأ من خلال هذا المعتقد و بالتالي بمجرد أن تلقي عليه فكرة أن معتقده خاطئ يجب أن تتوقع ردة فعل قوية لأنك تهدد كيان فكري عميق في ذهنه. اذا من يستخدم هذا الأسلوب عليه أن يعي جيدا مدى عمق الفكرة الرئيسية المضادة للفكرة التي سيسزرعها ومدى تأثيرة هذه الفكرة المضادة لفكرتنا على الأفكار الأخرى في ذهن المتلقي .
كيف أحمي نفسي من اساليب الاختراق المختلفة؟
ماذا أقول؟فنحن نعيش في عالم صعب مليء بالمخاطر وأراهن ان أعظم خطر يهدد البشرية هو اختراق عقولنا وقمع حريتها هناك من درس جيدا وبتخصص كيف تفكر اخي الإنسان ودرس كل تفصيلة فيك عرف نقاط ضعفك جيدا وطباعك وطباع مجتمعك...وتأكد أنه سيتأكد دائما أنه سيبقيك تحت السيطرة. فماذا تعتقد النصيحة التي سأقدمها لك سوى أني سأقول لك أدرس وتعلم من كتاب الكون العظيم الذي نعيش فيه والمليء بالأسرار والتي كلما تعمقنا فيها بالتأكيد ستكون هذه الحماية القصوى لك..احرص دائما على الابقاء على وعيك وحماية نفسك...حفظنا الله من كل سوء...
تستطيع أن تقول العقل الباطن او اللاواعي هو مجموعة من البينات المترسبة في اللاوعي للانسان وتشمل هذه البينات الكثير من الأمور كأحداث معينة قد تكون محزنة مثلا اوحتى مشاعر معينة تجاه اشخاص آخرين والعادات والتقاليد التي تربيت عليها بمعنى اخر نستطيع أن نقول الملفات الكاملة للامور التي اصبحت تلقائيا تقوم بعملها دون أن تشعر ومجموع هذه البينات تشكل بالطبع شخصيتك وخبراتك في هذه الحياة....ولكن هل يمكن لشخص اخر استخراج هذه الملفات واستخدامها؟؟؟؟؟
بعض أساليب التحليل واستخراج المعلومات عن الهدف
أولا:استخراج المعلومات
كما يحدث في انظمة الكمبيوتر او الحاسوب...أول خطوة نقوم بها لاختبار اختراق أنظمة الحاسوب هي جمع واستخراج المعلومات وكذلك انظمة البشر لابد أن نجمع عن نظام الشخص المستهدف أكبر قدر من المعلومات المتاحة لنا حتى نجد المنفذ المناسب الذي نستطيع من خلاله الدخول لعقل النظام الهدف. و لكن كيف نحلل الشخص المستهدف؟
هناك اساليب عديدة لتحليل شخصية الهدف وقراءة عقليته والتعرف على كيفية تعامله مع الامور طبعا هذه الاساليب تعتمد بشكل اساسي على فكرة اساسية وهي ان رغم تنوع عقليات البشر الا اننا جميعا نشترك في صفات مشتركة جميعنا نمرض جميعنا نحزن جميعا نغضب جميعنا نحب ونكره لكن السؤال المهم مالذي نستطيع استخراجه من هذه الصفات ان هذه الصفات هي بمثابة المنافذ التي من خلالها نستطيع ايجاد ثغرة في نظام الشخص المستهدف عموما سوف نتطرق الآن لبعض اساليب التحليل:
- التحليل بالاعتماد على الهيئة الفزيائية للشخص: "شكل الشخص "
إن الهيئة الخارجية للشخص تعطينا كثير من المعلومات ولكن هذا يعتمدبشكل كبير على خبرتك العلمية بشكل كبير نعم واخصص كلامي واقول علمية فمثلا اذا كانت لديك معلومات جيدة في المجال الطبي فهذا سيمكنك مثلا من تشخيص بعض الامراض التي قد تكون مصيبة لهذا الشخص مثلا قد تستطيع من خلال نظرة ان تعرف ان هذا الشخص عنده مشكلة في هرمونات الغدة الدرقية ولنفرض ان هذه الهرمونات زائدة عن حدها الطبيعي هذا سوف يعطينا كثير من المعلومات فزيادة هذه الهرمونات هي السبب الرئيسي الذي تجعل هذا الشخص نحيف وايضا زيادتها تؤدي لزيادة انتاج الطاقة بسبب زيادة عمليات الايض في الخلايا وهذه الطاقة الزائدة تجعل هذا الشخص نشيط زيادة عن الحد مما يجعله عصبي نوعا ما, هل رأيت كم المعلومات التي قد تستخرجها بسهولة من شكل الشخص فقد عرفت من شكل الشخص وبنظرة انه عصبي وكثير من المعلومات الفسيولوجية عنه مما سيجعلك عندما تتعامل معه ستاخذ حذرك من هذه الامور وتضعها في الحسبان. حسنا انا اعلم أنك تقول ولكن هكذا سوف اضطر لان اتعلم الكثير والكثير والامر ليس بالسهل كما ذكرت. سوف اقول لك نعم ومن قال ان الموضوع سهل بالتأكيد فن السيطرة على الارادة للبشر هو فن صعب وهذا ماقلته في البداية فلاتنسى انك لاتتعامل هنا مع نظام وندوز او لينكس او اي نظام حاسوب انت تتعامل مع نظام متطور جدا يحوي احدث التقنيات التي وجدت في هذا الكون.
- التحليل من خلال التلاعب في النمط اللغوي: "hypnotic language"
إن اللغة ماهي إلا اداة ووسيلة للتعبير عن افكارنا بشكل مفهوم وهذه اللغة مكونة من كلمات وهذه الكلمات ماهي إلا اوامر تفهمها عقولنا جيدا وهي في النهاية ايضا مجرد بينات تصل الى النواة المركزية بنظامنا على شكل اشارات عصبية وتقوم طبقة النواة المركزية بترجمتها ومن الطبيعي انه اذا تلاعبنا في هذه البينات سنتلاعب في الاستجابة التي ستحدث نتيجة لترجمة هذه الاوامر!! ولكن كيف؟
حتى يتوضح أكثر ما أقصده ربما يجدر بي اعطاء مثال والحقيقة ان الامثلة في حياتنا اليومية كثيرة جدا مثلا يمكنني بكل سهولة أن اقترح على احد اصدقائي الذهاب الى العشاء وفي هذه الحالة سوف يفكر هل سوف اذهب للعشاء أم لا ؟ بينما ان صغت الجملة بطريقة اخرى مثلا هكذا: "هل تريد العشاء قبل ان نذهب للسينما او بعد؟". الحقيقة تبدوا الجملتين متشابهتين فكلاهما الهدف منهم ان أتعشى مع صديقي لكن في الحقيقة هناك اختلاف واضح اذا دققت جيدا في الجملة الأولى سألته إن كان يريد أن يتعشى في هذه الحالة عقل صديقي سوف يأخذ هذه المسألة على أنها سؤال إن كان فعلا يريد أن يتعشى ام لا ؟بينما في السؤال الآخر انا لم اعطيه الخيار لكي يتعشى وان كان ظاهر من السؤال انه كذلك لكن في الحقيقة اعطيته خيار آخر وهو انه سيتعشى فعلا لكن هل تريدها قبل او بعد أن ندخل للسينما؟! بمعنى آخر العشاء لم يصبح قضية اختيارية الآن.
بالطبع هذا المثال بسيط وانا واثق انك تحدث نفسك الآن قائلا في الحقيقة نحن احيانا نستخدم هذه الاساليب كثيرا في حياتناوسوف اجيبك قائلا نعم نحن نستخدم اساليب متشابهة للتلاعب بالكلام تلقائيا ودون شعور ولكن الفرق هنا انك في الحالة الأولى لم تكن تعلم مدى قوة هذا الاسلوب اما الآن فنحن نعرف.
طبعا في المثال الذي ذكرته بامكان صديقي رغم تلاعبي بالكلام ان يرفض فكرة العشاء من الأساس ولكن ماتزال محاولتي محاولة ناجحة حيث اني قدمت قضية خيارية اخرى بدل قضية العشاء لصديقي لكي يفكر بها طبعا هذا مثال بسيط جدا لحقن الافكار داخل الكلام والتأثير على الإرادة.
- تحليل حركة العين:
العين تلك الشيء الفريد والذي بمجرد النظر اليها تعطينا ايحاء عن الشخص الذي أمامنا فكم مرة نظرت الى شخص اول مرة تراه وينتابك هذا الشعور الغير مبرر ان عيون هذا الشخص تخفي من الاشياء مايجعلك تكون حذرا معه حقا, ان العيون هي بوابة العقل والروح. الحقيقة اجريت كثير من الدراسات للعيون وربما ابرز الدراسات التي تهمنا في هذا المقال الدراسات والنظريات التي تطرحها البرمجة اللغوية العصبية NLP. ..والتي عليها تجارب متعددة...
فبعض التفسيرات التي وضعت بناء على دراسة فسيولوجية لحركة العين ووضع تفسيرات لها. هذا الاسلوب يستخدم في كثير من الامور ولعل اشهر الامثلة على استخدام هذه الاساليب الاستجوابات التي تجريها المباحث الفدرالية FBI .
فنرى مثلا ان الشخص الذي ينظر للاعلى تجاه اليمين نجد انه في هذه الحالة غالبا الاشياءالتي يقولها شخص هي من تأليف خياله أي أنه يكذب واذا كان ينظر للاعلى في اتجاه اليسار معنى هذا انه يتذكر ذكريات ويتخيلها بشكل مرئي وهذا مانسميه visual memory .
عموما هذا الاسلوب كما ذكرت يستخدم في كثير من الامور كالتحقيقات والاستجوبات الجنائية او في العلاج النفسي حتى وهو مفيد جدا في التحليل وتحديد مصداقية الشخص بدرجة عالية من الدقة.
أمثلة على أساليب الهجوم :
أولا:التأثير على الإرادة بالإيحاء:
ماهو الايحاء؟
الايحاء ببساطة هو تمرير اقتراح او فكرة معينة للعقل الواعي باسلوب معين ليقوم بتصديقها العقل اللاواعي subconcious.
- التأثيرعلى الإراداة بالضغط النفسي:
حتى يتوضح مقصدي في هذه الفقرة يجدر بي أن أسألك سؤال كم مرة كنت تعتقد أنك على صواب في نقاش معين ومع ذلك تجد ان الذين يناقشوك يحاولون اقناعك بأنك مخطئ لدرجة أنك شعرت أنك بالفعل مخطئ رغم ان الحجج التي يتكلمون بها ليست قوية ولاتدعم رأيهم ؟ هذا مايسمى بالضغط النفسي فالذين يناقشوك يحاولون من خلال الضغط عليك بانهم جميعامتفقون على انهم صواب وانك انت المخطئ وبالتالي تشعر انت بانك شاذ عن المجموعة وهذا لأن العقل الواعي قام بتصديق انهم على صواب وبالتالي قام العقل الواعي بتمرير هذه الفكرة الى عقلك اللاواعي وترسيخها هناك .
- السؤال الإيحائي:"leading question"
السؤال الايحائي هوببساطة سؤال يحتوي الاجابة! كيف؟! لاجابة هذا السؤال اليك المثال التالي:
احد اصدقائي قريبه التحق معنا بكلية الطب هذه السنة وكان قريبه يريد شراء جمجمة طبعا تستطيع في الكلية شراء جمجمة طبيعية او جمجمة مصنوعة من البلاستيك وبالطبع الجمجمة الطبيعة افضل للدراسة ولكنها غالية. صديقي كان يريد اقناع قريبه بشراء الجمجمة البلاستيكية فسأل قريبه هذا السؤال: "هل تريد شراء الجمجمة البلاستيكية او جمجمة طبيعية مع العلم ان الجمجمة الطبيعية افضل للدراسة ولكنها اغلى ومع الوقت تخرج رائحة و البلاستسيكية اقل في الجودة ولكن جيدة للدراسة واقل في السعر فايهم تريد شرائه ؟"
أعتقد الاجابة منطقيا واضحة سوف يشتري قريبه الجمجمة البلاستيكية . بالطبع ماقاله صديقي عن الجمجمة البلاستيكية والجمجمة الطبيعية صحيح ولكن الجمجمة الطبيعة لاتخرج رائحة مع الوقت!
عندما تركز في المثال سوف تلاحظ ان صديقي يبدوا ظاهريا قام باعطاء قريبه سؤال وهو حر في مايشتري لكن بالتأكيد صديقي لم يعطي قريبه سؤال بل أعطاه الإجابة وهذا مانسميه بالسؤال الإيحائي.
- التنويم الايحائي:
هو إيصال الذهن إلى حالة من الهدوء والاسترخاء بحيث يكون الذهن فيها قابل بشكل كبير للإقتراحات والإيحاءات. يستخدم التنويم الايحائي في كثير من الأمور كالعلاج بخط الزمن وتحسين الحالة النفسية للإنسان وتحسين النواحي الإبداعية في الشخصية. عموما اذا ركزت أخي في التعريف الذي وضعته للتنويم الإيحائي يجب أن يكون ذهن الإنسان فيها قابل أصلا للتنويم او إرخاء الوعي أي أننا لن نجبره لابد أن يكون مقتنع بما يفعله وبالتالي اذا استطعنا أن نقنعه بطريقة واسلوب ماسوف ينفذ بالفعل مانطلبه و الحقيقة أن هناك أساليب كثيرة للإقناع ولعل أغلب من قرأ أو شاهد تجربة للتنويم الإيحائي يجد مثلا أن الشخص الذي يقوم بالتنويم الإيحائي يستخدم موسيقى اثناء التنويم وذلك لأن الموسيقى لها تأثير على الحالة للنفسية للإنسان , فكم مرة تسمع موسيقى معينة وتشرع بالحزن وأخرى تشعر بالتفاؤل والحماس وإذا استطعنا التأثير في الحالة النفسية للإنسان عندها سنؤثر في طريقة تفكيره وبالتالي من السهل اقناعه والتأثير على إقناعه.
والحقيقة إني استخدم هذا الأسلوب عندما اريد اقناع احد الاشخاص بشئ ما أحيانا فإخذه لمكان يقوم بتشغيل موسيقى مناسبة للموضوع الذي نتكلم فيه. عموما لن أتعمق اكثر من هذا في فقرة التنويم الايحائي او في أساليب الإيحاء بشكل عام لأن الإيحاء موضوع كبير ولايكفي مقال مكون من عدة سطور وصفحات لتفصيله.
ثانيا: زراعة الأفكار
هو ادخال فكرة للاوعي للشخص بحيث تكون فكرة ثابتة عنده يتعامل من خلالها . الحقيقة زراعة الإفكار تعد أحد أخبث الأساليب لاختراق العقول والسيطرة عليها ومن الامثلة الواضحة التي نشاهدها في عالمنا هو ماتشنه التيارات الفكرية المختلفة في يومنا هذا من حرب نفسية على المجتمع البشري للتحكم في مصيره وزراعة الأفكار في اذهان المجتمع الانساني بشتى الطرق والوسائل لسلبهم حرية التحكم في قراراتهم دون أن يشعروا. ولكن كيف نقوم بزراعة فكرة معينة وماهي الأساس التي تقوم عليه؟!
أولا احبابنا في الله ضعوا في اذهانكم قاعدة مهمة وهي أن جسد الإنسان بني على الحماية بمعنى أن أي شيء غريب عليه يقوم بمقاومته فمثلا عندما نقوم بعمل تبرع بالدم لابد من التحقق من فصيلة الدم لضمان التوافق وكذلك عند زراعة الاعضاء , كذلك عقل الانسان حيث اللاوعي للإنسان مليء بالأفكار كالمعتقدات الدينية والعادات والتقاليد والمبادئ وجميع ماتعلمته منذ أن ولدت كل هذه الأفكار عندما تدخل عليها فكرة غريبة ستقاوم هذه الفكرة إن لم تكن متوافقة مع الافكار الموجودة.
وحتى أوضح كلامي ساذكر مثال بسيط: ماذا لو أتيت لأحد الأشخاص وحاولت إقناعه بشكل مباشر بأن معتقده الديني خاطئ ماذا سيحدث غالبا ماستجد ردة فعل قوية والسبب أن المعتقد الديني فكرة اساسية وعميقة واغلب افكاره مرتبطة بهذا المعتقد بل أن جميع قراراته في الأصل يأخذها على أساسه فيرى الصواب والخطأ من خلال هذا المعتقد و بالتالي بمجرد أن تلقي عليه فكرة أن معتقده خاطئ يجب أن تتوقع ردة فعل قوية لأنك تهدد كيان فكري عميق في ذهنه. اذا من يستخدم هذا الأسلوب عليه أن يعي جيدا مدى عمق الفكرة الرئيسية المضادة للفكرة التي سيسزرعها ومدى تأثيرة هذه الفكرة المضادة لفكرتنا على الأفكار الأخرى في ذهن المتلقي .
كيف أحمي نفسي من اساليب الاختراق المختلفة؟
ماذا أقول؟فنحن نعيش في عالم صعب مليء بالمخاطر وأراهن ان أعظم خطر يهدد البشرية هو اختراق عقولنا وقمع حريتها هناك من درس جيدا وبتخصص كيف تفكر اخي الإنسان ودرس كل تفصيلة فيك عرف نقاط ضعفك جيدا وطباعك وطباع مجتمعك...وتأكد أنه سيتأكد دائما أنه سيبقيك تحت السيطرة. فماذا تعتقد النصيحة التي سأقدمها لك سوى أني سأقول لك أدرس وتعلم من كتاب الكون العظيم الذي نعيش فيه والمليء بالأسرار والتي كلما تعمقنا فيها بالتأكيد ستكون هذه الحماية القصوى لك..احرص دائما على الابقاء على وعيك وحماية نفسك...حفظنا الله من كل سوء...