قبل عام 1962 كانت سوريا هي الاقليم الشمالي.. ومصر الاقليم الجنوبي..في دولة واحدة تسمى الجمهورية العربية المتحدة..وعندما حدث الانقلاب أمر الرئيس جمال عبد الناصر بعودة المشير عبد الحكيم عامر مع المنع التام لرفع أي سلاح مصري ضد أي مواطن سوري أيا كان انتماؤه...وحارب بعدها الجيش السوري جنبا الى جنب مع الجيش المصري والقوات العربية لتحقيق كرامة اكتوبر.. ولا ننسى الشيخ زايد عندما قال "البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي".. وقام بقطع النفط عن أوروبا عند العدوان على سوريا ومصر... وعشرات الأمثلة من حرمة ونفاسة الدم العربي للعربي... ونشرت من قبل كيف استفادت الصهيونية من دروس حرب اكتوبر وقامت بالقضاء على نقاط القوة التي تم اتباعها.. لكن لدى إسرائيل خطة تسمى بـ"الطوق النظيف" و التي تم وضعها ما بين عامي 1998 - 1999، و تعني النطاق النظيف لضمان أمن المملكة أي مملكة صهيون القادمة... و الهدف منها تطهير الجيوش العربية بمعنى القضاء عليها في دول الجوار الإسرائيلي بالتزامن مع تحقيق خارطة تقسيمات برنارد لويس بعد اشعال الفوضى الخلاقة الممهدة للشرق الأوسط الكبير... وتلك الجيوش بالترتيب هي جيوش مصر والعراق وسوريا.. وما كان من الاحتلال الأمريكي للعراق بداية الا ان عمل على تفكيك الجيش واستسلامه...وبات عدد شهداء العراق للآن ما يقارب المليون ونصف عراقي..هذا غير تدمير البنية التحتية للعراق واستهدافها باليورانيوم المخصب واشعال نيران الفتن الطائفية التي تحرقها للآن...في حرب تكلفت المرحلة الاولى بها ما يقارب الثلاثة تريليون دولار امريكي!!!...وتلاه عمليات التفكيك التي تمت داخل الجيش السوري قبل اندلاع الثورة السورية.. وبالفعل فان مستقبل سوريا بعد "بشار الأسد" هو أشد من مستقبل العراق بعد "صدام حسين".. لا خلافة و لا شريعة و لا ديمقراطية و لا حريات!!!
فقد اكدت بالفعل الدراسات التي أجريت أن الحرب أو المواجهة المباشرة بين إسرائيل و سوريا ستكِف الطرفين في مراحلها الاولى 800 مليار دولار بالمناصفة سيتم خلالها تدمير كل البنية التحتية الإسرائيلية بالإضافة لوادي التكنولوجية الإسرائيلي و الذي تم تكليفه 500 مليون دولار، لذا لجأت إسرائيل للتسريع بنفس المنهج الذي تم وضعه من سنوات للمنطقة العربية "الحروب الطائفية" وبخاصة هذا النوع من الحروب و الذي سُميَ الحرب بالوكالة.. ومسمى الاستراتيجيات الصغيرة..حيث توقد تلك الحروب الطائفية للإهلاك يتبعها الرضى عن مخطط التقسيم كحل وحيد!!!
فالعلويين يحكموا سوريا منذ ما يقرب من الخمسين عام ..لم نسمع تلك المسميات المذهبية التي تتم الآن ويحشد لها دون ان نتساءل...لمن ستكون مصلحة تدمير سوريا للمزيد من الانهيار للقوة العربية؟؟؟.. وهل ما تنقله القنوات التي شهدنا جميعا تضليلها حقيقة؟؟؟؟ ولماذا تم تجاهل تقارير مبعوثي الأمم المتحدة؟؟..نعم للشعب السوري مطالب شرعية عادلة لكن الم تعلم من هي الفصائل التي تم تكوينها تحت مسمى المعارضة والجيش السوري الحر؟؟؟..ولماذا تم قمع أي حل سياسي؟؟..لكن السؤال الأهم...هل توجد معارضة تمولها امريكا وتسلحها اسرائيل يمكن ان تقيم الخلافة الاسلامية؟؟؟؟؟؟
لقد كان من احد اهم اسباب ايصال ذلك الفصيل الاخواني الآثم لسدة الحكم في مصر هو تجييش الشباب المصري للدفع بتلك الحرب بالوكالة.. اضافة للزج بالجيش المصري في انهاكات متتابعة بعيدة عن الأخطار الرئيسية.. وهناك بالفعل طرق ممنهجة استغلت الثقافة الضحلة لدى الشباب سياسيا ودينيا لجرهم بطرق غير اخلاقية نحو الارهاب داخليا وخارجيا.. ونحو تنفيذ اجندات خارجية كبرى تحت حلم الخلافة الاسلامية ممن باعوا دينهم وتاجروا بكلام الله... فالشعب المصري ليس بشعب دموي ولا انتقامي لكن هناك من دفعه لذلك..
ولم يتساءل احد عن تلك العلاقة الآثمة بين الاخوان وحكومة حماس الغير شرعية التي قامت بتقسيم الشعب الفلسطيني وضياع قضيته..وهي مجرد فئة عصابية من الجماعة المأفونة يقوم أساسها على التهريب..ولذا يهمها عدم وجود دولة..وبخاصة عندما يصل للحكم من لا يؤمنون اساسا بمفهوم وطن.. وتنص ادبياتهم على عدم الاعتراف بقضاء الدولة الوطنية ولا مؤسساتها.. ولذا ليس بغريب على الاطلاق ان يتم استخدامهم لتدمير دعائم الدولة في الداخل وقيادة تلك الحروب بالوكالة في الدول المستهدفة!!!
ولا ننسى سيارات الشرطة التي تمت سرقتها ونقلها لغزة جهارا وكيفية دخولها لتنفيذ عمليات داخل مصر بالزي الرسمي باعترافات لواءات الشرطة واجهزة المخابرات وشهادة اللواء محمد وجدي في المحكمة!!!.. لا ننسى خطف جنودنا وقتل شهدائنا!!!..لا ننسى تلك الهوة التي سيقت لها مصر من انهيار امني واقتصادي وسياسي والذي لم يكن ابدا بحماقة عشوائية ولا لعدم خبرة ممن يمتلكون المليارات ويعلمون كيفية تدويرها.. هذا منهج ابتلاع الدولة يا سادة وتفكيك اهلها... حتى اصبح المصري يمسك السلاح لمقاتلة المصري لا لمقاتلة اعداء مصر.. حتى استنزفت طاقة الشباب وعقولهم في اهلاكهم لا للنهوض بالوطن في اخطر ازماته واستغلال موارده وحماية امنه!!!.. حتى اصبحنا نواجه يوميا ارهاب الأقلية...نعم هم اقلية..وهم اقل فعليا من مليون..لكنهم الأكثر تنظيما وقدرة على الحشد.. لا لرفع راية الاسلام كما غسلت العقول لتعمى عن حقيقتهم.. بل لتمكينهم ولو على حساب اي شيء كان..حتى ولو كانت الدماء المصرية والعربية وخراب الأوطان!!!!
والأعجب وسط هذا..أن الرئيس مرسي بالفعل قد سقطت شرعيته قانونا عندما اسقط الاعلان الدستوري الذي اقسم عليه.. هذا غير قضايا تزوير الانتخابات المؤجلة اعتداءا على القانون..وغير اسقاط شرعيته الأخلاقية وكل شرعية اخرى بما قام به طوال العام الماضي!!!
ولن تقيم الخلافة الاسلامية قط عصابة اجرامية عميلة للأجندات الخارجية ذات تاريخ اجرامي مثبت وفتاوى آثمة تقدم مصر كهديةللمشروع العالمي الذي يؤجل الحرب العسكرية على مصر حتى يتم خنقها من منابع النيل وحصارها وابتلاعها من الداخل...ويكون حينها الدور على الجيش المصري بعد سقوط سوريا.. والوقوع في فخ الحرب بين السنة والشيعة التي لن تؤدي الا الى الدمار والإبادة!!!
افيقوا قبل ان ينقضي الوقت..وعودوا لعقولكم..فالدم المصري على المصري حرام..والدم العربي على العربي حرام!!!!!
ولنتذكر قديما عند بداية نور الهدي الإسلامي.. كان الرسول عليه الصلاة والسلام أول من أسس دولة مدنية بمعناها الحديث..تلك الدولة التي اقيمت على نظم سليمة من العدالة والعلم والعمل والخلق القويم والفطرة السليمة ومنهج الله المحب لخلقه.. ومن صحيح البخاري هذا الحديث رواه لنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال: (كان الناس يسألون الرسول عليه الصلاة والسلام عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله كنا في جاهلية وشر، فجاء الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: يا رسول الله وهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن. قلت: وما دخنه يا رسول الله؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر. فقلت: يا رسول الله وهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله صفهم لنا؟ قال: قوم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا). قال: (قلت: يا رسول الله فماذا تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: يا رسول الله وإن لم يكن يومئذٍ للمسلمين جماعة ولا إمام؟ قال: فاهرب بدينك ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)..
تعليقات
إرسال تعليق