دائماً ما يخبرنا المتصوفة والعرافون والوسطاء ومنذ زمن بعيد بأن جميعنا "متصلون" إذ يبدو أن وعي كل فرد منا يتواصل ويتفاعل مع الآخرين بطريقة حقيقية جداً . البعض يعتقد أن هذا لا ينطبق فقط على الناس بل يشمل أيضاً جميع الكائنات الحية وربما الجماد أيضاً. ولطالما استبعد معظم العلماء هذه الفكرة واعتبروها ضرب من الخيال أو كفكر التمني أو حتى الجنون التام.
ومع ذلك فقد شهد الناس على مر العصور وحول العالم على تلك الصلة النفسانية الخفية إذ قد يكونوا عاشوها أو سمعوا بها ونجد قصصاً مثل :
- في التوأمين المتطابقين يشعر أحدهما بالآخر عندما يكون في ورطة أو إصابه أذى وقد يصل ذلك إلى الإحساس الفيزيائي (الجسدي) بالألم . وقد جرى أيضاً توثيق صلات مشابهة بين الوالدين وأطفالهما ، بين الزوج وزوجته ، وحتى بين الأصدقاء المقربين من بعض.
- شخص يصحو إثر حلم مزعج عن مصيبة محددة، فيراها بأم عينيه فيما بعد عندما تعرضها نشرات الأخبار .
- صوت غامض لكنه مسموع يخبر إحدى السيدات المنطلقة في رحلة بالقطار لكي تسير في رحلة أخرى (أو قطار آخر ) وهي مختلفة عن الرحلة التي اعتادت القيام بها دائماً في نفس الزمان والمكان ، لكن الصوت كان لها بمثابة نصيحة أنقذتها من إصابة أو وفاة في حادثة القطار.
- كلب فارق أصحابه بينما كانوا في مشوار ، وعلى نحو ما يجد الكلب طريقه عبر مئات الأميال ليعود إلى أصحابه .
لا تنتهي قائمة هذه القصص عند هذا الحد فما زالت مستمرة وهذا الموقع نشر الكثير مما يندرج في إطارها، ولا يبدو كذلك أن تلك القصص مربتطة بمسافة أو وقت فبغض النظر عن مسألة قبولها لدى المتشككين فإنها تحدث في كل الوقت.
تدل تلك الأحداث وغيرها من الأعاجيب اليومية على أننا متصلون ببعض وهذا بدوره يعني أننا منتمون إلى وعي أعظم في حاضرنا لكنه الآن أبعد من فهمنا.
يرى المتشككون أن الأمر لا يتعدى مسألة حظ أو مصادفة بحتة (أيا كان يعني ذلك) أو أنها خبرات أسيء تفسيرها أو فهمها بشكل صحيح لكن الذين عاشوها يعلمون أنها أمر مختلف. وأن هناك شيء ما أعظم في هذا الوجود من أن تفسره الدراسات السريرية التي تجرى في العديد من المختبرات العلمية ، نقول "العديد من المختبرات العلمية " لأن هناك القليل من المختبرات التي تحقق وتدرس أفكاراً مثل القوى النفسية الخارقة كما يدعوها البعض أو ما يسمى "الوعي الكلي".
ما يدركه النفساني Psychic والمتصوف دائماً أن العلم ما زال في أول طريقه لبداية الفهم وبأننا مصنوعين من إهتزازات طاقية حيوية وأن الطاقة التي يبعث بها أي شخص يمكن لها أن تتواصل أو تتفاعل مع الآخرين وحتى مع الكون نفسه (إقرأ عن مفاهيم الطاقة الحيوية الكونية ) وهذه الفكرة قوية في حد ذاتها، كما يمكن له أن يفسر التجارب المذكورة أعلاه وعدة آلاف من التجارب المشابهة الملاحظة التي تحدث بشكل يومي وفي جميع أنحاء العالم منذ بداية تسجيل التاريخ ويمكن أن يشمل ذلك كل أنواع الظواهر الغير عادية (النفسية الخارقة) مثل التنبؤ بالمستقبل و الأمورالمتصلة بالمعتقد الديني وظاهرة الأشباح وغيرها.
- الأهم من ذلك ربما تفسر تلك القصص ما قامت به جامعة برنستون الأمريكية ولعدة عقود من أبحاث ضمن إطار برنامج " بحوث فوارق الهندسة " Engineering Anomalies Research الذي قاده الفيزيائي (روبرت يان) ، البرنامج الذي أثبت مرة أخرى أن العقل البشري له تأثير على عمل الآلات عن بعد.
- ويمكن لنفس القصص أيضاً أن تفسر قدرة هيئات حكومية أمريكية على وضع برنامج ناجح للمشاهدة عن بعد Remote Veiwing (إقرأ هنا )، وهو شكل عالي التنظيم من "الرؤية" النفسانية التي تتجاوز حدود المكان والزمان.
- ويفسر أيضاً الأبحاث التي قامت من أجل "مشروع الوعي الكلي" Global Consciousness Project (والمعروف أيضاً باختصار EGG).
مشروع الوعي الكلي GCP
يعد مشروع الوعي الكلي Global Consciousness Project والمعروف إختصاراً بـ GCP تعاوناً دولياً يضم علماء ومهندسين ومفكرين وهو شبكة عالمية من مولدات الأرقام العشوائية التي يبدو أنها " تفقد صوابها " أثناء حصول الأحداث العالمية الكبرى وحتى قبل حدوثها بزمن وكأنها تتوقعها. وبجمع البيانات لحظة بلحظة منذ عام 1997 ومن أجهزة حساسة تقوم بتوليد سلاسل من الأرقام العشوائية (الأصفار والواحدات بلغة الحاسب) ، ويهدف المشروع إلى فحص أية صلات خفية ( تغيرات كبيرة في القيم المسجلة تتجاوز التوقعات وفق علم الإحتمالات) وكذلك فحص بنية المعطيات التي يبدو أنها تعكس حضور أو فعالية للوعي في العالم.
وبالنظر إلى الأحداث العالمية الكبرى التي تشمل الأحداث المأساوية والإحتفالية على حد سواء تعلم العلماء أمراً مذهلاً وهو أنه عندما يشارك الملايين منا بأفكارهم ومشاعرهم فإن شبكة "مشروع الوعي الكلي" GCP ستظهر تغيرات ملحوظة تفسر على أنها دليل على نوع من التفاعلات العميقة التي تحدث في مستوى من اللاوعي.
- يمكن تشبيه ما تقوم به مولدات الأرقام العشوائية (على مستوى مصغر ) بمحاولة إلقاء قطعة معدنية لعدة مرات ، فمن المتوقع دائماً أن تكون نسبة تكرار الطرة 50% والنقش بنسبة 50% ولكن عندما تختل هذه النسبة لتصبح 80% لعدد مرات تكرار الطرة مقابل 20% لعدد مرات تكرار النقش مثلاً عندئذ سيكون هناك تغير كبير وملحوظ ولا يمكن تفسيره بحسب ما جاء به علم الإحتمالات وبأن أمراً ما ليس على ما يرام وهذا ما يحدث مع مولدات الأرقام العشوائية في الآلات في أوقات الكوارث والإنفجارات الشعورية لدى عدد كبير من البشر .
- على سبيل المثال أظهرت البيانات المجموعة من الشبكة ارتفاعاً ملحوظاً في 11 سبتمبر من عام 2001 وذلك قبل 4 ساعات من إرتطام الطائرتين ببرجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك وكأن الوعي الكلي (العالمي)استشعر بأنها على وشك الحدوث.
- في 6 سبتمبر من عام 1997 ظهرت انحرافات كبيرة في عدد من مولدات سلاسل الأرقام العشوائية وكان هذا نفس اليوم الذي شهد فيه البلايين من الناس حول العالم مراسم جنازة الاميرة ديانا.
- تتفاعل تلك الشبكة بشكل ملحوظ أيضاً مع إحتفالات الناس في ليلة رأس السنة وحتى استقبال المسلمين لشهر رمضان.
- ويوجد العديد من الأمثلة الأخرى مثل زلزال هاييتي وتسونامي .
شاهد نبض العالم
بإمكانك الآن أن تبقي عينك على " نبض أو عقل العالم " من خلال الإنترنت فلمشروع الوعي الكلي الآن عرض في الوقت الحقيقي الآني real-time يظهر في شكل رسوم بيانية طريقة تفاعل الشبكة مع الاحداث الراهنة، وله أيضاً صوت يشبه صوت النبض ويكون أقوى في لحظات التغيرات الكبيرة (عند الأسنان في مسار المنحني البياني)، يمكنك الذهاب ورؤيته من خلال الموقع الإلكتروني للمشروع علماً أن البيانات المعروضة متأخرة عن وقتها بمقدار 10 دقائق وليس العرض متوافقاً مع كل المتصفحات ، تأكد من تثبيت جافا على جهاز الكومبيوتر الخاص بك.
- وقد يكون ما تراه هو قد تمثيل لوعي عالمنا.
نبض الشارع
يستخدم مصطلح مجازي في لغة الإعلام والصحافة وهو "نبض الشارع" للإشارة إلى الحالة العامة وتغيراتها في منطقة جغرافية معينة وهذا يشبه إلى حد ما فكرة الوعي الكلي. فهل يكون مشروع GCP معبراً عن "نبض العالم " وحالته الشعورية الكلية ؟
للاسف يستخدم هذا المشروع الان للتأثير على الوعي الجمعي للشعوب وتحديد كيفية قيادة الرأي العام واستخدامه كسلاح بحسب ما يخطط لنا
تعليقات
إرسال تعليق