القائمة الرئيسية

الصفحات

هااام جدا وخطير..اليورانيوم المنضب الذي استخدمته القوات الاميركية والبريطانية لضرب العراق وسوريا


هااام جدا وخطير..اليورانيوم المنضب الذي استخدمته القوات الاميركية والبريطانية لضرب العراق وسوريا

لا يعرف حدودا، ومؤشرات انتشاره واضحة في ارتفاع اعداد المصابين بالسرطان في الخليج... والتلوث الإشعاعي في منطقة الخليج..وصمت كارثي وفاضح لضمير العالم

منذ اكثر من 12 عاماً ونحن نتابع ببالغ الإهتمام تداعيات استخدام ذخيرة اليورانيوم المنضب أو المستنفد Depleted Uranium في حرب الخليج الثانية عام 1991 من قبل القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، مسلطين الضوء على الأضرار الصحية والبيئية - الراهنة والمستقبلية-الناجمة عنها في العراق ودول الخليج ، محذرين من مغبة التستر والتكتم على النتائج الكارثية القائمة، منتقدين نفي المسؤولين في الدول المعنية وإنكارهم لوجود اَثار لإستخدام السلاح المذكور وتجريبه لأول مرة في ميادين القتال "الحية" هناك، مع أن الركام الذي خلفته ذخيرته ينتشر فيها، وهو سام ومشع، منبهين الى أن التكتم والنفي والنكران ليس في مصلحة شعوب المنطقة، وفي المقدمة منها براعم حاضرها ومستقبلها- الأطفال. أن مثل هذا الموقف الخاطئ لا يخدم سوى مزاعم البنتاغون وأكاذيبه بشأن سلاحه الفتاك، التي غرضها الأول والأخير التنصل من مسؤولية إستخدامه لتلك الأسلحة، وهي مسؤولية يعتبرها خبراء القانون الدولي جريمة حرب دولية.حيال الجهد الإعلامي، العلمي والإنساني هذا، تحملنا الأذى والإساءة والتهديد، وغير ذلك..
المفرح ان جهود الباحثين في هذا المجال، لم تذهب سدى، وها هي أولى بوادر صحوة الضمير، ومعالم إدراك حجم المخاطر، تتوالى. فعلى سبيل المثال أكد مستشار لجنة شؤون البيئة في مجلس الأمة الكويتي الدكتور شكري الهائم أن اللجنة تعمل جدياً على تقصي الحقائق بشأن التلوث البيئي في الكويت، منوهاً بقرار وزارة التجارة الكويتية منع إستيراد الحديد الخردة من العراق للإشتباه بأنه ملوث باليورانيوم المنضب نتيجة العمليات الحربية. وكان النائب باسل الراشد حذر قبل أسابيع من إعتزام شركة كويتية إستيراد الحديد الخردة من العراق، منبهاً الى خطورة جلب مثل هذا السكراب الملوث من دولة تم قصفها وبكثافة بذخائر مكسوة باليورانيوم المنضب. وطالب الراشد وزير الدفاع الكويتي إفادته عن اَخر التقارير الخاصة بقياس نسب الملوثات في دولة الكويت .
وقبل أيام نشر تقرير صحفي عن وبائية السرطان في السعودية، تضمن أرقاماً مخيفة، تدعم ما ذهبنا إليه منذ سنوات. فقد أكد التقرير بأن حرب تحرير الكويت من غزو النظام العراقي في العام 1991، والتي استخدمت فيها أسلحة معتمدة في تصنيعها على اليورانيوم، تسببت في تعريض مساحات كبيرة من الأراضي السعودية لمواد مشبعة بمواد اليورانيوم والزرنيخ والزئبق والكادميوم، أدت إلى إصابة أكثر من 20 ألف شخص بالسرطان، بمعدل 1500 حالة سنويا، وتكليف الخزانة السعودية 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، مع استمرار انتقال غبار هذه المواد عبر الرياح بين المناطق الشمالية للسعودية. وأشار التقرير الى أن البروفسور الألماني آزاد خانقاه- من جامعة هنوفا الألمانية والمتخصص في الزراعة البيولوجية- أفاد بأن هناك حاجة ماسة لعلاج الأراضي التي ما تزال مشبعة بالمواد المشعة من اليورانيوم وغيرها من المواد الضارة التي تؤدي إلى أمراض جلدية والسرطان، والتي تكبد الحكومة السعودية والكويت خسائر مادية كبيرة تصل إلى مئات الملايين من الدولارات. وأشار خانقاه إلى أنه بالرغم من إنتهاء الحرب قبل نحو 14 عاماً إلا أنه لم تبادر بعض الهيئات الحكومية أو الأمم المتحدة أو الجمعيات الأهلية لمعالجة تلك الإشكالية التي أدت إلى وفاة العديد من الأطفال والرجال والنساء. وأفاد خانقاه أن بقاء تلك الأراضي من دون زراعة قد يسبب في انتقال الأتربة والمواد الضارة من خلال الغبار والهواء إلى باقي المناطق الخليجية الأخرى، والتي تزداد معها نسبة الإصابة بأمراض السرطان والعقم وغيرها من الأمراض المستعصية. من جهتها، ذكرت عالية الرويلي- مشرفة الأدوية والعقاقير في مستشفى المملكة بالرياض، أن السعودية تستقبل سنوياً 3100 حالة لأمراض السرطان، مشيرةً إلى أنه على مدى 14 عاماً الماضية بلغ عدد المصابين نحو 20 ألف شخص بأمراض السرطان المختلفة.وأضافت بأن المنطقة الشرقية تستقبل نحو 500 حالة سنوية فيما تصل الى جدة نحو 600 حالة سنوية ومدينة الرياض نحو 2000 حالة سنويا، وأن تكاليف علاج بعض تلك الأمراض تصل أحياناً إلى نحو 10 آلاف ريال (2.66 ألف دولار) في الشهر، وذلك لاستخدام المواد الكيميائية للمعالجة. واوضحت الرويلي أنه بعد حرب الخليج الثانية ازدادت نسبة الإصابة بمرض سرطان الدم والمثانة والرحم بشكل ملحوظ، الأمر الذي يتطلب سرعة إيجاد الحلول المناسبة للحد من انتشار هذا المرض الذي يمثل تهديداً للمجتمع السعودي، واوضحت أن نسبة الإصابة أصبحت تزداد سنوياً عن مثيلاتها في الأعوام الماضية
إن ما ورد أعلاه يضاف الى الأدلة العلمية الكثيرة، والمؤكدة للكارثة البيئية والصحية القائمة، ولتداعيات التلوث الإشعاعي في العراق والخليج، الناجمة عن قذائف اليورانيوم المنضب، المصنعة من النفايات النووية الناتجة عن عملية تخصيب اليورانيوم. ولعل أحدث الأدلة وأهمها علمياً، تلك التي توصل اليها الفريق العلمي، الذي أوفده الى العراق المركز الطبي لأبحاث اليورانيوم Uranium Medical Research Centre (وهو مركز علمي دولي مستقل) برئاسة العالم الأمريكي أساف دوراكوفيتش، وبالتعاون مع العالم الألماني سيغفرت هورست غونتر، والعالم العراقي محمد الشيخلي- والثلاثة متخصصون بالطب الذري والإشعاع، والذي أجرى، خلال الفترة من 27/9 لغاية 10/10/2003 دراسة ميدانية إشعاعية علمية،هي الأولى من نوعها في المنطقة، شملت مناطق واسعة من جنوب العراق ووسطه، كبغداد وضواحيها، والصويرة، والكوت، والناصرية، والشطرة، وكربلاء، والنجف، والبصرة، وام قصر، والفاو، والزبير، وأبي الخصيب.
فقد أكدت النتائج الأولية للدراسة، التي نشرت تفاصيلها على موقع UMRC على شبكة الإنترنت، وجود تلوث إشعاعي واسع وخطير. وأشار البرفسور دوراكوفيتش الى إن مستويات التلوث الإشعاعي تتراوح ما بين مئات واَلاف المرات عن الحد المسموح به. وعزا ذلك الى إستخدام القوات الأمريكية والبريطانية لكميات من ذخيرة اليورانيوم المنضب أكثر بكثير مما إستخدمته منها في حرب عام 1991، مقدراً إياها بنحو 1700 طن (The Japan Times في 22 /11/2003). وأكد البرفسور الشيخلي، في تقرير علمي خص به مجلة "البيئة والتنمية"، عدد كانون الأول/ديسمبر 2003، بأن الدراسة أظهرت مستويات إشعاع كارثية، موضحاً أن الاستطلاعات الميدانية والقياسات التي أجراها الفريق العلمي في العراق قد أظهرت:
=ارتفاع مستوى التلوث الاشعاعي في مناطق شاسعـة من اجواء بغداد ومناطق جنـوب العراق، بزيادة هذا المستوى في هواء بعض المناطق عن 10 أضعاف المستوى الطبيعي. والغريب ان القراءات الاشعاعية كانت عـاليـة في الهـواء أكثر من التـربة، ولعـل هذا مؤشر على ان الدقائق المشعـة التي يحملها الغبـار والهـواء من النوع الدقيق الذي يسهـل استنشاقه وترسبه وبقاؤه في حويصلات الرئة.
= يزيد مستوى الاشعاع في مناطق اختراق اطلاقات اليورانيوم للمدرعات العراقية على 30 ألف مرة عن الحد الطبيعي، ويشكل عامل خطورة كبيرة على من يقترب من الدبابة او يمس اجزاءها والغبار المتراكم عليها، اضافة الى السكان الذين يعيشون بالقرب منها. وقد لوحظ ان الشظايا التي تخلفها بعض الاطلاقات المنفجرة تنتشر على رقعة واسعة، ولا سيما في مناطق الحقول، مما يهدد تلوث المياه السطحية والدورات الزراعية والغذائية، اضافة الى المياه الجوفية مع تقادم الوقت.
= انتشار رقعة التعرّض الاشعاعي والسمي لمخلفات اليورانيوم، ولا سيما بين آلاف من العراقيين الذين عمدوا الى رفع محركات وادوات الآليات المصابة والمحترقة لبيعها او الاستفادة منها. وقد وجد الفريق ان جميع الآليات والدروع التي فحصها رُفعت محركاتها واجزاؤها السليمة بعد تعرضها للقصف والاحتراق. ووجد مستوى الاشعاع لدى أحد هؤلاء الاشخاص يزيد 1000 مرة على المستوى الطبيعي، وذلك على يديه ووجهه وملابسه، اضافة الى ما تعرض له الكثير من الأطفال الذين يلهون باللعب ببعض القذائف واجزائها المنشطرة.
= وطاول التلوث اجساد الجنود القتلى داخل الدبابات والذين دفنوا قرب هذه الدبابات، فوصل مستوى الاشعاع في بذلة أحد الجنود القتلى الى 2000 مرة أكثر من المستوى الطبيعي.
= ظهور حالات من آلام المفاصل والرعاف والتهابات عصبية وآلام في الظهر واضطرابات في النظر وحرقة في البول لدى السكان القريبين من موقع الدروع المصابة، وهي أعراض تشابه أعراض التعرض الاشعاعي. واخضعوا لفحص أولي واخذت عينات من بولهم للتحليل والدراسة.
= عمدت قوات الاحتلال الى رفع عدد كبير من الدبابات والآليات المصابة واخلائها الى مناطق بعيدة، وقشط التربة تحت هذه الآليات واستبدالها بتربة جديدة بعد القاء التربة الملوثة في مناطق نائية. ولعل هذا الاجراء نابع- بحسب البرفسور الشيخلي- من معرفة هذه القوات بخطورة التلوث الاشعاعي والسمي الذي تسببه مخلفات اليورانيوم بهذه الاليات، ولكن من دون ان يحذروا الناس من مغبة الاقتراب منها. كما ان عملية اخلاء الآليات والتربة الملوثة من دون معالجة موقعية هي عملية توسيع لرقعة التلوث ولا تختلف عن عمليات دفن الحاويات والنفايات الملوثة في ارض الغير، التي تنتهجها بعض الشركات والدول المنتجة للصناعة النووية.
واذا علمنا-يضيف الشيخلي- ان معظم الدروع المضروبة نشرت في الحقول وتحت الاشجار وقرب مسارب المياه وبين البيوت السكنية، يمكننا تصور حجم الكارثة البيئية والصحية التي يتعرض لها الشعب العراقي الآن وعلى مدى أجيال مقبلة.وتساءل بحق:اذا كان استخدام بليون قذيفة (320 طناً) من اليورانيوم المنضب في حرب الخليج الثانية سبب تدميراً لبيئة جنوب العراق ومواقع العمليات في الكويت، تأثر بموجبه 100 ألف جندي حليف، ومئات الآلاف من العراقيين، فماذا ستكون مضاعفات استخدام ضعفي هذه الكمية من الاسلحة في الحرب الأخيرة، كما يقدر الخبراء العسكريون؟ وما هي آثارها في صحة السكان وسلامة البيئة في العراق؟
الى هذا أصدر المركز الطبي لبحوث اليورانيوم UMRC، في 6/2/2004، تحذيراً بشأن مخاطر التلوث الإشعاعي القائمة،والتي تهدد الناس المتواجدين في العراق ،مدنيين وعسكريين ومتعاقدين، مبنياً على نتائج التحاليل المختبرية التي اٌجريت لاثنين من منتسبي المركز،عملا ضمن الفريق العلمي لتقصي التلوث الحاصل في العراق عقب الحرب، وبين وجود نسبة عالية من اليورانيوم لديهما. حدث هذا بعد 5 اشهر من توقف اعمال القصف الجوي لعملية "تحرير العراق". وقد تم الكشف عن اليورانيوم في عينات للبول أُخذت منهما،وفحصت في احد المختبرات الالمانية.وإعتبر المركز استنشاق المصابين لجزيئات الغبار متناهية الصغر المشبعة باوكسيد اليورانيوم المنقول بالهواء، وكذلك لجزيئات صلبة من اليورانيوم، أثناء وجودهما لإسبوعين فقط هناك، هي الطريقة التي ادت الى انتقال اليورانيوم لجسديهما.ولفت التحذير الى أن تأثر فريق المركز بالتلوث الإشعاعي، الذي حدث خلال جولته القصيرة في أرجاء العراق، وبعد عدة اشهر من انتهاء المعارك، يمثل مؤشراً جدياً للمخاطر المحدقة بالمدنيين وغيرهم من المتواجدين هناك، وبضمنهم القوات العسكرية الأجنبية.وقد بينت التحاليل المختبرية الاولية التي أجراها المركز على عينات من البول، أُخذت من المدنيين، وعينات من التربة والماء والهواء،ومن جثث القتلى، وجود تلوث إشعاعي واسع وكبير في مناطق عديدة من العراق.
وقبل هذا بعدة سنوات حذر العالم الأمريكي أساف دوراكوفيتش بأنه "لا توجد شرطة حدود لليورانيوم المنضب، إنه ينتقل بحرية من بلد الى اَخر بفعل قدرة الرياح على حمل جزيئاته المشعة، وإن أي مكان في الخليج أثرت فيه الرياح أو العواصف أو ترسبات الأتربة يحتمل أن يكون ملوثاً، وأن يكون سكانه إستقطبوا في أجسادهم تراكيز مرتفعة من اليورانيوم مقارنة بسكان المناطق الأخرى، التي لم تتعرض لفعل الرياح والأتربة وتراكيز اليورانيوم".وأضاف:"حتى يصبح اليورانيوم بلا إشعاع، عليك أن تنتظر 4.5 مليار سنة" ("عاصفة اليورانيوم"، الجزء الثاني، برنامج " سري للغاية"،إعداد وتقديم يسري فوده، قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية).وأكد تحذيراته العثور على غبار اليورانيوم في كل من هنغاريا واليونان ورومانيا،وغيرها، عقب ضرب يوغسلافيا بسلاح اليورانيوم عام 1995. وأكدتها أيضاً الدراسات التي قام بها برنامج الأمم المتحدة للبيئة في البوسنة وكوسوفو، والتي أثبتت بقاء تلوث التربة والهواء والمياه باليورانيوم المنضب حتى بعد مرور 7 سنوات على إستخدامه هناك،ملقية الضوء على مخاطر تسربه الى مصادر مياه الشرب، وإمكانية ان تؤدي سميته ودرجة إشعاعه الضعيفة الى الأضرار بالكلى والكبد والرئتين، وقد تسبب أنواعاً من السرطان..
وتقديراً للمخاطر الجدية الماثلة طلب الخبراء قبل 4 سنوات بالكشف عن أضرار أسلحة اليورانيوم المنضب، وبتنظيف المنطقة من مخلفاتها، ودعونا الى إعتبار ذلك مهمة إنسانية،ووطنية وإقليمية، اَنية وملحة!
نأمل بعد كل الحقائق والمعطيات العلمية الجديدة المؤكدة لمخاطر تلوث إشعاع اليورانيوم المنضب أن يبادر المسؤولون الخليجيون والعراقيون، ولو متأخرين كثيراً، بالدعوة والشروع بعمل دولي جاد مشترك من شأنه معالجة الكارثة البيئية والصحية القائمة، ووضع حد للتلوث الإشعاعي وتداعياته، التي تهدد بيئة وصحة شعوب المنطقة، وبخاصة براعم وعماد حاضرها ومستقبلها- الطفولة..
والسعي المتأخر أفضل من لا شيء
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع