تحدثنا من قبل عن فرق المرتزقة الامريكية ومنهم "البلاك ووتر" وغيرهم... ولكن لا يعلم الغالبية بوجود وحدات خاصة سرية مدربة تماماً على أعمال قذرة من النوع الذي أوجدتها دوائر البنتاغون ومدعمة بأنشطة مخابراتية عالية جداً، وتعرف هذه الوحدات باسم «مجموعة العمليات الإستباقية كاملة الاستعداد سلفاً» والتي يطلق عليها أسم" P2OG "وتتكون هذه الوحدات من كادر محترف جداً جلّهم من المحاربين ورجال المخابرات المتقاعدين والاحتياط المدربين والمؤهلين تماماً للخدمة حال استدعائهم للقيام بعمليات «قذرة» في المناطق الساخنة من العالم.
أنشئت تلك الوحدات بتوصية من «مجلس علوم الدفاع» في البنتاغون عام 2002 وأدخلت إلى الخدمة أول مرة في أفغانستان حيث عملت مجموعة منها تحت اسم «الثعلب الرمادي» مع قوات قتالية خاصة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وتعمل المجموعة الآن بإمرة «المكتب التنفيذي للعمليات الخاصة» المرتبط بمجلس الأمن القومي الأمريكي الذي جميع أعضاءه من عتاة اليمين المتطرف...
كتب الصحفي «ديفيد آيزنبيرغ» مقال في صحيفة «آسيا تايمز» تحت عنوان «أل P2OG تسمح للبنتاغون بالقتال بقذارة» قال فيه، "نظراً للأهمية الكبرى التي توليها الإدارة الأمريكية لهذه الوحدات السرية الخاصة، فقد تم تخصيص مبلغ خيالي لنشاطاتها بمقدار على 1.7 مليار دولار لتطوير إمكانياتها في «النفاذ إلى عمق تنظيمات العدو»، و100 مليون دولار سنوياً للتدريبات والتمارين، و800 مليون دولار سنوياً لتطوير قابليتها التقنية وتجنيد 500 عضو جديد فيها، و 500 مليون دولار سنوياً لإنشاء مراكز تساعدها في التعامل مع الزيادة في متطلبات عملها، إضافة إلى 100 مليون دولار سنوياً لتوسيع نشاطاتها في تقييم شبكات القوات المشتركة التي تتعامل معها. وبهذا فإن إجمالي المبالغ المخصصة لهذه الوحدات هو 3.3 مليار دولار، إضافة لتزويدها بأكثر المعدات القتالية والإستخبارية تطوراً.... ومن هذه المعدات على سبيل المثال طائرات تطير على إرتفاعات شاهقة جداً مخصصة للتجسس، وأسلحة ضغط حرارية ضد الأفراد والمعدات غير معروفة مسبقاً، إضافة إلى أجهزة ومعدات تجسس ذات تقنية عالية الكفاءة منها أشرطة حساسة جداً لمراقبة تحرك الأفراد والعربات بواسطة قمر صناعي خاص".
إن عمل هذه الوحدات الخاصة مصمم بالذات للقيام بعمليات غاية في السرية مع مجاميع قتالية من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مستهدفة من وراءها المدنيين والبني التحتية لدول الشرق الاوسط المستهدفة، الغرض منها هو خلق خوف ورعب مستمرين لدى المواطن الآمن مما يطلقون عليه «العمليات الإرهابية».... وبمعنى آخر، أن هذه الوحدات لا تتورع عن تنفيذ عمل «إرهابي» حتى داخل الولايات المتحدة نفسها كي تكون الغاية الرئيسية منه هو الحصول على الدعم الشعبي المطلوب لحروب أمريكا القذرة في الدول, التي تريد التدخل فيها بشكل مباشر كالعراق وأفغانستان وحاليا ليبيا ثم سوريا، وتلك هي أحد أساليب عمل الإدارة الأمريكية، وكما جاء على ذكره «دليل العمليات الميدانية»....
هذا إضافة إلى قيام تلك الوحدات بحرب المعلومات والمخابرات والخداع والتضليل والحرب النفسية وتخريب البني التحية للدول التي تعمل فيها، والتي هي الأخرى سمات رئيسية لطريقة عمل اليمين المتطرف الأمريكي وتسويق أيديولوجيته, ومن أهم أهداف هذه الوحدات هو القيام بأعمال تهدف إلى ما يسمي بـ «ردود فعل محفزة» لدى تنظيمات المقاومة(استدراجهم لرد الفعل)، من خلال قيام مجموعات من تلك الوحدات الخاصة بأعمال إجرامية تستهدف المدنيين الأبرياء والبني التحتية التي تخدم المواطنين بشكل مباشر، وذلك للقضاء على مقاتلي فصائل المقاومة بعد أن تنتظر منهم ردود فعل على العمليات الإجرامية لتلك الوحدات بحق المواطنين الأبرياء. كما أن أحد أساليب الوحدات الخاصة هذه هو استهداف عوائل الأشخاص الذين يعتقد أنهم منضوين في فصائل المقاومة، وتشتمل أساليبها على قتل واعتقال أفراد عوائل هؤلاء الأشخاص ونسائهم بشكل خاص والاعتداء على أعراضهن، إضافة إلى استعمال المخدرات للتأثير على بعضهم.... وعلى سبيل المثال إن ما حدث في بغداد، نقلاً عن شهود عيان، من تخريب لمحطات ضخ مياه الشرب في جانب الكرخ من بغداد هو أحد العمليات التي قامت بها مجموعة من تلك الوحدات الخاصة، إضافة لقيامها بعمليات إجرامية راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأبرياء وخصوصاً النساء والشيوخ والأطفال كما حدث في جريمة قذرة نفذتها في منطقة بغداد الجديدة على طريق المرور السريع بعد قيام قوات الاحتلال بتوزيع الحلوى على الأطفال بهدف تجميعهم واستهدافهم كما نشر بسيارة مفخخة راح ضحيتها عشرات الأطفال الأبرياء, والتي أعلنت جميع فصائل المقاومة عدم مسؤوليتها عنها.... وكما شاهدنا في ليبيا من عمليات قذرة ومذابح وحالات اغتصاب جماعية... وما يحدث في سوريا ولا يعلم مصدره احد....
إن الغاية الرئيسية من عمليات الوحدات الخاصة هذه هي إلصاق تهمة أعمالها الإجرامية بالقوى والانظمة المستهدفة وتشويه صورتها، تبدأ بعدها بتسويق تلك الأحداث إعلامياً وبشكل واسع من خلال وسائلهم الكثيرة بحيث ينتهي الأمر بالإدارة الأمريكية , للإعلان عن أن هدف وجودها في ذلك البلد هو استمرار لعملياتها في محاربة الإرهاب، الإرهاب الذي تخلقه تلك الوحدات الخاصة المدربة لهذا الغرض والذي ينتهي حسبما مخطط له ببقاء قوات الاحتلال متمركزة في قواعد ثابتة في العراق بحجة محاربتها للإرهاب في المنطقة....
فتلك العصابات هي قوى عسكرية أمريكية خاصة تسمى «الفئران القارضة» وهذه القوة قد تم إعدادها وتدريبها تدريباً خاصاً من أجل القيام بعمليات إجرامية قذرة كالتفجيرات والاغتيالات وتخريب منشآت البني التحتية وخصوصاً المرافق الخدمية العامة من أجل إلصاقها بالانظمة وبهدف التأثير عليها وعلى زخم الدعم الشعبي الواسع لها... كما أن قيادة هذه القوة الخاصة ترتبط مباشرة بالقيادة العسكرية الأمريكية العليا في البنتاغون وليس لقيادة قوات الاحتلال داخل البلد الستهدف... أي إشراف مباشر على عملها.....
تعليقات
إرسال تعليق