حجر الفلاسفة..اسم له رنين غريب، بمقدار غرابة أحد أشهر الأحجار التي عرفتها البشرية منذ تشكل الخلق الأول على وجه الأرض، ذلك أنه حجرٌ ليس كسائر الأحجار، إذ لم يسع وراءه لا القراصنة أو اللصوص ولا التجار ولا جامعو التحف، بل كان مريدوه من الفلاسفة والعلماء والشعراء منذ القدم حتى اليوم، أولئك هم المهندسون المشغولون بعمل أبنية أكثر ضخامة من الأهرامات وأكثر روعة من عجائب الدنيا السبع، مهندسون يبنون أبراجهم في ساحات أفكار اللغة وجنائن الفلسفة ورياض الأحلام، معتمدين في ذلك على سؤال قديم قدم الإنسان نفسه في عناقه للخلود وكمال الغايات، فما هي قصة هذا الحجر الذي لا يكاد يعرف عنه الكثيرون أي شيء اليوم في ركضهم الماراثوني الذي ساقتهم له تراكمات الحياة العصرية الحديثة التي اشتعلت فيها نار استهلاك المدنية الزائفة، فخبت جذوة السؤال، بعد أن جرى تسليع كل شيء، حتى الأحلام الكبرى والمعرفة؟
ربما تناهت لأسماعنا أسماء أحجار مثل حجر رشيد الذي أدى إلى فتح عظيم في اكتشاف الآثار الفرعونية والحجر الأسود في الكعبة المشرفة وأساطير فرعونية هندية تتحدث عن أحجار أخرى مثل مقطوعة ''حجر الألماس'' ومقطوعة ''حجر الصدى'' ومقطوعة ''حجر الأب'' و مقطوعة ''حجر المومياء''، لكن البحث والخوض في ''حجر الفلاسفة'' وأصله يعد عملية مدوخة بحق، نظرا لتشعب الحكايات حوله وامتداده وتغلغله في أكثر من حضارة وثقافة في آن معا، لكن كل ذلك لا يلغي المتعة المتكشفة شيئا فشيئا كلما اقتربنا من جذوره وحفرنا في أرضيات أصوله وسحره المنسوج بجمال حكاياه، ولعل أكثر ما يعبر بصورة مكثفة حول حجر الفيلسوف أو فكرة ''حجر الفلاسفة'' نفسها، هو ما ورد في الموسوعة العربية الميسرة التي تقول إنه: ''نُسب للإسكندرية أنها موطن البحث عن حجر الفلاسفة وإكسير الحياة الذي يحيل المعادن ''الخسيسة'' إلى ثمينة ويعيد الشباب إلى الإنسان، وإن هذا الفن قديم قال البعض بنشوئه في مصر وقال آخرون في الصين (القرن الثالث أو الخامس قبل الميلاد) وأنه ترافق مع التنجيم واختلط به السحر، وأن هذه الفن الذي أطلق عليه الكيمياء القديمة (أو الخيمياء) التي سيطرت الرمزية في العصور الوسطى وأغرقها الغموض ووصل إلى العرب في القرن الثامن الميلادي وبقي معهم إلى القرن الثاني عشر وانتقل إلى أوروبا عن طريق ترجمة أعمال العلماء والكيميائيين العرب من أمثال: خالد بن يزيد وجابر بن حيان وذو النون المصري والطغرائي وزكريا الرازي وغيرهم''•...ولكن الحقيقة ان اول من انشأ هذا العلم هم قدماء المصريين...
ما تعريف مصطلحات " روح الكون" و "حجر الفلاسفة" و " اكسير الحياة" التي وردت في رواية "الخيميائي" لباولو كويليو؟؟؟
في علم الخيمياء هناك مصطلح ( روح الكون ), ويقصد به المبدأ الذي يحرك كل شيء, وهو قائم على تحول الأشياء وتغيرها من شكل لأخر, وهو دائماً ما يعمل لصالح الإنسان, ويقترب الإنسان من روح العالم كلما تزايدت رغبته بشيء ما, ونستطيع إدراك روح العالم من خلال لغة الإشارات أيضاً, وهي هنا تسمى (لغة العالم), اكتشاف مبدأ (روح العالم) سمي بــ ( الإنجاز العظيم ) وهو اكتشاف خيميائي مكون من جزأين, أحدهم سائل وهو ( إكسير الحياة), والأخر صلب وهو ( حجر الفلاسفة).
اما روح الكون هي كقدرة الله على التغيير ولكنها تكون إيجابية عندما يتحلى الإنسان العزيمة و الإصرار وتكون سلبية عندما يكون المرء يائس....
واما حجر الفلاسفة هو مادة اسطورية يُعتقد أنها تستطيع تحويل الفلزات الرخيصة (كالرصاص) إلى ذهب ويمكن استخدامه في صنع إكسير الحياة!!!!
ان اصل هذا المصطلح هو في علم الخيمياء الذي بدأ في مصر القديمة وبالفعل عرفوا فكرة تحويل المعادن إلى معادن أغلى (كالذهب او الفضة) وليس هذا فقط..بل اكتشفوا الطبيعة البيولوجية للذهب...اي انه يأخذ بصمة صاحبه...واذا اختلطت قطرة دم في صهير الذهب احتفظ الذهب بهذه البصمة البيولوجية طوال عمره؟؟؟؟ وان كان الغالبية ينسبون هذا العلم ...اي علم تحويل المعادن إلى كتابات الخيميائي العربي جابر بن حيان....فقد قام ابن حيان بتحليل خواص العناصر الاربعة بحسب أرسطو قائلا بوجود اربعة خواص اساسية الحر والبرودة والجفاف والرطوبة. وقد اعتبر النار حارة وجافة أما التراب فبارد وجاف بينما الماء بارد ورطب والهواء حار و رطب.
فذهب إلى القول ان المعادن هي خليط من هذه العناصر الاربعة اثنان منهما داخليا واثنان خارجيا. ومن فرضيته تلك تم الاستنتاج ان تحويل معدن إلى اخر ممكن من خلال اعادة ترتيب هذه الخواص الاساسية.
ان هذا التحول، بحسب اعتقاد الخيميائيين، سيكون بواسطة مادة سموها الاكسير. وقد قال البعض ان الاكسير هو مسحوق احمر لحجر اسطوري - حجر الفلاسفة.
يعتقد البعض ان ابن حيان قد استمد مفهومه لحجر الفلاسفة من معرفته بامكانية اخفاء المعادن كالذهب والفضة في أشابات واستخراجها منها لاحقا بمعالجة كيماوية. كما كان ابن حيان مخترع الماء الملكي (مزيج من حمض النيتريك وحامض الهيدروكلوريك) أحد المواد القليلة التي تستطيع إذابة الذهب (ولا يزال قيد الاستعمال لتنظيف الذهب).
اعتقد الاقدمون ان الذهب فلز لا يصدأ ولا يفقد بريقه او يفسد.... وبما ان حجر الفلاسفة تحول من معدن قابل للفساد إلى معدن غير قابل للفساد استنتجوا انه يستطيع منح الانسان المخلوق الفاني الخلود. وقد ساد هذا الاعتقاد في القرون الوسطى بالذات؟؟؟؟
وبقي الايمان بحجر الفلاسفة سائدا إلى ان قام أنطوان لافوازييه باعادة تعريف مصطلح العنصر .
نيوتن.. وحجر الفلاسفة؟؟؟
يعد العالم الفيزيائي اسحق نيوتن مع أعظم العلماء على مر العصور لإنجازاته العلمية المؤثرة في حياة البشرية، فقد أسس نظرية الجاذبية واستنتج طريقة عمل النظام الشمسي ووضع قوانين الحركة، لكن الذي لا يعلمه الكثيرون عنه أنه أمضى معظم حياته كأستاذ للرياضيات في كلية ترينيتي بجامعة كمبردج البريطانية وكباحث في علم الكيمياء القديمة.
في عام 1940 استطاع الاقتصادي جون ماينارد كينس الكشف عن صندوق يحتوي على أوراق خاصة باسحق نيوتن كان يدون فيها محاولاته اللانهائية للبحث عن حجر الفلاسفة وهو الحجر السري الذي حاول علماء الكيمياء في عهد المصريين القدماء التوصل إليه لاعتقادهم أنه يستطيع تحويل المعادن الخسيسة إلى معادن نفيسة كالذهب.
ويبدو أن جهد نيوتن ومن قبله علماء مصر القديمة قد ذهب بغير طائل بعد أن تبين في العصر الحديث أنه ليست هناك طريقة كيميائية لتحويل نواة ذرة من عنصر إلى آخر، وكل ما استطاع الكيميائيون فعله هو ترتيب الذرات لتكوين مادة جديدة.. لكن الغريب أن علماء الكيمياء في العصر الحديث بدأوا يسعون وراء اكتشاف أكسير الحياة الذي عندما يشربه الإنسان يجعل خلاياه تقاوم الشيخوخة ومن ثم يعيش عمرا أطول.
لكن بيتر مارشال مؤلف كتاب "حجر الفلاسفة" يرى أن الكيمياء القديمة سوف تعود وتكشف عن وجودها، الأمر الذي دعاه إلى السفر إلى الصين والهند ومصر وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وجمهورية التشيك لكي يجمع معلومات عن أسرار الكيمياء القديمة ويلتقي بخبرائها.. وإذا كان بيتر مارشال لم يستطع حتى الآن أن يحصل على ما كان يتوق الحصول عليه من رحلاته العلمية تلك، إلا أنه خرج من هذه الرحلات بخبرة وتجربة مشوقة مكنته من أن يصبح كاتب رحلات يكتب عن أشهر علماء الكيمياء القديمة في البلاد التي زارها والذين حاولوا إظهار قدراتهم في صنع الذهب باستخدام الزئبق.
يقول بيتر مارشال إنه على الرغم من أن معدن الذهب لم يثبت حتى الآن أن أحدا استطاع تصنيعه من مادة أخرى إلا أن احتمال العثور على حجر الفلاسفة الذي يحول المعدن غير النفيس إلى ذهب يظل قائما.. وطبقا لما رواه بيتر مارشال في كتابه فإن رجلا ادعى أنه اكتشف حجر الفلاسفة قد زار عالما سويسريا يدعى جوهان هيلفيتس في شهر ديسمبر عام 1666 وترك قطعة صغيرة منه للعالم لكي يحللها وغادره على وعد بأن يعود إليه لكي يوضح له كيف يصنع حجر الفلاسفة.
وبعد أن قام العالم السويسري باستخدام قطعة الحجر في تحويل نصف أوقية من الرصاص إلى ذهب نقي، لم يعد الزائر الغامض مرة أخرى لكي يكشف للعالم السويسري كيف يمكنه صنع حجر الفلاسفة.
وهكذا يظل حجر الفلاسفة أسطورة حتى مع نيوتن وغيره من جهابذة علماء العصر الحديث.
هل ملك قدماء المصريين سر حجر الفلاسفة؟؟؟؟
ومن ناحية اخرى وحول سر حجر الفلاسفة ...فاذا ما تأملنا قدماء المصرين وقصة سيدنا موسى علية السلام
وقارون الذى علم ذلك السر وصنع العديد من الذهب...انما اوتيته على علم عندي... وحين طلب منة موسى علية السلام زكاة مالة رفض فخسف الله بة وبمالة...
لا ادري حقيقة صدق القصة ولكن وقعت تحت يدى مخطوطة لعالم كيميائى يتكلم عن الاكسير وصناع الحجر المكرم وكيف يتم بجرام من ذلك الاكسير بتحويل كيلو جرام من الرصاص الى ذهب صافى عيار 24 ويشفى العديد من الامراض المستعصية
ذلك العالم اسمة محمد ابن اميل ابن عبد الله وكان جابر ابن حيان يتعلم منة وكانو الاثنين من تلاميذ الامام جعفر الصادق...وتلك نبذة عنة
محمد بن أميل بن عبد الله بن أميل التميمي عالم الكيمياء والحكيم. عاش في القرنين الثالث والرابع الهجريين / التاسع والعاشر الميلاديين. ولم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عاما لميلاده أو لوفاته أو شيئا عن حياته بالرغم من الدراسات الغربية العديدة التي قامت على أعماله والكثير من الشروح على أعماله من العلماء العرب التالين له.
اهتم العلماء الغربيون المحدثون بأعمال وآراء عبد الله بن أميل، وذلك لجمعه بين الحكمة والكيمياء، فقد كان قصده من العمل الكيميائي إطالة الحياة، وتحويل المعادن الخسيسة إلى معادن شريفة وربط بين هذين العنصرين. فقد أراد عبد الله بن أميل أن يُنشط بالإكسير جسم الإنسان وأن يطهره ويصفيه من عوامل المرض والشيخوخة فتستقر حالته الصحية ويشعر بالنشاط والصفاء فيتخلص من جميع الشوائب. والعامل الذي يصفي جسم الإنسان يستطيع أيضا أن يصفي أجسام المعادن الخسيسة وينقلها إلى الصورة الدائمة التي لا تتبدل. تلك الصورة هي صورة الذهب .
ومن كتبه: المفتاح في التدبير ، و مفتاح الكنوز وحل أشكال الرموز ، و مفتاح الحكمة العظمى ، و شرح الصور والأشكال ، و ميزان القمر وميزان الشمس . و الماء الورقي والأرض النجمية . وله مقالة ب عنوان: مقالة واضحة خالية عن الرمز في علم الصنعة الشريفة وهي مقالة سهلة الأسلوب وضع فيها مجمل خبرته بالكيمياء
ومن اقواله..."اكثر علماء العرب لم يحددوا في كتبهم عن اي طريق يتكملون الا البعض مثل الجلدكي رحمه الله عندما شرح المكتسب لابو القاسم العراقي وتكلم على الطريقه الوسطى التي تظهر فيها الالوان ،وذكر فيها شخص واحد من المعادن الداخله في تلك الطريقه الا وهو الذهب ولكنه انكر ذهب العامه واراد بذلك ذهب الحكماء ،وقد تعددت الرموز في ذهبهم فسموا الكبريت بالذهب وسموا الصبغ ذهبا وسموا الخمير ذهبا وكلها رموز لابعاد الناس عنها حتى لا تخرب الدنيا لان بالذهب قوام اقتصادها وقوتها ولو كشفوا اسمائها لوصلها لها كل احد ولبطلت المعاملات بين الناس ،وهناك عدة طرق لتطهير الذهب وزيادة صبغه لانه الاساس في هذه الصنعه التي سماها صاحب المكتسب زراعة الذهب، وهي زراعه كزراعة النبات فتحتاج لبذره صالحه من النوعيه التي نريد ثمرها ومن ارض صالحه مفلوحه ومن ماء مناسب لري تلك الارض ومن فصل مناسب لطبخ تلك البذره واخراجها من القوه الى الفعل اي من الحبه للشجره ، مما هو معروف عند المطلعين على كتب الكيميا ان الاكسير يتالف من جسد وروح ونفس تفصل بتفصيل طبيعي ثم تركب بتركيب طبيعي ليكون منها دواء يشفى علل باقي المعادن ويردها الى طبعه ، لانهم اتفقوا ان كل المعادن خلقت لتكون ذهبا فاصابها عارض من نقص الطباخ او زيادته فانعقدت قبل اوانها ودخلت عليها العلل من ذلك ،والمعلوم ان العقار الذي منه يكون الاكسير هو واحد بالنوعيه ومتعدد في الشخصيه ، معنى ذلك انه من عدة معادن جمعت فصارت واحد"...
فهل حجر الفلاسفة حقيقة فعلية ام اسطورة؟؟؟ الله وحده اعلم...