اينوخ أو اخنوخ أو نبي الله إدريس عليه السلام ولم تم تزييف وسرقة تاريخه؟؟؟؟

احبابي في الله.. سنتعرض في مواضيعنا لأمر هام وهو ما يسمى "مشروع اينوخ".. او بمعنى آخر.. المحاولة الشيطانية لمحاكاة الإله في وضع لوح محفوظ زائف يحوي المخططات الشيطانية وبخاصة تلك التي في مراحل النهاية لاقامة نظامه العالمي الجديد والترسيخ لأن يكون معبودا من دون الله لقيادة من يستطيعه من بني أدم للجحيم... لكن بداية لنعرف اولا من هو اينوخ ولم تم تزييف تاريخه وسرقة علومه؟؟؟ ان اينوخ او حنوخ او حانوك المذكور في التوراة والتفاسير اليهودية هو نفسه أخنوخ أو "المكرس" المذكور في العهد القديم... وهو نفسه نبي الله ادريس عليه السلام في الاسلام لثبوت نسبه وما روي عنه..

ونسبة هو.. إدريس بن يارد بن مهلائيل وينهي نسبة إلى شيث بن آدم واسمه عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح..او بدقة هو ابو متشولاح جد نبي الله نوح عليه السلام... نسبه في التوراة هو أخنوخ بن يارد بن مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم ...كان صديقا نبيا ومن الصابرين... وأول نبي بعث في الأرض بعد آدم.. أنزلت عليه ثلاثون صحيفة.. ودعا إلى وحدانية الله وقيل انه قد آمن به ألف إنسان.. وهو أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبسها.. وأول من نظر في علم النجوم وسيرها... قال بعضهم إنه ولد في بابل وقالوا اخرين في غير ذلك ...قابله الرسول عليه الصلاة والسلام في السماء الرابعة أثناء رحلة المعراج في رحلة الإسراء والمعراج.. وذكر القرآن : {وَإذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً } مريم56.. وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم.. ولما كبر آتاه الله النبوة فنهي المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة (آدم) و(شيث) فأطاعه نفر قليل فنوى الرحيل عن (بابل) إلى مصر ثم رفعه الله إليه كما ذكر القرآن {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا }مريم57 ...وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله.. وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد ...وقيل إنه كان في زمانه 72 لسانًا يتكلم الناس بها وقد علمه الله منطقهم جميعًا ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم... وهو أول من علم السياسة المدنية.. ورسم لقومه قواعد تمدين المدن.. فبنت كل فرقة من الأمم مدنًا في أرضها وانشئت في زمانه 188 مدينة وقد اشتهر بالحكمة فمن حكمة قوله (خير الدنيا حسرة، وشرها ندم)... وقوله (السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة) وقوله (الصبر مع الإيمان يورث الظفر)... وذكر ابن إسحاق انه ادرك من حياة آدم عليه السلام 308 سنوات.. لأن آدم عمر طويلاً زهاء ألف سنة...

وفاته..وقد أُخْتُلِفَ في وفاته.. فهناك من قال إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى كما ورد عن كعب الاحبار... لكن الأرجح هو القول بتشريفه بالرفع من الله حيث قبض في السماء الرابعة كما ورد عن غالبية علماء المسلمين والله اعلم..

أما في التوراة... فقد اطلق على النبي حنوخ (حانوك) الاسم إدريس والاسم أينوخ هو نفسه إدريس لثبوت نسبه.... وجاء عنه في التوراة كما يلي (سفر التكوين): ﴿وَكَانَ عُمْرُ يَارَدَ مِئَةً وَاثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ حَنوُخَ ... وَكَانَ عُمْرُ حَنُوخ خَمْساً وَسِتِّينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ مَتُوشَالَحَ. ثُمَّ عَاشَ حَنوُخ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مِئَةِ سَنَةٍ وسَارَ حَانوُخ مَعَ اللهِ. وَوُلِدَ لَهُ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. وَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ حانوخ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَخَمْساً وَسِتِّينَ سَنَةً. وَسَارَ حَنوُخ مَعَ اللهِ، ثُمَّ تَوَارَى مِنَ الْوُجُودِ، لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ﴾
لا تخصص التوراة إلّا ست آيات لحنوخ. تقول التوراة مرتين أن حنوخ سار مع الله. فكان حَنوخ الجيل السابع من بعد آدم،«وكل السابع هو أحب إلى الله» (ميدراش أَجَدَة لسفر اللاويين ٢٥: ٦).وتعلّق الديانة اليهودية القداسة على السابع، كما في الجيل السابع الذي مثله حنوخ، والسماء السابعة (عرش الشرف)، والأرض السابعة (أرض إسرائيل)، والصحراء السابعة (صحراء سيناء)، والبحر السابع (بحيرة طبريا)... واليوم السابع (السبت)، والشهر السابع (تشري، أي تشرين)
وأنه عندما أنجب حَنوخ متوشالح، وعمره ٦٥ سنة، ابتدأ يسير في سبيل الله. وعبد الله لمدة ثلاثمائة سنة... بعد ذلك، أخذه الله ووضع روحه في جنة عدن. لم يواجه حَنوخ الموت بل انفصل عن هذا العالم وذهب إلى الجانب الإلهي بالطريقة العجيبة... كان حَنوخ مثل النبي إيليا..وحسب اثنين من ترجمات التوراة إلى اللغة الآرامية صعد حَنوخ إلى السماء وهو لا يزال على قيد الحياة... واستحق الصعود إلى الارتفاعات الروحانية العليا...

لكن السؤال هنا.. ما اهمية اينوخ او المكرس حتى يتخذ المتنورين منه مسمى مشروعهم الشيطاني العام للسيطرة على الارض وتحقيق منظومتهم تحت ديانة معبودهم وسيدهم الشيطان ابليس؟؟؟.. هذا ما سنتعرف عليه باذن الله..