الايباك هي أقوى جمعيات الضغط الصهيونية على أعضاء الكونغرس الأمريكي. هدفها تحقيق الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني الموجود على أرض فلسطين. لا تقتصر الأيباك على اليهود بل يوجد بها أعضاء ديموقراطيين و جمهوريين. تم تأسيسها في عهد إدارة الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور.... تعتبر منظمة الأيباك منظمة صهيونية و قد يكون أكبر دليل على ذلك الاسم السابق لها والذي تأسست باسمه و هو American Zionist Committee for Public Affairs اللجنة الصهيونية الأمريكية للشؤون العامة و التي تم تأسيسها في سنة 1953.... تم تحويل مسماها إلى ما هو معروف اليوم بالأيباك بعد تدهور علاقة داعمي إسرائيل و الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور حيث وصلت الأمور إلى إجراء تحقيقات مع اللجنة الصهيونية الأمريكية للشؤون العامة. لهذا تم تغيير الاسم و تأسست جماغة ضفط جديدة تُسمى اللجنة الإسرائيلية الأميركية للشؤون العامة...والايباك تضم اكبر مليارديرات الصهيونية العالمية وهي الداعم والممول الاساسي لمن تختاره كمرشح للرئاسة الامريكية..ولذا لا نعجب ان يكون الرئيس الامريكي مرسخ لخدمة اهداف الايباك او يصرح علانية...ان القدس عاصمة ابدية لاسرائيل؟؟؟
صرحت الأيباك بالأهداف التالية:
1. الضغط على الحكومات وبخاصة الحكومة الفلسطينية على أن تتبع مطالب الكيان الإسرائيلي.
2. تقوية العلاقات ما بين واشنطن و الكيان الإسرائيلي من خلال التعاون ما بين أجهزة مخابرات البلدين و المساعدات العسكرية و الاقتصادية. (بلغت في سنة 2006 2.52 مليار دولار أمريكي).
3. إدانة الدول المناهضة لاسرائيل وادانة الإجراءات الإيرانية الساعية للحصول على التكنلوجيا النووية و موقفها المنكر للهولوكست.
4. إجراءات إضافية على الدول و المجموعات المعادية للكيان الإسرئيلي، مثل: ليبيا و لبنان و سوريا و حزب الله وغيرها.
الإيباك كعامل مؤثر لصالح إسرائيل
ربما يكون بداية انعكاس التعاون الإستراتيجي بصورة فاعلة، من خلال "الإيباك" كانت عام 1950، وهي التي دفعت الدماء في عروق اقتصاد الدولة العبرية، حيث حصلت على مبلغ 60 مليار دولاراً تعويضات من ألمانيا، بفضل ذكاء "ناحوم جولدمان"، زعيم المنظمة الصهيونية العالمية في ذلك الوقت. وهذا المبلغ بحساب تلك المرحلة الزمنية يعادل ما يزيد عن تريليون دولار بالحسابات الاقتصادية الحالية. وكان انعكاس تلك المساعدات أن أقامت إسرائيل بنية تحتية حديثة، لم تتكلف منها سنتاً واحداً، في الوقت الذي كانت فيه الدول العربية، وخصوصاً دول الطوق ترزح تحت نير الاستعمار وتتآكل بنيتها التحتية دون إصلاح أي خلل فيها، وبالتالي, فإن التفوق الإسرائيلي في البنية التحتية، وفي دخل الفرد، وفي التقدم التقني والفني، قد بدأ فعلا منذ تلك اللحظة.
وهناك عامل سياسي آخر، تبرز أهميته في سيطرة اللوبي اليهودي على الانتخابات الأمريكية من أجل ضمان دعم الإدارة الأمريكية القادمة لصالح إسرائيل. ويحصر المفكر الفرنسي "روجيه جارودي"، بعضاً من نماذج السيطرة الصهيونية على الانتخابات الأمريكية قائلاً:
"كان الرئيس هاري ترومان Harry Truman، هو الأكثر صراحة للتعبير عن هذا الوضع، عندما صرح أمام مجموعة من الدبلوماسيين عام 1946، قائلاً: آسف أيها السادة، ولكن علىَّ أن أستجيب لمئات الآلاف من البشر الذين ينتظرون فوز الصهيونية، فليس لدي آلاف العرب من بين ناخبي"، ويعني ذلك اعتراف الرئيس ترومان بتأثير اللوبي الصهيوني على مسار السياسة الأمريكية في المستقبل وحاليا، وربما إذا كان هناك لوبي عربي، لتغير الموقف من أساسه. والملاحظ أن هذا التصريح كان عام 1946، أي قبل إعلان الدولة الصهيونية.
ويذكر روجيه جارودي كذلك، أن رئيس الوزراء البريطاني "كليمنت أتلي" Clement Attlee أكد أن السياسة الأمريكية في فلسطين، يشكلها الصوت الانتخابي اليهودي، والإعانات المقدمة من العديد من الشركات اليهودية الكبرى.
ويذكر أيضاً أن الجماعات اليهودية، استطاعت عام 1960، أن توضح للسيناتور "جون كيندي" John Kennedy، أن موقف أيزنهاور من حرب 1956، كان خاطئاً، لأنه لم يراع مصلحة إسرائيل، وأخذ كيندي بتلك النصيحة، عندما اختير مرشحا للحزب الديموقراطي، وحصل على نصف مليون دولار لحملته الانتخابية من اليهود، وعلى 80% من أصواتهم، وعين "كلوتزسنسك" رئيس مؤتمر الرابطات اليهودية في أمريكا مستشارا له في حملته الانتخابية لكسب أصوات اليهود، وفي أعقاب فوز "كيندي" في الانتخابات، ذهب إليه ديفيد بن جوريون David Ben-Gurion في واشنطن في ربيع عام 1961، حيث بادره كيندي في أول مقابلة "أعرف أنني انتخبت بفضل أصوات اليهود الأمريكيين وأنا أدين لهم بانتخابي، أرجو أن تبادرني بالنصيحة: ماذا أفعل من أجل الشعب اليهودي؟
وفي أعقاب مقتل جون كيندي، جاء الرئيس ليندون جونسون Lyndon Johnson، ليذهب في علاقاته مع إسرائيل لأبعد من ذلك بكثير، حيث كان مفرطاً في عشق إسرائيل، حتى أن أحد الدبلوماسيين الإسرائيليين كتب:"لقد فقدنا صديقا كبيرا (يعني كيندي)، ولكننا وجدنا أفضل منه، إنه جونسون، وهو أفضل صديق عرفته إسرائيل في البيت الأبيض".
ونفذ جونسون فعلا كل ما طلبته إسرائيل، وعبّر ليفي أشكول Levi Eshkol، رئيس الوزراء الإسرائيلي لصحيفة دافار في 6 أبريل 1966، عن ذلك بقوله: "يجب أن يفهم الجميع أن الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، يضطر إلى دخول البيت الأبيض من الباب الخلفي قد انقضى، فإن الباب الأمامي للبيت الأبيض، أصبح الآن مفتوحا على مصراعيه لإسرائيل. كما أن جونسون، هو الذي ساند إسرائيل في حرب الأيام الستة في يونيه 1967 بقوة وبشكل علني، ووضع الأسس في اعتبار إسرائيل حليفاً رئيسيا للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط. ومنذ عهد جونسون، فإن 99% من اليهود الأمريكيين يدافعون عن إسرائيل على اعتبار أنها جزء لا يتجزأ من الولايات المتحدة الأمريكية، وسادت بينهم الشعارات "أن تكون يهوديا اليوم، يعني أن تكون مرتبطا بإسرائيل". واستحق ليندون جونسون، الذي أكد الانتماء بين اليهود في أمريكا، ودولة إسرائيل أن يطلق عليه، أنه أفضل صديق، عرفته الدولة العبرية في البيت الأبيض.
وعندما زارت جولدا مائير Golda Meir الولايات المتحدة الأمريكية عام 1969، شبهها الرئيس ريتشارد نيكسون، بأنها "ديبورا التوراتية"، وسلّم لها صفقة هائلة من طائرات الفانتوم وسكاي هوك.
وفي أثناء حرب أكتوبر 1973، أحرز "لوبي الكابيتول اليهودي" نصراً كبيراً، بالتعجيل بتسليح إسرائيل بما قيمته أكثر من ملياري دولار، بحجة مكافحة اللوبي العربي المنافس.
وحشدت الإيباك جهودها، في عهد الرئيس جيرالد فورد Gerald Ford، وحصلت على توقيع 76 عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي في 21 مايو 1975، لمطالبة الرئيس فورد بدعم إسرائيل بصفقة مماثلة لما تسلمته عام 1973.
أما جيمي كارتر Jimmy Carter، فتذكر له مقولته في معبد "إليزابيث"، في ولاية نيوجرسي عام 1976، عندما كان يخاطب جمعاً من اليهود خلال حملته الانتخابية: "إنني أعبد نفس الرب مثلكم، ونحن المعمادانيون، ندرس نفس التوراة مثلكم، وختم قوله.. إن بقاء إسرائيل على قيد الحياة، هو واجب أخلاقي وكان كارتر قد حصل في عام 1976 على 67% من أصوات اليهود، ولكنه في عام 1980، لم يحصل إلا على 45% فقط، لأنه باع طائرات عسكرية لمصر، والمملكة العربية السعودية.
أما الرئيس "رونالد ريجان"، فقد نظر بعمق إلى تأثير اللوبي اليهودي، لذلك فقد فاز في انتخابات عام 1980، وبعدها مباشرة منح إسرائيل معونات فورية قيمتها ستمائة مليون دولار وشجعها على تدمير المفاعل النووي العراقي في السابع من يونيه 1981. وأعطى الضوء الأخضر لغزو لبنان في الخامس من يونيه 1982. كما كان ريجان هو أول من وقع "اتفاقيات إستراتيجية مع إسرائيل"، وأول من منح إسرائيل تكنولوجيا متقدمة في الصناعات العسكرية، بل سار إلى أبعد من ذلك عندما أشركها في برنامج حرب النجوم الأمريكي.
أما الرئيس جورج بوش George Bush, فقد تطورت الاتفاقيات الإستراتيجية في عهده، وأصدر مبادرته، بحظر تكنولوجيا التسليح المتقدمة عن دول الشرق الأوسط عدا إسرائيل. ومع ذلك فَقَدَ أصوات اليهود في إعادة انتخابه عام 1992، نظرا لجهوده في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، التي لم تكن تريدها إسرائيل.
أما الرئيس بيل كلينتون، كان أكثر الرؤساء الأمريكيين تعاطفاً مع إسرائيل، وأول رئيس أمريكي يلقي خطابا أمام الكنيست الإسرائيلي، وأول من حشد زعماء العالم في مؤتمر دولي لبحث ما سماه "الإرهاب ضد إسرائيل". وفي عهده صدر قرار الكونجرس عام 1995، لنقل مقر السفارة الأمريكية إلي القدس. وحصلت إسرائيل في عهده على تكنولوجيا متطورة في مجال التسليح، جعلت منها خامس دول العالم في الصناعات العسكرية المتقدمة. وقد استغلت إسرائيل هذا التقدم في بيع التكنولوجيا الأمريكية نفسها، من خلال صناعات حربية إسرائيلية، وهو ما أثار حفيظة الإدارة الأمريكية، وجعلها تضغط لإيقاف صفقة الطائرات "الفالكون" المزودة بأجهزة متقدمة في مجال الاستطلاع، والإنذار إلى الصين، والهند في منتصف عام 2000.
وفي الوقت نفسه، فإن الحزب الديموقراطي في انتخابات نوفمبر 2000، آثر أن يرشح نائبا للرئيس من اليهود المتشددين، وهو السيناتور "جوزيف ليبرمان"، حتى يستميل أصوات اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية لصالح الحزب. ويعد هذا الترشيح أول سابقة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه يثير احتمال تولي يهودي متشدد لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، في حالة نجاح الحزب في الانتخابات، والوفاة المفاجئة للرئيس.
مما سبق يوضح العلاقة الحقيقية بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، والتي يبني على أساسها الاتفاقيات الإستراتيجية، التي بدأت منذ قيامها، في صورة اتفاقيات غير معلنة، أو دعم مادي وأدبي. ولكن تلك العلاقة تطورت اعتباراً من بداية عقد الثمانينيات لتصبح اتفاقيات مكتوبة، ومصدق عليها من الأجهزة التنفيذية، والتشريعية للدولتين.
من اهم مجالات الاتفاقيات الأمريكية ـ الإسرائيلية:
اللجنة العسكرية السياسية المشتركة، والتي تشكل بهدف:
- عقد الاجتماعات الدورية بين البلدين، من أجل التخطيط للتدريبات المشتركة، والاحتياجات الأمريكية لتخزين الأسلحة في إسرائيل.
- ضمان عدم قيام إسرائيل بعمليات منفردة، تورط الولايات المتحدة الأمريكية في بعض أزمات المنطقة، ومن ثم فإن هذا التعاون سيؤدي إلى التقييد من حرية الحركة الإسرائيلية لتصعيد الأعمال العسكرية بالمنطقة.
- خلق قناعة لدى الدول العربية، بعدم جدوى الحل العسكري للصراع، ومن ثم فإن أفضل طريق يمكن أن تلجأ إليه هو عن طريق التفاوض.
تخزين الأسلحة الأمريكية في إسرائيل، واستخدام قواعدها.
يحقق التعاون في هذا المجال، توفير مميزات إستراتيجية مهمة لكلا الجانبين، فمن ناحية الولايات المتحدة الأمريكية، فإنه يحد من عمليات نقل المعدات، وتقليل الزمن اللازم لحشد القوات الأمريكية في مناطق المواجهة المحتملة مع الاتحاد السوفيتي.
ويمكن للولايات المتحدة الأمريكية، من جراء استخدامها للقواعد البحرية والجوية في إسرائيل، تحقيق المميزات الإستراتيجية القتالية الآتية:
- نشر بعض الأسلحة المتطورة في إسرائيل.
- تسهيل عملية تمركز الأساطيل البحرية والجوية الأمريكية، في منطقة شرق البحر المتوسط، مع إعطاء العمق الكافي لانتشار الأسطول الأمريكي على السواحل الجنوبية لأوروبا.
- يتيح هذا الوجود للولايات المتحدة الأمريكية، توفير احتياطي مخزون من المعدات لسرعة التدخل في مناطق الأزمات في منطقة الشرق الأوسط.
تطوير التعاون في مجال الاستخبارات.
يُعد هذا التعاون بين البلدين، أحد المجالات الهامة والمستمرة بينهما، منذ قيام دولة إسرائيل، والذي ساعد على تطوير، وابتكار أسلحة، ومعدات، وأساليب قتال أمريكية حديثه.
التدريبات المشتركة.
يعد هذا المجال من أبرز مجالات التعاون بين البلدين، ووضعت التدريبات البحرية المشتركة في مقدمة مجالات هذا التدريب، حيث يعتمد الوجود الأمريكي في منطقة شرقي البحر المتوسط على الأسطول السادس الأمريكي.
في مجال التصنيع الحربي.
- على الرغم من السبق التكنولوجي الأمريكي، في مجالات الإنتاج والتصنيع الحربي، إلا أن إسرائيل كان لها السبق التطبيقي لاستخدام الأسلحة الأمريكية ضد أنظمة التسليح السوفيتية وغيرها من الانظمة، ويُعد هذا المجال أحد أبرز مجالات التعاون بين البلدين.
- دعم القدرات الإسرائيلية، في مجال التصنيع الحربي المستقل، دون الحصول على ترخيص من شركات أجنبية. كما يمكن لإسرائيل تصدير بعض إنتاجها من الصناعات الحربية إلى الولايات المتحدة الأمريكية المستورد الرئيسي منها بمليارات الدولارات.
- أتاح الاتفاق لإسرائيل إجراء العديد من التعديلات على الأسلحة الأمريكية، بزيادة قدراتها، ومن أمثلة ذلك: تعديلات على الدبابات الأمريكية m – 60، وتعديلات على الطائرات f – 16 وf – 4، وتعديلات على ذخائر العبوة المفرغة للدبابات الأمريكية وغيرها .
- التعاون المشترك في مجال الإنتاج الحربي: ومثال ذلك إنتاج إسرائيل لنظامين من الطائرات الموجهة من دون طيار، نوع سكوت ـ موستاف.
- كما جرى التعاون المشترك في مجال إنتاج الطائرة الإسرائيلية "لافي"، وساهمت الولايات المتحدة الأمريكية بـ1.2 مليار دولار في هذا المشروع...
وغيرها وغيرها...لذا لا تعجب ان يكون اي مرشح امريكي خاضع من الاساس لاوامر الايباك...