النسبة الذهبية ... بمسمياتها الكثيرة .. وبمحاولات إستكشافها التى لم تنتهى منذ أقدم العصور إلى الأن ...ما هي حقيقتها؟؟ و ما الذى يجعلها بهذا القدر من الأثارة للفضول .. ولماذا تخطف عظيم إهتمام العلماء بهذا الشكل ؟؟؟ وما سر جمالها ؟؟؟... يقول الدكتور ستيفن ماركوارت ( Stephen Marquardt ) : "الحياة كلها هى علم البيولوجيا, وعلوم البيولوجيا كلها هىى علم الفيزيولوجيا. وعلوم الفيزولوجيا كلها هى علم الكيمياء. وعلوم الكيمياء هى علم الفيزياء. وعلوم الفيزياء هى علم الرياضيات"....
وعبر التاريخ إهتم المعمارييون اساسا بإستكشاف جسم الإنسان وعلم التشريح, إنهم مهتمون بالأبعاد الموجودة فى الأعضاء البشرية ... فهم يصممون للإنسان على كل حال .. وأشهر هذه المحاولات والدراسات تمثلت فى الرسم التوضيحى الشهير المسمى " رجل فيتروفيان" ( Vitruvian Man ) لليوناردو دافنشى (Leonardo da Vinci ). وأخيراً نظرية لوكوربوزييه ( Le Corbusier ) التى أسمها "موديولر" ( Modulor )...
ما هي النسبة الذهبية؟؟؟
لو كنت من عشاق الرياضيات وتحب البحث والغوص في عالم الأرقام لوجدت الكثير من العمليات الحسابية الطريفة والتي يطلق عليها البعض ( عجائب الرياضيات ).... ولكنك مهما بحثت بالتأكيد فلن تعثر على رقم أو حتى عملية رياضية تحمل عدداً هائلاً من الأسرار كما حملها الرقم السري ( فاي)!!!!
1.618
رغم الشكل البرئ لهذا الرقم إلا أنه يعتبر من أكثر الأرقام إثارة للجدل على مر التاريخ وأكثر الأرقام التي عانت من البحث وقد أطلق عليها المختصون اسم ( الرقم الروحي ) أو ( النسبة المقدسة )!!!!
فما هو سر هذا الرقم؟
ولماذا حظي بهذه الشهرة الواسعة؟!
دعونا نبدأ من البداية .. لقد ظهرت هذه النسبة فعلياً إلى الناس بعد أن قام العالم والفنان الشهير ( ليوناردو دافنشي ) بعمل متوالية فيبوناتشي الشهيرة :
21 - 13 - 8 - 5 - 3 - 2 - 1 - 1
وفكرة هذه المتوالية بسيطة جداً وهو أن كل رقم يساوي مجموع الرقمين السابقين...على سبيل المثال الرقم الرابع في المتوالية وهو الرقم 3 يساوي مجموع الرقم الثاني والثالث من المتوالية وهلم جرا....
والغريب في أمر هذه المتوالية هو أنه في حالة قسمة أي رقمين متواليين فإن نواتج القسمة تكون دائماً 1.618!!!
وهنا انتبه العلماء لهذه النسبة الغريبة! .. ومرت الأيام لتكشف المزيد عنها!
فاكتشف علماء البيولوجية خاصية غريبة تتعلق بمجتمعات النحل وهي أن عدد الإناث في أي خلية يفوق عدد الذكور بنسبة ثابتة وهذه النسبة هي 1.618!!!
وهي نفس النسبة الغامضة التي ظهرت في متوالية ( دافنشي ) الشهيرة!!!
كما عثر علماء الأحياء أيضاً على خاصية أخرى غريبة في جسم حيوان الحلزون فنسبة قطر كل التفاف لولبي إلى اللولب الذي يليه هو 1.618 أيضاً!!!
اكتشف علماء الأحياء أن نسبة قطر كل التفاف واخر يليه في اكواز الصنوبر هو 1.618 أيضاْ!!!!
ولا زلنا في علماء الأحياء وهذه المرة في قسم النبات فقد عثر العلماء على هذه النسبة مرة أخرى في بذور تبّاع الشمس حيث تنمو هذه البذور بشكل لولبي وبنفس هذه النسبة الغامضة!!!
حتى ان هذه النسبة موجودة في جسم الإنسان وسترى أن وجودها ليس مجرد الصدفة ...فلو قست المسافة من قمة رأسك إلى الأرض والمسافة من سرة بطنك إلى الأرض وقمت بالقسمة ستحصل على نفس الرقم الغامض 1.618!
أيضاً .. لو قست المسافة بين كتفيك وأطراف أصابعك ثم قسمت الناتج على المسافة بين كوعك وأطراف أصابعك لكان الناتج أيضاً 1.618!
هل لازلت تعتقد أنها مصادفة؟!
حسناً دليل آخر فالمسافة بين الورك إلى الأرض مقسمة على المسافة بين الركبة والأرض تعطيك نفس الناتج الغامض!!!!
كل ما في جسم الإنسان من سلاميات الأصابع وأصابع القدمين والحبل الشوكي ونسبة الوجه إلى الجسم كلها تعود إلى هذه النسبة المقدسة!!!!
إذن جسم الإنسان بتناسقه الكامل هو مثال حي لنسبة 1.618!
وطبعاً عثروا على هذه النسبة في الدلفين والفراشة وعدد ضخم من الحيوانات والمعابد القديمة والاهرامات والتماثيل وغيرها وغيرها.....
وبعيداً عن علم التشريح والأحياء فقد قام المهندسون باكتشاف أمر آخر مثير .. حيث وجد المهندسون أن أنسب شكل للمستطيل هو ما يكون طوله يتناسب مع عرضه بنفس النسبة 1.618!!! وقاموا بتطبيق هذه النسبة المدهشة في كل شئ!
من مبنى الأمم المتحدة ( حيث يتناسب طول المبنى مع عرضه بهذه النسبة ) إلى بطاقة الإئتمان...الى كل تصميم اخر!!!
وان كنت تشك في ذلك كل ما عليك القيام به هو إخراج بطاقة الائتمان من جيبك وقياس الطول لتقسمه على العرض فتحصل على نفس النسبة!
ماذا أيضاً!
الأهرام تتناسب بنفس النسبة الغامضة وأعمدة ( بارثينون ) في اليونان وتظهر أيضاً في البنى النظامية لمعزوفات كل من موزارت وبتهوفن وبارتوك وديبوسي وشوبرت وبشير شنان وبدر الليمونL وغيرهم الكثير!!
كما أنك لو قمت برسم نجمة خماسية فإن الخطوط ستقسم نفسها تلقائياً إلى أجزاء حسب النسبة المقدسة!
ولو أردنا كتابة قائمة بما يتعلق بهذه النسبة لاحتجنا إلى مجلد ضخم!
فما هو سر هذه النسبة الغامضة! .. وهل هناك تفسير واضح لها؟! ..
لا يوجد حتى يومنا هذا أي تفسير واضح لهذه الظاهرة الرقمية الغريبة ولكن يعتقد عدد كبير من العلماء أن هذه النسبة هي نسبة مريحة للعين لهذا السبب نجد أن جميع أنواع البناء والأشكال الهندسية بجميع أشكالها ظهرت بهذه النسبة دون قصد لأنها هي الشكل المناسب والمريح للعين الطبيعية....كما أنها ظهرت في جميع المخلوقات الأخرى كدليل واضح على حسن الخلق من الخالق عز وجل في تماثل عجيب ومعجز .. هذا هو التفسير الوحيد الذي عثر عليه العلماء لهذه الظاهرة العجيبة وما زال البحث مستمراً للتنقيب حول هذه الظاهرة الغريبة...ولكن إن أول إشارة إلى النسبة الإلهية (هكذا تُسمى النسبة الذهبية أحياناً) قد وردت في احد كتب إقليدسحين طرح فكرة تقسيم قطعة مستقيم إلى قسمين بحيث AC/CB =AB/AC
فان تحققت هذه الحالة فيمكننا القول أن قطعة المستقيم هذه قد قسمت وفقا للنسبة الذهبية.إن قيمة هذه النسبة هي=1,618 (وبالتحديد فإنها تساوي نصف مجموع الواحد مع الجذر التربيعي للعدد (5)=1.61803398874989484820
ويعبر عنها بشكل مثلث متساوي الساقين زاوتاه المتساوياتان =72
والقصة الثانية..
تبدأ القصة مع الرياضي اليوناني فيثاغورس حيث أجرى الدراسات والأبحاث في علوم الطبيعة لدراسة معايير الجمال وعلاقات النسب في الطبيعة، وتوصل إلى ما يعرف بالمستطيل الذهبي أو النسبة الذهبية (Golden Ratio), وهي نسبة تبلغ (1.618033), وتسمى (Phi) اشتقاقًا من الحرف اليوناني (Φ). والمستطيل الذهبي الذي ينتج النسبة الذهبية هو عبارة عن مستطيل مكون من مربع ومستطيل آخر صغير. ولكن المستطيل الصغير والكبير متماثلان، بمعنى ان النسبة بين أضلاعهما متشابهة، وبكلمات أخرى ان ناتج قسمة الضلع الكبير للمستطيل الصغير على ضلعه الآخر تساوي تماما ناتج القسمة للضلع الكبير للمستطيل الكبير على ضلعه الآخر.
وقد وجد فيثاغورس واليونان القدماء ان هذه النسبة مريحة بصرياً وتشكل أحد أهم معايير الجمال في الطبيعة، ولذا فقد اعتمدوا هذا المستطيل الذهبي في عمائرهم، حيث أظهرت الدراسات المعمارية الحديثة أن مبنى البارثنون الشهير بتخطيطه المستطيل يخضع لهذه النسبة تماما.
كذلك أظهرت الدراسات الحديثة التي أجراها العالم روبنسون أن الهرم الأكبر الذي بناه الفراعنة بالجيزة يخضع لقوانين النسبة الذهبية، حيث أن النسبة بين المسافة من قمة الهرم إلى منتصف أحد أضلاع وجه الهرم، وبين المسافة من نفس النقطة حتى مركز قاعدة الهرم مربعة تساوي النسبة الذهبية. وليس هذا فحسب, فقد تبين أن النسبة الذهبية كامنة في الطبيعة بشكل مذهل بما يصعب تصديقه....وهنا عادت تلك النسبة لعصر قدماء المصريين...حيث وجدوا ان كل تماثيلهم ومنشآتهم تمت وفق هذه النسبة؟؟؟؟؟؟
والعجب ان النسبة الذهبية تظهر في الإنسان والحيوان والنبات بشكل مذهل وتعتبر كامنة في جينات الخلق حتى غدت نسبة مقدسة أو يطلق عليها "نسبة الجمال"....واليك الاعجب..
النسبة الذهبية فى نبضات قلب الإنسان؟؟؟
نبضات القلب السلمية الهادئة يقال إنها تأتى على إيقاع "فاي", فالأجزاء البارزة من رسم القلب (ECG أو EKG) هي موجة "P"،والتى تنحرف بسبب الحالية الناشئة للأذين، ومجمع "QRS"، الذى يبين مرور النشاط الكهربائي في البطينين، وموجة "T"، للبطينين عند إعادة تعيين أنفسهم. ووالنبضات الكهربية (ECG أو EKG) للإنسان تختلف إلى حد كبير بناءاً على مجموعة متنوعة من العوامل.
الموقع "Heartbeat2000 saught" قدم دراسة للعلاقات بين القلب المادياً وروحياً. فالآراء المعروضة توحي بأن هناك ضربات للقلب تنتج علاقة " فاي " في النقطة T للتخطيط القلب بما يمثل كونها فى حالة من الصحة والسلام والوئام...ولكن يجب أن نعرف أن هذه هى أحد المجالات التي لا تزال بحاجة إلى البحث والتثبت العلمي، ولكن من جهة أخرى فهى وجهة نظر مثيرة للاهتمام على مظهر آخر محتمل لوجود "فاي" في الحياة. ويظهر رسم القلب التشابه الى التقارب فيبوناتشي..
النسبة الذهبية فى درجة حرارة جسم الإنسان
تختلف درجات حرارة الجسم حتى ما بين البشر. في درجة حرارة الجسم من الثدييات تتراوح حول 97 درجة إلى أكثر من 103 فهرنهايت °. الطيور لديها من متوسط درجات الحرارة حوالي 105 درجة فهرنهايت.
أما النسبة "فاي" فهى النقطة ما بين درجة حرارة التجمد (32 درجة فهرنهايت) ودرجة حرارة الغليان (212 درجة فهرنهايت) من الماء 100.8 درجة فهرنهايت، أو 38.2 ° مئوية... ومن المثير للاهتمام، إذا أخذت 0،618 أو النقطة "فاي" من 37 درجة مئوية، وهو متوسط درجة حرارة جسم الإنسان، وتحصل على 23 درجة مئوية أو 73 درجة فهرنهايت، وهى "حرارة الغرفة" في درجة الحرارة التي من وجهة نظر الكثيريين تمثل الدرجة المثالية للراحة والمتعة في الهواء الطلق...والماء له خاصية غير معتادة للغاية لأنه يصل إلى الكثافة القصوى في حالة سائلة عند 4 درجة مئوية، بدلاً من واحدة صلبة. وهذا يسمح بتعويم الجليد، وهو أمر حيوي لاستمرار الحياة تحت سطحه في المناخات الباردة. يتم تعريف كيلوغرام وكتلة تعبئة المياه ليتر واحد في 4 درجة مئوية ويعتبر هذا إذا درجة الحرارة الحرجة بدلا من 0 درجة مئوية، نجد أن نقطة "فاي" هى 105.2 درجة فهرنهايت، وهى تحدد النهاية القصوى لدرجة حرارة الجسم...وبالتالي درجات الحرارة الرئيسية للجسم والراحة تعكس نقاط فاي في حالات المياه المختلفة، والتي يتألف إلى حد كبير منها أجسامنا البشرية!
مراحل النمو والتطور البشرى
أيضاً كان للدكتور نورمن روز ( Norman S. Rose ) ملاحظته المثيرة للإهتمام من أن المراحل الأساسية للتطور ونو الإنسان تمثل أرقام سلسلة فيبوناتشى .. فمثلاً - عند "الصفر" يكون جنيناً, - عند عمر "1" يكون مولود حديث الولادة , - عند أواخر عمر "1" يبدأ فى ظهور الصوت والمشى, - فطامه فى "2" , - عند "3" تبدأ مرحلة الإعتداد بالنفس والتحكم والتدريب على إستخدام الحمام, - عند "5 " التعليم المبكر, -عند "8" منتصف الطفولة والتمييز بين الصح والخطأ, -عند "13" البلوغ, - عند "21" سن الرشد, - عند "34" منتصف النضوج والأبوة والمهارات المصقولة. - "55" بدء سن الضمان الإجتماعى وإكتمال المهارات والتقاعد, وأخيراً - عند "89" الإكتمال والحكمة.
النسبة الإلهية فى أصغر مكون فى الإنسان
يستند جزيء الحمض النووي، وهو ما يمثل البرنامج لجميع أشكال الحياة، وعلى النسبة الذهبية. فهى بأبعاد 34 انغستروم طولاً بنسبة 21 انغستروم عرضاً لكل دورة كاملة من دوامة لها "الحلزون المزدوج" الذى يمثل وحدة الـ DNA... والأرقام 34 و 21 بالطبع، هي الأرقام في سلسلة فيبوناتشي ونسبتهم، 1.6190476 تقترب كثيرا فاي، 1.6180339!!!!
وكذلك تخضع أصداف البحر الحلزونية الشكل للنسبة الذهبية. وكنتيجة فالاوراق التي نكتب عليها ونستعملها للطباعة تم تطويعها للنسبة الذهبية ونسب كوكب الارض والكواكب والمجرات و و و و .....امر عجيب جدا وسبحان الله في خلقه!!!!!!