حرب الاشباح استراتيجية حرب شاملة
استخدمت حرب الأشباح كاستراتيجية شاملة قبل وبعد واثناء الصراعات والنزاعات المختلفة وكذلك عند احتلال واستعمارالدول
حرب الاشباح -war ghost
يطلق على حرب الاشباح مفهوم الحرب من نوع أخر, رديف للحرب الإعلامية والنفسية ولحرب المدافع, تستخدم فيها منظومات وبرامج مخابراتية تجسسية وفرق خاصة والخلايا العاملة والنائمة وتسخر لها منظومات متكاملة سانده(معلومات- لوجستية-وسائل الاتصال ألخيطي-موارد-أجهزة ومعدات متطورة) لتحقيق مكاسب وأهداف سياسية وعسكرية واقتصادية في بقعة ما من ارض الصراع- ارض محتملة كمسرح عمليات لصراع مقبل - دوله محتلة - أهداف منتخبة بعناية ذات ابعاد سياسية وعسكرية وأحيانا اقتصادية أو دولة اهتمام جيواستراتيجية.
يخطط للعمليات الشبحية بعناية فائقة مع ضرورة تأمين البيئة والمناخ المناسبين لتبدو عمليات نمطية وشائعة, لغرض صرف الأنظار عن منفذيها وارتباطهم ألخيطي, ودوافعهم السياسية والعسكرية في إحداث التأثر الإستراتيجي للحدث والمطلوب توظيفه سياسيا أو إعلاميا لكسب كسر في إرادة الخصم أو نخر في منظومته الأمنية أو اختراق مقصود بلغة الإشارة لبيان المعرفة الدقيقة بنواياه الخصم وإبعاد تخطيطه؟, تنفذ تلك العمليات بأداء نوعي وحرفية عالية لا تقبل الخطأ ولا تترك أثار تدل على منفذيها , ومن طبيعة الصراع وأساليب الخصم يستدل على الغاية السياسية والعسكرية والأمنية منها وتكون على الشكل التالي:
1. عمليات الخطف.
2. الاغتيالات المختلفة.
3. التفجيرات النمطية الشائعة.
4. مهام التمويه والتضليل السياسي والإعلامي.
5. شبكات التجنيد التجسسية
6. جريمة جنائية بدوافع سياسية ومخابراتية.
7. عمليات الإنزال المحدودة لمهام خاصة وغيرها من العمليات اللا نمطية.
8. الحرائق والأزمات المفتعلة فيما يخص الجهد الشعبي.
9. الأوبئة والأمراض( الحرب الجرثومية)
10. الدفع لازمات اقتصادية في البلدان المستهدفة
ينفذ ذلك عبر محور عسكري يسانده محور استخباري ومخابراتي - ومنظومات معلوماتية وجهد مدني موالي ومتعاون (عميل) يؤمن للفرق تنفيذ مهامها الخاصة باستخدام عمليات أو حملات عسكرية دفاعية أو هجومية محدودة.
لماذا حرب الأشباح
لم تعد ساحة الصراع السياسي والعسكري تخضع للسياقات والنظريات السابقة بالرغم من كونها تقولب محاور العمل وتبوب أبجديات الصراع, وطالما التطور العلمي أصبح القاسم المشترك في كافة الميداني وأبرزها الميدان العسكري التسليحي والمخابراتي, والتي تجعل من يمتلك القوة والتطور يفرض ساحة الصراع وينتخب مسرح العمليات ويحدد أساليب الصراع, مع احتفاضه بالاحتياط الاستراتيجي لعدد من الوسائل والأساليب الساندة التي يستخدمها عند الضرورة وعند الفشل, وتبدو الولايات المتحدة الأمريكية وبقية أقطاب الصراع على الأرض,قد غادرت القيم والأعراف السياسية لتجعل الحرب مفتوحة وكل شيء مباح وأبرزها قسوة استخدما البشر وسيلة ضغط وحطب لنار الحرب والصراع, على عكس ما تفرضه الشرائع السماوية وتجيزه القوانين الوضعية,وتحدده القيم الأخلاقية,لذا تستخدم جميع وسائل الصراع العسكري والمخابراتي والنفسي والإعلامي لكسر أرادة الخصم في الصراع,وتستخدم حرب الأشباح كوسيلة أساسية وأحيانا بديلة( خطة إنقاذ) لترميم الفشل وتعزيز الضغط,وكسر الإرادات وكما يلي:-
أ. فشل العمليات العسكرية وانهيار الخطط الاستراتيجية البديلة ليجري التحول إلى نمط أخر من الحرب- حرب الأشباح- الفوضى وحرب الاستنزاف والتفتيت, وتستخدم لإيقاف الانهيار والفشل العسكري واستنزاف الخصم.
ب. إرباك ساحة العمليات ومحاور التفوق وخلط الأوراق.
ت. , تأمين مادة إعلامية بعمل مخابراتي فعال لغرض تعزيز محاور الحرب الإعلامية على الصعيد الدولي أو الإقليمي لشد الأنظار أليه والتمويه وصرف النظر عن محور اخر لوقت محدود.
ث. أختزل مراحل معينة من خلال عمليات نوعية في غاية الدقة مشوهة الملامح تقوم بها فرق شبحية خاصة من دوائر المخابرات وشبكات التجسس المنتشره ضمن خارطة انتشار الأهداف والخلايا.
ج. ربط غير مباشر للمليشيات والمرتزقة وعصابات الجريمة المنظمة كقدرة مكتسبة تستهدف محاور وأقطاب الصراع, وتستطيع أن تخلق الفوضى والدمار الإنساني أينما حلت, مما يتطلب قراءة أخرى لساحة الصراع وخلط الأوراق.
ح. تعذر وصول مفاصل المخابرات إلى قطب الصراع أو لغرض الابتعاد عن التنويه والإشارة إلى مصدر الفعل نظرا لحساسية وتفاقم الموقف السياسي أو العسكري وتداعياته تسخر لهذا الغرض القدرة المكتسبة(المرتزقة, العملاء) لتنفيذ هذه المهام عن بعد,,
تستخدم هذه الحرب بشكل واسع وشائع قبل وأثناء وبعد الصراعات والنزاعات المختلفة, وكذلك عند الغزو والاحتلال والاستعمار, وحرب الأشباح تدل تسميتها على ضبابية الفعل واختفاء ملامح الدلالة وخيوط التنفيذ, أو لغرض معرفة الفاعل يؤدي إلى خلط الأوراق وتشتيت الجهد وطمس الحقيقة وفق تأويلات, متعددة تبعثر محاور الوصول الى الجاني ونوع التنفيذ من الناحية الجنائية, بالاعتماد على دلائل ظرفية بل تعتمد احيانا على دلائل عينية أو حسية أو مشاهدات ضعيفة لاتؤمن الدلالة الجنائية المطلوبة وتشترك فيها منظومات متكاملة كبيرة وحتى برامج تعد لهذا الغرض تصل في قدراتها ومواردها إلى إمكانيات الحرب, وتعتمد هذه الصفحة من الحرب على عناصر أهمها:
أولا.التوقيت
ثانيا.المكان, الموقع, الدولة.
ثالثا. نوعية وقيمة الهدف.
رابعا. الموقف العسكري
خامسا.الموقف السياسي.
سادسا.الموقف الأمني.
سابعا. حالة الصراع.
ثامنا.نوع الأزمة والتأثير المطلوب إحداثه.
تاسعا.القدرات والموارد المتيسرة.
عاشرا.التزامن ألظرفي والفني لإحداث التأثير.
حادي عشر.الرسالة الموجه والمطلوب إيصالها.
أثني عشر.النمط والأسلوب والأدوات.
ثلاثة عشر.العقيدة-الدينية- الوطنية- العسكرية- الأمنية.
استخدمت هذه الحرب بمراحل مختلفة عبر تاريخ الصراع السياسي والعسكري والحروب في العالم وفقا لبوصلة الصراع وعوامل الاحتراب والإستراتيجية العسكرية, وعناصر القرار على الحرب من عدمه وفقا للمعطيات السياسية والعسكرية الداخلية والخارجية, وأعمال التجريد قبيل اي معركة يجري التخطيط لها أو لتحقيق مكاسب وأهداف سياسية لغرض الحصول على تفوق في الميدان السياسي, وبإبعاد جيو استراتيجية وعسكرية.
تعتبر حرب الأشباح امتداد لحالة الحرب, أو التمهيد لها عبر المناورات العسكرية أو مناورات ما قبل الحرب (حافة الحرب) لتحقيق ارادة سياسية ما على طرف اخر رافض او ممتنع للرضوخ لارادة ذلك الطرف, باستخدام تلك الوسائل والمؤثرات والتكتيكات المختلفة, وفق أبعادها المخابراتية كبديل للحرب المباشره, وتستخدم بشكل واسع في استراتيجية الصراع بين الدول الكبرى, والحرب الباردة هي احد ملامحها ومحاورها, وتعتمد على المطاولة والاستنزاف من جميع النواحي وبمختلف المجالات, وترتكز على دقة المعلومات واستباق الوقت والاغفال لمحور الاستهداف للخصم, واستثمار الثغرات الأمنية وذوي النفوس الضعيفة الذين يرتزقون ويمتهنون هذه المهام للعمل ضد أوطانهم, وقد تكون هذه الحرب بين قوى غير متوازنة وأخرى متوازنة في كافة الخنادق, و يبرز التفوق عند أستخدمها ضد دوله بقدرات محدودة, وجميع دول العالم الثالث بما فيها الدول العربية تعتبر قدراتها محدوده لاتتناسب مع قدرات الدول الكبرى او القدرات الصهيونية وبعض الدول الإقليمية في هذا المجال.
تستند هذه الحرب على منظومة معلومات(ثورة المعلومات) ومفاصل تجسسية متكاملة تبدأ من القدرات الفضائيه (الاقمار الصناعيه) مرورا بدوائر المخابرات وخلايها التجسسية وممولي تلك العمليات والمتعاونين معها , وتنتهي بالعين المجردة التي تؤمن الاستعدادات النهائية لتنفيذ المهام تلك, و تستخدم في مراحل التنفيذ( الصامت أو الصاخب)عناصر منفذه محترفة بل وخبيرة, تجيد تنفيذ تلك الاعمال القذره دون ترك اي اثر يدل على منفذيها, لغرض توظيف تلك النتائج في تعزيز المواقف السياسية أو خلق التأثير عسكريا وأخرى اقتصاديه, ونظرا لدقة الاستهداف والوسائل المستخدمه فهناك انوع من التنفيذ وكما يلي:
أ.التنفيذ الصامت.
ب.التنفيذ الصاخب.
ج.التنفيذ المزدوج.
د.التنفيذ المركب.
هـ.التنفيذ القاسي.
جميع تلك الطرق تستخدم كل حسب نوعية الهدف والتاثير المطلوب إحداثه, ونوع المناورة الاستراتيجية التي تعتمد على نتائج ذلك التنفيذ, وليس في حساباتها حجم الخسائر الأخرى التي قد تصيب المدنيين, ونفذت أكثر من عملية قذرة بهذا الشكل في العراق, ذهب ضحيتها الابرياء من المدنيين الذين ليسوا جزء من اللعبة لغرض ترسيخ الرعب في قلوبهم وتشويه صورة المقاومه العراقية وإظهارها كما يطلقون بمصطلح الإدارة الأمريكية "إرهاب" لتسوغ احتلالها ضمن مايسمى( الحرب على الإرهاب), وتنمط الرعب وتطبيع الاحتلال على العراقيين عبر استخدام نظرية( الصادم والمريع) , وتم بالفعل اغتيال عدد كبيرمن قادة وعناصر المقاومة العراقية بتلك الطرق, و تشير قواعد اللعبة اشتراك عدد كبير من دول العالم في استخدام تلك الاساليب وابرز من يستخدمها هي الولايات المتحدة الأمريكية والصهاينة, وقد طورت منظومتها وعززتها بشكل واضح بالاستفادة من القدرات الفضائية, وثورة المعلومات, وانتشار الخلايا التجسسية والمجندة لتلك الإغراض, وتعتبر تلك خلايا نائمة يوعز أليها التنفيذ عن الطلب, وهذه صفحة رئيسية من صفحات الحرب الكونية التي تعد لها الولايات المتحده للهيمنة على العالم .
تستخدم تلك الأساليب إسرائيل وبشكل متقن وعدد من الدول الإقليمية الأخرى ومنها إيران كل وفق امكانيته وقدرته على التعبئه البشرية لتحقيق هذا العنصر, بالتوازن مع قيمة الهدف, ويعد العرب متأخرين جدا بهذا المضمار او تلك الصفحة من الحرب لانهم بالتاكيد لايمتلكون مقوماتها, أو قد نسوا الحرب تماما أو استخدام القوه كمناوره لتحقيق الامن والسلم والمكاسب السياسية, واتجهوا إلى التحالف المهادن الغير متكافئ وكما نعلم ان الميدان العسكري والمخابراتي والاستخباراتي قد اتسع الآن, ليسخر منظومات مدنية متكاملة لتعزيز هذا التوجه اما الدول العربية لا تستطيع الخروج من مضمار الحرب التقليدية التي أصبحت تعبئة قديمة لا تحقق الغاية الإستراتيجية السياسية والعسكرية وأحيانا الاقتصادية, وقد لا تؤمن الحماية أو الدفاع عن الدول في ظل تفوق كبير ومستمر للخصوم, وأهمها استحداث صفحات اخرى تظاف الى صفحات الحرب الحديثة أو حرب النجوم وهي القدرات الفضائية- حرب المعلومات- التطور الكبير والمستمر لاجيال الطائرات المستخدمة في الحروب-القدرة ألصاروخيه( البعد الاستراصاروخي)- حرب الأشباح ( المخابراتية)-الحرب الإعلامية والنفسية(الطابور الخامس- السادس-السابع)-حرب التاثير الاقتصادي بالموارد الاستراتيجية- النفط –القمح- وغيرها من مواد الاستهلاك البشري, جميع تلك العناصر استثمرت الاموال والثروات والعقول العربية للوصول إلى هذا الحجم من التفوق العسكري والتقني والمخابراتي الذي جعل المحافظون الجدد يفكرون بهوس الهيمنة الكونية على العالم , وعالمنا العربي الضائع بين ثنايا الاختلافات والاصطفافات وضياع ابسط مقومات امنه القومي ليحظى كل طرف بامن وطني هش قابل للزوال (لا سمح الله ), بعد المساهمة الفعالة باحتلال العراق وترسيخ ثقافة الهزيمة والقبول بالأمر الواقع, مع الأسف الجميع يسعى لمستقبل مجهول وسط انفاق استراتيجية مظلمة لا يوجد نور في نهاية تلك الأنفاق, والجميع يقف عاجزا ينتظر دوره في الاستهداف دون حل ووقفة عربيه حقيقة لإعادة العراق إلى موقعه العربي كركيزة توازن وصمام امان لمقومات الامن القومي العربي, ولم شمل الأمة العربية ذات الموارد والقدرات الفعالة والتي نهشوها الكلاب المسعوره, فان الحرب الأميركية ضد العراق تلك الحرب التي من بين أهدافها رسم خريطة جديدة لما يسميه المحافظون الجدد، "الشرق الأوسط الكبير" وتخطط مستقبلاً لتقسيمها إلى(56 دويلة بدل 22 قطراً عربياً) مما سيشكل ضمانة لاستمرار إسرائيل ولفرض سيطرة وهيمنة القوى الإستعمارية على مقدرات وثروات العالم العربي . وجعل الأمة العربية في ذمة التاريخ كما يخططون لها؟؟؟؟؟
تعليقات
إرسال تعليق