
في إطار التمهيد لإبادة شعوب العالم الإسلامي بأقل الخسائر الممكنة للغرب .. تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بفرض رقابة صارمة على البحوث التكنولوجية المتقدمة التي يمكن إجراؤها في دول العالم الإسلامي .. وخصوصا في مجال التسليح .. وفي مقدمتها الحظر النووي المفروض على الدول العربية .. تحت مبرر أن الدين الإسلامي هو دين إرهاب ، وأن العالم الإسلامي هو عالم همجي يمكن أن يسئ استخدام هذه الأسلحة عند امتلاكه لها ..!! وهو ما يترتب عليه تهديد الأمن القومي ـ كما يدّعون ـ للولايات المتحدة .. ولدول الغرب المسيحي ..!! وحتى لا يحرم الغرب المسيحي ـ مشكورا ـ الشعوب الإسلامية .. من وهم الإحساس بالأمن والطأنينة .. وأنها تمتلك من السلاح ما يكفي للدفاع عن نفسها .. لذا تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بعقد صفقات هائلة مع الأنظمة الحاكمة لهذه الشعوب ـ وخصوصا السعودية ودول الخليج ـ لتزويدها بالسلاح اللازم لها . ولكن في حقيقة الأمر أن جميع ما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية ـ ومعها دول الغرب ـ بتوريده من سلاح إلى الدول العربية .. هو سلاح فاسد تماما ؟؟؟؟
والحقيقة التي على الجميع ان يعلمها..ان الولايات المتحدة قامت بزرع معدات إلكترونية خفية في المقاتلات الأمريكية الصنع وهذه المعدات يمكنها أن تستقبل إشارة من قمر صناعي أمريكي يترتب عليها شلل الأجهزة الإلكترونية في الطائرة تماما وخروجها عن سيطرة قائدها ، وهو ما يعني سقوط الطائرة من تلقاء نفسها بدون إطلاق قذيفة واحدة عليها .
ففيما مضى كان اسم " السلاح الفاسد " يطلق على كل سلاح لا يعمل بصورة طبيعية أو ينفجر عند استخدامه الاستخدام العادي المخصص من أجله . ولكن مع التطور التكنولوجي الحديث أصبح اسم " السلاح الفاسد " يطلق على كل سلاح يعمل بصورة طبيعية ما لم تختلف سياسة المستخدم ( أو المستورد ) مع سياسة ( المورد ) القائم بتصنيع السلاح ..!! كما يبقى عمل السلاح تحت هيمنة المورد ـ دون علم المستخدم ـ والذي يستطيع ( أي المورد ) إيقاف عمل السلاح أو جعله يخرج عن سيطرة المستخدم ـ بطرق خارجية ـ إذا اختلفت سياسة المستخدم عن سياسته ( أي سياسة المورد ) ..!! بمعنى أنه يمكن إيقاف عمل الصواريخ .. وعمل الرادارات .. وإسقاط الطائرات .. إلى آخره .. عند الحاجة دون إطلاق قذيفة واحدة عليها .. إذا استخدمت هذه الأسلحة في أعمال ضد سياسة أو رغبة مورد السلاح ..!!
ومن السخريات أن تطلق الولايات المتحدة الأمريكية على هذا الطراز من الأسلحة الفاسدة التي لا تعمل ضدها أو ضد سياساتها اسم : " الأسلحة الصديقة " ..!! وربما أطلقت عليها هذا الاسم .. أي اسم " الأسلحة الصديقة " لكي تبيعها في : " سوق الحمقى "..!! وبالتأكيد لا يخفى على الأنظمة العربية الحاكمة هذا .. ومع ذلك ـ على الرغم من علمها ـ لا تتوقف عن استيراد هذا السلاح الفاسد من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما .. لأسباب نذكرها فيمابعد.
• طرق إفساد الأسلحة الموردة إلى المنطقة العربية ..
مع التقدم التكنولوجي أمكن إفساد عمل السلاح عند الحاجة بالطرق الأربعة التالية :
الطريقة الأولى : بزرع الفيروسات الكامنة : وهي الطريقة الأهم ، فمن المعروف ـ في الوقت الحاضر ـ أن جميع أنظمة التحكم في التسليح الحديث أصبحت تعمل الآن تحت هيمنة الحاسبات الإلكترونية . وهي الحاسبات التي يمكن إفسـادها بسهولة بالغة باستخدام : " الفيروسات الكامنة : Resident Viruses " .. وهو ما اكتشفته ـ بداية ـ دول حلف شمال الأطلنطي في السلاح الأمريكي الذي يستخدمه الحلف .. واحتجت عليه دول الحلف في بداية تسعينات القرن الماضي ( 1990 ) ، ولكن تم التكتيم عليه إعلاميا ـ بل ومحوة من الذاكرة ـ لينتهي احتجاج دول الحلف إلى الصمت .
وفي هذه الطريقة يتم زرع فيروسات كامنة أثناء التصنيع في الدوائر الإلكترونية في كود كمبيوتر السلاح الذي يتحكم في عمل السلاح . ومن هذا المنظور يظل السلاح يعمل بصورة طبيعية في حالة السلم فقط .. أما في حالة حرب لا ترضى عنها الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل .. فهنا يلزم إيقاف عمل السلاح . وعندما يراد إبطال عمل السلاح يتم تنشيط هذه الفيروسات الكامنة بإشارة لاسلكية خارجية ( من خلال الأقمار الصناعية ) .. فتقوم بإفساد دوائر التحكم بحيث يخرج السلاح من تحت سيطرة المستخدم له .. وهو ما يسبب سقوط الطائرات ـ عند قفل دوائر الوقود .. مثلا ـ دون الحاجة إلى إطلاق أي قذيفة أو صاروخ واحد عليها .
وفلسفة استخدام الولايات المتحدة الأمريكية للفيروسات الكامنة في السلاح المورد لدول حلف شمال الأطلنطي .. تنبع من خوف الولايات المتحدة من أن تقع ثورات في هذه الدول .. أو أن تقوم مجموعات مناهضة لسياستها بالاستيلاء على هذه الأسلحة وتستخدمها ضدها .. وهنا يلزم إيقاف عمل هذه الأسلحة ..!! ومن هذا المنظور أيضا ؛ فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعلم ـ يقينا ـ أن الأنظمة العربية هي نظم دكتاتورية وغير ديموقراطية وفي حالة الإطاحة بها بثورات مضادة .. فإن الأسلحة الأمريكية المتطورة يمكن أن تستخدم في غير صالحها أو صالح إسرائيل .. لذا يلزم إبطال عمل هذا السلاح .
ويمتد استخدام الولايات المتحدة للفيروسات الكامنة حتى مع الدول الحليفة ( كإنجلترا أكبر حليف لها ) . حيث نشرت مجلة النصر العسكرية المصرية ( أبريل 2006 ص : 5 ) عن صحيفة الديلي تلجراف البريطانية ؛ بأن بريطانيا هددت الولايات المتحدة الأمريكية بإلغاء صفقة السلاح معها ، والبالغ قيمتها 12 مليار جنيه استرليني لتوريد 150 طائرة مقاتلة من طـراز ( جونيت سترايك ) ، مالم تمنح الولايات المتحدة الأمريكية القوات المسلحة البريطانية الحق في الدخول الكامل على كود الكمبيوتر الخاص بتلك الطائرات المقاتلة ..!! حتى يمكنها التأكد من خلو هذه الصفقة من وجود أي فيروسات كامنة يمكن أن تؤثر على استخدام الطائرات الموردة.
وللتوضيح ببساطه.. كروت طائرة موردة بالكامل من الخارج وكل دوائرها الإلكترونية عبارة عن " صناديق سوداء Black Boxes ولا يمكن ـ يقينا ـ اكتشاف ما تم زرعه فيها .. كما لا يمكن يقينا استبداله؟؟؟ وهو ما دفع بإنجلترا ـ بقدرها التكنولوجي ـ للتهديد بإلغاء صفقة الطائرات مع الولايات المتحدة ما لم تعطها ـ الولايات المتحدة ـ حق الدخول على كود الكمبيوتر الخاص بصفقة الطائرات حتى تتأكد من خلوها من أي فيروسات يمكن أن تزرعها الولايات المتحدة في دوائر الطائرات بدون علمها .
ولي أن أنبه بشدة ـ وأكرر بشدة ـ أن فلسفة تنويع السلاح من روسيا أو الصين لا تضمن صلاحية السلاح أيضا وخلوه من الفيروسات الكامنة ..!! فالقاعدة العامة أن السلاح لا يعمل ضد سياسة ـ المورد ـ صانع السلاح ..!! لذلك فالوسيلة الوحيدة لضمان عمل السلاح هو الاعتماد على النفس في إنتاج السلاح .
وأود أن أوجه نظر المتخصصين في الرد على موضوع الفيروسات الكامنة ..أن طريقة الفيروسات الكامنة تستخدم ـ أيضا ـ على الأسلحة التي يطلق عليها لفظ : " أطلق وانسى : Fire and Forget " .. لأن ـ في جميع الأحوال ـ يتم تعقب السلاح للهدف إما باستخدام الاشعة الحرارية أو باستخدام الأشعة الرادارية التي تنعكس بدورها بعد اصطدامها بالهدف إلى كمبيوتر السلاح الأصلي ليصحح مسار السلاح حتى يظل السلاح يتبع الهدف إلى أن يصطدم به ويفجّره .. وهنا يمكن إفساد استجابة كمبيوتر السلاح للإشارة المنعكسة من الهدف ( في حالة التتبع الراداري ) ، أو الصادرة من الهدف ( في حالة التتبع الحراري ) .. وبالتالي يمكن تضليل السلاح وإخراجه عن مساره الصحيح في تعقب الهدف وتدميره !!
الطريقة الثانية : تتم بزرع برامج خاصة في حاسبات السلاح : وفي هذه الطريقة يتم زرع برامج خاصة في حاسبات السلاح الإلكترونية لتسجيل المعدلات التكرارية لعمل السلاح التي تختلف في حالة الحرب عنها في حالة السلم .. وبذلك يمكنها وقف عمل السلاح أثناء الحرب بأسلوب ذاتي دون الحاجة إلى إشارة من مصدر خارجي .
الطريقة الثالثة : التحكم في توجيه السلاح : وتتم هذه الطريقة بوضع إحداثيات معينة أو اتجاهات معينة في ذاكرة السلاح لا يمكن توجيه السلاح إليها .. كطائرات وصواريخ العدو .. وكذا دولة إسرائيل مثلا ..!!
الطريقة الرابعة : الصدأ هو الحل : وتتم هذه الطريقة بـ " التحكم في توريد عدد قطع غيار السلاح " أو وقف توريدها تماما ، والتي تنتهي بجعل السلاح قطعة من الحديد لا قيمة لها . وتعرف هذه الطريقة باسم : " الصدأ هو الحل : Rust Solution " ..!!
وقد طبقت الولايات المتحدة هذه الطريقة بالفعل مع تنظيم القاعدة ..!! فالمعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد زودت تنظيم القاعدة في أثناء حربها مع السوفييت بصواريخ " ستنجر " المضادة للطائرات والتي تطلق من فوق كتف المقاتل الأفغاني ( وأرجو أن يتنبه القاريء لهذا المعنى .. فإسامة بن لادن كان أحد العملاء الأساسيين للمخابرات الأمريكية CIA ) ..!! وقد خلفت حرب القاعدة مع السوفييت حوالي ( 500 - 600 ) صاروخا من هذا الطراز .. ولكن الولايات المتحدة كانت تعلم جيدا أن هذه الصواريخ لن تستخدم ضد طائراتها في حربها ضد أفغانستان .. لسبب بسيط جدا : هو أن تلك الصواريخ تعمل ببطاريات خاصة كمصدر للطاقة وأن هذه البطاريات انتهت فترة تشغيلها وصلاحيتها فأصبحت تلك الصواريخ قطعة من الخردة لا قيمة لها ..!! وهكذا ؛ يصبح التحكم في قطع غيار السلاح وسيلة ـ إضافية ـ للهيمنة والتحكم في السلاح الذي تستورده الدول العربية من الولايات المتحدة الأمريكية .
وباستخدام جميع الطرق السابقة ؛ تصبح جميع الأسلحة الموردة إلى المنطقة العربية هي أسلحة فاسدة .. وتقع جميعها تحت الهيمنة الأمريكية ودول الغرب ..!! وليس هذا فحسب ؛ بل أن المميزات والمواصفات التكتيكية للسلاح الذي تقوم الولايات المتحدة ـ ودول الغرب ـ بتوريده للدول العربية يختلف تماما عن المميزات والمواصفات التكتيكية لنفس السلاح ـ وأكرر لنفس السلاح ـ الذي تزود به الولايات المتحدة إسرائيل . وفي هذا الصدد يقول الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي :
[ .. وعادة ما يتم احترام طلبات السلاح الخاصة بـ " الحلفاء العرب الأغنياء " ، لأنه في كل مرة يتم فيها توريد نوع من الأسلحة التقليدية إلى العرب ـ من أجل ازدهار صناعات التسليح في الولايات المتحدة الأمريكية ـ تقوم الولايات المتحدة بإمـداد إسرائيل بسلاح أكثر تقدما ( وربما يتم تحميل سعره ضمن سعر الصفقة العربية ) .. ففي مقابل بيع المقاتلات الأمريكية للسعودية والكويت قام ديك تشيني بإمداد إسرائيل بعشر طائرات اعتراضيه إضافية من طراز " إف إيجل ـ 15 " وهذه الطائرات قادرة على تدمير أقوى الطائرات في القوات الجوية العربية ] ( المصدر : " حفارو القبور / الحضارة التي تحفر للإنسانية قبرها " ؛ روجيه جارودي . دار الشروق ص : 39 / 40 ) .
وأرجو أن يتنبه القاريء لهذه المأساة التي يقررها جارودي .. فإلى جانب تدني مواصفات السلاح المورد للمنطقة .. فإن أنظمة الحكم العربية تدفع ـ ربما تدري أو لا تدري ـ ثمن تزويد إسرائيل بالسلاح المتقدم؟؟؟
وبالرغم من وجود شواهد على تدخل عدد من المتخصصين في الشعبة الهندسية للقوات المسلحة المصرية في منظومة تشفير الاسلحة الحديثة..الا ان هناك ادلة تحمل طابعا من السرية انه تم استهداف غالبيتهم وتصفيتهم في اكثر من واقعة..لعل من احدها والتي لم يعلن عن حقائقها العسكريون الذين كانوا على الطائرة المصرية التي تم اسقاطها على سواحل امريكا في الحادثة الشهيرة.
والسؤال الآن : هـل تعلم معظم الأنظمة العربية هذه الحقائق عن فساد .. وطرق إفساد نظم التسليح الحديث ..؟!! وهل تعلم هذه الأنظمة تدني نوع السلاح التي يتم التعاقد عليه ( إلى جانب فساده ) بالمقارنة لما يتم تزويد إسرائيل به ..؟!! وإذا كانت الأنظمة العربية تعلم هذا جيدا ..!! فلماذا ـ إذن ـ التعاقد على صفقات سلاح فاسد ومتدن بميزانيات تسليح هـائلة وخيالية ..؟!! ولماذا لا توجه هذه الأنظمة ميزانياتها الهائلة المخصصة لاستيراد صفقات السلاح من الغرب ـ أو على الأقل جزء من هذه الميزانيات ـ إلى البحوث العسكرية .. لإنتاج سلاحها الذاتي .. بدلا من استيراد سلاح فاسد في الغالب الأعم يستطيع الغرب إبطال وإيقاف عمله وتدميره متى شاء .. وكيف شاء ..؟!!
• من أسباب تعاقد الأنظمة العربية الحاكمة على صفقات سلاح متدني وفاسد .. بميزانيات هائلة؟؟؟
باختصار شديد .. يمكننا تلخيص هذه الأسباب في البنود التالية ..
أولا : هي مبالغ مدفوعة ( كأتاوة ) للبلطجي الأمريكي ( أو البلطجي الغربي بصفة عامة ) في مقابل بقاء الأنظمة الحاكمة في الملك والحفاظ على مصالحها .. فصفقات السلاح تعقد لإرضاء الولايات المتحدة الأمريكية ( والغرب بصفة عامة وعلى رأسه بريطانيا وفرنسا ) .. فهذه الصفقات تعتبر نهر الذهب المتدفق إلى اقتصاديات الدول الغربية .
كما تستخدم أموال هذه الصفقات الهائلة ـ أيضا ـ لأغراض أخرى ؛ فعلى سبيل المثال استخدمت الرياض (صفقة اليمامه) للضغط على بريطانيا ، لإرغامها على ترحيل عدد من ناشطي المعارضة السعودية المقيمين فيها ، وعودة رحلات الخطوط البريطانية الى الرياض التي أوقفت بسبب العمليات التي نفذها ناشطون في القاعدة ، أو متعاطفون معها في السعودية خلال الأعوام الماضية ، واستهدفت مصالح بريطانية وغربية . وتحت اسم " صفقة اليمامة " تم أرسال ـ إلى السجون السعودية ـ أكثر من سبع الآف قضيب معدني للتعذيب بالصدمات الكهربائية ، ومعدات أخرى للتعذيب لا تقل عنها خطورة بل محرم تصنيعها دوليا .
ثانيا : هي وسيلة لتأمين ملك وأمن الأنظمة الحاكمة وليس لتأمين وأمن الشعوب .
ثالثا : عمولات صفقات السلاح ..!! وأكبر مثال على هذه العمولات : " صفقة اليمامة السعودية " ( سيأتي تفاصيلها في الفقرة التالية ) مع بريطانيا .. والتي تحولت من أكبر وأضخم صفقة في تاريخ السلاح إلى أكبر فضيحة سياسية دولية . والرشاوي في هذه الصفقة بلغت مليارات من الدولارات .. وشقق .. وبائعات هوى .. وسيارات فاخرة ( كمثال : تلقت زوجة الأمير تركي بن ناصر سيارة رولزرويس مذهبة كهديّة في عيد ميلادها . كما وضعت تحت تصرّفها وحاشيتها طائرة شحن خاصّة من طراز بوينج 747 لنقل مشترياتهم ) . والأمير تركي بن ناصر هو من أكبر المرتشين في هذه الصفقة . وقد وصفت جريدة " الأوبزرفر " البريطانية هذه الصفقة بأنها الأكبر والأكثر فسادا في التاريخ البريطاني؟؟؟
رابعا : حتمية وجود " صفقات السلاح " لإيهام الشعوب العربية بأن لديها ترسانه عسكرية متوازنه .. حتى لا يحرمها ذلك من الطمأنينة النفسية .. وبهذا يمكن إبادتها ـ بهدوء ـ وهي مغيبة عن هذه الحقائق؟؟
ومما يذكر ـ حول صفقات السلاح ـ أن دول مجلس التعاون الخليجي الست ( السعودية / الكويت / قطر / البحرين / سلطنة عمان / الإمارات العربية المتحدة ) أنفقت منذ حرب الخليج 1991 وحتى عام 2001 أكثر من ستين مليار دولار للتسلح ، وقد تم ربط جيوش هذه الدول في فبراير 2001 في هذه الصفقات للمرة الأولى بنظام الإنذار المبكر .
وللعلم فأن كل شبكات الربط بين غرف العمليات ( أي الربط بين الجيوش ) في دول مجلس التعاون الخليجي هي تحت الهيمنة الأمريكية تماما والتي قد تصل إلى حد إذاعة كارتون : " توم وجيري : Tom & Jerry " .. على شاشات هذه الغرف إذا قامت حرب لا تسمح بها الولايات المتحدة الأمريكية .. واستخدم فيها السلاح الأمريكي على غير هواها .. وعلى غير ما تسمح به . أو وضع مواقف عسكرية مضللة على شاشات غرف العمليات .. وإبطال عمل أنظمة التعارف .. وهو ما يعني تضليل الجيوش العربية .. وجعلها تحارب بعضها البعض ـ على أنها أعداء ـ بدون أن تدري ..!! وليس أدل على هذا من أن أول طائرتين تم اسقاطهما في حرب الخليج من قبل الدفاع الجوي السعودي كانتا طائرتان بحرينيتان ، أي نيران صديقة .. نيران صديقة قل من نجى منها .
كما نذكر صفقة طائرات الفانتوم الأخيرة التي وقعتها دولة الإمارات العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية .. وقد جاء التوقيع على هامش معرض " ترايدكس ـ 2000 " للأسلحة الذي أقيم في أبو ظبي في خلال شهر مارس 2000 . وبموجب هذا العقد سيتم توريد عدد ( 80 ) طائرة " إف 16 ـ بلوك ـ 60 " إلى دولة الإمارات بقيمة قدرها ( 6.4 ) مليار دولار . كما ستحصل الإمارات ـ أيضا ـ على ذخيرة وصواريخ لهذه الطائرات بقيمة إضافية قدرها ( 1.3 ) مليار دولار ....وقد تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية ـ في ذلك الوقت ـ نبأ توقيع هذه الصفقة موجهة الانتقادات إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإمدادها دولة عربية بأحدث طراز من طائرات " إف ـ 16 " .. والتي لم تحصل عليها حتى ذلك الوقت أي دولة خارج دول حلف شمال الأطلنطي ( الناتو ) ..!! وبديهي احتجاج إسرائيل على هذه الصفقة هو جزء من : " سيناريو مسبق ومتفق عليه " لتوزيع الأدوار بين الولايات المتحدة وإسرائيل .. لأن إسرائيل تعلم ـ يقينا ـ بأن هذه الطائرات فاسدة .. ولن تعمل ليس ضدها فحسب ، بل لن تعمل على وجه مطلق إذا أرادت هي أو الولايات المتحدة ذلك ..!!
كما وقعت الكويت حديثا ( نهاية عام 2002 ) صفقة أسلحة أمريكية تصل قيمتها إلى ملياري دولار تشتري الكويت بمقتضاها 16 طائرة من طراز أباتشي تبدأ تسليمها في عام 2005 وصواريخ جو / أرض ومحركات من طرازات مختلفة.
وكذلك أعلنت واشنطن مؤخرا ( عام 2002 ) عن صفقة أسلحة أمريكية جديدة لمصر تبلغ قيمتها 400 مليون دولار .. وتشمل تزويد القوات البحرية المصرية بـ ( 53 ) صاروخا " سطح / سطح " من طراز " هاربون بلوك ـ 2 " .. وأربعة زوارق داوريه من طراز " إمباسادور " مخصصة لإطلاق هذا النوع من الصواريخ عالية الدقة [ المصدر : " الحادث الصاعقة .. 11 سبتمبر .. قبل وبعد " ، محمد عبد المنعم . الهيئة المصرية العامة للكتاب . مكتبة الأسرة . ص : 158 ] . وتؤكد الشركة المنتجة أن هذا الصاروخ يعد " أنجح صاروخ مضاد للسفن على مستوى العالم " ..!! والمعروف أن عملية توجيه هذا النوع من الصواريخ تتم بواسطة الأقمـار الصناعية .. أي هي خاضعة تماما لتحكم الولايات المتحدة فيها ولا أدري ألا تخجل الأنظمة من إذاعة هذه الصفقات ..!!
وأذكر أيضا طائرات : " منظومة السيطرة والإنذار المبكر المحمولة جوا " الأواكس الأمريكية ( AWACS ) ـ باهظة الثمن ـ والتي تتجسس على المنطقة العربية بأسرها لصالح أمريكا وإسرائيل .. فالطائرات بأموال السعودية .. وتشغيلها بأموال سعودية .. والطيارون العرب يعملون ـ إن صح التعبير ـ كمضيفين على هذه الطائرات وعلى حساب السعودية .. وصور التجسس تدفع ثمنها السعودية لكنها لا تحصل عليها بل تحصل عليها أمريكا وإسرائيل في نفس الوقت.
لذا من المهم جدا العمل على تحقيق الاعتماد على الذات .. خصوصا في مجال تصنيع الأسلحة ذات التكنولوجيات المتقدمة والحرجة .
• تجريد الدول العربية من كل نظم التسليح الحديثة للدفاع عن نفسها ..
في الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم الخميس الموافق 20 مارس 2003 . بدأت العمليات الحربية الأمريكية والبريطانية على العراق وسقطت بغداد بعد ظهر الأربعاء يوم 9 أبريل 2003 ( أي في اليوم الـ 21 من بداية العمليات الحربية ) . وأصبح العراق تحت الاحتلال الأمريكي منذ ذلك التاريخ .
وفي سابقة فريدة من نوعها في تاريخ الحروب .. وقبل أن تقوم الولايات المتحدة بشن حربها على العراق .. قامت فرق لجان التفتيش الدولية بتجريد العراق من قوتها الصاروخية المحدودة . فقامت بتدمير أكثر من 60 صاروخ ( صمود -2 ) تحت زعم التخلص من أسلحة الدمار الشامل .. كما قامت طائرات التجسس الأمريكية بمسح الأراضي العراقية ـ تحت نفس هذا الزعم ـ برصد نظم دفاع العراق الجوي والأرضي . ثم شنت الولايات المتحدة الحرب .. بعد زوال خطر هذه الصواريخ .. وبعد أن أصبحت الدفاعات الأرضية العراقية بتفاصيلها الدقيقة صفحة مكشوفة لدى قوات التحالف ( القوات الأمريكية والبريطانية ) ليتم تدميرها بالكامل .. بلا خسائر .. أو بأدنى خسائر ممكنة من جانبها .
كل هذا يتم .. ونحن ـ شعوب العالم الإسلامي ـ نرقب هذه الأحداث بعجز شديد .. ونحاول ببلاهة شديدة .. التظاهر بالتعجب من هذه الصدفة البحتة التي ألقت بشبهة التنسيق بين الولايات المتحدة .. ولجان فرق التفتيش الدولية لتصفية دفاعات العراق .. قبل أن تقوم الولايات المتحدة بشن الحرب على العراق واحتلالها ..!! وهكذا الغرب .. يسعى دائما إلى تجريد شعوب العالم الإسلامي من كل الإمكانيات التي تسمح لها بالدفاع عن نفسها .. قبل القيام بإبادتها حتى تكون خسائره ـ أي خسائر الغرب ـ في هذه الحروب أقل ما ما يمكن .. أو بلا خسائر تقريبا.
• الترسانة النووية الإسرائيلية .. في مقابل الحصار التكنولوجي للدول الإسلامية ..
يقول موردخاي فعنونو ـ أحد فنيي مفاعل ديمونا الإسرائيلي ـ عن قادة إسرائيل : " إنهم يستطيعون ضرب أي مدينة في العالم بالسلاح النووي ليس فقط في قارة أوروبا وإنما أيضا أي مدينة في الولايات المتحدة " ..!! ويضيف فعنونو قائلا : " إن العرب هم الهدف الأول للسلاح النووي الإسرائيلي .. " وعندما كنت أعمل سنة 1986 ضمن البرنامج النووي الإسرائيلي كانت الترسانة النووية لإسرائيل تضم أكثر من 200 قنبلة نووية .. وفي ذلك الوقت كان الإسرائيليون قد بدأوا في إنتاج القنبلة الهيدروجينية الأشد تدميرا ..!!
وفي مقابل الحصار العلمي المفروض على الدول الإسلامية .. وخصوصا الدول العربية قامت إسرائيل ـ بمساعدة فرنسية مباشرة ـ بإنشاء " مفاعل ديمونا " في صحراء النقب في عام 1955 ، وتم تشغيله في أواخر عام 1963 .. بقدرة معلنة 25 ميجا وات . وتضاعفت هذه القدرة فيما بعد إلى أكثر من ثلاث أضعاف هذه القيمة .. وفي تقديرات أخرى وصلت إلى 155 ميجا وات . ويعتقد أن هذا المفاعل أنتج حوالي من 200 إلى 400 رأس نووية . وتشير التقديرات بأن اسرائيل امتلكت في العام 2000 نحو 425 رأساً نووياً بينها أكثر من 125 رأساً مجهزة بالبلوتونيوم .
وفي أواخر شهر سبتمبر 2002 أعلنت إسرائيل عن البدء في بناء مفاعل جديد في صحراء النقب لانتهاء العمر الافتراضي لمفاعل ديمونة . وبهذا المفاعل الجديد سوف تشهد المنطقة نقلة نوعية بالغة الأهمية في مجال التسليح النووي الإسرائيلي . وتتبنى إسرائيل في هذا الصدد .. موقفا شديد الغطرسة والتبجح تجاه الدول العربية .. فهي تمتلك السلاح النووي ولكنها تحرص بشدة على منع أي دولة عربية في المنطقة من امتلاك أي قدرات في المجال النووي حتى لو كانت مقصورة على الاستخدام السلمي للطاقة النووية .
كما نشرت صحيفة " لوس أنجيلوس تايمز " يوم الأحد 12 أكتوبر 2003 .. أن إسرائيل تمكنت أخيرا من تطوير قدراتها النووية بإدخال تعديلات على صاروخ " كروز " الأمريكي من طراز " هاربون " بحيث يمكن إطلاقه حاملا لرؤوس نووية من على متن الغواصات . وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التعديلات جاءت لتتمكن إسرائيل من تركيب هذه الصواريخ على الغواصات النووية الثلاث من طراز " دولفين " التي حصلت عليها في نهاية التسعينات من ألمانيا . وذكرت الصحيفة إن إسرائيل تمتلك نحو 120 ( مائة وعشرين ) صاروخا من هذا الطراز والذي يبلغ مداه من 900 إلى 1300 كيلومترا .
[ وإحدى هذه الغواصات ـ في الوقت الحاضر ـ تجوب البحر المتوسط ، وأخرى تجوب البحر الاحمر وصولاً الى الخليج العربي ، وثالثة راسية على الشواطئ الاسرائيلية . ]
وعندما سألت الصحيفة مسئولا أمريكيا ( لم تعلن عن اسمه ) عن رأي واشنطن في هذه المعلومات .. قال : " نحن نتسامح مع وجود أسلحة نووية في إسرائيل للأسباب نفسها التي نتسامح فيها مع وجود أسلحة نووية في بريطانيا وفرنسا .. إننا لا نعتبر إسرائيل تمثل تهديـدا لنا " ..!!
إن العدو الإسرائيلي ( أو الصديق الإسرائيلي من منظور بعض الأنظمة العربية ) .. لا عهد له ولا ميثاق .. كما قرر ذلك القرآن المجيد .. في قوله تعالى ..
أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (100)
( القرآن المجيد : البقرة {2} : 100 )
أي لا رادع ديني لهم .. ولا رادع أخلاقي ..!! بل حتى نصوصهم الدينية ـ بما في ذلك نصوص العالم المسيحي أيضا ـ تدفعهم دفعا للقيام بمثل هذه الأعمال البربرية والإبادية .. بطقوس دينية بالغة الوحشية والدموية ..!! والتاريخ وواقع الحال ـ الآن ـ خير شاهد ..!! فهل الأنظمة العربية متنبهة إلى كل هذه المعاني؟؟؟؟
والسؤال الآن : هل فعلاً السلاح النووي في أيدي الدول غير الديمقراطية أخطر من كونه في أيدي دول ديمقراطية لها مؤسسات .. ولها أنظمة مستقرة .. ولها تسلسل قيادي واتزان وعقل ورشد .. وما إلى ذلك ..؟!! وبديهي ؛ الإجابة على هذا السؤال هو بالنفي .. والتاريخ وواقع الحال .. هو خير شاهد ..!! فالولايات المتحدة ـ التي تدعي بأنها الدولة الديموقراطية الأولى ـ هي أول من استخدم السلاح النووي في هيروشيما وناجازاكي .. وهي التي استخدمت السلاح النووي التكتيكي في كل من أفغانستان والعراق تحت مسميات مستترة .. وهي التي استخدمت اليورانيوم المنضب في كل حروبها مع الدول الإسلامية.
• بين إسرائيل .. والأنظمة العربية ..
بينما تضغط أمريكا بقوة لنزع السلاح العربي ( جيش عراقي منزوع السلاح ) و تحويل الجيوش العربية إلى جيوش استعراضات ( و عمل انقلابات عند الضرورة ) ، فإن إسرائيل تصبح خامس دولة في العالم في تصدير السلاح و ثامن دولة في نادي دول الفضاء .
ومنذ سنة 1959 وأسرائيل تضع عينها على الفضاء لعدة أهداف عسكرية و سياسية و استراتيجية . فهي تدرك أنها لن تستطيع أن تعتمد إلى الأبد على مظلة الحماية الأمريكية ، فالمسألة بالنسبة لإسرائيل تعد قضية تمس صميم الأمن القومي للدولة ، فلا يمكن تركها للتغيرات السياسية و الدولية التي لا يمكن التنبؤ بها .
فقد بدأت إسرائيل نشاطها الفضائي بداية متواضعة في عام 1959 ، ثم ركزت هذا النشاط في أعقاب حرب 1967 حين خصصت ميزانية صغيرة لغرض تطوير قمر صناعي إسرائيلي للإستطلاع .
وفي يوليو عام 1983 ـ وعلى الرغم من الضغوط الهائلة التي تسببها المقاومة الفلسطينية ـ أعلنت إسرائيل عن إنشاء " وكالة الفضاء الإسرائيلية : ISA Space Agency " ، كهيئة تابعة لوزارة البحث العلمي لتنسيق أنشطة البحث العلمي في الفضاء .
http://www.geocities.com/
و بدأت هذه الوكالة نشاطاً مكثفاً ، حيث تم توثيق روابطها بالوكالات المتخصصة للدول المتقدمة فضائياً ، مثل وكالة الفضاء الأمريكية NASA ، و وكالة الفضاء الأوروبية ESA ، و المركز القومي الفرنسي لأبحاث الفضاء ، و مركز أبحاث الفضاء الألماني ، و آخيراً مع اليابان و وكالة الفضاء الروسية .
في عام 1986 تم إنشاء معهد بحوث الفضاء لتزويد الصناعة الإسرائيلية بالخبرات العلمية و الهندسية في مجالات علوم الفضاء المختلفة و التي تشمل علوم ميكانيكا الفضاء و نظم الدفع الصاروخي للمركبات الفضائية و قاذفات الإطلاق و علوم التحكم و التوجيه و المواد و تصميم الهياكل الفضائية .
في عام 1986 و قعت إسرائيل إتفاقاً مع الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في " مبادرة الدفاع الإستراتيجي " المعروفة بإسم " حرب النجوم " ، للقيام بتجارب على الصواريخ المضادة للصواريخ و قطعت شوطاً كبيراً في هذا المضمار .
في يوم 19 ديسمبر / كانون الأول 1988 أصبحت إسرائيل الدولة الفضائية الثامنة في نادي دول الفضاء عندما تمكنت من إطلاق قمرها الصناعي الأول ( أفق – 1 ) بقدرات إطلاق ذاتية .
ثم أطلقت : أفق – 2 أطلق إلى الفضاء يوم 2 يوليو / تموز 1990 ، و يزن هذا القمر 155 كيلو غراماً .
في عام 1991 وقعت إسرائيل إتفاقية تعاون مع وكالة الفضاء الروسية . كما استفادت من انهيار الاتحاد السوفياتي فاستوعبت الآلاف من العلماء السوفيات و ضمتهم إلى برنامجها الفضائي . كما تعقد إسرائيل علاقات وثيقة مع العلماء اليهود و الصهاينة المقيمين في دول أخرى .
و في 5 يوليو / تموز 1995 توجت إسرائيل جهودها بإطلاق قمر الإستطلاع ( أفق – 3 ) ، فأصبح لديها منظومة إستطلاع متكاملة ، حتى لا تتعرض لمفاجأة مثل التي حققها الجيش المصري بعبور قناة السويس في أكتوبر 1973 . و يزن هذا القمر 225 كيلو جراماً ، و أقصى ارتفاع في مداره ( الأوج ) يبلغ 729 كيلو متراً ، و أصغر ارتفاع ( الحضيض ) يبلغ 368 كيلو متراً . و أطلق هذا القثمر بصاروخ إسرائيلي ، هو صاروخ شافيط ، بعد أن طورته إسرائيل معتمدة على علمائها من الألف إلى الياء ، و من قاعدة إطلاق إسرائيلية ، و في مسار من أصعب مسارات الإطلاق ( عكس إتجاه دوران الأرض ) .
وفي 16 أغسطس / آب 1996 أطلقت قمر الاتصالات عاموس – 1 ، و وضعته في المدار الجغرافي الثابت ، على ارتفاع 36 ألف كيلومتر . و لأن هذا الارتفاع خارج تماماً عن قدرة الصاروخ شافيت الإسرائيلي ، فقد تم إطلاق القمر يواسطة صاروخ إريان . و يغطي القمر منطقة الشرق العربي ببث تلفزيوني مباشر . و هي تسعى حالياً تقوم بتطوير قمر صناعي مع فرنسا و سيتم الإطلاق خلال عام 2007.
و في يوم 28 أغسطس / آب 2002 نجحت إسرائيل في إطلاق قمرها ( أفق – 5 ) ، باستخدام الصاروخ شافيط طويل المدى و القادر على حمل أسلحة نووية . و الجدير بالذكر أن مداره يتيح له تغطية المنطقة العربية و باكستان و أفغانستان و إيران و الجزء الأكبر من تركيا و تصوير كل ما يجري على أرض هذه المنطقة عدة مرات في اليوم .
إن إسرائيل ـ في الوقت الحاضر ـ بصدد رسم سياسة جديدة للهيمنة الاستراتيجية و الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط ، و استراتيجيتها في المنطقة ، أن تدخل المفاوضات التي من المتوقع أن تجري في مرحلة لاحقة على المياه و البترول و أنابيب البترول و قنوات توصيل البترول من موقع القوة ، و هناك مخطط إسرائيلي محكم للتعامل من موقع ريادي مع عصر الفضاء ، تعززه قدرات عالية و غاية في التقدم ، أولاها قدرة على تصميم و تصنيع صواريخ تصعد إلى الفضاء بحمولات كبيرة ، من بينها حمولات ذرية ، و ليس فقط الأقمـار الصناعية إلى الفضاء الخارجي .
و لدى إسرائيل ـ في الوقت الحاضر ـ صواريخ دفع يصل مداها إلى 1500 كيلومتر ، منها صاروخ شافيط ، الذي تستخدمه لإطلاق أقمارها الصناعية . و هناك صواريخ ( أريحا – 1 ) و ( أريحا – 2 ) و ( أريحا – 3 ) . و هناك صواريخ مضادة للصواريخ ، بما في ذلك صاروخ ( آرو ) ، الذي أعد بمعونة فنية و مالية أمريكية ، في إطار مشروع مبادرة الدفاع الإستراتيجية ( حرب النجوم ) ، و الذي أشيع عام 2002 ، أن إسرائيل تتفاهم مع أمريكا ، كي تبيع صفقات منه إلى الهند و غير الهند .
وهكذا ؛ فإن إسرائيل لديها الوعي الفعال بمسار التقدم العلمي و التقني بإمكاناته الحالية و آفاقه المستقبلية ، فلديها برنامج فضائي متكامل و قادر على فتح آفاق للسيطرة على المنطقة العربية . كما أصبحت تطور و تصنع و تبيع الكثير من معدات عصر المعلومات و الفضاء ، حتى للبلدان المتقدمة صناعياً ..
بينما تتآمر أنظمة الغرب .. ليس فقط على منع الشعوب العربية من تطوير قدراتها الذاتية .. بل تعمل ـ هذه الأنظمة أيضا ـ على إبادة الشعوب العربية .. ومحو الإسلام من الوجود ..!! فالحقيقة التي يجب أن يعيها شعوبنا العربية .. إن أنظمتها الحاكمة غارقة في تبديد ثروات المنطقة .. في اللهو والترف الأحمق والمجون .. والسعي للبقاء في الحكم وتوريثه للأبناء حتى وإن تعاقدت .. وتآمرت مع الشيطان نفسه .. حتى على نفسها بدون أن تدري.