احبابنا في الله...ما احب ان اتحدث به اليوم..هو امر قد يعلمه الغالبية منا لكننا لا نأخذ الوقت الكافي للتأمل والتمعن فيما وراؤه من معاني هامة وعميقة...الا وهو الدلالات الحقيقية لتحول الطاقة الايمانية الحسية والروحانية الى طاقة مادية والعكس...اي تحول الطاقة المادية الى طاقة حسية روحانية...يحمل الانسان بأمانة وعبء الاختيار ان يجعلها سلبية مظلمة..او ايجابية نورانية...او بالمعنى المجرد..الخير والشر...
واحد اهم هذه الدلالات..موضوع الاضحية؟؟؟؟؟ فالاضحية قد تكون طاعة لامر الهي بهدف التطهير والايمان..كما قد تكون طقس شيطاني يقود الانسان للهلاك والعياذ بالله...دعونا نتعرف على الاهداف...
فقد عُرفت ممارسات التعذيب المنظمة التي تقوم بها بعض جماعات "عبدة الشيطان" من خلال طقوس تهدف إلى تمجيد الشيطان وبذل الأضاحي من أجله باسم طقوس التعذيب الشيطانية Satanic Ritual Abuse والتي يرمز لها إختصاراً بـ SRA ...يرجع منشأ تلك الممارسات إلى بداية ظهور عبادة الشيطان...واستمرت عبر التاريخ من خلال طقوس افراد وجماعات تتقرب الى الشيطان لاطماع دنيوية.. وظهرت للسطح جلية في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي حيث وجدت بذرتها في الولايات المتحدة الأمريكية وما لبثت أن انتشرت في مناطق متعددة في العالم ...وكما تتحدث الكثير من المزاعم عن ممارسات تعذيب جسدي وجنسي للأفراد في سياق طقوس مخصصة تعرفها جماعات عبدة الشيطان لدرجة أن تلك المزاعم وصلت إلى حد الدلالات على ظهور مؤامرة عالمية تستهدف نخبة من الناس المتمتعين بالثروة وبالنفوذ يتم خلالها خطف الأطفال أو تقديمهم كقرابين أو تشغيلهم في الدعارة ...وفي تلك الطقوس يعتقد عبدة الشيطان بأن قوة الحياة تنتقل من خلال دماء الأضحية..فتقوي أجسادهم وتطيل أعمارهم...
ولكن كان الاغرب على الاطلاق من خلال طبقة المتنورين حكام العالم الاخفياء...هو الاعتراف داخليا ان ما يقومون به من حروب ابادة او عمليات ارهابية كتلك التي تمت في 11 سبتمبر في تفجير برجي مركز التجارة العالمي وغيرها مما يكونون وراؤه من عمليات قتل جماعي...هي اضاحي شيطانية كبرى...ليكتسبوا المزيد والمزيد من النفوذ المادي..
ودعوني في هذا النقطة الهامة ابرز معلومة...ان الشياطين تتغذى بالطاقة السلبية...وتسكن البقع ذات الطاقة السلبية...وهذا يشمل كل بقعة تقوم بها معصية كبرى...فالمعاصي والكبائر كالقتل تترك بقع عميقة من الطاقة السلبية...كما تضفي على جسد مرتكبها تلك الطاقة السلبية المظلمة...
دعونا اذا نتأمل في الجانب العكسي واساس الاضحية الربانية واهدافها...
فكما نعلم القصة...في يوم من الأيام كان إبراهيم عليه السلام نائماً ورأى في منامه أنه يذبح إبنه اسماعيل ..فعلم ابراهيم أن الله تعالى يأمره أن يذبح إبنه اسماعيل ما دامت رؤيا الانبياء حق..وكان ابراهيم يحب إسماعيل كثيراً...فهو الولد الذي جاء بعد طول حرمان وتمني من الله..وهو فلذة كبده ومهجة قلبه...ولكن ما كان منه الا ان ذهب إليه وقال له : " يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى"....قال له اسماعيل : " يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين "
وقبل أن يذبح إبراهيم ابنه جاءه الشيطان..فقال له : يا ابراهيم لا تذبح ابنك الذي تحبه...فأخذ ابراهيم عليه السلام 7 حصوات وقذفها على الشيطان..وذهب إلى مكان آخر فجاءه الشيطان مرة آخرى وقال : يا ابراهيم لاتذبح إبنك الذي تحبه...فكرر فعلته عليه السلام واخذ 7 حصوات وقذفها على الشيطان...وذهب إلى مكان آخر...وأحضر السكين ووضع إبنه على اتجاه القبلة ولكن ماذا حدث ؟؟
هل ذبحه ؟؟
نادى الله تعالى ابراهيم وقال له : لا تذبح إبنك .. قد صدقت رؤياك وأطعت كلام الله تعالى...قال تعالى :
" فلما أسلما وتله للجبين * وناديناه أن يا ابراهيم * قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين * وفديناه بذبح عظيم "...عندها أنزل الله من السماء كبش عظيم وأمر ابراهيم أن يذبح الكبش بدلاً من ابنه...وسن الله تعالى لجميع المسلمين ذبحالأضحيةاقتداءً بنبي الله ابراهيم عليه السلام يأكل منها ويهدي للجيران ويتصدق على الفقراء والمساكين...
جميعنا نعلم ذلك...ولكن ما هي المعاني العميقة من وراء تلك العبرة التي يذكرنا الله بها عاما بعد عام في وقت وجوب الاضاحي؟؟؟
ان الله لا ينال لحومها ولا دماؤها ولكن ينال التقوى منكم!!!!! التقوى في تلك العبرة متمثلة في عدة امور..بداية من ابو الانبياء ابراهيم عليه الصلاة والسلام وابنه اسماعيل عليه السلام والانصياع التام للخالق في اعجاز حي عبر القرون بالتسليم التام لأمره وان له ما اعطى وله ما اخذ دون ادنى تفكير فيما تحب او تكره...
ومن اكبر العبر...ان من قلب المحن تأتي المنح...هذه حقيقة...فعامة الناس تنظر للعطايا ورحمات الله كالماء الزلال...دون ان تستوعب انه غالبا ما يكون المنع هو عين العطاء...وغالبا ما يكون الضرب بالنار هو اساس الرحمة...فايمانك الصادق بالله والاخلاص في التوكل عليه يقتضي التصديق بحكمته وعلمه ورحمته فوق كل بلاء او ابتلاء او تصريف للامور بمنطقنا المحدود...
ولذا كان من حكمة الله ايضا انه اذا احب عبد ابتلاه...واذا اشتد حبه له اجتباه...اي لم يترك له مالا ولا ولداً....
وان اشد الناس ابتلاء هم الانبياء فمن تلاهم من خلق الله...فالناس معادن...وهل يدرك قيمة وصلابة المعدن الا بالابتلاء وبالنار وبالمحن...فينظر الله من يصدق في ايمانه ممن هو واهي...وينظر الله لصلاح قلوبنا وتقواها...
فالاضحية لله ...بصرف النظر عن التصدق وصلة الارحام والتوصية بالجار والاقربين والالفة والمودة التي تحدثها..هي قبل كل شيء تذكية للنفس..واسقاط للذنوب...وتقرب الى الله بالانصياع لامره...ونموذج فعلي عن تحول طاقة مادية متمثلة في ذبح الاضحية الى طاقة نورانية ايجابية خيرة...تطهر بها نفسك وتضفيها على الاخرين من حولك...
هي تقرب وطاعة الى الله الواحد الاحد...خالق كل شيء...الحنان المنان...الذي له الملك وله الحمد..الذي يحيي ويميت وبيده مقاليد الامور ربنا رب العرش العظيم...
أرأيتم احبابي في الله جانب ولو بسيط من الأمانة التي حملها الانسان؟؟؟ ونموذج من الافعال المادية التي تتحول بالاساس الى طاقة نحن نختار اهدافها بتقوانا او معصيتنا؟؟؟ فسبحان القائل "ونفس وما سواها* فالهمها فجورها وتقواها* قد افلح من زكاها* وقد خاب من دساها"....هذا الهنا الله الذي لا اله الا هو..فاي اله بعده تبتغون؟؟؟
تعليقات
إرسال تعليق