القائمة الرئيسية

الصفحات

لماذا وكيف كان الخيار في الشرق الأوسط استخدام جيوش الظل من المرتزقة بديلا عن البدء بالحروب العسكرية المباشرة؟؟


لماذا وكيف كان الخيار في الشرق الأوسط استخدام جيوش الظل من المرتزقة بديلا عن البدء بالحروب العسكرية المباشرة؟؟

أيضا رجاء القراءة للنهاية...
أمريكا.. من أول الدول المصنعة للسلاح... وتمثل الصناعات العسكرية الأمريكية طوق النجاة للاقتصاد الأمريكي بشكل رئيسي.. فبهذه الصناعة وحدها يمكن الخروج من شبح الركود واحتواء التداعيات السلبية لتدني قيمة الدولار وارتفاع معدّل البطالة وتراجع مؤشرات الثقة في مناخ الأعمال ..ولو أننا أردنا أن نعطي للحروب الأمريكية أسباباً لوجدنا أنها تأتي عادة بعد مرور حالة من الركود أو بسبب أزمة اقتصادية ألمّت بالولايات المتحدة...وفي الحقيقة...إن وجود الشركات الأمنية التي توظّف المرتزقة تسمح للإدارة الأمريكية بتنفيذ أهداف متعددة في السياسة الخارجية دون الخوف من تخطي الأشكال القانونية والمعايير الدولية.. اضافة للاهتمام الإعلامي الذي يترافق مع عودة الجنود الأمريكيين في توابيت بعد أن قتلوا في معارك خارج البلاد ..والإنكار هنا أسهل على الحكومة عندما يكون أولئك العاملون في الخارج غير مرتدين الملابس العسكرية الرسمية أو حتى ممن تم استخدامهم من غير الأمريكيين .. وبالطبع كل هذه الممارسات تدار بالأساس من قبل وكالة الاستخبارات المركزية CIA ومع وجود 30,000 موظف تابع لها مهمتهم هو جمع المعلومات وتحليلها... اضافة لاثنا عشر جهاز تابع للمخابرات التي تخدم نفس الغرض في الولايات المتحدة... ولا ننسى بالطبع وكالة الأمن القومي (NSA) مع ما يقرب ال 60,000 من جواسيسها.. والتي يطلق عليها الآذان الكبرى.. حيث تحلل الكثير من المكالمات الهاتفية والفاكسات ورسائل البريد الإلكتروني من جميع أنحاء العالم حتى أن النصوص الكاملة لما يتم جمعه في اليوم الواحد من شأنها أن تملأ أكبر مكتبة في العالم..مكتبة الكونغرس... مرة واحدة كل بضع ساعات... اضافة لتلك القوات العسكرية التابعة مباشرة للبنتاجون وأيضا خدمتهم هي الاستخبارات الخاصة... وفي صورة عامة فان الولايات المتحدة تنفق ما مجموعه 30 مليار دولار سنويا على "المخابرات" فقط... وقرابة عشر هذا الإنفاق يذهب إلى وكالة المخابرات المركزية.. والتي لها أكثر من مصدر للتمويل من أهمها تلك الشركات المتعملقة التي تعمل كواجهات لها..اضافة لتمويلها الأضخم من مشاريعها السوداء المتعددة التي تشمل صفقات السلاح والمخدرات وحتى المتاجرة في البشر...الخ..

ومن أحد تلك الأدوار الهامة لوكالة المخابرات المركزية من عقود طويلة هو دمجها مع قوات الجيش فيما يسمى قوات العمليات الخاصة أو "Special Operations Forces" ..وتتألف من جماعات الكوماندوز المدربة والتي أقسم افرادها على السرية التامة... وتضم ايضا نشطاء من وحدات الاستخبارات المدنية والعسكرية.. وهي في الشكل الرسمي غير معترف بها بالرغم من توثيق مهماتها لفترة طويلة جدا...

العمليات الخاصة - "الأعمال عالية المخاطر"

دلل عدد من المتخصصين والمحللين العسكريين على الدور الخفي لقوات العمليات الخاصة التي تعمل بصورة سرية من عقود طويلة ..ومؤخرا أصدر صحافي التحقيقات في فضيحة ووترجيت"بوب وودوارد" كتابًا جديدًا بعنوان "حروب أوباما" يقدم فيه ادلة واستبصارات ثاقبة جديدة ف الصراع الدائر في البيت الأبيض حول سياسة الحروب الحالية في الشرق الاوسط وافغانستان والعراق وغيرها من الدول.. أما الكشف الأكثر إثارة في كتاب وودوارد هو إعلانه مثال موثق أن: وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" كانت تتولى تشغيل قوة مرتزقة مؤلفة من 3000 أفغانيًا تنحصر مهمتهم في تنفيذ اغتيالات في صفوف مقاتلي حركة طالبان وتنظيم القاعدة!!!!
والقوة القناصة التي وصفها وودوارد كانت قد تشكلت للعمل داخل باكستان.. التي من الناحية رسمية من غير المسموح للقوات الأمريكية بالدخول إليها... وأحيانًا ما يجري تنسيق هجماتهم على المناطق القبلية الأفغانية مع غارات مكثفة لطائرات بلا طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على رجال القبائل الباكستانيين والتي تتسبب في خسائر جسيمة في صفوف المدنيين... وتدير وكالة الاستخبارات المركزية أيضًا ميليشياتها السرية في جنوب أفغانستان وكذلك.. بحسب التقارير.. في كلٍ من طاجيكستان وأوزبكستان... ومن غير المعلوم مدى التنسيق بين وحدات القتل التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية وقوات العمليات الخاصة الأمريكية الموكلة بتنفيذ عمليات اغتيال وتخريب سرية.. وتعتمد حملة الاغتيالات التابعة لـ "سي آي إيه" في أفغانستان وباكستان على الحملة الناجحة التي نفذتها الوكالة من قبل في العراق والتي كانت قد قوضت جماعات المقاومة العراقية...
وهؤلاء القتلة المحترفون المأجورون تتم مكافئتهم بسخاء بالمعايير المحلية كلما رفعوا من تعداد الخسائر في الأرواح لدى الأعداء... فالجرائم، والفظائع، وحوادث القتل الخطأ التي يرتكبها مرتزقة وكالة الاستخبارات الأمريكية تمر دون الإبلاغ عنها ودون عقاب... فهم يمثلون قانونًا خاص بهم دون صلات واضحة تربطهم بالقيادة العسكرية الأمريكية في أفغانستان او غيرها... بالإضافة إلى أن جماعات مختلفة أخرى من المرتزقة الأمريكيين والقتلة المأجورين من "المتعاقدين" الأجانب التابعين للشركات الخاصة مثل "بلاكووتر" السابقة يعملون أيضًا في أفغانستان وباكستان، فضلاً عن العراق وليبيا واليمن وحاليا سوريا وغيرها من الدول.. والمحصلة صراع خطير ومربك بين مسلحين مأجورين، وقوات أمريكية خاصة، وميليشيات، وقوات حكومية... وهو ما يمثل نموذج لحرب العصابات الأمريكية الجامحة...
وفي الواقع.. للولايات المتحدة سجل طويل في الاعتماد على المرتزقة في حروبها. ففي أثناء حرب فيتنام، شكلت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قوات مرتزقة من قبائل الهمونج والمياو (عملية هوتفوت) وعرق النانج الصيني لتعقب وقتل ثوار (فيت كونج).. فقد شكلوا جزءًا من عملية وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية المسماة بـ "عملية فونيكس" سيئة السمعة.. والتي قيل أنها اغتالت نحو 26.000 من الثوار الشيوعيين والمناصرين لهم... ثم مضى المدير المسئول عن هذه العملية "وليام كولبي" ليصبح فيما بعد مديرًا لـ "سي آي إيه"!!! كما تم استخدام مرتزقة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أيضًا خلال حقبة الثمانينات أثناء الصراع المرير في نيكاراجوا والسلفادور و قد نُقل نموذج فرق الموت في السلفادور إلى العراق.. حيث تم استخدام المرتزقة والمجرمين والمارقين في تصفية جماعات المقاومة السنية..
وقد استخدم السوفييت كذلك تكتيكات مماثلة خلال فترة احتلالهم لأفغانستان من عام 1979– 1989... حيث أُرسلت عصابات من مرتزقة أوزبك عتاة يُعرفون بـ "جوزجاني" Jowzjani من أجل ذبح عناصر الباشتون المقاومة للاحتلال السوفيتي... كما نشرت موسكو عصابات أخرى من المقاتلين الطاجيك والأوزبكبهدف إثارة فتنة عرقية....
ويتزايد القلق داخل الكونجرس الامريكي بشأن الدور شبه العسكري سريع التصاعد الذي تقوم به وكالة الاستخبارات المركزية بدءاً من أفغانستان والعراق.. والذي يتم حاليًا ضم اليمن وليبيا، والصومال، والسودان، وكينيا، وأوغندا، وشمال وغرب إفريقيا اليه... إلا أن الأموال لا تزال تتدفق على محاربي "سي آي إيه" وإدارة مسلحيهم المرتزقة..

شركة بلاك ووتر - black water جيوش الظل

حين اعلن الرئيس جورج بوش بأنه يشن حربا صليبية فإن كلامه هذا كان بالاتفاق مع رئيس شركة بلاك ووتر... فالشركة المذكورة سيئة الصيت والسمعة والتي تمارس الإرهاب والقتل والتدمير وجرائم الحروب أسسها الملياردير الأميركي "إريك برينس" عام 2002م ليحقق حلمه في أن يكون فارس صليبي من فرسان مالطا... والذي تطوع في سلاح البحرية في الجيش الأميركي لهذا الغرض... وترقى في الرتب والمناصب. ثم تدرب خلال رئاسة جورج بوش في البيت الأبيض...وهو من المحافظين الجدد ومن أبرز مؤيدي وممولي الحزب الجمهوري.. ومن المؤيدين لاحتلال العراق ودول أخرى.. وهذه الشركة أنشأها لتحقيق مصالح الحزب الجمهوري أولاً.. ولتكون أحد مصادر تمويله المالي ثانياً.. وذراعه العسكرية لخدمة مصالح بلاده الامبريالية والاستعمارية ثالثاً..وتاريخها الأسود يشير إلى سمعة عناصرها السيئة على صعيد حقوق الإنسان وأعمال الإجرام والتعذيب والإرهاب .كما أن إريك برينس وأبوه ادغار برينس وجورج يتفقون في معتقداتهم المتصهيينة ويرتبطون بعلاقات وبتأييدهم اللامحدود لإسرائيل... وكم هم مخجل أن يستعين حزب يصف نفسه بأنه جمهوري بعصابات إرهاب وقتل وإجرام ولصوصية!!! وكم هو معيب أن يجيز الدستور الأميركي لمثل هذه الشركات بالعمل على أنها شركات أمنية خاصة!!!
ويعتبر "إريك برينس" مؤسس ومدير شركة بلاك ووتر نفسه أحد فرسان مالطا,وأن شركته عبارة عن فيلق صليبي ..ولذلك فهو لا يقبل تطوع أي عنصر من المرتزقة في صفوفها ما لم يكن معتنقاً لنفس أفكاره حيث أن مهمته الرئيسية في الشركة هي التنكيل بالعرب والمسلمين من خلال أعمال قتل وإجرام وإرهاب متطورة ومميزة ..وأن يسعى لتهريب الأسلحة والذخيرة المحظورة بسرية تامة واستخدامها وحتى مد بعض الإرهابيين بها لتحقيق اكبر قد ممكن من الدمار والخراب والخسائر البشرية ...وكذلك ترويج المنشطات والعقاقير المنشطة المحظورة, وممارسة عمليات لا أخلاقية كاغتصاب الرجال والنساء والأطفال... واستغلال النساء والأطفال في أنشطة العهر والرذيلة .. و"كوفر بلاك" نائب رئيس الشركة كان من كبار عناصر إدارة مكافحة الشغب خلال أحداث 11/9/2001م, وعدد المرتزقة في الشركة غير محدد, حيث يقدر مابين 100000 إلى مليون مرتزق؟؟؟؟؟؟ كما يتم سفر بعض هذه الفرق إلى دول عدة بدون علم حكومات هذه الدول للقيام بعمليات اغتيال لشخصيات مستهدفة او القيام بعمليات اجرامية كارثية دون أية محاسبة او مراقبة...

وشركة بلاك ووتر الذي تغيير أسمها أخيراً إلى (زيxe ) أو زي سيرفيسز(xe services) لها فروع في دول عدة.. حيث يوجد في أفغانستان وحدها بحدود 70,000 مرتزق من عناصر الشركة... وميزانيتها بمئات المليارات..ومسلحة بأحدث الأسلحة..وتمارس نهب ميزانية بلادها ودول أخرى...وتواجه اتهامات متعددة أهمها:
• تهريب السلاح إلى دول أخرى منها العراق وليبيا وسوريا بشكل غير قانوني.
• تدمير أدلة ووثائق خاصة بالدول التي تم اختراقها..
• استخدام الشركة لطائراتها بأعمال غير مشروعة حيث لا رقابة على إقلاعها وهبوطها وحمولاتها.
• ممارسة أعمال القتل والتدمير المتعمد والسرقة..
وقد نشرت الصحف أخيراً إن إدارة أوباما وقعت عقود جديدة مع هذه الشركة خلال السنوات الاخيرة... وقد أعترف بعض عناصر الشركة بأنهم نقلوا معتقلين من غوانتاناموا وسجون أمريكية سرا إلى معسكرات اعتقال وتعذيب في بعض الدول لاستجوابهم ..كما أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية استأجرت خدمات هذه الشركة للمساعدة في اغتيال شخصيات هامة وبعض كبار عناصر البارزة في عدة تنظيمات, وتنفيذ اعتداءات وتخريب وإجرام وتدمير في الدول العربية وافغانستان..
لا عجب ولا غرابة أن تكون شركات المرتزقة دوماً هم جيش الظل للقوات الأمريكية في كل مكان, والشريك الصامت المشارك معها في أعمال السرقة والسلب والنهب والقتل والاغتيال والتدمير والإجرام, وخط الدفاع الأول لمواجهة اية قوى للمقاومة اضافة لاعطاء الذرائع للتدخل الدولي بما ترتكبه من جرائم تلصق بأية جهة كانت....و هذه العصابات التي سميت بشركات أمنية خاصة هي من تتكفل بتنفيذ الأعمال الإرهابية والإجرامية بحق شعب من الشعوب... والقوات الأمريكية كي تبعد عنها الشبهة ترمي بجثثهم بعد موتهم طعاما للكلاب أو في البحار والأنهار...
و شركات المرتزقة جيوش هدفها ضمان حماية القوات الأميركية وضمان مصالح القوى الإمبريالية والاستعمارية, حيث يوجد في كل شركة فرع خاص لتجنيد المرتزقة والإشراف عليهم وقيادتهم. والفرع يعمل بأنظمة خاصة , ولا يخضع لأية رقابة , ولا تطاله أحكام القانون في أي دولة...وعناصر هذه الشركات كالجنود الأمريكيين محميين من أي ملاحقة قانونية حتى من محكمة الجزاء الدولية... وللشركات العسكرية والاقتصادية الأمريكية كامل الحق في تسليح شركات المرتزقة أو شركاتها الخاصة من المرتزقة, وتحديد ما تراه مناسبا من نوع العمل إلى اللباس بما فيها الألبسة العسكرية. وحتى المشاركة بالأعمال القتالية والحماية والخطف والتعذيب إلى أعمال القتل والتصفية الجسدية والإعدام , وتأمين خطوط الإمداد المادي والإداري للقوات الأميركية و حتى تقديم الخدمات اللوجستية لها... وقد أعترف من قبل وزير الدفاع رامسفيلد الذي يعتبره الأمريكيون أسخف وزير بأن عدد المرتزقة في العراق يزيد عن 30,000 عنصر ويشكلون جيوش خاصة بتصنيفات مختلفة... إضافة إلى أكثر من 20,000 متعهد لدعم قوات الاحتلال من بينهم وليام بوش عم الرئيس الأميركي جورج w بوش والذي يدير شركة مقاولات عسكرية أمريكية تدير أعمالا في العراق تزيد قيمتها عن 100 مليون دولار...ولكي تتهرب الشركات من القانون أو التعويضات عما يؤول إليه المرتزقة من مصير بائس , فهي توقع معهم عقود أقصاها 90 يوم يمكن تجديده بعد انقضاء المدة لعدة مرات , وبأجر يومي يتراوح بين 100ـ1500 دولار بحسب المهمة..

وقد اتهمت منظمات إنسانية أميركية وكالة المخابرات المركزية الأميركية وشركة بلاك ووتر بأنهم استخدموا أطباء وخبراء في علم النفس في مراقبة تقنيات الاستجواب للمعتقلين وحتى بإجراء تجارب بشرية غير قانونية على المعتقلين كما أنها اتهمت كلا الشركة والوكالة بتسخير مهندسين لبناء سجون ومعتقلات وأماكن تعذيب يندى لها خجلا جبين الإنسانية حيث لا تليق بالوحوش أو الحيوانات.. وأين هو دور جمعيات حقوق الإنسان والدفاع عن الحريات العامة والمجتمع المدني العربية والدولية في تعقبها ومطاردتهم لهذه الشركات والإدارات الأميركية ورموزها الذين يتعاونون معها أو يجيزون لها مثل هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية برغم توثيقها وخطورتها القائمة في اوضاعنا الحالية داخل اوطاننا؟؟؟؟
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع