الحرب على الارهاب في الأساس مصطلح صهيوني بحت تم العمل على تخليقه من عقود طويلة ليكون ذلك القناع المموه لحقيقة بدء الحرب المخططة ضد الإسلام..وبأيدي من تم صناعتهم كأقنعة مموهة أيضاً للإرهاب الإسلامي...
فالواقع أن مصطلح الحرب على الإرهاب كان قد ظهر للنور على يد بنيامين نتنياهو في عام 1979 في مؤتمر القدس حول الإرهاب الدولي Jerusalem Conference on International Terrorism (JCIT).. حيث تم في هذا المؤتمر إنشاء الأسس الأيديولوجية للحرب على الإرهاب بحسب تصنيفهم العنصري للإرهاب ووصم من يقف عقبة في طريق المصالح العليا المستقبلية بالجهات الإرهابية او محاور الشر... ومن الجدير بالذكر أن أهم المشاركون في المؤتمر كان الرئيس الأمريكي السابق "مجرم الحرب" جورج بوش وريتشارد بايبس والسناتور هنري جاكسون والرئيس الإسرائيلي الحالي شيمون بيريز.. بالاضافة للعديد من قيادات المخابرات الإسرائيلية والجيش الامريكي الموصوفة بالرفيعة المستوى وشخصيات سياسية متعددة... وخلال جلسات مؤتمر JCIT اقترح نتنياهو عدة أسس لخداع الرأي العام الأمريكي وشعوب العالم... عن طريق المبالغة بعنف مخاطر "الإرهاب الدولي"..والذي يجب الصاقه في العصر الحالي بالارهاب الإسلامي خاصة وحتى تصنيع مفاهيم غير موجودة مثل "التهديد الإرهابي" لتعبئة سكان الدول الغربية وراء السياسات العدوانية للدول الكبرى لتنفيذ مخططاتهم على المدى البعيد...
وفي عام 1996 عندما كان نتنياهو رئيسا لوزراء إسرائيل.. قام بتكليف ورقة بحثية بعنوان "استراحة نظيفة: استراتيجية جديدة لتأمين العالم" “A Clean Break: A New Strategy for Securing the Realm.” ... وكان القائم على كتابة تلك الورقة اشهر المحافظين الجدد دعما للصهيونية المتطرفة "ريتشارد بيرل"... وشملت أيضا عدد من المحافظين الجدد المنتمين لمنهج إسرائيل والمتعصبين للصهيونية مثل دوغلاس فيث وديفيد وورمسر.. وهم نفس من قادوا الحرب الإعلامية والدعائية والبروباجاندا الخادعة ضد الارهاب الاسلامي بعد احداث 11/9...
واقترح "كلين بريك" وثيقة إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط" نيابة عن إسرائيل بعد ان احياها عام 1982 بريجنسكي نائب الرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي كارتر" تحت مسمى العمل على وضع مخطط برنارد لويس موضع التنفيذ... حيث كان من أهم اولوياتها غزو العراق وتحطيمها إلى قطع ونسف قوتها العسكرية وتمزيق شعبها... وفقا لخطة ينون عوديد Oded Yinon الاسرائيلية في بلقنة الشرق الأوسط... أما البلدان الأخرى في الشرق الأوسط فسوف تسقط بالتتابع... وعلى الرغم من أن "المجال الآمن" بالأساس كان لمصلحة إسرائيل وتحقيق دولتها المتوسعة القادمة.. الا انه تم العمل على دراسة تحميل القوات الأميركية المسؤولية وكيفية تجنيبها النزيف والموت والخسائر المادية المتوقعة...
والغريب ان نفس المحافظين الجدد الذين شاركوا في كتابة ورقة عام 1996 ووثيقة "كلين بريك" لنتنياهو هم نفس من قاموا بعمل وثيقة أكثر إدانة في سبتمبر 2000... وهي وثيقة "إعادة بناء دفاعات أمريكا" Rebuilding America’s Defenses وهي الوثيقة الشائنة التي نشرها مشروع القرن الأمريكي الجديد Project for a New American Century (PNAC) والذي دعا علنا ل "بيرل هاربور جديد"!!!... ومن خلالها لاحقا وبالضبط خلال عام واحد وصل مشروع القرن الأمريكي الجديد بالشوق المرجو لبيرل هاربر جديد في شكل هجمات 11/9 أكبر أكذوبة تم تصديرها للعالم والتي كانت نواة الحرب المخططة على الإسلام والدول الاسلامية ووضعت إسرائيل في حالة تأهب قصوى لبداية تنفيذ المخطط بعيد المدى... وعمل الشركاء على تنفيذ أهم الوصايا التي أقرت من قبل ومنها:
1. السيطرة التامة على وسائل الإعلام الغربية وأهم قنوات الأخبار العربية للحفاظ على تعتيم الوعي الغربي والسيطرة عليه وكذا وضع الشعوب الاسلامية في حالة انتظار عقوبة كبيرة متوقعة وتم ترسيخها خلال كل الزيف والبروباجاندا المتخصصة التي تم اعدادها سلفا...والهدف الرئيسي هو من أجل قمع الوعي العام للجرائم الجماعية ضد الإنسانية والتغييب عن الوضع القانوني للأحداث المخططة وقمع أية مقاومة فعلية لها..
2. العمل على الاسراع بالاحداث الكبرى وترك القليل من الوقت للتأمل والتفكير بحيث تتسارع الأزمات بوتيرة تفوق قدرتنا على فهم ما تعنيه التغييرات بالنسبة لنا كأفراد ومصيرنا الجماعي كشعوب... بمعنى سحق التحمل والتعقل لكثير من الناس.. مما بلا شك ينتج الاكتئاب والانفصال عن العالم الحقيقي والهروب إلى عوالم الخيال الخاصة بهم والتي تم اتاحتها في أكثر من مجال للتشتيت والسيطرة على العقول في اتجاه آخر...
3. العمل على قمع المعرفة بالواقع الرسمي والتواريخ الرسمية من قبل مؤسسات المجتمع لعدم التجمع على إجابات... أو بمعنى الحصار في متاهة من المعلومات والهاء العالم بالمشاكل الاقتصادية الملحة للمعيشة والغذاء والمشاكل السياسية الضاربة في المجتمعات.. مما يؤدي للتخلي عن السعي لبناء شخصية سوية تستطيع التصرف وفق الاحداث..
4. من 11/9.. بدأ زعماء الغرب وعلى راسهم الولايات المتحدة وإسرائيل عمليات تدمير الواقع والعقل واستبدالهما بالوهم واللاعقلانية... لتحويل مفهوم الإرهاب إلى حالة عقلية مخيفة لدى شعوب العالم تستدعي المكافحة بأية صورة كانت وما تتطلبه من دموية .. وقد خلق تسييس الأخبار ثقافة التضليل والالهاء والخداع على مدار 24 ساعة حيث صنفت "الأخبار" بالشيء الأكثر خطورة وفتكا في العالم..وان التلفزيون هو سرطان العقل والوعي وأقوى أداة للحرب النفسية ضد الشعوب...
5. حقيقة الأحداث مقصورة على فئة معينة من الأفراد ذوي الثقة ومن تم تجنيدهم في الحكومة ووسائل الإعلام والجمعيات السرية وهوليوود حيث يرضخون طواعية لأجندة سياسية ودينية سرية... ويؤمنون ان الخداع والسرية أمر هام لمهمتهم الشيطانية... والتزامهم بقمع الحقائق والأدلة الواقعية والتاريخية ...اضافة لاستخدام الأفلام الهوليودية وترويجها لاسباب هامة تفوق مفهوم الترفيه بكثير.. فهي اداة تخريبية ناجحة جدا للبرمجة الشاملة... وافلام هوليوود يجب أن تصبح نقطة مرجعية للشعب، ووسائل الإعلام، والسياسيين... وحتى في احداث 11/9 قال الشهود والناجين أنهم يشعرون كما لو كانوا في فيلم به احداث كثيرة غير واقعية على الاطلاق... وهناك أمثلة كثيرة أكثر من هذه الظاهرة الاجتماعية والثقافية والنفسية التي يتم التلاعب بها على الوعي برغم وجود أدلة زائفه وخداعه...
6. ومما سبق نجد ان رؤية الحياة كما انها حلم هو خدعة للعقل قام تدبيرها ببراعة المجرمين المسيطرين على العالم الحالي ولا سيما أولئك الذين يسيطرون على الحكومات والشركات المالية ووسائل الاعلام ومصدرهم واحد.. ولذا يعتبرون انفسهم هم أسياد الواقع.. وهذا هو السبب الاساسي أنهم ليسوا خائفين لاختلاق حدث كارثي آخر او أية كذبة تتم على العالم لتبرير حرب جنائية أخرى ضد افراده... وحتى ان كانت الثمار الاجتماعية لتلك الكوابيس المخلقة هي الموت، والفقر، والبؤس... ولذلك يواصل الدعاة الذين يعملون من أجل واشنطن او لندن او باريس او وتل أبيب في وضع حالة "اجماع دولي" على الأهداف السياسية والعسكرية.. سواء في أفغانستان، العراق، فلسطين، ليبيا، سوريا، أو إيران... باستخدام الأكاذيب الكبيرة والاعلام المزيف الإرهاب لتخويف الدول لقبول "نسختهم" الملتوية للواقع...
7. وبالطبع بعد انشاء ذلك الشبح الرئيسي الذي قام بعدة مهام متعددة كتب لها النجاح تحت مسمى "تنظيم القاعدة"..كان لا بأس من انشاء عدة جبهات اخرى مماثلة وجبهات مضادة للاستمرار في حالة الرعب تلك التي رضخ لها العالم وكذلك الاستمرار في التعامل مع المواقع المستهدفة كمسرح الدمي الذي يتم وضع اكثر من سيناريو شيق لكل طرف والطرف المضاد له.. والعمل على خلق ذلك الصدام بين كلا الطرفين لتحقيق المصلحة الأكبر... ولا بأس من العمل على خلق حالة الشقاق داخل الشعوب المخترقة لزيادة تدمير الدول ذاتيا داخليا لخفض تلك الميزانية الباهظة التي تمت في حرب العراق..
8. دعم أنظمة الرعب والاحتيال لخلق حالة الحلم الجماعي للحد من وعي الناس حتى لا تستيقظ وتدرك حجم الجرائم التي ارتكبت ضدهم أثناء نومهم... ويشارك الدعاة من الأنظمة الشمولية دعم مفهوم الإرهاب باستمرار في الحرب على الذاكرة الجماعية... فالهدف الرئيسي هو الروح الجماعية للمجتمع... ويستخدمون في ذلك كل أنواع الأساليب النفسية والعسكرية والعلمية لتحقيق هدفهم المتمثل في خلق الانهزامية والضعف والتشاؤم وفقد الوعي والجهل والخوف والصدمات النفسية المتوالية...
ولذا احبائي في الله.. كما نكرر دائما.. الحرب الحالية والمستقبلية قائمة على الخداع بالاساس وتحطيم الوعي والايمان.. لانها بالفعل حرب موجهة لروح الانسان بالاساس.. ومخطيء جدا من يظن أن القوة اللازمة للانتصار هي الآلة العسكرية والقوة المادية والعتاد..والا فليسأل أي عاقل نفسه.. لما تم كل ذلك التخطيط والتمويل لحروب العقل والسيطرة العقلية وبرمجة الوعي والتحكم به وتدمير الروح؟؟؟؟؟؟.. لأن الانسان بذاته هو اخطر سلاح تخشاه تلك النخبة.. وهو السلاح الفتاك الذي لا ندركه نحن ونضعه في أدنى درجات اهتماماتنا!!!!!
تعليقات
إرسال تعليق