
الفوضى فوضى ولو اختلفت الصفات التابعة لها بين أن تكون خلاقة أو منظمة ، فالفوضى الخلاقة كمفهوم ، مبني على نظرية الانفجار الكوني و أن الكون كله خلق من الفوضى و أن الفوضى هي التي خلقت الكون بدون إله واحد قادر على ذلك و بالتالي فالفوضى التي يمكن صناعتها الآن في العالم ستخلق في النهاية نظاماً عالمياً موحداً !!
و في الواقع هذه عقيدة ملحدة عليلة خاطئة و مخالفة للحقيقة .. وهذا المصطلح العقائدي الفاسد تم إطلاقه في مشروع يصب في العالم العربي لافتعال فوضى مدبرة تؤدي إلى خلق واقع جديد يحقق في النهاية نظام قطبي عالمي موحد تكون السيادة فيه لليهود. و الطريق لتحقيق هذه الفوضى هو تدمير الشعوب ذاتياً .... حيث أنهم درسوا الدين الإسلامي جيداً و فشلوا في تحريف القرآن و السنة لأن الله هو الحافظ لهم كما أنهم يعلمون تحذيرات النبي لنا فدخلوا لنا منها وعرفوا أنهم لن يستطيعوا القضاء علينا إلا بهذة الطريقة و هى الحروب الأهليه و نشر ثقافات مبتدعة دخيلة على الثقافة العربية و الإسلامية ألفاظ جوفاء لا تحمل بين طياتها واقعاً حقيقياً تصب جميعها في التحلل و الانسلاخ من قيم و مبادئ المجتمع و الدين و هذه المصطلحات في بروتوكولات صهيون و هي ضد سنن الله في كونه فأصابع الإنسان الواحدة ليست متساوية في الطول و لا في العرض و لا في الارتفاع !! فما بالك بمليارات البشر كل منهم له شخصية و عقل و قلب و فكر و عقيدة مختلفة لا يمكن أبداً جمع هؤلاء الناس و توحيد فكرهم إلا إذا تم استنساخ هؤلاء البشر بآلات كالحاسب الآلي.
وعن أدوات الفوضى الخلاقة التي استحدثها "الموساد" و"السي أي إيه " بعد نجاح الغزو الأمريكي للعراق في تحقيق أهدافه المرجوة في تفكيك الأجهزة الأمنية وإحداث الفتنة الطايفية والفوضي كشف" جوليان أسنج" مؤسس موقع ويكليكس الشهير عن استخدام موقع التواصل الاجتماعي " الفيسبوك " كآلة تجسس لصالح الاستخبارات الأمريكية " السي أي إيه . ومن جانبه وصف أسنج "الفيسبوك " بأنه قاعدة البيانات الأكثر شمولا في العالم عن الناس، علاقاتهم ، وأسمائهم وعناوينهم، والاتصالات مع أشخاص آخرين وأقاربهم – حيث تقع جميعها في متناول الاستخبارات الاميركية .
ولم تقتصر تنبيهات أسانج على موقع فيس بوك بل امتدت إلى مواقع أخرى كبرى في عالم التكنولوجيا، كمحركي البحث جوجل والياهو, بل وجميع الشركات الكبرى الأمريكية، حيث اعتبرها أسانج مجرد واجهات لوكالة الاستخبارات المركزية..
ونبه أسانج إلى أنه على جميع البشر حول العالم أن يدركوا أن الاشتراك في فيس بوك يعني تقديم معلومات مجانية لوكالات الأمن الأمريكية؛ لكي تقوم بإضافتها إلى قواعد بياناتهم التي يضعونها لجميع البشر على وجه الأرض . ليس هذا فحسب بل كشف موقع " القناة السابعة " الصهيوني عن إطلاع مكتب التحقيقات الفيدرالية" إف بي أي " على كل ما يرد دوريا من أخبار على شبكات التواصل الاجتماعي " الفيسبوك " و" التويتر " . وأشار الموقع إلى أن رؤساء مكتب التحقيقات الفيدرالية يريدون تحليل المعلومات التي يتدوالها الجماهير على موقع "الفيسبوك" و"التويتر" أو اي شبكة تواصل اجتماعي أخرى لتحديد المشكلات الأمنية المختلفة قبل حدوثها على أرض الواقع . وأضاف الموقع الصهيوني أن ذلك يتطلب مساعدة من العملاء على الفور لتحديد كلمات البحث التي تساعدهم في الحصول على المعلومات المطلوبة . فإذا تحدثنا عن العملاء والمأجورين الذين يتخفون داخل عباءة الثاير الحق وهم من يحملون أجندات خارجية وليسوا الثوار الحقيقيين الذين خرجوا من ميدان التحرير بعد سقوط النظام إلى العمل لإعادة بناء مصرنا الجديدة .
فقد شهد يوم 23 من يناير الماضي الذي يتزامن مع الذكرى الأولى لثورة ال 25 من يناير عقد المؤتمر الأول للسلام عبر " الفيسبوك" برعاية وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كيلنتون والرييس الصهيوني شيمون بيريز من خلال حركة شبابية ماسونية عبر صفحتها على موقع الفيسبوك باسم " هيا ياقادة الشباب" ، حيث أطلقت هذه الحركة على صفحة "الفيسبوك" في العام الماضي بمبادرة من المفاوض الإسرائيلي السابق أوري سافير حيث يقوم شباب من إسرائيل وفلسطين والعالم العربي بتبادل الآراء والأفكار عبر الصفحة فيما تم تنظيم عدة نشاطات أبرزها تنظيم رحلة لشباب من فلسطين وإسرائيل ومصر والجزائر إلى برشلونة حيث تمت زيارة المدينة والاطلاع على معالمها ومؤسساتها وحضور مباراة لكرة القدم لفريق برشلونة ومشاهدة الفريق أثناء التدريب. فتهدف هذه الحركة الشبابية الماسونية لتعزيز قدرات الشباب في الشرق الأوسط على التغير، حيث تعمل الحركة القيام بمشاريع أكاديمية لتأهيل قيادة شابة في المنطقة . ومن خلال هذة الحركات الإسرائلية القذرة التي تنشر التتطبع والأختلاط بين اليهود و شباب العرب والمسلمون بكل الفئات فهذه الحركة الماسونية على قناعة تامة بأن جيل الشباب الجيل الذي صنع الربيع العربي من على شبكات التواصل الاجتماعي، يمكنه أن يصنع ربيعا شرق أوسطيا. فبعدأن نجحت الثورة المصرية المجيدة في إسقاط نظام مبارك العميل ، بدأتمصر تدخل عهد جديد تلقت إسرايل مع بداية الثورة العديد من الصفعات أبرزها على الاطلاق توقيع اتفاق المصالحة الوطنية بين السلطة الفلسطينية وحماس في القاهرة وعلى ذلك قال الكاتب الإسرائيلي " داني روبنشتاين " في مقال له في صحيفة " كلكليست انه أجرى اتصالا هاتفيا مع احد الأساتذة في جامعة الأزهر بغزة ، الذي أعرب له عن اندهاشه من تزايد وتيرة البناء في غزة بعد سقوط حكم مبارك .وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن الحافلات تشق الأراضي المصرية كل يوم إلى الأنفاق التي تربط بين مصر وقطاع .
وأردف الكاتب الإسرائيلي أن الفضل في بدأ نمو الاقتصاد الغزاوي يعود إلى ثورة ال 25 من يناير التي أطاحت بنظام مبارك ، حيث حول النظام الجديد في مصر تجارة الانفاق بين مصر وغزة من تجارة محظورة الى تجارة مشروعة . وفي السياق ذاته نجحت الثورة المصرية أيضا في تشجيع الدول العربية على الإطاحة بالأنظمة الديكاتورية وبالتالي لو نجحت الثورة المصرية في تحقيق اهدافها المرجوة ستعود بالضرر على إسرايل وسيعجل بنهايتها بتوحيد المسلمين ضد اليهود وتحرير المسجد الأقصى من أيدي الصهاينة الغاصبين . وللتأكيد على هذا الكلام نقرأ نصا أقوال الحاخام اليهودي أمنون كوهين عن الثورة المصرية في أحدي محاضرته : من المعلوم لديكم أن حبل المشنقة يشتد حول رقابنا ، فالدول من حولنا تطمح شكليا لتحقيق الديمقراطية ولكن الحقيقة هي أنهم يطمحون للتخلص من الديكتاتورين ولكن لا تظنوا أن الذي سيأتي أفضل فالسادات قد حل مكان ناصر ومبارك حل مكان السادات ولأن مبارك لم يقتل مثل سالفيه أراد توريث الحكم .
أيها اليهود أنتم تعلمون أن المنطقة حولنا تهتز وبقوة ، وإذا كان بفكركم أن الثورات بعيدة عنا وسنبقى متفرجين من بعيد فأنتم مخطؤن وليكن لكم علم أنه إذا تغير الحكم وكان إسلامي فسنكون بمشكلة كبيرة جدا . من منكم يذكر عندما قلت لكم ، ماذا سنفعل إذا قررت الملايين أن تزحف إلى إسرايل ، وقد رأيتم أن الجيش يعجز عن كبح أقل من نصف مليون متظاهر في مصر .. إذا ماذا سنفعل !! الآن كانت في مصر مظاهرة مليونية وصل عدد المتظاهرين فيها لـ 2مليون وماذا قالوا فيها ؟؟
إنهم يريدوا أن يزحفوا إلى القدس .. مشيا على الأقدام ! حتى يحرروها. سيناء بعيدة عنا بعض الشي جغرافا ولكن مالذي سيحصل إذا الملايين زحفت من الضفة أيضا وباقي الحدود لنرى كيف سيكون هذا .. ماذا يقولون .. الموت لإسرائيل ومن ثم " للقدس رايحين شهداء بالملايين " هذه هي البداية فقط ؟؟؟
فبعد أن نجح الإسلاميون بالفوز بثلثي مقاعد البرلمان الجديد ( برلمان الثورة ) بدأت المخاوف الإسرايلية تزداد ، وفي هذا الصدد كتب المعلق الاستراتيجي مردخاي كيدار مقالا على موقع " نيوز وان " جاء فيه : أنه منذ قيام ثورة ال 25 من يناير المجيدة وبعد تنحي الرئيس حسني مبارك في 11 من فبراير لعام 2011 اصبح الشغل الشاغل على الساحة السياسية الداخلية في مصر يتركز على كيفية بناء نظام الحكم المستقبلي لمصر الجديدة . ويشير مردخاي إلى أن هذا البناء لنظام الحكم المستقبلي لمصر ، يتركز على عدة تساؤلات عن التشكيل الحزبي لمجلس الشعب وماهو تقسيم الصلاحيات بين مجلس الشعب و الرئيس والقضاء . ويضيف المعلق الإسرايلي قائلا ": أنه إذا ما تتطرقنا إلى الأحزاب الدينية نجد أن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين قد حصل على 235 مقعدا بنسبة تقدر بنحو 47.2 % من عدد المقاعد بالبرلمان فيما حصل حزب النور السلفي على 123 مقعدا بنسبة 24.7 من مقاعد مجلس الشعب فيما حصلت بقية الأحزاب الليبرالية والعلمانية نسبة ضيلة جدا من المقاعد .. وتابع المعلق الإسرايلي بأن القضية التي طرحت مؤخرا والتي تعد من جدول الأولويات القومية هو تغير اسم مصر ،و الذي تغير عدة مرات على يد رؤساءها متوقعا تغير اسم مصر خاصة في ظل حكم الإسلامين بعد الثورة إلى " جمهورية مصر الإسلامية العربية ".
وفي السياق ذاته تساؤل تسفي مزئيل سفير إسرايل الأسبق لدي مصر في مقال له في صحيفة يديعوت احرونوت ...هل تسير مصر صوب ديكتاتورية جديدة بعد أن أطاحت بالديكتاتور حسني مبارك ؟؟؟ . وأضاف مزئيل أن ذهاب يهود فلسطين والمغرب الي دمنهور من اجل الاحتفال بمولد ابوحصيرة كان شيئا مقبولا حتى سنوات الأربعينات ، ثم تجدد هذا الاحتفال بعد توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل ، ولكن زوار ابوحصيرة ترددت حولهم أخبار بأنهم يشربون الخمر وينتهكون القيم الإسلامية ، بل ووصل الأمر إلى القول بان إسرائيل تريد أن تستولي على مقر ابوحصيرة وتحويله إلى مستوطنة يهودية .وتابع مزئيل ..الآن وبعد الإطاحة بنظام مبارك الديكتاتوري الذي منع الحقوق الأساسية للإنسان ازدادت الدعاية المضادة لإسرائيل ، وأصبح الإخوان المسلمين الذين كانوا جماعة محظورة في عهد مبارك الى اكبر الفائزين في الانتخابات ، واصبحوا يترددون حاليا في في اظهار معاداتهم للسامية المتأصلة في ايديولوجياتهم الفكرية. وبالقراءة في الفكر اليهودي نجد أن ولاءهم دايما للأقوى وبعد نجاح الإسلاميين للوصول للحكم في مصر ،ذكرت "القناة السابعة " الإسرايلية أن الخارجية الإسرائيلية بعثت بتهنئة رسمية لمصر، بمناسبة انعقاد أولى جلسات مجلس الشعب، بعد الثورة، وجاء في نص الرسالة، بحسب الموقع الإسرائيلي:
«بمناسبة انعقاد مجلس الشعب المصري، في 23 يناير، تهنئ إسرائيل الشعب المصري على جهوده في تحقيق الحرية والديمقراطية والتنمية الاقتصادية.وأضافت وزارة الخارجية الإسرائيلية في رسالة التهنئة: «نحن نتمنى من البرلمان الجديد العمل البناء والمثمر من أجل الجمهور المصري، نحن متأكدون أن مصر ستستمر واضعة نصب أعينها أهمية السلام والاستقرار في منطقتنا". وبالطبع هذه البرقية التي تبث السم في العسل تكشف عن وجه إسرايل وأهدافها من إحداث الفوضى الخلاقة في مصر . ومن جانبها أشارت صحيفة " معاريف " إلى أن الفرصة سانحة الآن أمام إسراييل لشن عدوان جديد على مصر وكلا من سوريا والأردن على غرار ما حدث في حرب الأيام الستة عام 1967 . ومضت الصحيفة تقول أن العقد الماضي شهد انخفاضا في احتمالات اندلاع حرب بين إسرايل والدول العربية ولكن بعد قيام ثورات العربي أصبحت الحدود الإسرايلية مهددة . وبررت الصحيفة تلك الدعوة بضعف الجيوش العربية فالجيش العراقي تم تفكيكه بعد الغزو الأمريكي للعراق والآن الجيش السوري مهدد بنفس المصير الذي لاقاه الجيش العراقي وأما الأردن على الرغم من توافقه السياسي مع إسرايل إلا أنها ستسعى بأي ثمن لتجنب المواجهة العسكرية مع الأردن ويبقى المعضلة الكبرى المتمثلة في الجيش المصري . وتضيف الصحيفة أن الجيش المصري استمر في العقود الثلاثة الماضية للتخطيط للحرب عامة وضد إسرايل على وجه الخصوص رغم معاهدة السلام . وتابعت الصحيفة بأنه على الرغم من الهدوء النسبي الذي شهدته العلاقات المصرية الإسرائيلية في عهد الرئيس السابق إلا أنه بعد صعود الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم أصبح هناك حالة من انعدم اليقان بشأن السياسة المستقبلية لمصر في ظل حكم الإسلاميين . وأضافت " معاريف " أن التصريحات المتناقضة للقيادة المصرية وليس فقط بين أوساط الإخوان المسلمين بشأن مستقبل معاهدة السلام ، يضفى مزيد من الشك بشأن استمرارها وبالتالي مصر من شأنها أن تنتهك المنطقة منزوعة السلاح في سيناء .
تعقيبا على مذبحة بورسعيد ، كتبت " الإسرايلية" ذاتها تقول أنه في يوم 13-2 -2012 كان من المقرر أن يستقبل الريس السابق حسني مبارك في مطار القاهرة الدولي المنتخب الوطني بعد حصولهم على بطولة إفريقيا لكرة القدم للمرة الرابعة على التوالي. وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس السابق كان سيصطحب بالطبع ابناءه علاء وجمال لاستقبال الأبطال حاملي الكأس ومدربهم حسن شحاتة . وتضيف الصحيفة أن الوضع الآن تحول في مصر فبدلا من أن كانت الاحتفالات ستعم ميدان التحرير تغير السيناريو الحاصل في مصر تماما في هذه الآونة ، فالأول رحل مبارك ومن بعده شحاته على الفور والوضع في التحرير والدولة يسودها حالة من الحزن ومصر تشتعل يوما بعد يوم ، وهذا بالطبع ماتبغيه إسرايل فكما قال هيتلر في كتابه "كفاحي " : لقد كان في وسعي ان اقضي على كل يهود العالم ولكن تركت بعضهم لتعرفو لماذا كنت ابيدهم.