في كشف لاغوار الكون..اعلن علماء الفلك اليوم عن اكتشاف كوكب ضعف حجم كوكب الارض يشكل الالماس المكون الرئيسي فيه ويدور حول نجم يمكن ان يرى بالعين المجردة....
ويدور الكوكب الصخري الذي أطلق عليه علماء الفلك اسم (كانكري 55) حول نجم يشبه الشمس على بعد 40 سنة ضوئية... والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة وتقدر بنحو 9.46 تريليون كيلومتر.... ويوجد الكوكب في مجموعة السرطان ويدور بسرعة كبيرة تجعل السنة فيه تنقضي خلال 18 ساعة فقط بحسابات كوكب الارض!!!!
واكتشف الكوكب فريق بحث امريكي فرنسي وجد ان قطره ضعف قطر الارض لكنه أكثر كثافة اذ تبلغ كتلته ثمانية أمثال كتلة الارض وهو أيضا شديد الحرارة اذ تصل الحرارة على سطحه الى 1648 درجة مئوية....وقال نيكو مادهوسودهان الباحث في جامعة ييل الذي من المقرر ان تنشر نتائج بحثه في دورية (الفيزياء الفلكية) "سطح هذا الكوكب مغطى على الارجح بالجرافيت والالماس لا الماء والجرانيت."..
وقدرت الدراسة التي شارك فيها اوليفيه مواسيس الباحث في معهد الفيزياء الفلكية في تولوز بفرنسا ان ثلث كتلة الكوكب على الاقل ...وتقدر بثلاثة امثال كتلة كوكب الارض ... هي من الالماس النقي....
واكتشفت من قبل كواكب كان الالماس العنصر الاساسي فيه لكن هذه هي المرة الاولى التي يكتشف فيها كوكب يدور حول نجم يشبه الشمس ويخضع فيها لدراسة تفصيلية بهذا الشكل...
اما ما يجول في فكري بشأن هذا الامر...اننا يجب ان ندرك الحكمة من وراء كل امر..فكما نعلم ان الله تعالى خلق الروح في جميع خلائقه...وحتى في المواد الصلبة..بل قد تكون المادة اعقل منا..فعندما خيرها الله ان تأتيه طوعا او كرها وهي في السماوات والارض أتته طائعة...وعندما عرض الله عليها الامانة ابت ان تحملها بل واشفقت من اعبائها بينما حملها الانسان الذي وصفه ربه بأنه ظلوما جهولا....فما قيمة الالماس؟؟؟
هل تكتسب المادة قيمتها من ندرتها ام من خواصها؟؟؟ ولم نجد اغلى واجمل المواد هي ما كانت نتيجة الم وضغوط...فما اللآليء الا هيكل صنعه الالم حول حبة تراب...وما الالماس الا نتاج كربون و سنوات وسنوات من الضغط والحرارة...فهل الالم والضغوط ايضا تظهر قيمة معادن الناس؟؟؟ اعتقد نعم....وهل الالماس بالفعل هو اصلب واقسى ما في الكون؟؟؟؟
دعونا نتأمل معا بعض القلووب " ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً " }البقرة:74{
شبه الله عز و جل قسوة القلب بالحجارة، مع أنَّ في الموجودات ماهو أشد صلابةً منها؛ لأنَّ الحديد والرصاص إذا أُذيب في النار ذاب، بخلاف الحجارة!!!!
ووجه عز وجل شدة تلك القلوب على الحجارة في القساوة، أنَّ القساوة التي اتصفت بها القلوب، مع كونها نوعاً مغايراً لنوع قساوة الحجارة...فقد اشتركا في جنس القساوة الراجعة إلى معنى عدم قبول التحول عن الحالة الموجودة إلى حالة تخالفها، فهذه القلوب قساوتها عند التمحيص بها أشد من قساوة الحجارة... لأنَّ الحجارة قد يعتريها التحول عن صلابتها وشدتها بالتفرق والتشقق او تتحول لما هو مجدي ونافع وقيم.. وهذه القلوب لم تُجْدِ فيها محاولة!!!!
ودعونا الان نعيد السؤال من منظور علمي بحت...
صحيح ان الالماس هو اصلب المواد المعروفة على الاطلاق...ورغم ذلك فقد اكتشفت بعض الحواسيب مؤخرا في بعض المختبرات مادة اصلب من الماس بنسبة 18% الى 58% مثل Londsdleite و Wurtzide boron nitride على الترتيب..وما زالت تخضع للتجارب...
ودعونا نتعرف على حقيقة الالماس ...
فهو عبارة عن عنصر ذو تركيب بلوري تكعيبي ويتحد ويتخذ أشكال مضاعفة لذلك البناء التكعيبي ذو الثمانى الأوجه وبخاصة الاثني عشر وجة وتحدث طفرات تكوينة أحيانا فيبدو كروي التشكيل إلا أن العوامل الخارجية تساعد على ذلك التشكيل... يتكون من عنصر الكربون فقط تحت الضغط والحرارة العاليتين وبظروف غامضة في نواة الكرة الأرضية، وبالرغم من أن الكربون هو المكون الاساسي للجرافيت والفحم إلا أن الخصائص لكل منهما تختلف عن الأخرى بشكل كبير ليس بسب التركيب الذري وانما بسبب الشبكة الكرستالية للماس الشفاف والشبكة القاتمة للجرافيت...والتشابة في التركيب الكيميائي هو ما دعى شركات عالمية إلى تجربة تحويل الكربون إلى ألماس وذلك ضمن عمليات كيميائية فيزيائية معقدة ومكلفة تحدث تحت درجات حرارة وضعط عالي ولفترة طويلة من الزمن لتحويل الكربون إلى شكلة الكرستالي.. وهناك أكثر من عشرة أنواع من ألماس ألصناعي أشهرها (المازنيت) وهو أقسى من الالماس أو مقارب له في القساوة ولكنة ليس احادي التركيب فهو(مركب من عنصري الكربون مع السيلكون بما يعرف كربيد السليكون)... ويبلغ عمر أقدم الماسه موجودة من عمر تكوين الأرض.... واما أحدث ماسة حوالي 5 ملايين سنة تقريبا.... والكربون هو أكثر المواد المعروفة وذات الفائدة من بين ما يزيد على 3000 عنصر مكتشف اليوم. وقد عرف منذ القدم كأحد الاحجار ذات القيمة التجارية الدينية. وازدادت شعبية الألماس في القرن التاسع عشر مع ازدياد الإنتاج العالمي وتحسن الطرق التجارية مع العالم ودخول الطرق العلمية في القطع والصقل والاحتكار العالمي لتلك السلعة من قبل بعض افراد الشركات.... وللماس صفات فيزيائية كثيرة ولكن اشهرها الصلابه والقساوه فهو وحده على درجة 10\10 في سلم درجات (موس) العالمي للأحجار (أصلبها 10- واضعفها 0) ويعتبر الياقوت الثاني بعد الماس برقم 9 والزمرد وللنظام البلوري خاصة تشتيت الضوءولكن في الالماس تعتبر عالية للضوء. لهذا السبب، فإن الألماس حجر ذات قيمة مهمة في صناعة الحلي بالإضافة إلى استعمالات صناعية أخرى مثل استخدام الالماس على رأس انابيب الحفر الآبار العميقة كالماء والبترول والغاز الطبيعي بالإضافة إلى استخداماته في الأجهزة الإلكترونية والأجهزة الطبية والمعدات الصناعية وقص الزجاج وغيرها....
الألماس والخواص الروحانية
وقد ساد الاعتقاد منذ القدم بأن الألماس يحتوي على خصائص سحرية إسطورية وخرافية وخيالية وعلاجية، لان ظاهرة التفسفر phosphorescence في بعض أنواع الألماس يعطية القدرة على التوهج ليلاً، والذي كان في الماضي دليل على قوة الحجر الخارقه ,لذلك اعتقد القدمـاء بأن الألماس يهدئ الامراض العقلية ويحمي من النوبات الشيطانية وحتى من الارواح phantoms والكوابيس الليليه nightmares... ويعطي دعمـاً غير محدود وشجاعه للمحارب في ساحة المعركة بالإضافة إلى الفضيلة والكرم, وفي أثناء القضاء في المحاكم فان الامور تسير بجانب من يرتدي ويلبس الألماس wearer's favor، اما البيوت والحدائق والمزارع التي تلمس زواياها الاربعة بالألماس فأنها تُحمى من البرق المدمر والعواصف والآفات؟؟؟؟؟ وقد شارك الفليسوف اليوناني القديم Plato افلاطون (عاش بين 427 ق.م - 347 ق.م) ذو الفلسفه المميزه العذرية والمثالية العقيده نفسها عن الأحجار الكريمة معتقداً بأنها حية ترزق أو انها كائن حي living beings، كنتيجه لرد فعل كيمائي يحي ارواحا وهميه vivifying astral spirits، ثم قسم الفيلسوف الاحجار الكريمة إلى قسمين كنماذج ذكرية وأنثوية specimens مدعياً بأنها تتزوج وتنتج...
وكلمة (diamond) مشتقه من الكلمة اليونانية القديمة "Adamas" وتعني الصلابة و"مُحال التطويع" لصلابته واذا ما أردنا تتبع أثر الكلمة اليونانية فأن أصلها جاء من اللغات الشرقية القديمة ومن ثم أدخلت إلى اليونانية وبعدها اللاتينية, لكن المعنى اليوناني هو الذي ترك أثره على علوم الاحجار والجيولوجيا المعاصرة, وفي معظم اللغات الحديثة. إن الكلمة اليونانية "ادامو" ترجمت بمعـنى " أداماس" وهناك عدة ترجمـات للكلمة التي جاءت كنعت وصفي من اللغة اليونانـية إلى اللغـة الانجليـزية " as "adamas," "I tame" or "I subdue."" واستقر المعنى لكلمة "أداماس" اليونانية لوصف أقسي وأصلب معدن عرفةألإنسان. أستخدمت كلمة (ألماس – أداماس) كمعنى مرادف لكلمة "مُحال التطويع"، وانه من الصعب التخمين والتنبؤ في أية نقطة من التاريخ أصبح العنصر (مُحال التطويع) يقصد به الألماس "Adamas" كمعنى مرادف لمعنى العنصر الصلب ...اما العرب فقد نقلوها كما هي على ما يعتقد؟! وبخاصة في العصر العباسي عندما قامت أكبر حركة ترجمة عرفتها الإنسانية فقد شملت تلك الترجمة العلوم والمعارف الإنسانية التي عرفتها الحضارات الأخرى فيما كان يعرف قبل ذلك بالدر ,فقد كان العرب يطلقون كلمة الدر على الكثير من الأحجار الكريمة لتشابة ألوانها وصفاتها.
خلية وحدةِ المكعّبِ الماسيِ
بالإضافة إلى ما هو معروف علميا انة يتكون من عنصر الكربون الأساسي والمهم لكل أنواع الحياة ,مركز بدرجة عالية جداً في الألماس عند تعريضه للحرارة والضغط العالي جداً تحت طبقات الأرض فيبدأ التكوين وبحسب النظريات العلمية على عمق مائه وخمسين كيلومتر تحت طبقة القارات وهو الحجر الوحيد من بين الأحجار الكريمة جميعها المتكون من (عنصر واحد) ,فألماس يختلف كثيراً عن جميع الأحجار الكريمة الأخرى وحتى عن العنصرين الآخرين المتكونين من الكربون أيضا الجرافيت والونسداليت (graphite and lonsdaleite) ان الكربون بطبيعته يحتوي على ستة بروتونات وستة الكترونات محيطة بالنواة، أربعة الكترونات من ستة متكافئة وهي قادرة على تكوين روابط قوية جدا ًمع ذرات أخرى لتكوين مجموعات بلوريه ذات روابط أقوى بما يعرف التبلور (الألماس)،
وتتم عملية التحول من الشكل الكربوني إلى شكل الألماس داخل الحمم البركانية الذائبة في باطن الأرض ثم تحمل الحمم البركانية المنبعثة والمنقذفه أثناء الانفجار والثوران البركاني الصخور ألحامله للألماس داخل تلك الصخور المتحولة أو المنسلخة تحت وطأة الضغط الباطني للأرض والحرارة العالية جدا ....فقبل 3.3 بليون سنه تقريباً وعلى عمق مائتي كيلومتر تحت سطح الأرض تطور الكربون وتشكل وتحّول إلى الألماس تحت ضغط وحرارة عاليه جداً، منذ ذلك الوقت لغاية 10000 عام أي منذ ظهور الإنسان على وجه الأرض وهو لا يعرف ماذا حدث للألماس من تطورات...وسبحان الله في خلقه