تذكر اخي العربي قول نيتنياهو للإدارة الأمريكية :
" لا تقلقوا فالعرب سيتعاملون مع الواقع الجديد شديد الإهانة .. وسيتكيفون معه .. تماما كما تكيفوا مع كل هزائمهم " ..!!!
اقولها لكل من يلتحف بالعباءة الامريكية وبالتدخل الغربي بزعم حل المشاكل العربية...اقولها لمن تجاهل كل ما حدث منذ شرارة الربيع العربي الاولى..وما تم ويتم من مذابح يتم التضليل على مرتكبيها...
حتى لا تضيع حقائق التاريخ من بين يدي أجيالنا الحالية والقادمة .. أذكر بعض صور التعذيب التي مارسها الجنـود الأمريكيون والبريطانيون مع العراقيين ( العرب ) في سجن أبو غريب العراقي .. فقد كشفت التقارير والتصريحات التي تداولتها وسائل الإعلام العالمية ـ وفي مقدمتها الأمريكية ـ عن عدد من الحقائق المذهلة :
أولا : نقلت صحيفة " ذي صن " البريطانية يوم الخميس 19 فبراير 2004 شهادة جندي بريطاني على عمليات تعذيب العراقيين ( العرب ) في سجن أبو غريب .. قائلا : " كانت جولة ضرب الجنود العراقيين المعتقلين تبدأ بالركل في البطون وهم مستلقون على الأرض ثم يتصاعد التعذيب ـ وسط ضحك الزملاء ـ إلى حد جعل المعتقلين يتبولون ويتبرزون في ملابسهم من شدة الخوف والترهيب .. كما كانوا يجبرونهم على شرب بولهم إمعانا في إهانتهم وإذلالهم ..!!! وأضاف أن البريطانيين كانوا يركلون ويضربون ويعتدون بكل وسائل الإهانة على الأسرى العراقيين ( العرب ) دون توقف .. رغم صرخاتهم بطلب الرحمة وبكائهم لدرجة أن أصواتهم كانت تصل إلى ثكنات الجنود البريطانيين الآخرين وتمنعهم من النوم .. لقد تعاملوا معهم بوحشية كأنهم يتعاملون مع حيوانات..!!!
ثانيا : ركز التعذيب والإذلال الذي مارسه الجنود الأمريكان والبريطانيون ـ مع المعتقلين العراقيين ( العرب ) ونشرته وسائل الإعلام المختلفة ـ علي التعذيب الجنسي وممارسة الشذوذ معهم لتعظيم الإهانة . وهذا مؤشر علي أننا أمام جنود سفلة فاقدي الأخلاق والقيم . وأنهم إذا كانوا قد مارسوا هذه الأعمال من تلقاء ذاتهم فإنهم يعبرون عن ثقافة منحطة وإذا كانوا قد مارسوها بناء علي تعليمات من جهات عليا فإنهم يضيفون إلي الثقافة المنحطة فكرا عسكريا منحطا أيضا .
ثالثا : أن الجندية الأمريكية قد تساوت مع الجندي الأمريكي في البشاعة والشذوذ . فقد نقلت الصحف والمجلات وقنوات التليفزيون صورة المجندة الأمريكية " ليندي انجلاند " وهي تجر سجينا عراقيا مكبلا بالأغلال وهو عار تماما . أمّا المجندة الأمريكية ـ سابرينا هارمان ـ التي ظهرت بجوار عدد من السجناء الذين تم إلقاؤهم فوق بعضهم وهم عرايا تماما ووضعهم في أوضاع جنسية شاذة فقد قالت إن مهمتها كانت تحويل سجن أبو غريب إلي جحيم .. وأنها كانت مكلفة بجعل المعتقلين ينهارون استعدادا للاستجواب . وكانت مهمة الشرطة العسكرية جعلهم – أي جعل السجناء - متيقظين وتحويل الأمر إلي جحيم حتى يتكلموا .
رابعا : أن مسألة التعذيب لم تكن مسألة مبادرات سلبية فردية بل إن ثمة برنامجا تم تدريب عدد كبير من الجنود عليه لإجبار المعتقلين علي الإدلاء بالاعترافات . وإن الإنسان ليصاب بالدهشة والهلع عندما يري فتيات صغيرات يتلذذن بالتعذيب والإشراف علي عمليات الإذلال بالشذوذ الجنسي . ونتساءل : أي أنواع من البشر هؤلاء .. بل أي أنواع من الكائنات تحول إليها هؤلاء الجنود وهؤلاء الجنديات ؟! وأي انحطاط فكري وثقافي وإنساني وصل إليه هؤلاء ..؟!
خامسا : أن عمليات التعذيب والتحقير والإذلال والاغتصاب تمت بتوجيهات عليا وأن الهدف منها كان جعل المعتقلين العراقيين ( العرب ) في حالة مزرية حتى يسهل استجوابهم من قبل المخابرات الأمريكية . ومعني هذا أن الجنود الأمريكيين - والبريطانيين أيضا - وإن كانوا مسئولين عن تنفيذ هذه الممارسات السافلة فإن ثمة مسئولين أكبر وأعلي مستوي هم الذين يتحملون المسئولية . ومن ثم فلا يكفي الإقرار ببشاعة ما جري أو الاعتذار عنه أو توجيه اللوم أو العقاب لعدد من الجنود .
سادسا : أن الجنود الذين مارسوا التعذيب والإذلال قد عبروا عن نزعة عنصرية حاقدة وفكر إرهابي سوداوي متطرف في سوداويته . فإنهم لم يكتفوا بممارسة هذا التعذيب وذلك الإذلال بل حرصوا علي تسجيله بالصوت والصورة ونقله علي اسطوانات ممغنطة " C. D " وتداولها فيما بينهم وكأنهم يسجلون حفل انتصار أو ليلة عرس . أي أن هؤلاء الجنـود كانوا يستمتعون مرتين . المرة الأولي عند ممارسة هذا التعذيب والمرة الثانية عند مشاهدته مما يؤكد المسئولية علي كل المستويات .
وننتهي من هذا كله ؛ إلى أن هذه هي حضارة الولايات المتحدة الأمريكية .. وهذه هي حضارة الغرب عموما ..!!! وهذه هي ثقافة العولمة التي يتبنونها ويريدون فرضها على العالم أجمع بصفة عامة .. وعلى العالم الإسلامي بصفة خاصة ..!!! ففي : " غياب المطلق الديني ( المفقود لدى الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما.. التي لن ينتهي منها إلا إلى العيش في مجتمع أحط من مجتمع الذئاب الحيوانية ..!!!
صور أخرى من الإرهاب والإجرام الأمريكي ..
في الوقع ... يموج مسرح الأحداث العالمية ـ في الوقت الحاضر ـ بصور كثيرة من الإرهاب والإجرام الأمريكي ـ لا يمكن حصرها ـ في كل أرجاء العالم .. وبصورة في غاية من التردي لهذه الحضارة الأمريكية العفنة ..!!! فبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ، والتي قاموا بتمثيلها وإخراجها بسيناريو غبي وأبله .. ومفضوح أمام العالم كله ( راجع مقالة الكاتب : أحداث الحادي عشر من سبتمبر والاستهزاء بعقول العالم ) ..!!! قامت الولايات المتحدة بغزو أفغانستان ؛ وعقب محاصرة القوات الأمريكية لمدينة قندوز الأفغانية وقبول قوات طالبان تسليم المدينة بشرط أن يعود المقاتلون إلى بيوتهم وقراهم ، كشفت مجلة " نيوزويك الأمريكية " في نوفمبر 2001 ، بأن القوات الأمريكية قامت باقتياد 800 من المقاتلين ـ بعد استسلامهم ـ إلى قلعة " جانجي " حيث قامت الطائرات الأمريكية " إف 18 " بقصفها بالقنابل الحارقة ـ تحت زعم تمرد المقاتلين ـ مخلفة بذلك مئات الجثث المتفحمة لرجال كان كثير منهم مقيد اليدين .
كما قامت القوات الأمريكية ـ بعد ذلك ـ بقتل نحو 3000 ( ثلاثة آلاف ) أسير آخر ( خليط من أفغان وعرب وشيشان وباكستانيين ) بوضعهم في حاويات مغلقة ـ تحمل كل حاوية من 200 إلى 300 أسير ـ بعد أن تم تقييد أيدهم وتعصيب أعينهم ، وقيل لهم أنهم سيتوجهون بهم إلى سجن " شبرقان " ومنه إلى مدنهم وقراهم . وبعد مضي عدة ساعات عرف ركاب الحاويات أن القوات الأمريكية غدرت بهم وأنهم سيقتلون بطرق رخيصة .. بتركهم في هذه الحاويات أو هذه العلب المغلقة لعدة أيام .. بلا ماء ولا هواء ..!!!
وبعد عدة ساعات قام الأسرى بالصراخ طلبا للماء والهواء .. ولكن بلا جدوى . وبعد مضي 24 ساعة بلا ماء ولا هواء بدأ كل أسير يلعق عرق جسد الآخر ، وبمضي الوقت بدأ الأسرى في الترنح وفقدان الوعي .. وفتحت الحاويات بعد أربعة أو خمسة أيام فاندلعت الجثث المخلوطة بالبول والدم والغائط والقيء واللحم المتعفن ..!!! وتقول مجلة نيوزويك : إن ما حدث في مدينة قندوز هو أحد الأسرار الصغيرة للحرب القذرة على أفغانستان ..!!! فهذه هي الولايات المتحدة .. التي كشفت عورة الحضارة الغربية القبيحة .. وهذه هي هويتها الدينية .. وهذا هو ضميرها الإنساني الممسوخ ..!!!
صورة الإنسان العربي ـ المسلم ـ من المنظور الغربي في هذه الحقبة التاريخية الهامة ( القرن العشرون وبداية القرن الواحد والعشرين ) ..
إذا استثنينا الصورة الرمزية المتمثلة في افعال الجنود الأمريكيين بالأسرى العراقيين .. فإن أصدق صورة يمكن أن تعبر عن هذه الحقبة التاريخية الهامة من حياة الشعوب العربية وموقف الدول الغربية منها .. هي صورة الجندي الأمريكي الذي يتبول فيها فوق رأس الجندي العراقي ( العربي ) الأسير وهو راكع أمامه على ركبتيه .. مطأطئ الرأس في انكسار شديد .. ويديه مقيدتان خلف ظهره ..!!!
وبذلك يكون نيتنياهو قد صدق عندما قال للإدارة الأمريكية :
" لا تقلقوا فالعرب سيتعاملون مع الواقع الجديد شديد الإهانة .. وسيتكيفون معه .. تماما كما تكيفوا مع كل هزائمهم " ..!!!
وهكذا ؛ جردنا الغرب المسيحي / اليهودي ( وفي مقدمته الولايات المتحدة وإسرائيل ) من كل شيء .. فقد جردونا من السلاح .. وجردونا من المقاومة .. كما جردونا من الشرف والكرامة .. ويحاولون ـ الآن ـ أن يجردونا من ديننا وتديننا ( بعد أن فقدوا هم الدين والتدين كما فقدوا الأخلاق والقيم والمبادئ ) .. وليس هذا فحسب بل يحاولون أن يجردونا من عقولنا أيضا ..!!! لنصبح ـ لهم ـ مجرد مزرعة من الحيوانات .. يقومون بنحر مفرداتها كيف شاءوا ومتى يشاءوا ..!!!
فهذه هي الحقيقة العارية ـ بكل أسف ـ الذي انتهينا إليها بفضل أنظمتنا الطاغوتية الحاكمة .. وإعلامنا العميل للشيطان .. حيث يقول المستشرق الأمريكي " و. ك. سميث " ( الخبير بشؤون باكستان ) :
" إذا أعطي المسلمون الحرية في العالم الإسلامي وعاشوا في ظل أنظمة ديمقراطية فإن الإسلام سوف ينتصر في هذه البلاد ، وبالديكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية وبين دينها"
ولا يبقى سوى أن أذكر بقوله تعالى ..
) كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (9) لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ (12) (
( القرآن المجيد : التوبة {9} : 8 - 12 )
التفسير : ( كيف ) : يكون لهم عهد / ( وإن يظهروا عليكم ) : يظفروا بكم / ( لا يرقبوا فيكم إلا ) : لن يراعوا فيكم عهدا لو ظهروا عليكم ( أي لو ظهر ـ المشركين ـ على المسلمين وأديلوا عليهم فلن يبقوا ولن يذروا ) / ( ولا ذمة ) : عهداً / ( يرضونكم بأفواههم ) بكلامهم الحسن / ( وتأبى قلوبهم ) الوفاء به ( وأكثرهم فاسقون ) ناقضون للعهد . كما تقطع الآية الكريمة التاسعة بشرك أهل الكتاب ( كما يدل هذا من سياق الحدث للنص القرآني ) . وكذلك تقطع هذه الآية الكريمة بالمتاجرة بالدين .. وبتحريف نصوص الكتب المقدسة السابقة على الإسلام .. لأنها تنتهي بالصد عن سبيل الله ..!!! ( وقاتلوا أئمة الكفر ) : ويشمل هذا أيضا المواجهة الفكرية معهم ـ أولا ـ لعلهم ينتهون ...
تعليقات
إرسال تعليق