من وضع برامج تجسس على حواسيب الضحايا، إلى التنصت على الاتصالات ومتابعتها وارشفتها، ومراقبة الهواتف النقالة…إلخ. تقوم العديد من شركات التكنولوجيا بتطوير تقنيات تساعد الحكومات في قمع مواطنيها أو التجسس على مواطني دول اخرى. في تحقيق صحفي نادر و عبر الاطلاع على أكثر من 200 منشور دعائي لشركات متخصص في أنظمة التجسس والمراقبة، قامت صحيفة وال ستريت جورنال بنشر تقرير مثير حول تقنيات التجسس والمراقبة التي تستخدمها الحكومات في مراقبة مواطنيها وعالمنا العربي يأتي كالعادة في صلب مثل هذه التقنيات. الصحيفة اتبعت تقريرها بفهرس كامل تمّ تجميعه من المنشورات الدعائية للشركات المصممة لهذه التقنية.
تمّ تقسيم التقنيات وفق استخداماتها الى خمسة أقسام وهي القرصنة، الاعتراض، التحليل، المسح، والمجهولية. وفي ما يلي تفصيلها:
القرصنة
العديد من الشركات توفر أدوات تستخدم في العادة من القراصنة أصحاب القبعات السوداء (القراصنة الذين يقوم بأعمال القرصنة للأغراض التخريبيّة أو سرقة معلومات الضحايا وبيعها في السوق السوداء). في الصورة أعلاه منتج لشركة تدعى HackingTeam يستطيع مراقبة مئات آلاف الأهداف حسب ما تدعي الشركة.
شركة أخرى تدعى VUPEN تقوم باستغلال ثغرات في أنظمة التشغيل بالإضافة الى البرامج (مثل ارواكل) من أجل زرع برامج أجهزة الضحايا، ولكن الشركة تدعي انّها لديها قيود أمنية على مناطق بيع المنتج. منتج هذه الشركة لا يختلف عن أداة مثل الثقب الأسود والتي يقوم بتطويرها قراصنة القبعات السوداء.
شركة أخرى تدعى FinFisher تطرح منتجات متعددة ضد انظمة مختلفة. المثير في منتجات هذه الشركة أنّها تقوم بتزوير تحديثات منتجات أدوبي كفلاش مثلاً أو iTunes من أبل (هذا له قصة أخرى حيث ان الثغرة المستخدمة اعلن عنها من 3 اعوام ولم تقم أبل بترقيعها إلّا قبل حوالي شهر أو أقل ولكن سنعود إلى هذا الموضوع في مقال آخر ان شاء الله).
شركة FinFisher ظهر اسمها اثناء الثورة المصرية حيث قامت بعروض لجهاز أمن الدولة المصري حول أنظمة تجسس على المواطنين المصريين.
وثائق شركة FinFisher تقول أن منتجات الشركة تستطيع إصابة الحواسيب عبر تزوير مواقع انترنت، أو تزيف تحديثات لأنظمة مشهورة، ثم تقوم أنظمة المراقبة التي تطورها الشركة في متابعة كل ما يقوم به المستخدم على الانترنت. هذا يشمل البريد الالكتروني وعادات التصفح وحتى الوثائق التي يجري ارسالها.
وثائق الشركة تظهر أن باستطاعة أنظمتها اختراق نظم تشغيل مايكروسوفت وأبل. متحدث باسم أبل ذكر لصحيفة وال ستريت ان شركته تبحث باستمرار عن حلول لأي مشاكل قد تؤدي الى اختراق أنظمتها (والدليل استغراقهم 3 سنوات لاغلاق ثغرة)، في حين رفضت شركة مايكروسوفت التعليق.
الاعتراض
شركات المراقبة قامت بتطوير انظمة للتعامل مع الكم الهائل للبيانات. اجهزة الاعتراض التي قامت هذه الشركات بتطويرها تستطيع اعتراض كافة البيانات التي تسير في شبكة مزود الخدمة وحتى مزودي الخدمة العمالقة ومن ثم تمرير هذه البيانات من خلال معدات تقوم بفحص حزم البيانات، وتحديد محتواها، ومن ثم اتخاذ قرار بعمل نسخة منها يتم ارسالها الى الأجهزة الأمنية.
مراقب الهواتف النقالة
الاعتراض والمراقبة -نقلاً عن WSJ
تحديد المواقع عبر أجهزة الهاتف النقال تعبر جزءاً أساسياً من أدوات القوى الأمنية. هذه الأنظمة تعتمد في الغالب على ما يعرف بالتثليث لتحديد موقع الهاتف. في التثليث يتم اختبار قوّة الإشارة بين الهاتف والبرج الهوائي ومن خلال عمليات حسابية يتم تحديد مكان الهاتف بدقة.
الأبراج وعملية التثليث ليستا الوسيلتان الوحيدتان في تحديد موقع الهاتف فهناك أدوات يمكن حملها باليد وتقوم بعملية الكشف وحدها دون الاستعانة بالأبراج.
أجهزة للكشف عن مواقع الهواتف النقالة - نقلاً عن WSJ
رجل المنتصف
رجل المنتصف هو أحد اسم لأحد الهجمات الحاسوبية والذي يقوم فيه المهاجم بوضع نفسه بين الضحية والهدف (في الأغلب الخادم الذي يقوم الضحية بالاتصال به). من خلال هذا الهجوم يستطيع المهاجم اعتراض الاتصال والتنصت عليه أو حتى تغيره عبر تعديل البيانات التي يتمّ ارسالها بين الضحية والخادم، وهو ما يجعل امكانية زرع ملفات ضارة امراً ممكناً حيث يتمّ حقن الاتصال بمثل هذه البيانات، أو تزوير الصحفة التي يحاول الضحية الوصول إليها بصحفة أخرى ملغومة.
تحليل البيانات
أحد انظمة تحليل البيانات - نقلاً عن WSJ
كمّ البيانات الهائل الذي يتمّ جمعه من الأجهزة الأمنية المتعددة سواء عبر القرصنة أو الاعتراض أو طرق التجسس التقليدية يحتاج الى برامج متقدمة من أجل تخزين وتحليل البيانات. الشركات المطورة لمثل هذه البرامج تحاول التركيز على قدرة البرامج التي تطورها على القيام بتحليل البيانات المجعمة وتكوين صورة متكاملة عن الهدف أو اكتشاف نمط معين قد لا يتم اكتشافه عند تحليل جزء من البيانات.
من التحديات التي تواجه المراقبين التعامل مع لغات أخرى وتحليل البيانات التي يتمّ تجميعها بهذه اللغات. فالكلمات يختلف معناها حسب السياق الذي تأتي فيه. هناك شركة عديدة تدعي قدرتها على تحليل مثل هذه البيانات كشركة Expert Systems
التنصت على المكالمات الهاتفية
التنصت على كم هائل من المكالمات الهاتفية يتطلب حواسيب تقوم بالبحث خلال الأصوات وتحديد موضوع المكالمة. الشركة المطورة لهكذا برامج تقوم بالدعاية لقدرة منتجاتها على تحليل الكلام بلغات متعددة والكشف عن كلمات معينة اذا وردت خلال المكالمة والموضوع العام للمكالمة وفي بعض الأحيان الشخص المتحدث.
مسح الشبكة العنكبوتية
ماسحات الشبكة تقوم بجمع البيانات من مواقع متعددة وتخزينها في قاعدة بيانات من أجل تحليلها لاحقاً. OSINT او الاستخبارات مفتوحة المصدر تقوم على جمع البيانات من مواقع عامة مثل السجلات الحكومية، وسائل الاعلام، الشبكات الاجتماعية إلخ
ومن ثم تحليلها.
تقنية Deep Web
تقوم هذه التقنية على جمع المعلومات من مواقع لم تقم محركات البحث بفرستها. هذا يشمل الوثائق وصفحات الانترنت.
المجهولية
هذه التقنية تتيح للمحقق تصفح مواقع انترنت (في الأغلب مواقع عربية) أو بناء ملف شخصي على الانترنت دون أن يظهر موقعه الحقيقي (مثلاً محقق في دولة غربية يظهر وكأنه قادم للمواقع من عنوان عربي) وهذا يتيح للمحقق مراقبة أسهل لهدفه.
تعليقات
إرسال تعليق