ان تركيا التي تبدو على السطح تلك الدولة الصديقة التي استطاعت ان تجمع بين الاسلام السياسي ونظام الحكم العلماني ما هي الا خدعة كبرى ظهرت خباياها جلية للجميع وخاصة في الاحداث الاخيرة في منطقتنا العربية... ولذا ليس بغريب على الاطلاق على أردوغان المتخفي تحت قناع الديموقراطية الخادع والذي أعلن من قبل عن استعداده على ترك السلطة اذا تظاهر ضده "أربعة" معارضين ان يقمع كل من خرج لرفضه ورفض حكومته بمنتهى القوة والعنف والتجبر.. بينما يطالب بسقوط نظام الاسد بدعوى الرفض الشعبي له... بل ويتدخل في الشأن السوري بأكثر من منهج مشبوه وغير قانوني... وفي نفس الوقت يرفض في مصر الاعتراف بالإجماع الشعبي لاسقاط محمد مرسي وحكومته التي أذاقت مصر الأمرين ويرفض الاعتراف بثورة يونيو التي اجمع عليها العالم ويمارس كافة الضغوط السياسية والاقتصادية على مصر؟؟؟؟... ما هي إلا أدوار بمنهج معلوم من أجل المصالح ومن أجل ذاتها المنظومة الحاكمة من وراء الستار...والتي ارتبكت حساباتها في الفترة السابقة!!!!
فتلك هي تركيا واردوغانها التي قد وافقت على ان تحول منظمة حلف شمال الأطلسي القاعدة الجوية في تركيا إلى قاعدة للعمليات البرية المتعلقة بسوريا... وقال سكرتير عام الناتو اندرس فوغ راسموسن ان التحالف سيتم نقل الجزء الأكبر من قواته البرية من قاعدة عسكرية في مدينة هايدلبرغ في جنوب غرب ألمانيا.. والقوات التي ستصل من إسبانيا حيث ستستقر في محطة أزمير الجوية في غرب تركيا والتي اصبحت الآن مركز للقوات البرية...في الوقت الذي اعدت به أنقرة بالفعل قواعدها العسكرية الخاصة على مقربة من الحدود المشتركة مع سوريا...
مشروع مرمرة - وصلة السكك الحديدية في اسطنبول:
ربما لا يعلم الغالبية ان رجل الاعمال الامريكي الشهير "جاريد كوشنر"هو من اهم رؤساء المتنورين في الوقت الحالي وسوف تتصاعد شهرته ليكون نار على علم بحلول الوقت الذي يتم به التفعيل للنظام العالمي الجديد بحسب مخططهم...كما سيتم في نفس الوقت الانتهاء من البنية التحتية لل"عاصمة الاهم في العالم" في الأستانا، كازاخستان، وهي المدينة الفعلية التي يضخ اليها (المتنورين) قادة العالم رؤوس الاموال الخاصة بمنظومتهم القادمة باشراف الرجل الذي يعتبر الأكثر خطرا على البشرية وهو السياسي المخضرم "زبيغنيو بريجنسكي" والذي كان مستشارا للرئيس السابق جيمي كارتر .... وعلينا ان نتذكر انه هو من قام بتفعيل مخطط برنارد لويس لتقسيم العالم الاسلامي ووضع سيناريوهات تنفيذه وجداوله الزمنية... بدئا من اللعب بمفهوم "الارهاب الاسلامي" وحتى دخول العراق بداية والعمل على اثارة الفوضى الخلاقة تبعا لتخليق "الشرق الاوسط الكبير" المنقسم على بعضه لدويلات متناحرة, يكون من شأنها الاستقطاب لحروب تحت نعرات مذهبية يحقق من خلالها الهدف النهائي لمنظومتهم... كما ان بريجينسكي احد اعلام مؤسسة بيلدربرج.. وكان الروح الشريرة وراء تنصيب 5 رؤساء للولايات المتحدة... بما في ذلك أوباما!!!!
ولأهمية الاحداث المدارة في منطقة الشرق الاوسط..وكما ذكرنا اهمية استخدام تركيا كبديل لحماية المصالح الامريكية او بالاصح مصالح النخبة ..واهمية استخدامها كقاعدة للعمليات العسكرية والادارية تبعا لدورها المستقبلي كجزء اساسي من النظام العالمي الجديد..كان من المهم جدا السعي وراء انشاء مشروع للنقل يربط بين آسيا واوروبا.. وفي مارس 2011 وفي اسطنبول، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن:
"تركيا لديها دور ومساهمات كبيرة في تحقيق النظام العالمي الجديد ...
ثم اكمل خطابه عن مشروع "مرمرة" قائلا: "مع الانتهاء من مشروع مرمرة، وهو مشروع تكلف مبدئيا 2.5 مليار دولار والذي سيربط الجانبين الآسيوي والأوروبي في اسطنبول عن طريق البحر عبر خط قطار سيربط بكين إلى أسواق أوروبا من خلال تركيا"... وكان هذا بعد ان قالها صراحة رئيس الوزراء التركي الحالي رجب طيب أردوغان بتاريخ 2006/4/3: "تركيا لديها مهمة كبيرة، نحن رئيس مشارك لمشروع الشرق الأوسط الكبير و نحن نعمل على هذا المشروع" والخطاب في الفيديو التالي ..
http://www.youtube.com/
https://www.facebook.com/
كما وكلت تركيا خلال الفترة السابقة بمهام على ارض الواقع منها اشعال المواجهة بين حلف شمال الاطلسي مع سوريا... ولا ننسى الدور التركي في ما حدث في ليبيا من وقت قريب حيث جري تشغيل العمليات الجوية لحلف الناتو على ليبيا من قاعدة أزمير.. وزودت تركيا من قواتها الخاصة خمس سفن وغواصة لحصار سواحل ليبيا وقامت تركيا بالسيطرة على مطار بنغازي في ليبيا... وأعلنها وزير الدفاع التركي وجدي جونول أن إزمير سوف تكون "المنزل" الجديد للقيادة الخاصة بالقوات البرية لحلف الناتو... كما استضافت تركيا مؤتمر لدعم قوى المعارضة السورية يسمى "التغيير في سوريا" في مدينة أنطاليا...ولعبت دورا اساسيا في الحرب الاعلامية على نظام الأسد امام العالم...
في الوقت الذي تؤجج به الصراع مع سوريا على الحدود بين البلدين.. حيث ستكون منظمة حلف شمال الأطلسي ملزمة تحت بند 5 من التحرك العسكري لدخول الملعب دفاعا عن الجانب التركي...
حتى ان المحللون الروسيون اثبتوا ان الهجوم الإسرائيلي الأخير على سوريا تم تنفيذه بالخروج من القاعدة التركية!!!!
وهذا ليس بأمر غريب ففي 30 يناير 2004 نشرت الصحف الامريكية ما وصفته بقولها : ( أن الرئيس الأمريكي جعل من تركيا العمود الفقري للشرق الأوسط الكبير ، كما أن أمريكا تريد من تركيا أن تقوم بالدور المحوري فيه ) !!... والمفارقة انه في تاريخ 15 فبراير 2004 ..أي قبل إعلان بوش الأصغر عن مشروع الشرق الأوسط الجديد رسمياً أمام الأمم المتحدة بشهور عديدة.. عقد الاجتماع الخامس لوزراء خارجية دول الجوار العراقي في الكويت ..و خلال الانعقاد أصدر رئيس تركيا الحالي عبد الله غول وكان يشغل منصب وزير الخارجية تصريحاً كان مفاجئاً في حينه و غريباً ! والذي لم يحظَ باهتمام الناس حينها ، فقد دعا المجتمعين إلى أن تشترك دول المنطقة فيما بينها على غرار الاتحاد الأوروبي فيما سمّاه " مشروع الشرق الأوسط الكبير"؟؟؟؟؟
وتفاصيل الخبر مفادها ان الرئيس الأمريكي جورج بوش عرض على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال استقباله في البيت الأبيض يوم 28/1/2004 معالم المشروع الأمريكي الجديد لـ(الشرق الأوسط الكبير)، الذي يمتد من المغرب حتى إندونيسيا، مروراً بجنوب آسيا وآسيا الوسطى والقوقاز...ولاحظ ان المستهدف هنا هو كل العالم الاسلامي... والمشروع طبقاً لما عرضه الرئيس الأمريكي جعل من تركيا عموداً فقرياً، حيث تريد واشنطن منها أن تقوم بدور محوري فيه، حيث تتولى الترويج لنموذجها الديمقراطي واعتدالها الديني، لدرجة أن الرئيس الأمريكي اقترح أن تبادر تركيا إلى إرسال وعاظ وأئمة إلى مختلف أنحاء العالم الإسلامي لكي يتولوا التبشير بنموذج الاعتدال المطبق في بلادهم، وأن هذا النموذج هو الأصلح للتطبيق في العالم الإسلامي، ومن ثم الأجدر بالتعميم لأسباب ثلاثة:
أولها: أنه ملتزم صوريا بالعلمانية بينما منشأه في السلطة من حزب ديني مائل للتطرف قادر على قيادة مناهج الحركات الاسلامية في المنطقة..
السبب الثاني: أن تركيا تعتبر نفسها جزءاً من الغرب، وموالاتها للولايات المتحدة ثابتة ولا شبهة فيها، وبالتالي فهي تعد جزءاً من العائلة الغربية، وتحتفظ مع العالم الإسلامي بعلاقات شكلية.
السبب الثالث: أن تركيا لها علاقاتها الوثيقة مع إسرائيل، الأمر الذي يلقي ترحيباً وتشجيعاً كبيرين من جانب واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي.
لهذه الاعتبارات فإن تركيا تعد من وجهة النظر الأمريكية الحليف النموذجي الذي ترشحه لكي يؤدي الدور الرائد في مشروعها لترويض المنطقة بحسب ما تم تخطيطه..
وهو ما يتفق ورؤية وزير الخارجية الأمريكية السابق هنري كيسنجر التي طرحها في عام 1995 والتي تقول بأن تركيا يجب أن تكون دولة محورية بالشرق الأوسط وان ترعى مشروع برنارد لويس الذي يهدف من خلاله إلى إذابة الهوية القومية لدى دول الشرق الأوسط والتوحد تحت هوية الشرق الأوسط الكبير!!!
والمعروف عن لويس أنه عنصري معادي للاسلام، إلا أن اختصاصه الأساسي وشغفه الرئيسي هو تركيا، ويعتبر أنها الأنموذج لبلدان الشرق الأوسط والمرشحة الأقوى للعب الدور الأول مع إسرائيل في الشرق الأوسط في العقود الخمسة المقبلة...
وعجباً لمن هلل في السابق لاردوجان بصفته قدوة للعالم الاسلامي ونصير المظلومين في غزة وغيره وغيره...دون ان نسأل انفسنا هل هذه هي الحقيقة؟؟؟؟
فهذا نفس "الاردوغان" الذي لم يتحرك عند قصف اسرائيل للبنان... وهو نفس "الاردوغان" الذي ينشر الدرع الصاروخي الامريكي على اراضيه...وهو نفس "الاردوغان" الذي توقع مدنه التركية اتفاقيات "توأمة" مع تل ابيب..وهو من يقتل ايضا العزل من الاكراد دون محاسبة دولية..وهو من شارك في قصف ليبيا من قواعده علما بأن الناتو استخدم اليورانيوم المخصب في كثير من المواقع التي تم قصفها......وهناك الكثير من العلاقات الحميمة بين تركيا واسرائيل.. والتي صرح رئيسها ما السابق "عزرا وايزمن" في مؤتمر صحفي عقد في أنقرةفي 25 يناير 1994 : إن مستقبل الشرق الأوسط يعتمد على" تركيا " وإسرائيل...
وترتبط تركيا وإسرائيل بعلاقات اقتصادية وعسكرية على اعلى مستوى.. وبين الدولتين اتفاقيات تعاون ومناورات مشتركة ..منها تدريب عروس البحر .. وهي تدريبات بحرية بدأت في يناير 1998، والعملية أورتشارد للقوات الجوية، كما يوجد مستشارون عسكريون إسرائيليون في القوات المسلحة التركية. وتشتري جمهورية تركيا من إسرائيل العديد من الأسلحة وكذلك تقوم إسرائيل بتحديث دبابات وطائرات تركية..ومنذ 1 يناير 2000، أصبحت اتفاقية التجارة الحرة الإسرائيلية التركية سارية.
واذا تحدثنا عن القواعد الأميركية في تركيا "الإسلامية" فحدث ولا حرج...
حيث عقدت الولايات المتحدة الامريكية مع تركيا اتفاقية من عام 1969 وسمح بموجبها للولايات المتحدة باقامة (26) ست وعشرين قاعدة عسكرية بالاضافة الى مراكز الرصد والانذار المبكر ومراكز الاتصالات اللاسلكية وقوا عد التجسس وجمع المعلومات, وكذلك التسهيلات البحرية في اهم الموانىء التركية. ولقد عززت الولايات المتحدة القوات المسلحة التركية بحيث اصبحت تمتلك اكبر قوة برية تقليدية (غير نووية) بعد المانيا الغربية السابقة في حلف الناتو . كما ان موقع تركيا القريب من منابع النفط يعطيها ميزة كقاعدة جيدة للسيطرة على منابع النفط في الخليج العربي, ويسمح للولايات المتحدة السيطرة على معظم الطرق الجوية والبرية المباشرة بين الاقطار العربية والدول المجاورة وافريقيا... كما يمنحها العديد من القواعد الجوية والبحرية اللازمة لتسهيل مهمات حلف شمال الاطلسي ويجعلها قادرة على تركيز وسائط الرصد والانذار المبكر ومحطات التجسس لمراقبة التحركات العسكرية لدول الجوار...
كانت تلك بعض الملامح الفجة لتركيا العلمانية الاسلامية الماسونية الأصل تحت قيادة اوغلو واردوغان.. ذاك الاخير الذي يستحق بالفعل جائزة افضل "ممثل" على الدول العربية والاسلامية
:)) اللهم احمي الطيب اردوغان
ردحذف