لنتعرف كتمهيد على الخلية الحية والجينات الوراثية واصغر وحدات بناء الانسان لنرى جزء ولو بسيط من علم الله الذي وهبه لنا كقطرة من بحور علمه سبحانه وتعالى ورجاء قراءته للنهاية...
ولنبدأ حديثنا عن الروح وعلم الجينوم الحديث:
{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً } [الإسراء: 85].
في ظل الدراسات الحديثه القائمة اليوم والتي يعكف العلماء عليها للتوصل حول حقيقة الكائن البشري وماهية التركيب الجزيئي له معلقين شتى الامال حول علاج الامراض المستعصيه التى أرقت عصرنا فقد إستجدت علوم جديده إختلفت الاراء حول موقف التشريعات الإلهيه والدينيه منها راجعا إلى السبب إلى الخوف من خلط الأنساب فما أن إستحدث علم الجينات والمورثات وما أن ظهرت الشفرات الوراثيه بدأ العلماء يخضون تجاربهم حول إمكانية إستخلاص خلايا جديده لربما تكون مستقبلا بدائل وحلولا للخلايا المعطوبه و لعل من أكبر الأحداث التى أثارت ضجه في العالم هي ظاهرة الاستنساخ "النعجة دولي " وكيف أن الخوف قد علا على الساحات العلمية والإجتماعيه وفي هذا المقال أحب أن أسلط الضوء عن تكوين الخلايا البشريه وأصلاها وكيف أن الروح هي سر الإبداع الإلهي لإحياء هذه الخلايا التى لا تعد من أن تكون مواد أوليه.
الخلية هي وحدة التركيب والوظيفة في الكائن الحي ويعنى بالكائن الحي هنا إشارة إلى وجود الروح فلورجعنا لمنشأ الخلية الحية من أول خلقها لبدأنا رحلتنا حيث نرجع إلى أصغر جزء من المادة ألا وهي ذرات العناصر المكونه للمواد الحية ألا وهي ذرات الكربون والهيدروجين والاوكسجين والنتروجين والمعادن الاخرى مثل الحديد والفسفور وهي أيضا المكونات الاساسيه للتربه لقوله تعالى:{ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم تنتشرون} الروم (20 ) وتعبر الذرات في هذه الحاله مفرده في الصورة الغير عضوية وما أن تتحد مع بعضها البعض بنسب مختلفه تصبح مواد عضوية جديده "نظرا لوجود ذرات الكربون" لا تقل أهميه عن تلك العناصر التى أتت منها مفرده فلوتخلينا أننا أستطعنا تجميع الذرات مع بعضها البعض بإستخدام أحدث التقنيات الحديثه مثل تقينة النانو المتناهية الصغر وكونا السكريات الخماسية الغير مؤكسده ومن ثم قمنا بتجميعها بكميات كبيره لنحصل على جزيء واحد من الدي إن إيه DNA وضعفناه حتى نصل إلى الكروموسوم الواحد ولله المثل الأعلى فهذا لا يعني بالمفهوم العلمي أننا إستطعنا تخليقه لأنه يبقى حتى الأن مجرد جزيء معقد التركيب مهما إستطاعنا الحصول علية مخبريا وحيث الكروموسومات توجد بداخل أنوية الخلايا والتى تتحد مع بعضها البعض مكونة الأنسجة التى ما تلبث أن تتخصص إلى الأعضاء مكونة الكائن الحي الكامل فإنه ينقصها مفتاح الحياة ألا وهو الروح لقولة تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً } [الإسراء: 85].
وحتى علم الاستناخ وعلم الخلايا الجذعيه كلها لا يمكن نجاحها بدون وجود الروح الموكله بأمر الله تعالى وحده ولا تسطيع اليد البشريه مهما بلغ علمها التدخل في ذلك والدليل الواضح على ذلك هوأن الجنين في رحم أمه عند بدأ خلقه يكون مجرد نطفة ثم علقه ثم مضغة إلى أن تبدأ مرحله تشكيل الجنين وهنا يبعث الله بأمره ملك موكلا بهذه الروح فتدب الحياة في الجنين بعد120 يوما من تكوينه أي خلال الشهر الثالث يقول تعالى : {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة * فخلقنا العلقة مضغة * فخلقنا المضغة عظاما * فكسونا العظام لحما * ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين}المؤمنون (12- 14)
وفي كلا العلمين المستحدثين يحتاج علم الاستنساخ إلى وجود البيئه الروحيه التى ينموبها وهي بداخل رحم الام المضيفه وفي علم الخلايا الجذعيه يحتاج إما إلى خلايا الإنسان البالغ من نخاع العظم عادة أو الحبل السري فور ولادة الجنين وحفظها في بنوك خاصه. ومهما إستطاع العلماء تخصيص هذه الخلايا إلى أعضاء هامة مثل القلب أو الكلى فهي تبقى مجرد أعضاء بلا روح لا تدب بها الحياة الا بداخل كائن حي يملك روحا يقول الدكتور حسين اللبيدي مدير مستشفى وعضو هيئة الإعجاز العلمي بمكة المكرمة وعضو جمعية الإعجاز العلمي بالقاهرة وجنوب الوادي "وباختصار العملية ما هي إلا وضع نطفة أمشاج مخلوقة لله وجاهزة مسبقاً في رحم مجهز لذلك ليتم بعدها تخليق الجنين بإذن الله خلقاً من بعد خلق، وكل أفعال العلماء -وهم عباد الله - تدور حول منطقة النطفة لا تتعداها وكل أفعالهم ما هي إلا عملية تؤدي إلى تصيير نطفة أمشاج في رحم مجهز لاستقبالها فهي عملية نقل أوتحويل لا خلق فيها وتدخل تحت مسمى (الجعل) " دلالة على ضرورة وجود الروح ومهما أنُكرت حقيقة الوجود ونسبت العلوم إلى الطبيعة تبقى الذات الالهيه لله الواحد القهار ولا تملك النفس البشريه منها أي شيء مهما بلغت من تقدم وتطور...
الجزيء المعجز الدنا (DNA):
قال الله تعالى في كتابه الكريم : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة:164) .
كانت نظرية التطور عاجزة عن تقديم تفسير مترابط لوجود جزيئات هي الأساس في الخلية، والأكثر من ذلك فقد أنتجت التطورات في علم المورثات (الجينات) واكتشاف الحموض النووية (الدنا والرنا) مسائل جديدة لنظرية التطور .
في عام 1955 عمل عالمان على الدنا (DNA)وهما (جيمس واطسن ) و( فرانسيس كريك ) حيث أطلقا عهداً جديداً في علم الأحياء ومنذ تلك الفترة صار العلماء يوجهون انتباههم لعلم المورثات (الجينات)، واليوم وبعد سنوات من البحث صار للعلماء طريقة تخطيطية واسعة ضخمة لتركيب الدنا، وهنا نحن نحتاج أن نعطي بعض المعلومات الأساسية جداً عن بنية ووظيفة الدنا .
جزيء الدنا هو جزيء موجود في نواة كل خلية من خلايا جسمنا والبالغ عددها مئة تريليون خلية، ويحتوي جزيء الدنا خطة كاملة لتركيب جسم الإنسان وكذلك التعليمات المتعلقة بكل صفات الإنسان من مظهره الفيزيائي إلى تركيب أعضائه الداخلية وهي مسجلة في جزيء الدنا بما يدعى بنظام تشفير خاص، فالمعلومات في شريط الدنا مشفرة بتتابع أربعة قواعد خاصة هي التي يتركب منها الجزيء .
وسميت تلك القواعد بـ (A.T.G.C)نسبة للأحرف الأولى لأسمائها، وأن كل الفروق التركيبية بين جميع الناس تعتمد على التغيرات في تتابع هذه القواعد، يوجد حوالي (3.5)بليون نيوكليوئيد أي : (3.5) بليون حرف في جزيء الدنا .
تدعى المعلومات في جزيء الدنا والتي تخص عضية ما أو بروتيناً ما بالجينات، فمثلاً المعلومات المتعلقة بالعين موجودة في سلسلة أخرى تماماً من الجينات، والخلية تنتج بروتينات باستخدام المعلومات في كل من هذه الجينات، أما الحموض الأمينية التي يتركب منها البروتين فكل منها يترتب من ترتيب متتابع لثلاثة من النيوكليوئيدات في الدنا .
عند هذه النقطة يوجد تفصيل هام يستحق الانتباه، وهو خطأ يقع في تتابع النيوكليوئيدات يجعل الجين هزيلاً ولا يعد صالحاً، وعندما نتذكر أنه يوجد حوالي (200)ألف مورثة في جسم الإنسان يصبح أكثر وضوحاً سبب استحالة ترتيب هذه الملايين من النيوكليوئيدات المشكلة للمورثات بتتابع صحيح وبالمصادفة، وعلق عالم الأحياء التطوري (فرانك سايلسبوري) على هذه اللاحتمالات بمقولة:
"قد يحتوي البروتين الوسط على حوالي (300) حمض أميني، وتحتوي مورثة الدنا التي تتحكم بذلك ألف نيوكليوئيد في سلسلتها، وطالما أنه يوجد أربعة أنواع من النيوكليوئيدات في سلسلة الدنا، فالواحدة تحتوي ألف وصلة بحيث يمكنها أن تتواجد في (10004) شكل، وباستخدام علم الجبر البسيط (اللوغاريتم ) نرى أن :
10004=60010 أي عشرة مضروبة بنفسها (600)مرة وهذا الرقم بالضبط هو خلف مداركنا تماماً " 122
إذن الرقم (10004=60010) أي يعني أن نكتب (1) بجواره (600) صفر، وهنا نتذكر أن الرقم (10) متبوعاً بـ(11) صفراً يدعى تريليون، لذا الرقم ذي (600) صفر هو في الحقيقة عدد من الصعب علينا أن ندركه .
هذه الحقيقة أن الاحتمال في التشكل العشوائي للبروتين والحمض النووي (الدنا ـ الرنا) لا يمكن تصوره لصغره، والفرص التي هي ضد انبثاق حتى سلسلة بروتين خاص واحد هي ذات أرقام فلكية
بالإضافة لتلك المستحيلات فإن الشكل الحلزوني لسلسلة الدنا المضاعفة تجعله بالكاد ( وبجهد عظيم ) يتمكن من الدخول ف تفاعل، مما يؤدي لاستحالة التفكير به كأساس للحياة .
لشريط الدنا القدرة على أن يكرر نفسه ويتضاعف (ينسخ نفسه ) ومن ثم يلتوي بمساعدة بعض الأنزيمات، وتلك الأنزيمات هي في الواقع بروتينات يمكن معرفة تركيبها فقط من المعلومات المشفرة في الدنا، وبما أن كليهما يعتمد على الآخر فعلمية التضاعف ستحدث إذا تواجد معاً في اللحظة نفسها أو إذا كان أحدهما قد خلق قبل الآخر، ولقد علق عالم الأحياء المجهرية (جاكسون ) على ذلك الموضوع فقال :
" في اللحظة التي تبدأ فيها الحياة يجب أن يكون حاضراً كل من التوجيهات الكاملة لمخططات النسخ والطاقة اللازمة، واستخلاص الأجزاء اللازمة من البيئة المحيطة، لأن نمو التتابع والآلية التي تلعب دور ترجمة التعليمات إلى نمو يجب أن تكون جميعها حاضرة، وأن اتحاد الحوادث يبدو أنه بعيد عن الإحتمال كلياً لكنه يتحقق بطريقة لا تصدق وغالباً ما تنسب لتدخل إلهي "
كتب هذا الاقتباس بعد سنتين فقط من اكتشاف تركيب الدنا من قبل (جيمس واتسون ) (وفرانسيس كريك ) وعلى الرغم من تطورات العلم وتقدمه إلا أن هذه المسألة بقيت غير محلولة بالنسبة للتطوريين .
لنلخص الموضوع ونقول :
" إن الحاجة للدنا في التضاعف وضرورة وجود بعض البروتينات لذلك التضاعف (تكرار الذات ) وكذلك وجوب تأمين مستلزمات لإنتاج تلك البروتينات طبقاً لمعلومات الدنا، كل ذلك يدمر ادعاءات التطوريين ومزاعمهم " .
أثنان من العلماء الألمان وهما (جونكر ـ شيرار ) فسرا أن التركيب لكل من الجزيئات اللازمة للتطور الكيميائي قد شجع شروطاً محددة وضمن احتمال هو الصفر إذا ما حُسب بطرق الرياضيات النظرية البارعة والمختلفة جداً في تركيب تلك المواد .
" حتى الآن لم تعرف تجربة نستطيع بها أن نحصل على كل الجزئيات اللازمة للتطور الكيميائي، لذلك من الهام والضروري هو إنتاج جزئيات متنوعة في أماكن مختلفة تحت شروط مناسبة جداً، وبعدها حملهم لمكان آخر للتفاعل مع حمايتهم من العناصر المؤذية مثل التحلل بالماء (الحلمهة ) والتحلل الضوئي.
باختصار إن نظرية التطور غير قادرة على أن تبرهن صحتها في أية مرحلة من المراحل التطورية التي زعموا أنها تحدث على المستوى الجزيئي .
لنلخص ما كنا تحدثنا عنه فيما سلف : لا الاحماض الأمينية ولا نواتجها وكذلك البروتينات التي تصنع خلايا الكائنات الحية قد أنتجت إطلاقاً بما سمي بالجو البدائي للبيئة ،والأكثر من ذلك هو أن عوامل التركيب المعقدة الذي لا يصدق للبروتينات وبالتمايزات اليمينية واليسارية لها والصعوبات في تشكيل الروابط الببتيدية في بالضبط المسؤولة عن عدم إمكانية إنتاجهم مخبرياً في المستقبل .
حتى لوفرضنا للحظة أن البروتينات تشكلت بطريقة ما بالمصادفة (وهذا سيبقى دون برهان ) فالبروتينات لا تملك شيئاً لنفسها على الإطلاق، وبالتالي لا تستطيع تلك الجزيئات أن تكرر ذاتها، وتركيب البروتينات ممكن فقط مع معلومات مشفرة في جزيئات الدنا والرنا، فبدونهما يستحيل على البروتين أن يتكرر ويتضاعف والتتابع البروتين في الجسم، وعلى كل حال وكما تم توضيحه من قبل عديد ممن درسوا تلك الجزيئات فإن الدنا والرنا يستحيل أن يتشلا بالمصادفة .
حقيقة الحياة :
بانهيار نظرية التطور في كل مجال، اعترفت أسماء بارزة في فروع علوم الأحياء الدقيقة اليوم بحقيقة الخلق، وبدأت في الدفاع وحماية تلك النظرية في أن كل شيء خلق من قبل مدرك كجزء من الخلق الأرفع .
حالياً هذه هي الحقيقة التي لا يستطيع أحد من الناس تجاهلها، والعلماء الذين اتسمت أعمالهم بعقل مفتوح طوروا رؤى جديدة سموها " التصميم الذكي " ..فلماذا لا تكون الجماعات العلمية تواقة لما أنجزت ولم تحتضن اكتشافها المذهل لمجرد التكبر على حقيقة وجود خالق عظيم
وهذا مصداق لقوله تعالى : (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (الزمر:45).
وطالما نحن بصدد الموضوع فلنكمل لمحة عن الخلايا البشرية التي هي اية معجزة من ايات الله..
الخلايا البشرية آية دالة على الله
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) [السجدة : 7].
وقال الله تعالى :(بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) [البقرة : 117].
وقال الله تعالى: (صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ) [البقرة : 138].
وجد العلم الحديث في جسم الإنسان حوالي مئتي نوع من الخلايا تقريباً مختلفة الأشكال، ومن أهم و أبرز هذه الاختلافات هي التي توجد بين خلايا الأعصاب و خلايا العضلات و خلايا الدم في الشكل، فإن كل هذه الخلايا على الرغم من أنظمتها تتفق في الأساس، إلا أن تصميمها البارع يجعها تقوم بوظائفها على أكمل وجه و بكفاءة عالية كل ٌفي موقع عمله.
فأمامنا نموذجان لخلايا مختلفة في الشكل وهما خلايا الأعصاب وخلايا الدم، فخلايا الأعصاب يمتد طولها إلى المتر تقريباً، و تبدأ من العمود الفقري و تنتهي عند القدم، و بذلك تصل الأوامر و الإنذارات من المخ إلى مواقعها المطلوبة مارة بالخلايا على خط واحد مستقيم في أقصر وقت ممكن أي: بسرعة فائقة جداً.
أما خلايا الدم فيصل طولها إلى 7 ميكرومتر على عكس ما كان عليه شكل خلايا الأعضاء.
هذه الحجم المتناهي في الصغر يجعلها تمر بسهولة من خلال الشعيرات الدموية حيث أصبح وجهها الخلايا على هيئة أسطوانة صغيرة جداً مجوفة من الداخل، مما يجعل الخلية ذات مساحة واسعة من الداخل يسمح لها بعلمية استنشاق الأوكسجين (O) وطرد ثاني أوكسيد الكربون (CO2) بصورة عالية جداً، و لو تخليتم وجود ملايين الخلايا في كل متر مكعب من الدم فسوف لا يصل تصوركم إلى حجم المساحة التي تتم فيها عملية أخذ الأوكسجين.
و كذلك فإن الخلايا الموجودة في أعيننا وآذاننا تتميز على حسب أشكالها الكوكليو( OKLEOK) الذي يوجد في الأذن الداخلية هو عبارة عن خلايا تتكون من شعيرات صغيرة جداً، تتذبذب هذه الشعيرات بتأثير الموجات الصوتية وتعمل بتحويل الموجات الصوتية وتعمل بتحويل ضغط الموجات إلى السائل الذي يوجد في الأذن إلي إنذار عصبي، والخلايا الموجودة في شبكية العين مخلوقة لتؤدي وظيفتها بأحسن صورة ممكنة، فخلايا الشبكية ذات الشكل المخروطي تحتوي على العديد من الأغشية لتسهيل الاتصال العصبي وتحتوي كذلك على صبغات عديدة حساسة تجاه الضوء، إن هذا التركيب يكسب خلية الشبكية حساسية عالية تجاه الضوء. وهذا النظام يكسب كل خلية من الخلايا مستوى عالي الكفاءة لكي تصبح حساسة جداً.
و هناك أيضاً خلايا ماصة للأغذية داخل الأمعاء الرفيعة صممت هيئتها على حسب وظيفتها لتكون مناسبة للقيام بهذه الوظيفة.
فيوجد فوق كل خلية غطاء من الشعيرات المجهرية المسمات بالمكرووفيللي والجزيئات الناقلة التي تقوى على هذه الشعيرات التي تأخذ ما تحتاج إليه من غذاء و تطرد الفائض عن حاجتها، و بذلك يتم طور هام من أطوار هضم الغذاء.
ويجب ألا ننسى أن جميع الخلايا في جسم الإنسان تكونت عن طريق الانقسام والتكاثر داخل الخلية الواحدة.
و لهذا فهل يعقل أن الخلايا هي التي اختارت الأشكال المناسبة لتأدية الوظيفة المطلوبة بكفاءة عند بناء الجسم.
فلا أدلّ من هذا على أن الله وحده سبحانه و تعالى هو الذي خلق الأشكال اللازمة والمناسبة لتؤدي وظيفتها بكفاءة عالية.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز على لسان نبي الله موسى عليه السلام:(قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه : 50].
تعليقات
إرسال تعليق