نظراً لحديث الجميع عن المتوقع في الحرب القادمة ان تكون نووية بالأساس...فالحقيقة انه لم يعد من الأهم في الاعتبار استخدام القنابل النووية لما تخلفه من اثار كارثية وتلوث اشعاعي ...لكن فى أقل من غمضة عين ..تستطيع "القنبلة الكهرومغناطيسية" أن تقذف بالحضارة والمدنية الحديثة مائتى عام إلى الوراء ..والأهم ان أية دولة أو مجموعة تمتلك تكنولوجيا الأربعينيات تستطيع تصنيع هذه القنبلة...
وقد برزت خطورة وتأثيرات هذه القنبلة فى حرب الخليج الثانية .. حيث استخدمتها الولايات المتحدة لأول مرة فى الأيام الأولى من الحرب .. وأمكن بواسطتها تدمير البنية الأساسية لمراكز التشغيل وإدارة المعلومات الحيوية مثل الرادارات وأجهزة الإتصال بالأقمار الصناعية وأجهزة الكمبيوتر والميكروويف والإرسال والإستقبال التليفزيونى .. وكذا أجهزة الإتصال اللاسلكى بجميع تردداتها...هذه القنبله اسمها القنبله E.M.P أو H.P.M.. وهي قادره علي شل الولايات المتحده كلها بسرعه الضوء 299.000 كيلو /ثانيه...هل تصدق ذلك؟؟؟؟ الجدير بالذكر ان قنبله واحده بحجم القنبله النوويه ستنهي علي حضاره وتكنولوجيا واجهزه وكل ما هو الكتروني او به شرائح الكترونيه في امريكا الشماليه كلها واجزاء من امريكا الجنوبيه ...هل تصدق؟؟
وهي ضد جميع انواع الاسلحه ماعدا الاسلحه الخفيفه مثل المسدسات والرشاشات...اما الدبابات او المدافع الحديثه او المقاتلات او اي شيء آخر هو خارج المعركه والي الابد وكذا كل نظم الاتصالات والتوجيه والسيطرة والتحكم...
وتختلف الأسلحة الكهرومغناطيسية عن الأسلحة التقليدية فى ثلاث نقاط ..
- فقوة دفع الأسلحة الكهرومغناطيسية تعتمد على موجات تنطلق من خلال مولد حراري أو ضوئي أو حتى نووي وليس على تفاعل كيميائي نتيجة احتراق البارود.
- والقذيفة هنا هي موجة أو شعاع ينطلق عبر هوائي "أريال" وليس رصاصة تنطلق من مدفع أو صاروخ.
- بينما تصل أقصى سرعة للقذيفة العادية 30 ألف كم/ث .. فإن سرعة الموجة الموجهة تصل إلى 300 ألف كم /ث (سرعة الضوء).
التأثير النبضي للموجات الكهرومغناطيسية
وقد ظهرت فكرة "القنبلة المغناطيسية" حينما رصد العلماء ظاهرة علمية مثيرة عند تفجير قنبلة نووية في طبقات الجو العليا .. أطلق عليها "التأثير النبضي الكهرومغناطيسي" The Electro Magnetic Pulse Effect (EMP) ...تميزت بإنتاج نبضة كهرومغناطيسية هائلة في وقت لا يتعدى مئات من النانو ثانية (النانوثانية = جزء من ألف مليون جزء من الثانية) تنتشر من مصدرها باضمحلال عبر الهواء طبقا للنظرية الكهرومغناطيسية بحيث يمكن اعتبارها موجة صدمة Electromagnetic Shock Wave ينتج عنها مجال كهرومغناطيسي هائل .. يولد - طبقا لقانون فراداى - جهدا هائلا قد يصل إلى بضعة آلاف وربما بضعة ملايين فولت حسب بعد المصدر عن الجهاز أو الموصلات أو الدوائر المطبوعة وغيرها المعرضة لهذه الصدمة الكهرومغناطيسية . ويشبه تأثير هذه الموجه أو الصدمة - إلى حد كبير - تأثير الصواعق أو البرق .. وتصبح جميع أجهزة الكمبيوتر والاتصالات معرضة لتأثيرات خاصة وأن جميع مكونات هذه الأجهزة مصنعة من أشباه الموصلات ذات الكثافة العالية من أكسيد المعادن (MOS) تتميز بحساسية فائقة للجهد العالي العارض Transient .. بما يسفر عن إنهيار هذه المكونات بواسطة التأثير الحراري الذى يؤدى إلى انهيار البوابات Gate Breakdown فيها . وحتى وسائل العزل والحماية الكهرومغناطيسية المعروفة - وضع الدوائر داخل "شاسيه" معدني - فإنها لا توفر الحماية الكاملة من التدمير .. لأن الكابلات أو الموصلات المعدنية من وإلى الجهاز سوف تعمل كهوائي Antenna يقود هذا الجهد العالي العارض إلى داخل الجهاز.
وبذلك تصبح جميع أجهزة الكمبيوتر منظومات الاتصال وأجهزة العرض بل وأجهزة التحكم الصناعية بما فيها إشارات المرور والقاطرات وأبراج المراقبة الجوية للمطارات والهواتف المحمولة .. كلها عرضة للتدمير
ويمكن إسقاط القنبلة الكهرومغناطيسية من الصواريخ الطوافة Cruise Missile أو الطائرات بنفس التقنية المستخدمة في إسقاط القنابل التقليدية .. مثل تقنية الانزلاق الشراعي Gliding .. وتقنية GPS للتوجيه الملاحي بالأقمار الصناعية والتي عززت من كفاءتها الأنظمة التفاضلية الحديثة بعد أن كانت تفتقر إلى الدقة الفائقة Pin Point التى يعمل بها أى نظام أخر بالليزر أو الذاكرة التليفزيونية .
ويمكن للقنبلة الكهرومغناطيسية أن تحتل نفس الحجم والمساحة المخصصة للمتفجرات فى الرأس الحربية.. ولو أن الصواريخ الطوافة سوف تحد من وزن القنبلة بما لا يتجاوز 340 كجم بنفس معدات التفجير الموجودة بالصاروخ...
الحماية والوقاية
يتمثل الأسلوب الرئيسي في الحماية من أخطار القنبلة الكهرومغناطيسية في منع إسقاطها عن طريق تدمير منصة الإطلاق أو مركبة الإسقاط كما هو الحال في القنبلة الذرية .. وفى كل الأحوال ..فإن أفضل الأساليب لتعظيم الحماية الكهرومغناطيسية هو وضع الأجهزة اللاسلكية والكهربية فيما يسمى بقفص فاراداى . وهو ببساطة تبطين جدران وأسقف المباني التى توجد بداخلها هذه الأجهزة بألواح من مواد موصلة كهربيا مثل النحاس أو الألمونيوم أو الرصاص من شأنها حجب الموجات الكهرومغناطيسية وربما منعها جزئيا من الوصول إلى الأجهزة المعنية.
ولتحقيق الحماية الكاملة .. يجب أن تكون كابلات دخول وخروج الإشارات مصنوعة من الألياف الضوئية التى لا تتأثر بالمجالات الكهرومغناطيسية. أما كابلات القوى الكهربية فيجب وضع دائرة كهربية لحمايتها كما أن استخدام أسلوب التكرار والإعادة Redundancy من خلال عدة وسائل اتصال يصبح ضروريا لضمان وصول المعلومة حتى في حالة إصابة إحدى الوسائل بعطل أو تشويه من التأثير الكهرومغناطيسية
القنابل الخارقة للحصون جي بي يو28 (GBU-28)
جي بي يو 28 (GBU-28) اختصارا لكلمة Guided Bomb Unit 28 وتسمى أيضا مدمرة الملاجئ.. وهي نوع خاص من القنابل الخارقة للأرض، تم تطويرها في بدايات حرب الخليج الثانية بواسطة شركة Lockheed الأمريكية بالتعاون مع سلاح الجو الأمريكي (USAF). كان الهدف الرئيس من تطويرها هو ضرب مواقع قيادية عراقية تحت الأرض يصعب الوصول إليها أو تدميرها بالقنابل العادية...وتم تطويرها خصيصا للحرب المتوقعة مع ايران وضرب المفاعلات النووية الايرانية...حيث بامكانها اختراق 20 قدما من الخرسانة الأسمنتية المسلحة أو 100 قدما من الصخر... يبلغ وزن القنبلة الكاملة منها حوالي 2291 كيلوغرام، منها 1996 كيلوغرام لجسم القنبلة مع الأدوات المركبة فيها و295 كيلوغرام مادة تريتونال المتفجرة... ومادة التريتونال عبارة عن خليط من مادتي تي أن تي (80%) ومسحوق الألمنيوم (20%)... وبسبب ثقلها ومتانتها استخدمت أنابيب المدفعيات الزائدة والتي يبلغ قطرها 8 بوصات لتصنيع جسد القنبلة...ويوجد في مقدمتها جهاز تحديد ليزري يقوم بتتيع الإشارة الليزرية المرسلة بواسطة طائرة أو قاعدة عسكرية على الأرض لضرب الهدف بدقة... لا يوجد في القنبلة محرك دفع وإنما تنقل بواسطة طائرة حربية إلى الموقع المراد ضربه ويتم تركها في الهواء لتعتمد فقط على ثقلها ومروحيات الضبط عليها لاختراق الأرض. من الطائرات القادرة على نقل القنبلة مقاتلة F-15 وتطير على ارتفاع يقدر ب 12 كيلومترا قبل إسقاطها..
وأول صفقة عالمية لبيع تلك القنبلة كانت بين إسرائيل والولايات المتحدة في أبريل 2005 واشترت فيها إسرائيل 100 وحدة من تلك القنابل... وتم تعجيل وقت شحنها إلى إسرائيل إلى يوليو 2006 ... وبحسب مصادر في الجيش الإسرائيلي فإن إسرائيل كانت قد استخدمت أسلحة مشابهة لتدمير مواقع حزب الله أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006، وقد تم شحن تلك القنابل من ولاية تكساس الأمريكية إلى إسرائيل...
وإذ تبدو الـ 17 يوما التي تم فيها إنتاج القنبلة GBU قليلة للغاية لخروجها بمواصفات خارقة، لكن الحقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية كان لديها أجيال من القنابل الموجهة الخارقة التي تحمل اسم GBU...إلا أن أثقلها لم تكن له القدرة على اختراق التحصينات العراقية، فتم تطوير القنبلة الأخيرة بناء على رصيد الخبرة المتراكم في بناء مثل هذا النوع من القنابل، وهذا يفسره الرقم 28 الذي ينتهي به اسم القنبلة وهو ما يعني أنها الأخيرة في سلسلة القنابل الموجهة الخارقة للتحصينات؛ حيث تحمل عدة قنابل سابقة أرقاما أقل.
تعليقات
إرسال تعليق