لا شك أن لدى كل من أمريكا وإسرائيل خطط استراتيجية لا يحيدا عنها وهي خطط موحدة ذات أهداف محددة تصب في تأمين الحدود الإسرائيلية كهدف معلن بالإضافة لبسط هيبة الدولة اليهودية على منطقة الشرق الأوسط ونشر النفوذ الأمريكي على الدول العربية والإسلامية لتظل سوق مفتوح أمام المنتجات الأمريكية والغربية بالإضافة إلي إحكام السيطرة العسكرية على مياه البحر المتوسط والملاحة الدولية في البحر الأحمر والخليج العربي ومجموعة البلاد النفطية وعلى رأسها السعودية وباقي الدول الخليجية وإيران لوقف استخدام النفط كسلاح استراتيجي ضد أمريكا والغرب في حالات الحروب وقد استخدمت أمريكا وإسرائيل كل الوسائل المتاحة والغير متاحة في سبيل ذلك كما استخدمت القوة العسكرية ألا محدودة والمحرمة دوليا في بعض المناطق كما حدث في أفغانستان والعراق ومن المعلوم أن الحدود الآمنة لإسرائيل يصل مداها إلي باكستان الدولة الإسلامية النووية والتي تم السيطرة عليها وتحجيمها عن طريق خلق صراع أبدي بينها وبين الدولة الهندية على المناطق الحدودية في بعض الولايات وعلى رأسها ولاية كشمير الحدودية وأصبحت باكستان مهمومة بالهم الحدودي بالإضافة إلي وضعها في الركب الأمريكي الإسرائيلي بتقديم التسهيلات العسكرية للولايات المتحدة للقضاء على مقاتلي حركة طالبان والقضاء على وجودها على رأس السلطة في أفغانستان حيث أنها كانت إحدى القوى التي تشكل تهديد للأمن والسلم العالمي بعد هجمات 11 سبتمبر
والمخطط الأمريكي الإسرائيلي يهدف بالدرجة الأولى إلي تصفية الجيوش العسكرية المنظمة في منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص والتابعة للدول العربية والإسلامية وقد استدعى ذلك تقديم مبررات كاذبة للانقضاض على الجيش العراقي بادعاء أن الدولة العراقية تقوم بتصنيع الأسلحة النووية ولديها صواريخ بعيدة المدى تهدد الأمن والسلم الدولي وهو نفس الادعاء الذي تمارسه أمريكا وإسرائيل حاليا ضد إيران والمعروف أن لديها جيش نظامي قوي مؤهل لاستخدام أعلى التقنيات العسكرية المتطورة بالإضافة إلي وجود منظومة صواريخ بعيدة المدى يمكنها أن تصل لأي أهداف معادية للدولة الإيرانية وذلك يهدد الأمن الإسرائيلي والأمريكي ويترتب عليه سرعة تصفية القوة العسكرية الإيرانية تحت ادعاء أن إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم وتعد برنامج نووي للحصول على الأسلحة النووية علما بأن هذا حق لأي من دول الشرق الأوسط وإيران وكذلك الدول الإسلامية إلا أن أمريكا والغرب يرون أن ذلك سيشكل خطر حقيقي على الدول الغربية وأمريكا وقد تمكنت أمريكا بتحالفها مع الدول الغربية من تدمير الجيش العراقي بأكمله ثم استخدمت الاستراتيجية المغايرة للحرب العسكرية لتفكيك باقي الدول العربية والإسلامية من الداخل كما حدث في مصر وفي سوريا وكان نصيب المخطط الأمريكي الفشل في مصر والنجاح في إيجاد فتنة ما بين الشعب والجيش السوري .
لذا فلن تتدخل هذه الدول في سوريا لأن الأهداف المخطط لها تسير في الطريق الصحيح وقد تتدخل في حالة وجود توافق بين الشعب والجيش والسلطة لأن ذلك في عكس مصالحهم ولكن الوضع في مصر أصاب أمريكا وإسرائيل بخيبة أمل بعد أن بدأت عملية التحول الديموقراطي في مصر ببناء برلمان منتخب ووجود بعض المسئولين على رأس القوات المسلحة تحملوا المشاق ومازالوا يتحملوها في سبيل نقل السلطة إلي سلطة مدنية معبرة عن آمال وأحلام المصريين إلا أن المحاولات الخارجية ما تزال تعمل داخل مصر لتنفيذ المخطط بصورة أو بأخرى ويتبقى بعد ذلك الجيش النظامي الإيراني الذي يشكل هاجس مرعب لكلا من أمريكا وإسرائيل والغرب ولديهم إصرار شديد على ضرب المنشآت النووية الإيرانية والإطاحة بالقوات العسكرية الإيرانية والجيش الإيراني ونأمل من المسئولين في مصر وفي إيران ألا يعطوهم هذه الفرصة لأن في ذلك ضياع المنطقة بالكامل وتُصبح مستباحة لأمريكا وإسرائيل والغرب وهذا هو نهاية المخطط الاستراتيجي ألا يكون هناك مانع أمام الاجتياح الغربي لهذه الدول الضعيفة والمفككة وعدم إعطاء الدول العربية والإسلامية فرصة لإقامة مجتمعات حضارية قد تدخل في وحدة تهدد الوجود الأمريكي والغربي بقيام دولة عربية إسلامية موحدة في قلب العالم على غرار الإمبراطورية الإسلامية القديمة
تعليقات
إرسال تعليق