كنموذج لما تم تطبيقه في مصر.. وقريبا في دول الثورات العربية.. تحدثت عن آفة "الاخوان المتاجرين بالإسلام" وخطورة بقائهم في سدة الحكم من عدة جوانب.. وفي الحقيقة..لم يعد الوضع يتحمل المزيد من السطحية والبلاهة والجهالة... فنحن جميعا في كارثة توشك ان تودي بنا دون تفرقة..والأزمات تحيط بنا من كل جانب.. وهؤلاء الذين ختم الله على قلوبهم وعقولهم وابصارهم لا يرون الا الهيمنة على الدولة.. حتى ولو تحولت الى كومة خراب.. فمصر ليست وطن بالنسبة لهم ولكن مجرد ولاية مستخدمة في ولايات تنظيمهم العالمي سعيا وراء الأخوية العالمية المتفق عليها منذ انشائهم....
ولخطورة ان الوضع الآن ليس كالأمس لا داخليا ولا اقليميا ولا عالمياً.. وعوضا عن انجازات السيد الرئيس في التفريط في الأمن المصري..والدماء المصرية.. وبث الكراهية والانهزامية داخل الشعب المصري.. فقد حنث من تربع على عرش مصر بكل ما تعهد به ليصل لسدة الحكم.. عوضا بالطبع عن التزييف والخداع والرشوة... فما تعهد به هو عقد بينه وبين كل الشعب بكافة مستوياته..وهذا العقد قد سقط بالحنث ببنوده.. فرئيس الدولة هو المعتدي الأساسي على مؤسسات الدولة..وعلى القانون..والقضاء.. والعدالة.. هو المعتدي الأساسي على شريعة الله في الأرض.. فلم يسيء أحد للإسلام طوال تاريخه بقدر ما أساء هو وزمرته.. أين هو الإسلام من هذا الفشل والفحش والظلم والفجور الذي تدار به مصر الآن؟؟؟؟
فكفى بالرئيس ما تأتى على قمة انجازاته من عواقب تعامله وحكومته مع قضية سد النهضة الأثيوبي.. ومالحق بمصر من عار ذلك المؤتمر الذي تم بثه على العالم بكل جهالة.. والذي أدى بداية لتحطيم صورة مصر ليس في العالم العربي فقط لكن في أفريقيا...في الوقت الذي تعمل به قوى خارجية بكل جهد على حجب دور مصر الرائد عربيا وافريقيا...
دون ادنى استيعاب ان التحكيم الدولي يوجب موافقة الدولتين لا جهة واحدة.. وان في حالة اتخاذ اجراءات قانونية ستستخدم اثيوبيا تلك التصريحات البلهاء بصفتها تهديدات شهد عليها العالم في اكبر فضيحة لدور مصر السياسي.. ما بين تهديدات عسكرية لاختراق مخابراتي لأراضيها لكم مهول من التصورات المتدنية التي تضر بوضع مصر القانوني.. آخذين في الاعتبار ان رئيس الوزراء الهزلي والمفترض انه كان وزيرا سابقا للري لم يتحدث في اي حلول فنية او حتى تبيان لحقيقة الوضع والاجراءات التي سيتخذها الجانب المصري.. ومنذ ايام تفاقمت المهزلة في خطاب الرئيس باجتماعه بأهله وعشيرته من القوى المتأسلمة اصحاب قضايا القتل واغتيال الزعماء والارهاب... والتلويح بالدم والحل العسكري بصورة مباشرة في خطابه!!!!.. هل تساءل السيد الرئيس اولا عن استعدادية الجيش المصري للحرب في اثيوبيا وما معطيات اثيوبيا الآن؟؟؟ وكيف ستتعامل دبلوماسيا بعد التهديد بالدم؟؟؟؟؟
فما يدار في اثيوبيا يدار برعاية اسرائيلية في انتهاز لحالة الضعف والوهن المصري..وكان على السيد الرئيس ان يدرس العلاقة العسكرية بين اسرائيل واثيوبيا.. وكيف تمد اسرائيل اثيوبيا باسلحة صناعة اسرائيلية ومعونات وخبراء..وكيف تتم تدريبات ودورات عسكرية للأثيوبيين داخل تل أبيب وفق المحللين العسكريين وعلى رأسهم اللواء سامح سيف اليزل.. وكيف وضح سيادته تفصيليا كيف تسعى اسرائيل لمد خط انابيب للأراضي الأثيوبية وطلمبات دفع للحصول على ماء النيل من المنابع..ولا يحسب من الحصة لأنه من المصدر.. فالهدف اجبار مصر بداية على التنازل عن 15 مليار متر مكعب من حصتها من مياه النيل.. برغم ان تصميمات السد المزمع تفوق اضعاف حاجة اثيوبيا وتصديرها للكهرباء.. فعوضا عن الضغط على مصر..وعن امداد اسرائيل بمياه النيل.. تسعى اثيوبيا لتحقيق ما وضعه البنك الدولي من مخطط تسعير المياه خلال السنوات القادمة والبداية من افريقيا!!!! ..وما حدث مؤخرا من التوقيع على اتفاقية عنتيبي الا اضعاف او الغاء الاعتراض المصري على السد.. حتى ان جنوب السودان طالبت بحصة من النيل الأبيض بعيدة عن حصة شمال السودان.. أي تؤخذ من حصة مصر.. بالرغم من ان مياه الامطار لدولة الجنوب تمثل اضعاف احتياجاتها من مياه النيل!!!!..
انها ضغوط سياسية تمارس على مصر لم يتم التصدي لها الا بمهزلة كبرى وعار لن يمسح عن جبين الوطن.. فمخطط حصار مصر والابتلاع من الداخل يدار بمنتهى الكفاءة منذ تولي القيادة الحالية.. والتي دونما أي شك لا أمل يرجى من اصلاحها للوطن حيث باتت كمية الخسائر تفوق كثيرا كل ما تم افساده طوال خمسون او ستون عاما... ناهينا عن غياب الأمن.. وتدمير السياحة..واغلاق المصانع.. وهروب المستثمرين..والاطاحة بالبورصة.. والبطالة والكهرباء والسولار والبنزين والغذاء و..و..و...ووووووو... ومازالت المغاليق على قلوب وعقول هؤلاء....
لكن الخطر الحقيقي اذا خرجت المظاهرات القادمة عن السلمية ان يتم الدفع بها لحرب اهلية لا تحتملها مصر في ازمتها الحالية.. فمهم جدا ان نفكر اولا...برغم ان الجميع في انتظار ثورة مصرية حقيقية عفوية من أبناء الوطن لانقاذ ما يمكن انقاذه..لكن السؤال..هل ستكفي مظاهرات حاشدة لاسقاط المهزلة الحالية دون مراعاة عدة نقاط!!!! اولا..كل ما تم من قبل حدث بتخطيط كامل من دول كبرى ووكالات مخابراتها وتدريب وتجنيد وحشد وتمويل وتوقيتات محسوبة للوصول بمصر لما يحدث حاليا بحذافيره... ثانيا..انت الآن لا تواجه مؤسسات يرصدها العالم ولكن تواجه تنظيم عصابي مدرب وممنهج ولا يتورع عن امر من اجل مصلحته.. ثالثا..الفرقة والتفكيك دب بالفعل في الجهة المضادة المطعمة ايضا بالمجندين لتخريب مسارها الاصلي والدفع بمزيد من التفكيك...رابعا.. لا يوجد اي متخصصين لدراسة منهج سليم محسوب بخطوات وردود افعال عاقلة.. خامسا..نزل الجيش من قبل بناء على أمر رئاسي..اما الآن فالجيش وراؤه مهمات اصعب واخطر بكثير قد تطيح بمصر في اية لحظة..وغيرها وغيرها من الامور الواجب التفكير فيها... واجد من المهم جدا التوحد تحت قيادة ورأس حربة من المحنكين لقيادة هذا الهدف ولا يترك لتجمهر عشوائي ابدا..من المهم التوحد تحت قيادة من الواعين سياسيا القادرين على ايصال المطلب الاساسي والتعامل مع ردود الافعال بقوة دون اية مطامع سلطوية..مصر مليئة بالشرفاء الثقات ولا يجب ان يكون مجرد شخص واحد..لكن الأهم بعيدا عن كل الأسماء العميلة المستهلكة.. قد يتم الأمر او يتطلب فترة زمنية.. لكن هناك فارق كبير بين مخططات تسري ورب بيده القدر!!!!
تعليقات
إرسال تعليق