القائمة الرئيسية

الصفحات

أوباما..الحقيقة أنك لا تملك الآن الضغط على مصر..ولن تتحول بلادنا إلى قندهار جديدة...ما وراء لعبة الضغوط المتبادلة؟


أوباما..الحقيقة أنك لا تملك الآن الضغط على مصر..ولن تتحول بلادنا إلى قندهار جديدة...ما وراء لعبة الضغوط المتبادلة؟

هاام ورجاء القراءة للنهاية...

قد ينشغل البعض بتلك الحرب الاعلامية الواهية من قبل الادارة الأمريكية وتلويحها بأوراق متعددة للضغط لإخفاء بعثرة الحسابات الأمريكية وخسارتها لأول معركة غير مباشرة لتمهيد مصر والدول العربية لما قد تم تخطيطه لها..من ابتلاع وتفتيت داخلي وهدم مؤسسات الدولة...بالإضافة بالطبع لأهمية إعطاء الإشارة الخضراء للقيادة المصرية "الجديدة" لتطهير سيناء مما تم زرعه بها من خلايا ارهابية متواطئة مع الثالوث الاخواني-الحمساوي-الاسرائيلي ومخازن للسلاح غير مسيطر عليها وانفاق للتهريب!!!!... وخاصة مع ترقب ضربات متوقعة تم التخطيط ان تتم في سيناء خلال الفترة القريبة القادمة وخلال انهاك الأمن المصري في صراعاته الداخلية وتواطؤ القيادة العميلة التي تم اسقاطها وعزلها بنجاح وفي التوقيت المناسب وبرحمة من الله...

ومن أحد تلك الأوراق الواهية للإدارة الأمريكية هو الترويج أن ما حدث لا يعدو ان يكون "إنقلاب عسكري"..وهذا قمة الاستخفاف بالطبع... فتعريف الانقلاب العسكري هو التخطيط سراً من فصائل الجيش للإنقلاب على القيادة والتحرك "فجأة" للإستيلاء عليها..وما يتبعه من السيطرة العسكرية بالقوة المسلحة على مفاصل الدولة ومؤسساتها بالقوة المسلحة دون إرادة واضحة من الشعب وتولي سلطة الرئاسة!!!!!
وما حدث بالطبع بعيد كل البعد عن كل هذا...وفي أكبر ثورة وأعظم تظاهرة تمت عبر عصور التاريخ الموثق..بل أنها تم إدراجها في موسوعة الأرقام القياسية "جينيس" كحدث تاريخي مشهود امام العالم أجمع!!!!..
ومن ناحية أخرى تستخدم الادارة الأمريكية ورقة قطع المعونة الأمريكية لمصر؟؟؟..وبصرف النظر عن (طظ في المعونة الأمريكية)..لكن الحقيقة أن امريكا لا تستطيع فعليا ان تفعل هذا!!!!

فالمعونة الأمريكية لمصر هي مبلغ ثابت سنويا تتلقاه مصر من الولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 واحد البنود المرفقة بها.. حيث أعلن الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر تقديم معونة اقتصادية وأخرى عسكرية سنوية لكل من مصر وإسرائيل تحولت منذ عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولار لإسرائيل و2.1 مليار دولار لمصر... منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية... وبرغم من انه تمثل المعونات الأمريكية لمصر 57% من إجمالي ما تحصل عليه من معونات ومنح دولية من الاتحاد الأوروبي واليابان وغيرهما من الدول.. لكن الحقيقة ان مبلغ المعونة لا يتجاوز 2% من إجمالي الدخل القومي المصري...
ويستبعد كل المتخصصين أن تقطع المعونة العسكرية لمصر لأنها تضمن اولا التفوق التسليحي الإسرائيلي على الجانب المصري...كما انها عامل رئيسي في تعزيز الأهداف الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة... بل واستفادت من خلالها واشنطن الكثير.. مثل منحها تصريحات بأسبقية للبوارج الحربية الأمريكية لعبور قناة السويس.. إضافة إلى التزام مصر بشراء المعدات العسكرية من الولايات المتحدة... ولا يعد التلويح بقطع المعونة الأمريكية الأول من نوعه ولن يكون الأخير فدائماً ما تستخدمها الولايات المتحدة كورقة ضغط على مصر لتحقيق مصالحها السياسية...
لكن العامل الأهم أن قطع المعونة هو الخسارة الأكبر لأمريكا لأنه سيؤدي بالطبع لتوازن القوى في المنطقة وإعلاء الدور الروسي الذي بادر على الفور بإعلان استعداده التام للمساعدة...وخاصة مع ما يحققه الدور الروسي كحائط صد للأهداف الأمريكية في سوريا!!!!
ولا نتجاهل ايضا خطورة استعداء الجيش المصري على أمن اسرائيل وخاصة بعد عمليات التطهير التي بدأت على الفور بعد اسقاط العميل الخائن الذي تم عزله!!!!
وبصورة عامة...لن تغامر أمريكا بالعداء المباشر بعد فضائحها في العراق وما عانته من ضربات وخسائر اليمة لم تتعافى منها لا في الداخل ولا امام العالم... إضافة إلى أن هذا الإستعداء يعطي الفرصة المناسبة للمنافسين والمعارضين في الكونجرس الأمريكي لمهاجمة إدارة أوباما في الوقت الذي تتورط به إدارته في عدة فضائح وسقطات لعل من أهمها رعاية وتمويل "الارهاب الإسلامي" في الشرق الأوسط ...في وقت تحتاج به الادارة الامريكية لبث صورة الاستقرار... من ناحية لمواجهة الأزمات المتفاقمة داخليا..ومن ناحية اخرى للسعي وراء تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير وايقاد شعلة الحرب الثالثة في العالم الاسلامي بناء على ما جنده لأجله اللوبي الصهيوني ومكنه "الإيباك" من فترته الرئاسية الثانية!!!!

وتبقى ورقة أخرى وهي الضغط على الدول الافريقية لتعليق عضوية مصر في منظمة الاتحاد الأفريقي..التي أنشأتها مصر بالأساس.. باعتبار ان ما حدث هو انقلاب عسكري..وهذا يتطلب تحرك ديبلوماسي عاجل ومحنك لتدارك الأمر...
والخلاصة.. ان ما حدث في مصر هو رحمة تضاف للرحمات الإلهية المتوالية عليها...حيث تم احباط ما يزيد عن ال 80% مما كان مخطط لها من بعد ثورة يناير 2011 من عمليات متوالية دموية وارهابية لإسقاط مؤسسات الدولة وتفكيك الجيش المصري وتوريط مصر في أزمات اقتصادية وامنية واقليمية.. وما حدث هو بالفعل اول هزيمة في المخطط الدجالي الشيطاني للمنطقة.. أعاننا الله على ما هو آتي..وأعاننا الله على بناء الوطن وتوحيد شتاته ومده بالقوة التي يحتاجها ونحن بإذن الله على ذلك لقادرين... حفظ الله مصر وشعبها وحفظ اوطاننا العربية والاسلامية!!!!
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع