بعد فضيحة التنصت ضد امبراطور الاعلام اليهودي مردوخ والتي فجرها صحفي تم قتله والان يتم التحقيق معه ببريطانيا..فمن هو مردوخ ؟ وما علاقته بالاعلام العربي ؟
• قال : بمقدور اسرائيل ابادة غزة.. وقتل المدنيين الفلسطينيين لا مفر منه
• وقال : المسلمون لا ولاء لهم.. وحرض الدول الغربية على استهدافهم
• يعتبر شارون مثله الأعلى وبطله القومي
• حتى في امريكا يتهمونه بتدمير المصلحة الامريكية لحساب اسرائيل
• كل اجهزة اعلامه مجندة للدفاع عن جرائم اسرائيل والحرب على الاسلام والمسلمين
نعلم انه في وطننا العربي، هناك الكثير من المواقف والتطورات الغريبة. نعنى المواقف والتطورات السياسية وعلى مختلف الاصعدة، التي تستعصي على الفهم ونعجز ان نجد لها تفسيرا او منطقا مقبولا او حتى معقولا.
لكن هذا التطور الذي شهدناه في الفترة القليلة الماضية، من اغرب ما شهدناه من تطورات...وخاصة احداث الثورات
على امتداد السنوات الطويلة الماضية ن دأبنا في العالم العربي على الحديث مطولا وفي كل مناسبة عن الحرب الاعلامية التي يشنونها علينا في الغرب والتي تستهدف العرب والاسلام والمسلمين.. دابنا على الحديث عن سطوة الاعلام الصهيوني في الغرب والدور الذي يلعبه. ودابنا على المطالبة بأن تسعى الدول العربية الى التحرك الفاعل على الساحة الاعلامية الغربية والعالمية عموما لمواجهة الاعلام الصهيوني والدور الرهيب الذي يلعبه في الدفاع عن ابشع صور الارهاب الاسرائيلي، وفي شن الحرب على الاسلام وتشويه صورة العرب والمسلمين.
لم نتوقف يوما عن المطالبة بهذا الدور الاعلامي العربي المنشود في الخارج يحدونا الأمل رغم كل شيء في انه قد يأتي يوم ويصحو العرب ويأخذوا هذا ألأمر بالجدية الواجبة.
واذا بنا نفاجأ بما لم يكن في الحسبان ولم يخطر لنا ببال.
فوجئنا بدلا من ان نخترق نحن ساحة الاعلام الغربي والعالمي، بأن الاعلام الصهيويني هو الذي يخترق ساحتنا الاعلامية والسياسية العربية.. يخترقها علنا ورسميا وفي اجواء احتفالية.
في البداية، فوجئنا بامبراطور الاعلام الصهيوني في العالم روبرت مردوخ يوقع اتفاقية شراكة مع روتانا التي يمتلكها الأمير الوليد بن طلال ويشتري حصة فيها.
وقبل ان نفهم ما جرى، فوجئنا بروبرت مردوخ يحل ضيفا رئيسيا في مؤتمر ابوظبي للاعلام، ويعلن عن شراكة استراتيجية مع المؤسسات الاعلامية في ابوظبي وعن اتخاذ ابوظبي مقرا اقليميا لمؤسساته لتنفيذ مشاريعه الاعلامية في المنطقة.
وايضا قبل ان نفهم ما يجري، فوجئنا بمردوخ يحل ضيفا في الاردن بمناسبة احتفالية بهيجة اقيمت احتفالا بتعميد ابنتيه في نهر الاردن.
ما الذي يجري بالضبط؟
ماذا وراء هذه الشراكات الاعلامية الاستراتنيجية العربية مع مردوخ؟
كيف يمكن ان نقيم هذه المسألة برمتها؟
هل هذا تحالف يهودي ليبرالي ؟
قبل ان نحاول الاجابة عن مثل هذه الاسئلة، لا بد من وقفة عند روبرت مردوخ نفسه، والدور الذي تلعبه امبراطوريته الاعلامية.
لا بد ان نتوقف بالذات عند دور مردوخ واجهزة اعلامه في دعم اسرائيل والصهيونية العالمية، وفي الحرب على الاسلام والعرب والمسلمين.
هذه الوقفة ضرورية كي نفهم ابتداء، وقبل أي نقاش، كيف ان شراكاته العربية هذه شاذة ومثيرة للشك والريبة.
صوت اسرائيل والصهيونية
ليس جديدا القول ان روبرت مردوخ الملقب ب" امبراطور الاعلام في العالم" هو اقوى شخصية اعلامية في العالم على الاطلاق والاكثر تاثيرا ونفوذا.
موقعه هذا استمده بالطبع من الاميراطورية الاعلامية التي يمتلكها. هذه الامبراطورية تشمل مئات من اجهزة الاعلام المقروءة والمرئبية والمسموعة في شتى انحاء العالم. هو يمتلك مثلا اكثر من 175 صحيفة في مختلف دول العالم، وعددا كبيرا من محطات التليفزيون اكثرها شهرة محطات فوكس الشهيرة في امريكا. هذا غير شركاتنه في مجالات الاتنرنت والانتاج السينمائي والتليفزيوني.. الخ. وهو بأجهزة اعلامه هذه قادر على الوصول الى عشرات وربما الملايين في العالم والتاثير فيهم.
وليس من المبالغة القول ان اجهزة الاعلام الأخطبوطية هذه التي يمتلكها مردوخ تلعب دورا اساسيا حاسما في تشكيل توجهات الراي العام في الدول الغربية بالذات.
وبشكل شديد الاختصار، يمكن القول ان امبراطورية مردوخ الاعلامية هذه مسخرة لخدمة ثلاثة اهداف استراتيجية كبرى:
1 – خدمة الصهيونية والدفاع عن اسرائيل بشكل مطلق وفي كل وقت وايا كانت المذابح والجرائم التي ترتكبها.
2 – الهجوم على العرب والاسلام والمسلمين.
3 – الدفاع عن قوى اليمين في الغرب التي تتخذ اكثر المواقف والسياسات عنصرية وعدائية وخصوصا ضد العرب والمسلمين.
اما عن تسخير مردوخ لأجهزة اهلامه لخدمة الصهيونية واسرائيل، فالأمر ليس بحاجة الى أي حديث تفصيلي. على امتداد العقود الماضية كلها، كانت اجهزة اعلامه في كل انحاء العالم هي الناطق الرسمي باسم اسرائيل والصهيونية العالمية. وهو نفسه يفاخر بهذا. ليس هذا فحسب، بل انه يعتبر ان الدفاع عن اسرائيل اشبه بالمهمة المقدسة، سياسيا واعلاميا.
وبدون أي تفاصيل، ساكتفى هنا بما قاله مردوخ في خطاب شهير القاه.
كان هذا في مارس 2009 عندما اقامت اللجنة الامريكية اليهودية حفلا تكريميا له ومنحته جائزتها نظير خدماته لإسرائيل.
في هذا الحفل، القى مردوخ خطابا مطولا. ولنلاحظ ان هذا كان في اعقاب العدوان الاسرائيلي الهمجي على غزة مباشرة وكل جرائم الحرب والابادة التي ارتكبها العدو في العدوان. لنتأمل ماذا قال مردوخ.
تحدث عن التحديات التي تواجهها اسرائيل في العالم، وعن تصاعد معاداة السامية واليهود، وعن ايران التي تدعم حزب الله وحماس وسعيها لامتلاك الاسلحة النووية.
وتحدث مردوخ عما اسماه " الهجوم الذي يستهدف النيل من شرعية وأمن دولة اسرايل. يقصد بالطبع، الهجوم الذي يشنه الفلسطينيون والعرب، واعتبر ان هؤلاء " لا نية لديهم للعيش جنيا الى جنب في سلام مع الدولة اليهودية، على الرغم من التنازلات الكثيرة التي تقدمها اسرائيل". والسبب في رايه ان هؤلاء الفلسطينيين والعرب " لا يعرفون معنى الحرية والتسامح والديمقراطية. انهم يكرهون اسرائيل لنفس الاسباب التي يكرهون امريكا".
ودافع مردوخ عن العدوان الاسرائيلي على غزة والجرائم التي ارتكبتها اسرائيل دفاعا يفوق حتى دفاع الصهاينة والاسرائيليين انفسهم.
تحدث عن حماس الارهابية والارهاب الذي تمارسه بهدف " اشاعة الرعب في مجتمع حر". واعتبر ان اسرائيل لا يمكن ان تتحمل هذا، ولا يمكن ان تقف مكتوفة الايدي. واعتبر ان قتل المدنيين الفلسطينيين اثناء العدوان هو امر لا مفر منه. بل انه اعتبر ان اسرائيل كانت رحيمة بالفلسطينيين، ذلك انه كان بمقدورها ان تبيد غزة بالكامل وتسويها بالأرض. وادان بشدة الدعوات التي انطلقت في ذلك الوقت لمحاكمة اسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها، وقال ان قادة حماس هم الذين يجب ان يحاكموا كمجرمي حرب وليس اسرائيل.
وقال مردوخ في خطابه ايضا ان امريكا وارووبا يجب الا يسمحا بان ينجح الارهابيون الفلسطينيون، واعتبر ان الدفاع عن اسرائيل في مطلق الاحوال هو دفاع عن عن امريكا واوروبا والعالم الحر، وقال " لقد تعودنا في الغرب ان نفكر بأن اسرائيل لا يمكنها ان تعيش من دون مساعدو اوروبا والولايات المتحدة. لكنني الليلة اقول لكم، علينا في الغرب ان نفكر اننا في اوروبا والولايات المتحدة لا يمكن ان نعيش اذا سمحنا للإرهابيين بان ينجحوا في اسرائيل".
وانهى مردوخ خطابه بالقول : " ان الشعب الاسرائيلي يحارب نفس العدو الذي نحاربه نحن، وهم قتلة يقتلون بدم بارد يرفضون السلام، ويرفضون الحرية، ويحكمون بالأحزمة الانتحارية والسيارات المفخخة والدروع البشرية. وفي مواجهة مثل هذا العدو، لا يمكنني ان اشكك في قرارات اسرائيل في الدفاع عن مواطنيها. واطلب من كل المدافعين عن السلام والحرية ان يتخذوا نفس الموقف".
تعمدت ان اورد هذه المقتطفات من خطاب مردوخ هذا بالذات لأنه كما قلت يلخص موقفه من اسرائيل ومن العرب والفلسطينيين، ولن ما قاله يمثل بداهة الموقف الذي تتبناه كل اجهزته الاعلامية الاخطبوطية. وهو له عشرات التصريحات والاحاديث التي تعبر عن نفس هذه المواقف.
ومردوخ لا يكتفي بالدعم الاعلامي والسياسي الرهيب الذي يقدمه وتقدمه اجهزة اعلامه للصهيونية واسرائيل. يتحرك على كل الجبهات لتقديم الدعم العملي المادي للمؤسسات الصهيونية في الخارج، وفي داخل اسرائيل، وايضا الدعم السياسي المباشر.
معروف عنه انه كان صديقا حميما للارهابي شارون، يل انه يعتبر شارون هو مثله الاعلى و" بطله القومي " كما ذكرت مجلة سبكتاتور في عدد 11 ديسمبر 2007. وهوايضا صديق حميم للإرهابي نتيناهو حاليا، وكبار قادة اسرائيل. وعندما كان شارون رئيسا للوزراء، وبعد سلسلة المذابح التي ارتكبها ضد الفلسطينيين، جمع مردوخ كبار المحررين المسئولين في اجهزة اعلامه وذهب بهم الى اسرائيل لزيارة شارون في مزرعته لاظهار الدعم والتاييد له، وقام معهم بجولة لتفقد المستوطنات الاسرائيلية.
ومثلا، في مايو 2008، اعلن مردوخ عن تبنيه لمبادرة مع في اطارها عددا من رجال الامريكيين والاسرائيليين، هدفها بتعبيره " تعظيم الاستفادة من راس المال البشري الاسرائيلي". وكانت بادرة انشطتها انشاء مدرسة عليا هدفها اعداد جيل جديد من القادة الاسرائيليين، وهي مبادرة كان من طرحها هو رئيس الوزراء الاسرائيلي الارهابي شيمون بيريز.
ومردوخ لا يكف عن قيادة حملات جمع التبرعات لصالح مؤسسات ومشاريع اسرائيلية.
تعليقات
إرسال تعليق