القائمة الرئيسية

الصفحات

الحرب النفسية...سلاح الدمار الشامل الخفي..المتزامن مع مخطط النظام العالمي الجديد في المنطقة العربية؟؟؟؟


الحرب النفسية...سلاح الدمار الشامل الخفي..المتزامن مع مخطط النظام العالمي الجديد في المنطقة العربية؟؟؟؟

يعيش الإنسان في عديد من الدول والمجتمعات البشرية في عصرنا الحالي أزمة وجود، أو محنة استقرار أساسها الصراع الدائر بين الأقوياء من جهة، وأقوياء آخرين من جهة أخرى، وبين الأقوياء أو بعضهم من جانب والضعفاء و بعضهم من جانب آخر، وكذلك بين الضعفاء وأمثالهم، والحرب النفسية باتت سلاحا فعالا تلجأ إليه أو تمارسه العديد من الدول والنظم السياسية في وقتنا الراهن بغية التأثير على المجتمعات المستهدفة، صديقة كانت أم عدوة، باتجاه إيجاد تقبل للأفكار وتكوين قناعات تؤمن مصالحها. وهي - أي الحرب النفسية - استخدام مستمر للعديد من الفعاليات وفق معطيات علم النفس التطبيقية قطعت فيه بعض الدول الكبرى أشواطاً بعيدة المدى حتى عدّ البعض استخداماتها تمهيداً لسيادة نوع جديد من أنواع الاستعمار يستعبد الناس فكرياً ونفسياً، والحرب النفسية بهذا المستوى أصبحت تخصصاً علمياً دقيقاً وسلاحاً سرياً شاملاً لا نملك نحن العرب والمسلمين إلا القليل من مفرداته، التي لا يجازف الغرب بتزويدنا أو حتى بيعنا بأثمان باهظة شيئاً منها ونحن الموجودين على رأس قائمة أهدافه الحالية والمستقبلية، وعلى هذا الأساس لم يبق أمامنا سوى جهودنا الذاتية التي ينبغي أن نبدأ بها أولاً وكلما كـأن ذلك ممكنا، حتى لا نجد أنفسنا يوماً ندفع ثمن عجزنا من اوطاننا واهلنا وأموالنا وأهـدافنا وطموحاتنا ..او حتى وجودنا بالاساس... والبداية عملية لابد أن تتأسس على إمكانات معقولة توضع في تنظيمات مناسبة قادرة على رصد وتحليل اتجاهات الحرب النفسية المقابلة، تأخذ في اعتبارها محاولة الاطلاع على جهود الغير وسبر غور البحث العلمي الذي يساعد كثيراً في التوصل إلى نهج عملي يقي المجتمع العربي والإسلامي من العواقب الكارثية لوضعنا الحالي...فالحقيقة كما نعلمها ان الدول الاسلامية هي الهدف الاساسي الان للنظام العالمي الجديد..ولذا تسير الحرب النفسية بالتوازي مع كل ما يحدث في دولنا الان..والغاية للمعنيين بهذا النظام تتلخص في الاتي :

آ) الوجود النفسي لقادة الأمة:
تمثل شخصية القائد في مجتمعاتنا التي يحكم فيها الفرد حكما مطلقا في كثير من الأحيان أهمية كبيرة للتأثير من خلاله على الجمهور في مجتمعه، وبذا ستضع القوى الفاعلة في النظام العالمي الجديد مسألة التعامل مع وجوده النفسي كرمز للقيادة والتقليد هدفاً رئيسياً من خلال التوجه إلى أفكاره وآرائه وأساليبه القيادية بالنقد والتحريف، وتشويه الحقائق لمن لا يكون مرغوبا من قبلهم، في محاولة للفصل بينه وبين جماهيره جهد الإمكان. وبالدعم والتورية والتعزيز لمن يمثل فلسفتهم في محاولة لزيادة أواصر العلاقة معه بقصد الإيهام والتسويف والاستسلام...او بدعم من هم ليسوا باهل للقيادة في الدول التي تم اسقاط انظمتها وتحويلهم لوكلاء مع فضح وكالتهم بين الحين والاخر في صورة تسريبات معلوماتية...وفي نفس الوقت تدعم تلك المنظومة الطرف المواجه له ايضا..لاننا كما وضحنا من قبل ان اساس القوة لدى النظام العالمي الجديد الذي يتخذ من الشكل الهرمي رمزا هو ان تتملك مقاليد القوة والقوة المضادة لها وهذا ما يكفل بقاءك وسلطتك..

ب) طبيعة الفكر الإسلامي الحنيف:
بعد انتهاء الشيوعية كفلسفة لإدارة المجتمعات البشرية، أُعلن في الغرب وبأكثر من مناسبة أن الخطر الماثل للعيان لما بعد الشيوعية سيكون الإسلام الذي يحاول كثير من دعاته إثبات ملاءمته لكل شعوب العالم، وبذا سيكون الاتجاه المعاكس لهذه المحاولة خطوات لتشويه بعض تطبيقات الإسلام في مجريات الحياة من خلال التشجيع غير المباشر للتطرف والمغالاة، وتعميق الطائفية، ودعم التيارات القومية التي تعطي في مجملها صورة مشوهة للإسلام والمسلمين في آن معا.

ج) عزل المجتمع العربي عن الإسلامي:
المجتمعات العربية عمق استراتيجي للإسلام، والعكس صحيح أيضا إذ تشكل غالبية بلاد المسلمين عمقا للعرب، حيث تتقارب بينهم المشاعر والتطلعات والأهداف للعيش حياة أفضل قيميا، والتقائهم المفترض سيشكل قوة غير مرغوب فيها وفق النظام العالمي الجديد، وبذا ستتركز الجهود لتكوين أهداف مختلفة وتطلعات مختلفة لهم، ونقاط خلاف متعددة بينهم حتى تصل القناعات إلى مستوى التفرد بالرأي من أجل سلامة البقاء الذاتي.

د) إرباك أداء الإنسان العربي والإسلامي:
الإنسان أينما وجد فهو عماد النظام وأساس نجاح تجربته، وأداؤه المخلص الكفء معيار لتطور النظام وتقدمه، وإذا ما كان الأمر كذلك سيكون موضوع كفاءة العمل والرغبة بالإنجاز وجدية التعامل مع المهام والواجبات الوطنية للإنسان العربي المسلم اتجاهاً محسوباً للسلاح النفسي المعادي الذي سيتوجه إلى التشجيع غير المباشر للشعور بالنقص والاعتقاد بعدم الكفاءة وقلة الثقة بالنفس بين المواطنين لخلق فرص إحباط وخواء نفسي تبعدهم عن المساهمة في بناء الوطن الجديد وممارسة دورهم في الحكم، وتكوين المجتمع الصحيح.

هـ) تجهيل المجتمع العربي والإسلامي:
المتعلمون على وجه العموم أكثر قدرة لفهم مسئوليتهم الوطنية، وأكثر كفاءة لإدارة شؤون أنفسهم والآخرين، وأوسع مجالاً لإدراك غاية الآخرين وأهدافهم المبيتة بين السطور، وأحسن أداء في الدفاع عـن وطنهم ومكتسباتهم وهذه معطيات أدخلتها الأطراف المقابلة في حساباتها منذ أول تعامل لهم مع العرب والمسلمين، ومازالوا على هذا النهج سائرين، وبذلك سيستمرون بالتركيز على أمور تبعدهم - المتعلمين - جهد الإمكان عن اهتماماتهم الوطنية وفق برامج تزيد من احتمالات الجهل بالقضايا الأساسية المهمة، ومحاولة إلهائهم جهد الإمكان بأخرى بعيدة نسبيا، كذلك ستحاول على وفق برامج أخرى زرع بعض الأفكار والاهتمامات الغربية كبديل للأخرى الإسلامية، بالإضافة إلى التشجيع على هجرة العقول من المنطقة.

و) إثارة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة:
الضغط مفهوم يعبر عن الأحداث البيئية والنفسية التي يفسرها الفرد على أنها تهديداً أو تحديا لكيانه الشخصي، تؤدي الزيادة في مستوياتها مع الفشل في التعامل معها إلى إضعاف وظائف الإنسان وإرهاقه وكذا شعوره بالقلق والخوف وفقدان الثقة بالنفس، وهي حالة تستثير في محصلتها النهائية سلوكاً غير اعتيادي وأداءً بمستوى متدن في عموم المواقف الحياتية، وهذا ما سيلجأ إليه الطرف المقابل في محاولاته للضغط على مجتمع المنطقة سياسياً واقتصادياً عن طريق الإعلام والفضائيات وبرامجها الموجهة ذات الطابع التشويهي وبوسائل متعددة، وحجج مختلفة.

ز) استهداف العقل الفاعل للشباب:
الشباب غاية الأمة ووسيلتها وقوتها الضاربة في الدفاع عن إنجازاتها، فصحتهم البدنية والنفسية وسلامة تفكيرهم تعزيز لتلك القوة وهي الجوانب التي سيحاول الطرف الآخر تأمين الخرق المناسب في بعض أركانها لتحوير تكوينها بوسائل عدة بينها على سبيل المثال نشر تعاطي المخدرات التي تهيئ متعاطيها لتقبل الغزو الفكري السلبي بعيداً عن الإحساس بالمواطنة ومسئولياتها الجسام، ونشر الفساد بطرق منها بث البرامج ذات الطابع الاجتماعي الموجه بأسلوب يسئ إلى القيم الاجتماعية والدينية السائدة، وغيرها..

ح) دعم فاعلية التطرف الديني السياسي:
واجهت بعض مناطق العالم بشكل عام والوطن العربي والإسلامي على وجه الخصوص أحداث وتحديات ليست قليلة بدأت مع نهاية الستينات واستمرت حتى وقتنا الراهن فكونت إحساساً بفشل بعض الأيديولوجيات السائدة والنظم السياسية القائمة في حل مشاكل الإنسان وتلبية طموحاته، وهو فراغ نفسي دفع كثير من المتألمين إلى محاولة ملئه بالتوجه إلى الدين بشكل مغالى فيه طلباً للخلاص والحلول البديلة، وكاستجابة لذلك قوي الدين السياسي عملاً وتنظيماً، بمستويات حاول الغرب استغلالها بدعم بعض أطرافه غير الرصينة دعما مباشرا بغية توجيه تطرفه على وفق حسابات تؤمن مصالحهم (الغرب) وقد حققوا نجاحاً ملموساً في أماكن عدة من المنطقة، وهذا أمر يشجع على الدفع باتجاه تركيز الدعاية والبرامج الثقافية والمعلوماتية والدينية الخاصة بقصد التشويه المنظم للحقائق، وبما يخدم الجانب المعاكس لمعطيات الدين الإسلامي.

ط) تدمير النظام القيمي:
تعيش العديد من المجتمعات وبينها العربية والإسلامية نوعاً معقولا من التجانس والاستقرار النسبي في ضوء نظمها القيمية وضوابطها الاجتماعية، فهناك على سبيل المثال الصدق والأمانة والإيثار والتكافل والشعور بالمواطنة وصيانة المال العام والإخلاص في العمل … الخ من القيم والمعايير التي يؤدي خرقها إلى اضطراب المجتمع وضعف قدرته على الصمود والتحدي، وهذا هدف لا يغيب عن بال الأطراف الأخرى ومخططي الحرب النفسية من خلال البرامج الموجهة في هذا المجال .
ي) تعميم مشاعر الإحباط في المجتمع:
فشل الإنسان في إشباع حاجاته الضرورية - بيولوجية كانت أم نفسية - وتكرار ذلك الفشل يؤدي إلى الشعور بالإحباط وهي حالة نفسية تستثير العدوان الذي عادة ما يوجه داخل الإنسان حيث الرغبة في إيذاء الذات والعزلة والاكتئاب، أو نحو الخارج أي إلى الآخرين أشخاصاً كانوا أو مؤسسات ودوائر حكومية؛ حيث الميل إلى التخريب المادي المباشر مثل التجاوز على الممتلكات العامة وغيرها من أعمال متنوعة. والتخريب النفسي غير المباشر مثل عدم الإخلاص في العمل وتجنب تحمل المسئولية ووضع العراقيل أمام تقدم الآخرين. وغيرها من فعاليات تغري البعض لوضعها أهدافاً لحربهم النفسية الموجهة للمنطقة.

ولمواجهة تلك الحرب نحن نحتاج بالفعل الى منظومة عاقلة مخلصة واعية منتمية تدرك هذا السلاح واساليب علاجه الحقيقية لانه اكثر سلاح تدميري فعلي...والدليل..روح الانهزامية التي نستشعرها جميعا في الوقت الحالي
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع