يعد موضوع التنصت الذي أثير في المدة الأخيرة من أخطر الموضوعات التشريعية والتقنية منذ أكثر من ثلاثين عاما، ومع دخول الهاتف المحمول إلى عالم الاتصالات في العالم العربي زادت المسألة تعقيدا وتعددت عمليات التنصت وتطورت بحيث لايمكن لأي جهة أمنية في العالم العربي، اكتشاف أو تحديد أماكن التنصت.
كما أن خطورة الموضوع تكمن في أن بعض المواطنين العاديين يستخدمون أجهزة عادية للتنصت العشوائي دون تحديد أرقام أي هاتف عادي أو خليوي،كما أن الأخطر من هذا كله وجود أجهزة تنصت ومراقبة حديثة جدا تستخدمها بعض السفارات الأجنبية، تعمل على نظام (أيشلون)الأميركي المتطور الذي بإمكانه التقاط كل موجات الهاتف العادي والخليوي.
بدأت أعمال التنصت على الاتصالات الهاتفية، منذ أن تم إقامة شبكات هاتفية في العالم العربي، وكانت تعتمد على تقنية بسيطة وغير معقدة، وهي بوصل سلك على الخط المراد التنصت عليه، ومع تطور وتنوع الاتصالات انتقلت إلى تقنية التنصت عن طريق التقنية الرقمية.
وهناك عدة أنواع من الاتصالات- الهاتفية الخليوية-وهي الأقمار الاصطناعية والإنترنت، في الاولى يتم التقاط الموجات الخاصة لمحطات أرضية تملك هوائيات عملاقة، ولها اتصال مع قمر اصطناعي مجاور للقمر المراد التجسس عليه. وهذا ما تقوم به إسرائيل بفضل أقمارها التجسسية (افق1و2و3) وقمرها للاتصالات الهاتفية والبث والتلفزيون (عاموس).
تجبر وكالات المخابرات الغربية شركات الاتصالات على توقيع اتفاقيات سرية للتجسس على زبائنها عن طريق ابتزازها مثلا : التهرب من دفع الضرائب أو بالضغط على الحكومة كي لا تمنحها إجازات لفتح وزيادة خطوطها أو استئجار بعض من خطوطها.كما تنفق وكالات الاستخبارات الغربية ملايين الدولارات لتطوير معدات وتقنية التجسس وذلك لابتكار أنظمة حديثة وبعقد اتفاقات مع شركات تتولى استثمار الاتصالات وتركيب معدات في مراكز التحول.
تتم الاتصالات الخليوية عن طريق تبادل موجات لاسلكية أو خلايا، وتعتمد الموجات اللاسلكية الخليوية على تقنيتين: إما بتقنية رقمية digital أو بتقنية قياسية analog . والتنصت على الاتصالات ذات التقنية الرقمية عن طريق التشفير يعتبر عملية معقدة للغاية. لذلك،يتم التنصت مباشرة على خلايا توصيل الاتصال وعلى السنترالات،
وهي عملية مكلفة من الناحية المادية والتقنية لأنه يتوجب تحديد المواقع التي تتواجد الأجهزة الخلوية المراد التنصت عليها.وقد استعملت المخابرات الروسية في العام 1996 هذه التقنية لاغتيال الزعيم الشيشاني (جوهر دوداييف) بقصف مقره عندما كان يجري اتصالا دوليا مع المغرب عن طريق الأقمار الاصطناعية.
كما اغتالت إسرائيل أحد أعضاء حماس الشهيد يحيى عياش بعد وضع متفجرة متطورة وصغيرة الحجم في هاتفه النقال عن طريق أحد عملائها. وتوفر بعض البلدان كاليابان وإسرائيل، خدمات تحديد أماكن تواجد حاملي الأجهزة للمواطنين وذلك عن طريق وضع برامج خاصة داخل الهاتف الخليوي.
في إسرائيل تطورت وسائل التنصت بعد دخول وسائل التنصت الإلكتروني على الاتصالات اللاسلكية وما أحرزته هذه الوسائل من تقدم بحيث أصبحت الوسيلة الأولى لاستخراج المعلومات بالنسبة لأي طرف من الأطراف، كما أن وسائل حل الشيفرات بوساطة العقول الإلكترونية لم تعد معضلة في الوقت الحاضر.
بعد تسليمهم أجهزة دقيقة للتنصت يدرب الموساد الإسرائيلي عملاءه على طريقة استخدامها، ويكلف العميل الذي يستطيع حملها وتخبئتها في علبة سجائره أو في قلمه داخل سترته وحزامه ومسبحته وحتى نقوده دون إثارة ريبة صاحب المكتب أو المضيف، بزرع هذه الأجهزة في منشآت محددة، داخل غرف القيادات وعلى الهواتف لالتقاط ما يدور داخل هذه الغرف، ويقوم بعملية الاستقبال عملاء رئيسيون يقيمون بالقرب من هذه المنشآت.
ويقوم عميل الموساد بتسجيل كل كلمة يتفوه بها صاحب المكتب وغيره من الحاضرين بوساطة جهاز صغير جدا لا يتعدى حجمه بطاقة الائتمان. ويعمل جهاز التسجيل هذا بمجرد سحب قلم عادي مثبت فيه من جيب السترة، وإذا رغب العميل في التوقف عن التسجيل يعيد القلم إلى موضعه الأصلي داخل السترة من دون إثارة أية شكوك.
وبإمكان العميل التجسس على المكاتب الشخصية داخل المؤسسات والشركات المختلفة بوساطة عمليات تنصت ومراقبة إلكترونية يصعب اكتشافها وذلك لاهداف مخابراتية. ويقوم بعملية المراقبة عن طريق إخفاء كاميرات فيديو صغيرة جدا داخل مجلدات الكتب أو ضمن الدفاتر الصغيرة.
وداخل جهاز إنذار الحريق المثبت في سقف الحجرة أو داخل أجهزة الإطفاء، وفي علب السجائر وساعة الحائط. كما تعتبر أجهزة الهاتف و الفاكس الشريان النابض للاتصالات الداخلية والخارجية. ولذا، ما على العميل إلا التنصت على المكالمات الهاتفية والاطلاع على المعلومات الصادرة عن أجهزة الفاكس،
وهذا ما حدث في العملية الفاشلة للموساد في سويسرا. من وسائل التنصت الأخرى التي يلجأ إليها عملاء الموساد التجسس بالليزر وهي وسيلة إلكترونية متطورة جدا تسمح لهم بسماع ما يدور في غرف المنازل دون الحاجة لاقتحامها أو زرع أجهزة إلكترونية داخلها.
حيث تسلط أجهزة تعمل بأشعة الليزر أو الأشعة تحت الحمراء في اتجاه الغرف المقصودة بالتنصت عليها على مسافة 500 متر، فتعكس الأشعة الذبذبات والتموجات الصوتية الصادرة عن تلك الغرف فتحولها الأجهزة الإلكترونية إلى كلمات مسموعة واضحة.
من تقنيات التنصت الإسرائيلي على العالم العربي: ـ التجسس عبر الكمبيوتر(الحاسب) ـ القمر الصناعي (أوفيك ـ أفق ـ 5 ) وقمر الاتصالات والبث التلفزيوني والإذاعي عاموس، وتنوي إسرائيل في المستقبل تثبيت قمر اصطناعي فوق المنطقة العربية للتجسس عليها بصورة دائمة.
كما أنها تنوي تزويد أقمارها بقنابل نووية تكتيكية صغيرة. ـ وحدات التجسس والتنصت (وحدة سورية على مرتفعات الجولان ـ الوحدة الإسرائيلية للتجسس على المناطق الفلسطينية ـ الوحدة الإسرائيلية الموجودة على الحدود المصرية الفلسطينية، ـ الرادار الإسرائيلي في قبرص ـ التنصت بالغواصات ـ الشرائح الإلكترونية التي تتغذى بحرارة الإنسان
حيث تقوم إسرائيل بزرعها في أجسام المعتقلين العرب الذين سيتم الإفراج عنهم بدون أن يدروا وتقوم الشرائح بتصوير كل مكان يزوره المحرر وإرسال الصور إلى الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية ـ التنصت على العراق بواسطة الطائرات( بدون طيار)،المناطيد التي تحمل شارات أميركية وتحتوي على أحدث تقنيات التنصت.
دأبت إسرائيل وتفننت في استعمال احدث تقنيات التجسس لاصطياد أبطال الانتفاضة الفلسطينية بواسطة عملائها ـ كالتنصت بالليزر،وزرع ـ أجهزة التنصت الإلكترونية ـ القادرة على التنصت عبر الجدران والمقاهي والمطاعم والفنادق،وتتم العملية الإسرائيلية ببساطة لا تثير أية شبهة من قبل أبطال الانتفاضة، إذ يكفي جلوس العميل أو المتنصت إلى طاولة بعيدة عن طاولة الذين يود الاستماع إليهم وتسجيل أحاديثهم، وتوجيه لاقط جهاز التنصت نحوهم بعد إخفائه في إحدى الصحف والمجلات.
التنصت بالأجهزة الإلكترونية وكاميرات الفيديو، التنصت من الباب المجاور للفلسطينيين حيث يقوم العميل عند عدم تمكنه من الدخول إلى الغرفة الهدف،بوضع أداة استراق سمع في الغرفة المجاورة أو في الجدران الملاصقة لها من فوقها أو من تحتها. أو بتعليق الميكروفون في الحائط، لالتقاط المحادثات من ذبذبات الحائط، إلا أن معظم الميكروفونات تتذبذب بوساطة الصوتية القادمة من الهواء.
التجسس الفضائي على أبطال المقاومة بأقمار من طراز( أفق) حيث يؤكد التجسس الجدي والفضائي الإسرائيلي أو ينفي ما تم الحصول عليه من العميل الإسرائيلي، و تحصل إسرائيل عن طريقها(أفق) على 80 بالمائة من معلوماتها المخابراتية، وعلى 20 بالمئة عن طريق عملائها في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويندرج الاستطلاع الجوي من المستوى التكتيكي والميداني المباشر الذي يمارسه قادة الوحدات العسكرية الإسرائيلية لمعرفة النوايا والتحركات المباشرة للنشطاء الفلسطينيين قبل واثناء العمليات الاستشهادية.ويتم عن طريق الطائرات الإسرائيلية المقادة بطيارين أو بدون طيارين.
والنوع الثاني هو الاستطلاع الجوي البعيد والاستراتيجي حتى نصل إلى الاستطلاع الفضائي الذي يرسم لإسرائيل صورة النوايا الاستراتيجية الفلسطينية لفترات زمنية طويلة ولتحركات واسعة عريضة في أعماق البلاد العربية والإسلامية. وقد ازدادت تحديثات هذه الدوائر في الأنواع المستخدمة في الاقمار الفضائية وأنواع المستشعرات الحديثة والمغناطيسية والأشعة تحت الحمراء، وأصبحت الكمبيوترات هي التي تقوم بكافة مهام المعالجة والتحليل طبقا لمطالب برامج الاستطلاع والتشغيل التي تحمل بها من الأرض أو يتم اختيارها أثناء الطيران.
في إطار تطوير أدواتها التجسسية ضد الفلسطينيين،تقوم أجهزة الأمن الإسرائيلية بتربية كلاب تجسس خاصة مدربة على تلقي التعليمات من مدربيها. ترسل إلى المناطق الحربية وتصور أحداثا وأشخاصا وتؤدي عدة مهمات أخرى بوساطة آلة تصوير وسماعة وهاتف جوال،
وبمقدورها الانقضاض على هدفها والتمسك به حتى تصل القوات الإسرائيلية لاكمال المهمة.لكن الجديد في الأمر أنها ستكون مزودة بسماعة ملتصقة بالأذن تتلقى من خلالها تعليمات من رجال الأمن المدربين، وستلصق على جسد كل *** آلة تصوير بالفيديو،
لتمكين القوة العسكرية الإسرائيلية من مراقبة المنطقة الفلسطينية الموجود فيها( مطلوب فلسطيني) وبناء على الصورة التي تنقلها الكاميرا المحمولة على جسد ال***، يقوم المسؤول عن تدريب ال*** بنقل المعلومات ل***ه ( تقدم، تراجع، اذهب إلى اليمين، إلى اليسار، قف مكانك) وهكذا حتى تصل القوة العسكرية
لذا انتبهوا من المراقبة
تعليقات
إرسال تعليق