قد يبالغ البعض في وصف شدة الحالة الراهنة دون اعتبار انها توابع متوقعة لافشال مخطط تم اعداده من عقود طويلة..وتم رسم واعداد منهجه الحالي باستخدام تنظيم عصابي مموه تحت ستار الدين برغم انه لم يقدم طوال تاريخه الممتد سوى كل صور الاجرام والارهاب والخيانات بانواعها.. وبمعاونة "مقاولي الباطن" لتنفيذ المخطط الصهيو-أمريكي في المنطقة العربية المتمثل في تركيا وقطر...
لكننا قد لا ننتبه ان امريكا ليست بهذه القوة التي تتبادر لاذهاننا..وان الادارة الامريكية تعاني من ازمات خطيرة قد تعصف بها وليس فقط بمخططها..ناهينا عن احراجها في سوريا وتأجيل اشعال شرارة الحرب الثالثة بخطواتها اكثر من مرة لتغير الاوضاع والمعطيات على ارض الواقع اكثر مما كان متوقع... وبرغم وجود اكثر من تخطيط للتنفيذ الفعلي الا ان لامور خرجت عن حيز السيطرة..ولذا نرى هذا التخبط في السياسات الامريكية ومحاولة قيادة حرب حنجورية تقودها امريكا وحلفائها حول العالم دون جدوى...
فما حدث في مصر يوافق القانون وكل المعايير الدولية..وما يحدث من ردود الفعل ليس سوى حماقات لاثارة ردود الفعل الدولية... فمصلحة امريكا وخاصة مع وضع امن اسرائيل في المقدمة تمنعها من اي خلاف مباشر مع الجيش المصري.. كما ان اتفقاياتها المبرمة بخصوص احقية المرور في قناة لسويس والملاحة الجوية وقت الضرورة وكل ما تعنيه مصر من فقد ميزان القوى في المنطقة يشكل عائق رئيسي امام اي تحرك امريكي صريح.. ولذا تلجأ امريكا من خلال جماعتها "اخوان الطاغوت" لتصعيد العمليات الارهابية وبخاصة تلك التي تسارع بالدفع بالتدخل الدولي من خلال تكثيف مهاجمة المنشآت وبخاصة دور العبادة المسيحية وتصوير الامر وكأن مصر تقاد لحرب اهلية..مع المراهنة باسقاط الامن المصري كما حدث في ثورة يناير... لكن دون جدوى وحتى مع تطبيق بعض النجاحات المتوقعة...لان الامر لآن لم يعد بنفس حالة الفوضى التي اعقبت ثورة يناير وبخاصة مع تحقق بعض النقاط الهامة بعد ثورة 30 يونيو ومنها:
-اسقاط حكم الاخوان وكشف الطوابير الخامسة المتراكبة ادى الى وقف المخطط الأمريكي لتقسيم المنطقة وإشعال نار الفتنة والفوضى الخلاقة وتقسيم الدول العربية القوية لدويلات صغيرة طائفية تتقاتل مع بعض لاستمرار نزيف الدم العربي والاسلامى .
- إفشال المخطط الامريكى الرامي لإضعاف الجيش المصري وشق صفوفه من خلال زرع الفتنة وتوجيه الضربات له في سيناء التى قامت ذيول أمريكيا واسرائيل بدعم المجموعات المتطرفة في سيناء وخاصة مع وقف الرئيس المخلوع في فترة حكمه لعمليات تطهير سيناء وهدم الانفاق وادخاله لعناصر ارهابية متطرفة بل وتجنيس العديد منهم بالجنسية المصرية.
- توحيد كل الأطياف المصرية في ثورة 30 يونيو خلف الجيش والشرطة في مواجهه التطرف وإقصاء الآخرين واسترداد الثورة بمفاهيمها الوطنية الجامعة للكل الوطنى في خدمة مصر وقضايا الأمة .
- تفكيك محور الخريف العربي في المنطقة ورجوع مصر للعمق العربي بعيدا عن محاور الاستقطاب الامريكى والعداء الذي تم تفعيله من خلال حكم الاخوان مع الدول الشقيقة.
- عملت الثورة المصرية على استرجاع الروح المعنوية للشعب المصري وتعزيز صموده في التصدي للمخططات الصهيو-امريكية الحقيرة فالشعب المصري أصبح أكثر كرها لامريكيا وإسرائيل لاكتشافه المؤامرات الرامية لضرب استقراره وتمزيقه.
-تدرك الازمات التي كانت تحاق بمصر كأزمة المياه من خلال التعامل الهزلي السابق وازمة حلايب وشلاتين وأزمة حدودنا الشرقية في سيناء وتهريب الاسلحة كذلك عبر الحدود الغربية وغيرها من الازمات الاقتصادية والقروض الدولية وطرد الاستثمار والتي كادت ان تعصف بالبلد...
- الثورة المصرية اعادت مصر لعلاقاتها التاريخية مع الأشقاء العرب وخاصة السعودية والإمارات والكويت وسورية ولبنان وفلسطين على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية لاي دولة عربية والحفاظ على المصالح الإستراتيجية للأمة العربية .
فمصر بعد الثورة عملت على تغيير الخارطة في المنطقة من خلال رفضها الهيمنة الأمريكية والصهيونية ..وأمريكا ويهود العالم يقاتلون بكل قوتهم لمنع الشعب المصري من تشكيل نظام الحكم الجديد على أسس وطنية مستقلة، ويقف الغرب كله مع البيت الأبيض لمنع مصر من التحرر الحقيقي والتخلص من الهيمنة الغربية... ولا يظن أحد أن أمريكا هناك خلف المحيط، فأمريكا هنا في قلب مصر وتستخدم المخابرات المركزية الأمريكية كل أدواتها وعملائها وخلاياها الفاعلة والنائمة في معركتها لافساد الفكاك من انيابها.. واي مواطن وأي سياسي محب لوطنه ولدينه عليه أن ينظر إلى المكر المعادي ولا ينشغل بالتفاصيل التي يسعى المخطط الأمريكي لإغراقنا فيها...
فنعلم ان أمريكا والغرب لن تترك مصر تفلت من قبضتها بسهولة كما يتخيل البعض، كما أن غرف العمليات الموجودة في مصر تستخدم كل أدواتها من إعلام ومجموعات مدربة وسياسيين تم تجنيدهم، لافشال استرداد الشعب المصري لحقه في تشكيل نظام الحكم المستقل لمستقبلي الذي يليق بالشعب المصري... ولا يظن أحد أن معركتنا ضد المخطط الأمريكي أقل ضراوة من المعارك الحربية، فمعركة مصر تختلف عن أي معركة... لأن مصر لو استطاعت أن تتغلب على المكر المعادي فإن الأمة كلها ستتحرر.. وإن فشل المصريون وانهزموا في هذه المعركة لا قدر الله فقل على مصر والأمة السلام... لكننا وبكل يقين سننتصر بإذن الله على العدو.. وستخسر أمريكا الصهيونية وحلفاؤها وستعود مصر كما كانت دولة رائدة.. وقائدة لأمتها وطليعة الانعتاق من الهيمنة الأمريكية الصهيونية والغربية...
فما نواجهه اليوم ليس قصفا من الطائرات المقاتلة والصواريخ.. وإنما نواجه أسلحة من نوع جديد تعتمد بشكل أساسي على تنظيم دولي متطرف تم تدريبه على كل انوع الارهاب وحروب العصابات ودعمه بالمال والسلاح.. وهو تنظيم مشارك في امبراطورية لعمليات السوداء في العالم.. وعلى طيف من الشباب والسياسيون والأكاديميون الذين باعوا ضمائرهم ودينهم مقابل حفنة من الدولارات... تم تربيتهم في معاهد ومراكز في أمريكا والغرب وتدريبهم كجيوش للخداع والتمكين لأمريكا ومخططها في المنطقة.. ورغم انفاق المليارات على هذه الطوابير التي تم تدريبها وبخاصة لقيادة الحروب الاعلامية والتزييف وقلب الحقائق... فإن الشعب المصري نجح حتى الآن في إفشال المكر الأمريكي المعادي.. وبدأت خطوط المؤامرة تتضح جلية لدى غالبية الشعب المصري.. لكن لازال البعض لم يحسم أمره وينفصل عن المخطط الأمريكي بسبب الخلط الذي يسببه الإعلام الذي هو رأس الحربة في تشكيلة الأسلحة المعادية مستغل الثقافة الضحلة لدى فئات متعددة من الشعب...
ولا ينأى عن حساباتنا ذلك الدور المستهدف للجيش المصري من البداية.. فكما نعلم أن الجيش المصري هو العقبة الوحيدة التي تقف في وجه المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد... لما له من قدرات هائلة عدة وعتادا ويعتبر من أقوي الجيوش في العالم وقادته ذوو إدارة عالية .. وأن أي مساس بالجيش المصري كفيل بدخول المنطقة في نقطة لا يحمد عقباها الأمة العربية.. فالجيش المصري هو الوتد الذي ترتكز عليه... وبحسب المحللون فإن الجيش المصري يساوي 5 جيوش عربية مجتمعين وأن الدعم الأمريكي للفوضي في مصر اساسه الإطاحة بأي وجود عسكري يهدد المشروع الأمريكي في المنطقة.. وذلك بعد النجاح في تدمير الجيش العراقي و الليبي و انقسام السودان وتفتيت الجيش السوري.. فلم يتبقي إلا الجيش المصري كعقبة أساسية ومعادلة صعبة...
ولذا فكما نعلم ان الحرب الحالية حرب السيطرة من خلال مخططات يطبقها وينفذها لامريكا مجموعة من المنتفعين الذين لايمتلكون مبدأ أو ضمير من خلال دعم الأنظمة الأخوانية للوصول الى الحكم..وقد أظهرت هذه الاستراتيجية خطورتها بالرغم من قصر الفترة التي حكم فيها الاخوان ..فقد جعلوا الساحة العربية تشتعل بالطائفية ..بل تغيرت المقاومة والتصدي الى المخططات الصهيونية الى خيانة وتكفير ووضع اوطاننا كدول راعية للارهاب واضعافها من الداخل مما يخدم بالاساس مصالح الغرب وبالاخص مصلحة اسرائيل.. بل أصبح الغرب الصديق الوفي الذي لايمكن العيش بدونه بل هو الناصر المعين الذي يتم الدفع بتدخله في شؤون الداخل بل وحتى التدخل عسكريا!!!!! .. ولكن يقظة الشعب المصري عكست المقاييس ولم تنطلي عليه لعبة الغرب فخرج منتفضاً ضد حكم الإخوان وألاعيبهم الشيطانية الخبيثة التي كانت تستند على فكرة تكفير المقابل وهدر دمه .. وبهذه الثورة العارمة والاستفاقة التي قادها شعب مصر الآبي فقد أسقطوا المخطط الأستراتيجي الغربي في قيادة المرحلة الجديدة للشعوب العربية وتفتيتها .. هذه الثورة قد أظهرت للشعوب العربية ضعف المخطط الصهيو-امريكي وامكانية افشاله..ومع سقوط حكم اخون الطاغوت في مصر بهذه السرعة نتيجة الى فشلهم في حكم أكبر دولة عربية.. بل هي النواة الاساسية لأنطلاقة الأخوان للعالم العربي والإسلامي كما كان معدا من قبل امريكا.. سوف يؤدي الى سقوط الأخوان في جميع الدول العربية والأسلامية وخصوصاً تركيا وتونس بالإضافة الى سوريا ..وبهذا السقوط سوف ينتهي المخطط الجديد الصهيو-امريكي للسيطرة من خلاله على الشعوب العربية .. وما نراه ما هو الا سكرات الموت كما قلت لانهيار تلك المنظومات بلطريقة التي لن تقوم لها قائمة بعدها... ذلك اذا حافظنا على وعينا ووحدتنا وثقتنا في انفسنا وثقتنا في الله الذي تكفل بالأمن والآمان لمكانين اساسيين في أرضه الا وهما بيته الحرام ومصر..أرض الأمان في بداية الزمان ونهايته!!!!
تعليقات
إرسال تعليق