من الطبيعي ان تكون محددات الفرد مبنيه علي قيمه وثقافته وان تكون تلك المحددات بالاضافه الي اساسها الفكري عماد مواقف الفرد او المجموعه الثقافيه الواحده او حتي المجموعه المتحده ايدلوجيا وفكريا اما ان تكون تلك المجموعه المتحده في الاصل ايدلوجيا وفكريا قد حدث داخلها ما يشبه الانقلاب فهذا امر عجيب فمن البديهي ان تلك المجموعات علي قلب رجل واحد وان تكون تلك الاختلافات الداخليه فيها اساسها اختلافات تنظيميه وليست اختلافات فكريه او افكار انقلابيه تؤتي ثمارها بل وتينع وتصل الي مرحلة السيطر علي التنظيم ككل وهذا ما حدث داخل جماعة الاخوان في الحركه الانقلابيه التي اثمرت بروز القطبيين داخل التنظيم وانحسار دور اتباع الشيخ الامام حسن البنا كما يطلقون هم عليه فالامام حسن البنا الذي عني بتربية الفرد فكريا ونفسيا ودينيا وبدنيا اتي الوقت ليقول له القطبيون داخل الجماعه قد ولي زمانك وزمان رجالك واتباعك وتلامذتك وقد ان الوقت لتلاميذ الشهيد سيد قطب ليتبوءوا الجماع بفكرهم الانقلابي التكفيري من المعروف ان مدرسة الشيخ حسن رحمة الله عليه تعتمد علي اسس فكريه واضحة المعالم عمادها اسلمة المجتمع وتعتمد التدريج كمبدأ اساسي لتغيير المجتمع من مجتمع علماني الي مجتمع مسلم وهذا هو حال الجميع داخل جماعة الاخوان المسلميين سواء في دعوتهم او حتي داخلهم فسماحة حسن البنا وتربيته العظيم لافراد جماعته واتباع هي التي افرزت الانتشار السريع والخطير للجماعه سواء خارج مصر او داخلها فالجماعة تنتشر فيما يقارب من الستون دوله داخل العالم واصبحت الجماعه بأفكار البنا واخلاص معاونيه هي
الام لمعظم الحركات الاسلاميه في العالم ان لم تكن الام لها كلها وحملت لواء التجديد سواء في الفكر او العمل التطوعي والجهادي وحافظت علي ثقافة اسلاميه نقيه من الشوائب بل لن ابالغ ان قلت ان جماعة الاخوان المسلمين حافظت علي تماسك المجتماعات العربيه والاسلاميه من التأثيرات الثقافيه المختلفه التي المت بالامه خلال القرن الماضي ومن تبعات التحولات الفكريه سواء كانت راسماليه او اشتراكيه وما تبعها من هزات في المجتمع ولم تكن محاربة النظام السابق للاخوان الا محاوله لايقاف الجماعه من تطبيق افكار البنا وسعيهم الدائم لنشر فكره وجماعت داخل مصر وما تبع ذلك من اعادة تنظيم الجماعه بصوره فكريه وتنظيميه تجعل من الصعب اختراقها من قبل جزة الامن او من الخارج وذلك حتي يتسني للافراد العمل بكيفية واضحه وضعت من قبل البنا نفسه او من قبل خلفائه والغريب ان ما حاول خلفاء البنا سواء الشيخ عمر التلمساني الذي حاول من خلال كتابه دعاه لاقضاه محاربة فكر سيد قطب احد افراد الجماعه واحد قادتها الذين استشهدوا علي حد تعبيرهم هم او اعدموا مثلما تقول الاجهزه الرسميه في عام 1966 مثله مثل عبد القادر عوده وغيرهم من اعلام الجماعةعاما ومفكريها الا ان بعد اكثر من اربعون عاد اتباع قطب وتلامذت للسيطره علي الجماعه وعلي الاحداث برمتها داخل مصر
فالمتابع الان لتلك السقطات التي تقع فيها الجماعه والأكاذيب المتواصله والسعي الدءوب للحصول علي السلطه مهما كان الثمن سيعلم حتما ان سيد قطب اعيد انتاجه من جديد داخل التنظيم نفسه تماما مثلما حدث في ستينات القرن الماضي ولكن هذه المره علي يد المرشد الحالي د محمد بديع بالاضافه الي رفاق دربه وزملاء سجنه مع سيد قطب رشاد بيومي ومحمود عزت فلم تكن الاستقاله التي تقدم بها المرشد السابق مهدي عاكف الا محاولة منه للهروب من تلك الموجه التصادميه التي سعي اليها وقام بتنفيذها اتباع قطب داخل مكتب الارشاد فالرجل الذي تعلم من استاذه وعلمه الامام البنا التدريج في العمل والحفاظ علي المكتسبات لم يكن يرضي في يوم من الايام ان تكون جماعته بهذا الشكل الانقلابي ومستعده للتصادم من اجل اقامة اهداف سيد قطب سواء بأسلايبه الانقلابيه او عن طريق تكفير المجتمع ككل فالمواقف الاخيره للاخوان المسلميين في ظل قيادة القطبيين اصابت الشعب المصري بما يشبه التشوش الفكري فالجماعه التي افترض بها الشعب الصدق تخرج لتفعل مالا تقول ولتقول ما لا تفعل ….فأن كان النظام السابق قد قام علي مدار سنوات بصوره ممنهجه بترسيخ التشوش الفكري للشعب المصري بغرض استمراره في الحكم وحتي لا يستطع الشعب المصري تبني موقف واضح منه كنظام بصوره موحده الا ان الاخوان قد قاموا بما فعلوه بترسيخ ذلك التشوش بل وزيادة مع فقدان الثقه من جانب الشعب بكل الموجودون علي الساحه ….وذلك بالطبع لان الاخوان يقولون ما لا يفعلون فهم قد قالوا انهم لن ينافسوا في انتخابات مجلس الشعب الا علي نسبة ثلاثون في المئه ثم زادوا تلك النسبه الي خمسون في المئه ثم الي مئ بالمئه هذا علي اعتبار ان الشعب المصري لا يفهم وان نسبة السوقه والدهماء فيه من الكبر بحيث انهم لن يفهموا ما يقوله او يفعله الاخوان ثم عادوا بعد ذلك لينفوا ويؤكدوا انهم لن يدفعوا بمرشحا للرئاسه وليقوموا بفصل ابو الفتوح من الجماعه لاعلانه ترشحه لانتخابات الرئاسه فالاخوان فاجئوا الجميع بسلسله من الاكاذيب الفجه التي هي من اجل اعلاء مصلحة الاخوان فقط دون حتي النظر الي المصلحه الاعتباريه للوطن ككل والغريب ان المهندس ابو العلا ماضي رئيس حزب الوسط والقيادي الاخواني السابق قال يوم ان تولي محمد بديع منصب المرشد داخل الاخوان المسلميين ان بديع قام بتكفيري في مقال سابق؟؟
كان محمد بديع قد كتبه عن المهندس ابو العلا ماضي ونشر علي بوابة موقع اخوان اون لاين …وماضي بالطبع لم يقل هذا الكلام من فراغ وانما قاله لعلمه ودرايته بافكار من اتوا الي مكتب الارشاد كقاده له وهذا ما حدث بعد ذلك فأقيمت مقصله ان جاز التعبير لكل اتباع الامام حسن البنا ولكل المؤمنيين بفكره ككمال الهلباوي القيادي الاخواني المعروف الذي انتظره الاخوان لشعبيته الجارفه بينهم وحبا منهم فيه ان يتولي منصب المرشد خلفا لعاكف ولكن هيهات فالقطبيون اقاموا المقصله للجميع وعلي الكل الانتظار اعتبر سيد قطب ان الموضه او الازياء وثن يعبد من دون الله عز وجل وهذا في ستينات القرن الماضي في كتابه معالم علي الطريق واعتبر ان مصر ديار كفر وان من فيها محاربون وقال في في احكام الديار الكثير فالخلاصه ان اتباع سيد قطب الان يكفروننا بصوره كامله ويعتبرون اننا في ديار كفر واننا محاربون للامه المسلمه وان تلك الديار لها احكامها فلا عهد ولا ذمة ولا ميثاق معنا بالاضافه الي اننا ككل في النهايه كافرون وهذا ما قاله سيد قطب في كتابه ايضا معالم علي الطريق فهو كتب في ذلك الكتاب إن هذا المنهج هو المنهج الذي قرره الله ـ سبحانه ـ ليتعامل مع النفوس البشرية . .
ذلك أن الله سبحانه يعلم أن إنشاء اليقين الإعتقادي بالحق والخير يقتضي رؤية الجانب المضاد من الباطل والشر ; والتأكيد من أن هذا باطل محض وشر خالص ; وأن ذلك حق محض وخير خالص . . كما أن قوة الإندفاع بالحق لا تنشأ فقط من شعور صاحب الحق أنه على الحق ; ولكن كذلك من شعوره بأن الذي يحآده ويحاربه إنما هو على الباطل . . وأنه يسلك سبيل المجرمين ; الذين يذكر الله في آية أخرى أنه جعل لكل نبي عدواً منهم ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ﴾ (الفرقان:31) . . ليستقر في نفس النبي ونفوس المؤمنين , أن الذين يعادونهم إنما هم المجرمون ; عن ثقة , وفي وضوح , وعن يقين إن سفور الكفر والشر والإجرام ضروري لوضوح الإيمان والخير والصلاح . واستبانة سبيل المجرمين هدف من أهداف التفصيل الرباني للآيات . ذلك أن أي غبش أو شبهة في موقف المجرمين وفي سبيلهم ترتد غبشاً وشبهة في موقف المؤمنين وفي سبيلهم . فهما صفحتان متقابلتان , وطريقان مفترقتان . . ولا بد من وضوح الألوان والخطوط . . ومن هنا يجب أن تبدأ كل حركة إسلامية بتحديد سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين .يجب إن تبدأ من تعريف سبيل المؤمنين وتعريف سبيل المجرمين ; ووضع العنوان المميز للمؤمنين . والعنوان المميز للمجرمين , في عالم الواقع لا في عالم النظريات . فيعرف أصحاب الدعوة الإسلامية والحركة الإسلامية من هم المؤمنون ممن حولهم ومن هم المجرمون . بعد تحديد سبيل المؤمنين ومنهجهم وعلامتهم , وتحديد سبيل المجرمين ومنهجهم وعلامتهم . بحيث لا يختلط السبيلان ولا يتشابه العنوانان , ولا تلتبس الملامح والسمات بين المؤمنين والمجرمين . . وهذا التحديد كان قائماً , وهذا الوضوح كان كاملاً , يوم كان الإسلام يواجه المشركين في الجزيرة العربية . فكانت سبيل المسلمين الصالحين هي سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه . وكانت سبيل المشركين المجرمين هي سبيل من لم يدخل معهم في هذا الدين . .
ومع هذا التحديد وهذا الوضوح كان القرآن يتنزل وكان الله ـ سبحانه ـ يفصّل الآيات على ذلك النحو الذي سبقت منه نماذج في السورة ـ ومنها ذلك النموذج الأخير ـ لتستبين سبيل المجرمين!
وحيثما واجه الإسلام الشرك والوثنية والإلحاد والديانات المنحرفة المتخلفة من الديانات ذات الأصل السماوي بعد ما بدلتها وأفسدتها التحريفات البشرية . . حيثما واجه الإسلام هذه الطوائف والملل كانت سبيل المؤمنين الصالحين واضحة , وسبيل المشركين الكافرين المجرمين واضحة كذلك . . لا يجدي معها التلبيس ! ولكن المشقة الكبرى التي تواجه حركات الإسلام الحقيقية اليوم ليست في شيء من هذا . . إنها تتمثل في وجود أقوام من الناس من سلالات المسلمين , في أوطان كانت في يوم من الأيام داراً للإسلام , يسيطر عليها دين الله , وتحكم بشريعته . . ثم إذا هذه الأرض , وإذا هذه الأقوام , تهجر الإسلام حقيقةً , وتعلنه إسماً . وإذا هي تتنكّر لمقومات الإسلام إعتقاداً وواقعاً . وإن ظنت أنها تدين بالإسلام إعتقاداً ! فالإسلام شهادة أن لا إله إلاّ الله . . وشهادة أن لا إله إلاّ الله تتمثل في الإعتقاد بأن الله ـ وحده ـ هو خالق هذا الكون المتصرف فيه . وأن الله ـ وحده ـ هو الذي يتقدم إليه العباد بالشعائر التعبدية ونشاط الحياة كله . وأن الله ـ وحده ـ هو الذي يتلقى منه العباد الشرائع ويخضعون لحكمه في شأن حياتهم كله . . وأيّما فرد لم يشهد أن لا إله إلاّ الله ـ بهذا المدلول ـ فإنه لم يشهد ولم يدخل في الإسلام بعد . كائناً ما كان إسمه ولقبه ونسبه .
وأيّما أرض لم تتحقق فيها شهادة أن لا إله إلاّ الله ـ بهذا المدلول ـ فهي أرض لم تدين بدين الله , ولم تدخل في الإسلام بعد اذا ما فعله معنا مرشد الاخوان بديع منذ ان استولي علي الثور من المصريين جميعا واعتبر ان تلك الثوره ميراث اخواني بحت وانهم هم الاحق بها والاجدر علي قطف ثمارها لم يكن الا لاننا اقوام من الناس من سلالات المسلمين في اوطان كانت في يوم من الايام دارا للاسلام يسيطر عليها دين الله وتحكم بشريعته ثم اذا هذه الارض واذا هذه الاقوام تهجر الاسلام حقيقة هذا ما قاله سيد قطب وما يردده من بعده بديع ويوقن به ويعتقده ومن المفارقات العجيبه ان سيد قطب قال هذا الكلام وهو حكم الديار علي اعتبار ان مصر ديار كفر وديار محاربين وحكامها طواغيت وكفار من الواجب محاربتهم وان تعمل فيم احكام الكفر لا الايمان وان يقاتلوا الي ان يحكم الاسلام ذه الارض وهي مصر خلال العشرة اعواو التي قضاها في السجن منذ عام 55 الي عام 1964 وذلك عندما حوكم هو وبعض رفاق وحكم عليه بالسجن لمدة عشرة اعوام الي ان تدخل الرئيس العراقي عبد السلام عارف لدي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وافرج عنه الي ان اعيد مرة اخري الي السجن بعدا بعام بتهمة احياء التنظيم العسكري للاخوان المسلمين وحوكم عليها وتم اعدامه في عام 1966 وكان سيد قطب قد قال هذا الكلام ضد العسكر الذين يحكمون البلاد في ذلك الوقت وهم مجلس قيادة الثوره الذين كفرهم قطب وقال فيهم حكم الديار الشهير الذي لم يلبث اتباعه وتلامذته الي تطبيقه علينا بعد ان قيل بخمسين عاما انه ما اشبه اليله بالبارحه فسيد قطب قال هذا الكلام ضد العسكر والان هذا الكلام يطبق ضد العسكر وبصورهه ممنهجه تحوي في داخلها كل امكانات ومقومات جماعه كجماعة الاخوان المسلمين في مصر الان دعا سيد قطب اتباع الي ما يسمي العزل الشعوريه وهي في معناها انعزال المسلم شعوريا بدينه عن الاخرين ومن الممكن ان تكون تلك العزله التي دعا لها قطب تحوي الكثير من الاستعلاء الذي نراه الان في مواقف قادة الجماعه وذلك اما بأستمرائهم الكذب علي اساس انهم الان في ديار كفر تتغير احكامها ويجوز فيها استخدام الكذب واعمال مبدء التقيه بالاضافه الي جواز استخدام الحيل والمكر طبقا للمنهج الحركي لسيد قطب الذي شرحه بكثير من التفصيل في كتبه وساهم بعض الاخوان في شرح الكثير من اموره سواء في كتب او دراسات ….
المهم ان العزله الشعوريه تلك التي دائما ما يدعوا لها القطبيون تنتهي الي ان يتبني صاحبها تكفير المجتمع وتكفير حتي المقربين منهم وذلك لانهم ليسوا علي ذات النهج وليسوا علي ذات الدرب ومشكوك في اسلامهم وربما يصل الي درجه معينه من المغالاه فيقوم برفض الصلاة معهم او خلفهم وذلك بالطبع عن طريق تحصنه بالكثير من اقوال سيد قطب وابو الاعلي المودودي الكاتب الهندي المعروف او غيره من المغالين الذين مهدوا الطريق لمزيد من التشدد والتطرف بين الاسلاميين والغريب ان د محمد بديع عندما قال ان مبارك اسقط بسبب دعوة الشاطر عليه في السجن وهي دعوه مستجابه لم يكن يكذب وذلك ليس لان دعوة الشاطر مستجابه وذلك لانه يحكم للشاطر بالاسلام وبالتالي فدعوة المسلم الذي يستجيب لشروط الدعوة التي ذكرها النبي قبل ذلك مستجابه وبالتالي لان بديع قد حكم ان
الشاطر من المسلمين وليس من الاغيار كما قال شيخه سيد قطب قبل ذلك فدعوته مستجابه وهو الذي اسقط مبارك بعوته عليه وهو بين الجدران في السجن ورغم ان جماعة الاخوان التي هي في الاساس معنيه بتقديم نموذج معين للشخص المسلم يدفع الجميع الي القناعه به واتباعه والسير خلفه حتي يتسني لها قيادة المجتمع المسلم لما فيه الخير والصلاح للعباد لم تقدم في تاريخها نموذجا بهذا السوء الا في ذلك العهد وهو عهد القطبيين فالجماعه لم تعبأ بمظهرها كجماعه من الجماعات الاسلاميه ولم تقف اما نعتها بالكذب فهم في داخلهم لم يكذبوا فهم المسلمون والباقي سوقه ودهماء توقفوا في الحكم عليهم الي ان يثبت اسلامهم وبالتالي يجوز الكذب عليهم والمحايله والخداع الي ان يثبت اسلامهم وهذا لن يثبت لانهم لن يتبعوا
المرشد او رشاد بيومي في نهجهم ولذلك فالجماعه لم تكذب ولم تتحايل او تخادع فكله بالشرع وكله طلبا لرضي الخالق طالما كل هذا يصب في سبيل اقامة دولة القطبيين في مصر فالاختلاف الرئيسى بين مشروعى البنا وقطب يتمركز حول نقاط محددة، أولها الموقف من المجتمع، فالأول صاحب مشروع اندماج، والثانى صاحب مشروع انفصال شعورى لا يشعر بالانتماء للمجتمع، وغاية البقاء الجسدى فيه هى استقطاب أفراده للتنظيم، ويظهر عدم الانتماء للمجتمع فى الرفض الكامل لمفاهيم كالقومية والوطنية، واعتبارها من مظاهر «الشرك الخفية: الشرك بالأرض والشرك بالجنس والشرك بالقوم» لأنه «لا جنسية للمسلم إلا عقيدته» لأن الإسلام لا يعترف إلا بآصرة «العقيدة الإسلامية وحدها دون أواصر الجنس والأرض واللغة واللون والمصالح الأرضية القريبة والحدود الإقليمية السخيفة»، كما يقول فى المعالم فلا شك فى اختلاف مشروع بديع واسلافه في مكتب الارشاد عن مشروع الأستاذ البنا، الذى مدح ــ فى رسالته دعوتنا ــ فى معانى الوطنية «حب الأرض وألفتها والحنين إليها والانعطاف نحوها»، وكونها دافعة للعمل «بكل جهد لتحرير البلد من الغاصبين وتوفير استقلاله وغرس مبادئ العزة والحرية فى نفوس أبنائه،» وكذلك «تقوية العلاقات بين أبناء القطر الواحد»، ولم يرفض منها إلا «تقسيم الأمة إلى طوائف تتناحر وتتضاغن وتتراشق بالسباب وتترامى بالتهم»، وقال مثل ذلك فى القومية، ولا شك أن الفرق واضح، فيمكن التعبير عن مشروع الأستاذ قطب بأنه مشروع الانتماء الأوحد، ومشروع الأستاذ البنا بأنه مشروع توازن دوائر الانتماء…وهذه رؤية التلمساني نفسه كعالم وكمرشد للاخوان المسلمين الذي قدم كتابه دعاة لا قضاه من اجل الا ينشغل افراد جماعته بالتكفير والحكم علي الاخرين عن الدعوه بل تعدي ذلك وجعل من الاخواني المتسق مع ذاته ومع فكره رجلا محاربا للغلو والتطرف والتعنت والتكفير بالاضافه الي ان مشروع الأستاذ البنا هو مشروع انفتاح على المجتمع وتواضع يعرف أن الجماعة
لا تمثل الإسلام، وإنما هى جماعة بشرية قابلة للخطأ، وهى لذلك لا ترى بأسا فى أن «يتقدم إلينا من وصلته هذه الدعوة..
برأيه فى غايتنا ووسيلتنا وخطواتنا فنأخذ الصالح من رأيه»، مؤمنة بأن أن «مع كل قوم علما، وفى كل دعوة حقّا وباطلا»، أما مشروع الأستاذ قطب فهو مشروع استعلاء على المجتمع اقتناعا بضلاله البين والحق المطلق للجماعة (من حيث إنها الفئة المؤمنة بين أناس جاهلين)، مما يوجب أن»نستعلى على هذا المجتمع الجاهلى وقيمه وتصوراته.. إننا وإياه فى مفترق طريق، وحين نسايره خطوة واحدة فإننا نفقد المنهج كله ونفقد الطريق». ومشروع الأستاذ قطب يهمش الإبداع والفكر، فهو يؤجل كل قضية فكرية مقابل سؤال أساسى هو عنده القضية كلها: أأنت مع الفئة المؤمنة أم ضدها؟ ويرى تأجيل طرح كل قضية فكرية لما بعد «إقامة مملكة الله فى أرضه»، ويعتبر الدخول فى القضايا الفكرية والرد على تساؤلات العامة وتقديم مشروع إسلامى متكامل من علامات الضعف والهزيمة النفسية والأستاذ البنا قدم فى رسائله الحلول الواقعية الإجرائية، والاسترايجية الفكرية للمشكلات التى رآها، وقدم عرضا كاملا لمشروعه وموقفه من القضايا والمفاهيم المختلفة،
والفرق هنا هو الفرق بين مشروع ثورى لم يأخذ من العنف إلا موقفا مؤقتا، بمعنى أنه كان يرى أن الوقت غير مناسب لاستخدامه؛ «فلا ضرورة فى هذه المرحلة لاستخدام القوة»، وبين مشروع إصلاحى يؤمن بالنضال الدستورى. ومن الممكن ان يكون هذا التصور الذي يتم تقديمه داخل الاخوان انفسم ومن خلال كتاباتهم عن مشروع قطب القاصر علي ايمان الفرد
واسلامه من عدمه مع مشروع البنا الاصلاحي الراغب في استمرار المجتمع وتقوية القصور في مع الاصلاح المستمر داخل المشروع ذات وهذا لا يتسني في مشروع قطب الثوري الذي لا يرغب بغير التغيير بالدم وبصوره انقلابيه مفادها ان الدوله دولة كفر ونحن كفارا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟